461
وَمَعْرُوفِينَ بِتَصْدِيقِنا اِيّاكُمْ (1)

أسماؤنا أنّنا من شيعتكم .
    ويدلّ عليه الحديث الرضوي الشريف : « ... وإنّ شيعتنا لمكتوبون بأسماءهم وأسماء آبائهم ، أخذ الله علينا وعليهم الميثاق ، يردون موردنا ، ويدخلون مدخلنا ، ليس على ملّة الإسلام غيرنا وغيرهم » (1) .
    وفي نسخة الكفعمي : « إذ كنّا عنده بكم مؤمنين مسوّمين ، وبفضلكم معروفين ، وبتصديقنا إيّاكم مشكورين ، وبطاعتنا لكم مشهورين » .
    (1) ـ أي وكنّا عند الله تعالى معروفين أيضاً بتصديقنا إيّاكم في الإمامة والفضيلة وفرض الطاعة .
    والتصديق هو : الإعتراف بالصدق .
    وفي تلك النشأة الاُولى حصل تصديق الشيعة الأبرار للأئمّة الأطهار (عليهم السلام) ، وعُرفوا عند الله تعالى بتصديقهم لحججه وخلفائه ، والحمد لله على آلائه .
    ويدلّ عليه أخبار الطينة والميثاق التي تقدّم ذكرها ومنها :
    حديث بكير بن أعين ، عن الإمام الباقر (عليه السلام) : « إنّ الله تبارك وتعالى أخذ ميثاق شيعتنا بالولاية لنا وهم ذرّ يوم أخذ الميثاق على الذرّ بالإقرار له بالربوبية ، ولمحمّد بالنبوّة ، وعرض على محمّد (صلى الله عليه وآله) اُمّته في الظلِّ وهم أظلّة ، وخلقهم من الطينة التي خلق منها آدم ، وخلق أرواح شيعتنا قبل أبدانهم بألفي عام ، وعرضهم عليه ، وعرّفهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي بن أبي طالب (عليه السلام) ونحن نعرفهم في لحن
(1) الكافي : ج1 ص223 ح1 .


462
فَبَلَغَ اللّهُ بِكُمْ اَشْرَفَ مَحَلِّ الْمُكَرَّمِينَ وَاَعْلى مَنازِلِ الْمُقَرَّبِينَ وَاَرْفَعَ دَرَجاتِ الْمُرْسَلِينَ (1)

القول » (1) .
    فالمؤمنون بأهل البيت (عليهم السلام) معروفون عند الله تعالى .
    وسيعرّفهم يوم القيامة بنور الإيمان الذي يتجلّى منهم ، مع بشارة الملائكة لهم بجنّات الخلد كما في قوله عزّ إسمه : (يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمْ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الاَْنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (2) (3) .
    وفي حديث جابر بن عبدالله الأنصاري قال : كنت ذات يوم عند النبي إذ أقبل بوجهه على علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال : « ألا اُبشّرك ياأبا الحسن ؟
    قال : بلى يارسول الله .
    قال : هذا جبرئيل يخبرني عن الله جلّ جلاله أنّه قد أعطى شيعتك ومحبّيك سبع خصال : الرفق عند الموت ، والاُنس عند الوحشة ، والنور عند الظلمة ، والأمن عند الفزع ، والقسط عند الميزان ، والجواز على الصراط ، ودخول الجنّة قبل الناس ، نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم » (4) .
    (1) يعني بلّغكم الله تعالى أشرف محلّ عباده المكرّمين ، أي أفضل مراتبهم ، وأعلى منازل المقرّبين من الأنبياء والمرسلين .
(1) بحار الأنوار : ج5 ص250 ب10 ح43 .
(2) سورة الحديد : الآية 12 .
(3) كنز الدقائق : ج13 ص86 .
(4) الخصال : باب السبعة ص402 ح112 .



463
    وأرفع درجات المرسلين وهي درجة نبيّ الإسلام عليه وآله أفضل التحيّة والسلام .
    وهذه الفقرات تقتضي بل تلازم أفضلية أهل البيت (عليهم السلام) على الأنبياء كأفضلية خاتم النبيين عليهم .
    لأنّ لازم الأشرفية والأعلائية والأرفعية هي الأفضلية ، إذ غير الأفضل لا يكون أشرف أو أعلى أو أرفع .
    ويدلّ على هذا المقام الكتاب الكريم والأحاديث الشريفة .
    أمّا الكتاب : فقوله تعالى في آية المباهلة : (فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَآءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ) (1) .
    فالأنفس مفسّرة بأمير المؤمنين (عليه السلام) عند الخاصّة والعامّة .
    والنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) أفضل من جميع الأنبياء ، فيكون نفسه يعني أمير المؤمنين (عليه السلام) أفضل منهم أيضاً ، فلاحظ تفسير الآية من طرق الخاصّة في الكنز (2) ومن طرق العامّة بتسعة عشر حديثاً في الغاية (3) .
    والأئمّة الطاهرون (عليهم السلام) بمنزلة رسول الله (صلى الله عليه وآله) كما صرّح به في حديث محمّد ابن مسلم المتقدّم (4) .
(1) سورة آل عمران : الآية 61 .
(2) كنز الدقائق : ج3 ص121 .
(3) غاية المرام : ص300 .
(4) بحار الأنوار : ج27 ص50 ب18 ح2 .



464
    وأمّا الأحاديث فهي متواترة في ذلك ، كما صرّح بالتواتر في روضة المتّقين (1) ومن ذلك :
    1 ـ حديث عبدالله بن الوليد قال : قال لي أبو عبدالله (عليه السلام) : أي شيء يقول الشيعة في عيسى وموسى وأمير المؤمنين (عليه السلام) ؟
    قلت : يقولون : إنّ عيسى وموسى أفضل من أمير المؤمنين (عليه السلام) .
    قال : فقال : أيزعمون أنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) قد علم ما علم رسول الله ؟
    قلت : نعم ، ولكن لا يقدّمون على اُولوا العزم من الرسل أحداً .
    قال أبو عبدالله (عليه السلام) : فخاصمهم بكتاب الله .
    قال : قلت : وفي أي موضع منه اُخاصمهم ؟
    قال : قال الله تعالى لموسى : (وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الاَْلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْء مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلا) (2) إنّه لم يكتب لموسى كلّ شيء وقال الله تبارك وتعالى لعيسى : (وَلاُِبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ) (3) وقال الله تعالى لمحمّد (صلى الله عليه وآله) : (وَجِئْنَا بِكَ شَهِيداً عَلَى هَؤُلاَءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْء) (4) .
    2 ـ حديث الحسين بن علوان ، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال : « إنّ الله خلق اُولوا العزم من الرسل وفضّلهم بالعلم ، وأورثنا علمهم وفضلهم ، وفضّلنا عليهم في
(1) روضة المتّقين : ج5 ص485 .
(2) سورة الأعراف : الآية 145 .
(3) سورة الزخرف : الآية 63 .
(4) سورة النحل : الآية 89 .



465
علمهم ، وعلّم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما لم يعلموا ، وعلّمنا علم الرسول (صلى الله عليه وآله) وعلمهم » (1) .
    3 ـ حديث علي بن إسماعيل عن بعض رجاله قال : قال أبو عبدالله (عليه السلام) لرجل : تمصّون الثماد (2) وتدعون النهر الأعظم .
    فقال له الرجل : ما تعني بهذا يابن رسول الله ؟
    فقال : عُلّم النبي (صلى الله عليه وآله) علم النبيين بأسره ، وأوحى الله إلى محمّد (صلى الله عليه وآله) فجعله محمّد (صلى الله عليه وآله) عند علي (عليه السلام) .
    فقال له الرجل : فعلي (عليه السلام) أعلم أو بعض الأنبياء ؟
    فنظر أبو عبدالله (عليه السلام) إلى بعض أصحابه فقال : إنّ الله يفتح مسامع من يشاء ، أقول له : إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) جعل ذلك كلّه عند علي (عليه السلام) فيقول : علي (عليه السلام) أعلم أو بعض الأنبياء » (3) .
    4 ـ حديث سدير ، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : « لمّا لقي موسى العالم كلّمه وسائله نظر إلى خطّاف يصفر ويرتفع في السماء ويتسفّل في البحر .
    فقال العالم لموسى : أتدري ما يقول هذا الخطّاف ؟
    قال : وما يقول ؟
    قال : يقول : وربّ السماء وربّ الأرض ما علمكما في علم ربّكما إلاّ مثل ما أخذت بمنقاري من هذا البحر .
(1) بصائر الدرجات : ص227 ب5 ح2 .
(2) الثماد : جمع الثمد بالفتح وبالتحريك ، هو ماء المطر يبقى محقوناً تحت رمل فإذا كشفت عنه أدّته الأرض .
(3) بصائر الدرجات : ص227 ب5 ح4 ، بحار الأنوار : ج26 ص195 ب15 ح3 .



466
    قال : فقال أبو جعفر (عليه السلام) أما لو كنت عندهما لسألتهما عن مسألة لا يكون عندهما فيها علم » (1) .
    5 ـ حديث أبي ذرّ الغفاري قال : بينما ذات يوم من الأيّام بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذ قام وركع وسجد شكراً لله تعالى ، ثمّ قال :
    « ياجندب من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه ، وإلى نوح في فهمه ، وإلى إبراهيم في خلّته ، وإلى موسى في مناجاته ، وإلى عيسى في سياحته ، وإلى أيّوب في صبره وبلائه ، فلينظر إلى هذا الرجل المقابل [ المقبل ] الذي هو كالشمس والقمر الساري ، والكوكب الدرّي ، أشجع الناس قلباً ، وأسخى الناس كفّاً ، فعلى مبغضه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين .
    قال : فالتفت الناس ينظرون من هذا المقبل فإذا هو علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام » (2) .
    فالدليل تامّ صريح على أفضلية أهل البيت (عليهم السلام) حتّى من الأنبياء اُولي العزم من الرسل .
    وهذا المقام السامي تجري فيه الأوصاف التالية في هذه الزيارة المباركة : « حيث لا يلحقه لاحق » الخ .
    وفي نسخة الكفعمي : « فبلغ الله بكم أشرف محلّ المكرّمين ، وأفضل شرف المشرّفين » .
(1) بصائر الدرجات : ص230 ب6 ح2 ، بحار الأنوار : ج26 ص196 ب15 ح5 .
(2) بحار الأنوار : ج39 ص38 ب73 ح9 .



467
حَيْثُ لا يَلْحَقُهُ لاحِقٌ (1) وَلا يَفُوقُهُ فائِقٌ (2) وَلا يَسْبِقُهُ سابِقٌ (3)

    (1) ـ يقال : لحقه أي أدركه ، فعدم اللحوق هو عدم الإدراك .
    أي لا يلحق ذلك المقام الأسمى والمحلّ الأشرف أحد غيركم ولا يبلغه أيّ واحد ممّن هو دونكم ، بل هو مختصّ بكم أهل البيت لا يدرككم أحد .
    فإنّ مناقبهم الجميلة لا تنتهي إلى حدّ ، ولا تستقصى بالعدّ ، فكيف يلحقها لاحق ؟!
    كما يدلّ على ذلك حديث الإمام الهادي (عليه السلام) عند سؤال يحيى بن أكثم منه عن قوله تعالى : (وَلَوْ أَنَّمَا فِي الاَْرْضِ مِن شَجَرَة أَقْلاَمٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُر مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللهِ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (1) .
    قال (عليه السلام) : « ... ونحن الكلمات التي لا تدرك فضائلنا ولا تستقصى » (2) .
    (2) ـ يقال : فاق الرجل أصحابه : أي علاهم في الفضل والشرف وغلبهم .
    أي لا يعلوكم ولا يغلبكم في مقامكم الأسمى غالبٌ من المتفوّقين كالأنبياء حتّى اُولي العزم من المرسلين ، غير رسول الله (صلى الله عليه وآله) الذي هو سيّدكم أهل البيت ، ولا يتوصّل فكر أحد إلى مقامهم الأسمى ، بل تقصر العقول عن الوصول إلى معرفتهم العليا .
    كما تجلّى ذلك في قول أمير المؤمنين (عليه السلام) في خطبته الشقشقية : « ولا يرقى إليّ الطير » (3) .
    (3) يقال : سبق الشيء : أي تقدّمه وتجاوز عنه .
(1) سورة لقمان : الآية 27 .
(2) الإحتجاج : ج2 ص295 .
(3) نهج البلاغة : الخطبة 3 .



468
وَلا يَطْمَعُ فِي اِدْراكِهِ طامِعٌ (1) حَتّى لا يَبْقى (2)

    أي لا يتقدّم ولا يتجاوز عن مقاكم الأرفع أحد من السابقين إلى الفضائل . فإنّه إذا لم يتمكّن أحد من أن يلحقهم لم يتمكّن من سبقهم بالأولوية .
    (1) ـ يقال : طمع في الشيء : إذا حرص عليه ورجاه ، ولا مطمع له في هذا الأمر أي أنّه يائس منه ولا أمل له فيه .
    فالمعنى أنّه لا يرجو راج من الأنبياء والأوصياء والملائكة الإدراك والوصول إلى المقام الأسمى الذي وصلتم إليه أنتم أهل البيت .
    فإنّهم يعلمون أنّه موهبة خاصّة من الله تعالى لكم ، فلا يمكن الوصول إليه بالسعي والجدّ والإجتهاد ، ولا يشاركهم أحد فيه من العباد .
    كما تعرف كلّ ذلك من الحديث العلوي الشريف الذي جاء فيه :
    « فلا يقاس بهم من الخلق أحد ، فهم خاصّة الله وخالصته ، وسرّ الديّان وكلمته ، وباب الإيمان وكعبته ، وحجّة الله ومحجّته ، وأعلام الهدى ورايته ، وفضل الله ورحمته ، وعين اليقين وحقيقته ، وصراط الحقّ وعصمته ، ومبدؤ الوجود وغايته ، وقدرة الربّ ومشيّته ، واُمّ الكتاب وخاتمته ، وفصل الخطاب ودلالته ، وخزنة الوحي وحفظته ، وآية الذكر وتراجمته ، ومعدن التنزيل ونهايته ...» (1) .
    (2) أي حتّى لم يبق في عالم الأرواح ولا في عالم الأجساد من سائر أصناف الموجودات ، إلاّ وعرّفهم الله تعالى في الكتب الإلهية والصحف السماوية على ألسنة الأنبياء والمرسلين جلالة أمركم .
(1) بحار الأنوار : ج25 ص174 ب3 ح38 .


469
    بل إنّ ولايتهم جعلت في فطرة المكلّفين ، وميثاق إمامتهم اُخذت حتّى من الأنبياء والمرسلين .
    كما تدلّ على ذلك الأحاديث الكثار التي عقد لها باب مستقلّ في البحار يشتمل على (88) حديثاً (1) نختار منها ما يلي :
    1 ـ حديث التفسير أنّه قال الإمام الصادق (عليه السلام) في قوله تعالى : (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ) الآية ، كان الميثاق مأخوذاً عليهم لله بالربوبية ولرسوله بالنبوّة ولأمير المؤمنين والأئمّة بالإمامة ، فقال : (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ) ومحمّد نبيّكم وعلي إمامكم والأئمّة الهادون أئمّتكم ؟ فـ (قَالُوا بَلَى) فقال الله : (أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ) أي لئلاّ تقولوا يوم القيامة : (إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ) (2) .
    فأوّل ما أخذ الله عزّوجلّ الميثاق على الأنبياء بالربوبية ، وهو قوله : (وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ) فذكر جملة الأنبياء ثمّ أبرز أفضلهم بالأسامي فقال : (وَمِنْكَ) يامحمّد ، فقدّم رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأنّه أفضلهم (وَمِنْ نُوح وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ) (3) فهؤلاء الخمسة أفضل الأنبياء ، ورسول الله أفضلهم » (4) .
    2 ـ حديث عبدالرحمن بن كثير ، عن أبي عبدالله (عليه السلام) في قول الله
(1) بحار الأنوار : ج26 ص267 ب6 .
(2) سورة الأعراف : الآية 172 .
(3) سورة الأحزاب : الآية 8 .
(4) المصدر المتقدّم : ص268 ح2 .



470
عزّوجلّ : (فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا) (1) قال : « التوحيد ، ومحمّد رسول الله ، وعلي أمير المؤمنين (عليه السلام) » (2) .
    3 ـ حديث حذيفة بن أسيد قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : « ما تكاملت النبوّة لنبي في الأظلّة حتّى عرضت عليه ولايتي وولاية أهل بيتي ومثّلوا له ، فأقرّوا بطاعتهم وولايتهم » (3) .
    4 ـ حديث حبّة العرني قال : قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : « إنّ الله عرض ولايتي على أهل السماوات وعلى أهل الأرض ، أقرّ بها من أقرّ وأنكرها من أنكر ... » (4) .
    5 ـ حديث ابن محرز ، عن الإمام الصادق (عليه السلام) : « إنّ الله تبارك وتعالى علّم آدم أسماء حجج الله كلّها ثمّ عرضهم وهم أرواح على الملائكة فقال : أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين أنّكم أحقّ بالخلافة في الأرض لتسبيحكم وتقديسكم من آدم :
    قالوا : سبحانك لا علم لنا إلاّ ما علّمتنا إنّك أنت العليم الحكيم .
    قال الله تبارك وتعالى : ياآدم أنبئهم بأسمائهم فلمّا أنبأهم بأسمائهم وقفوا على عظيم منزلتهم عند الله تعالى ذكره ، فعلموا أنّهم أحقّ بأن يكونوا خلفاء الله في أرضه وحججه على بريته ، ثمّ غيّبهم عن أبصارهم واستعبدهم بولايتهم ومحبّتهم وقال لهم : ألم أقل لكم إنّي أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما
(1) سورة الروم : الآية 30 .
(2) المصدر المتقدّم : ص277 ح18 .
(3) المصدر المتقدّم : ص281 ح27 .
(4) المصدر المتقدّم : ص282 ح34 .