المجلسُ العزائيّ احتضنته قاعةُ تشريفات العتبة العبّاسية المقدّسة وبحضور جمعٍ من منتسبيها وعددٍ من مسؤوليها فضلاً عن عددٍ من الزائرين، وبعد تلاوة آياتٍ من الذكر الحكيم كانت هناك محاضرةٌ دينيّة ألقاها السيد أحمد الطويرجاوي من قسم الشؤون الدينيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة، تناول في حديثه موجزاً عن صاحبة الذكرى الأليمة وجزءً من حياتها ومعاناتها، مستذكراً ما جرى من ظلامةٍ على السيّدة الزهراء(عليها السلام) ودورها الكبير في تدعيم الدين الإسلاميّ، والتعريف بفاطمة الزهراء ومكانتها عند الله تبارك وتعالى ورسوله المصطفى محمد(صلّى الله عليه وآله)، مستشهداً في ذلك بأقوال الرسول(صلّى الله عليه وآله) والأئمّة المعصومين(عليهم السلام)، وكذلك استذكار ما جرى عليها من ظلامات كبيرة وغصب حقّها (سلام الله عليها).
وفي ختام المحاضرة أكّد السيد الطويرجاوي على التمسّك بالقيم التي ضحّت من أجلها صاحبة الذكرى الأليمة، وهي قيم الإسلام والإنسانيّة، ليكون مسك الختام بمرثيّة عزائيّة لأحد الرواديد الحسينيّين سلّط الضوء من خلالها على مظلوميّة الزهراء(عليها السلام) التي تُعتبر مفتاح المصائب على أهل البيت(عليهم السلام).
يُذكر أنّ محبّي وأتباع أهل البيت(عليهم السلام) يستذكرون في كلّ أنحاء العالم هذه الذكرى الأليمة لشهادة بضعة الرسول فاطمة الزهراء(سلام الله عليها)، وإنّ هناك روايات متعدّدة حول تاريخ شهادتها ومكان قبرها (عليها السلام)، وذلك يدلّ على مظلوميّتها والاضطهاد الذي تعرّضت له، حيث أوصت(عليها السلام) زوجها أمير المؤمنين عليّاً(عليه السلام) أن يخفي مكان قبرها ولا يُشهِدَ جنازتها أحداً ممّن ظلمها وغصب حقّها، وكان عمرها حين استشهادها ثمانية عشر عاماً على أشهر وأغلب الروايات.