المحسن السبط ::: 151 ـ 160
(151)
    10 ـ عمر بن شبّة ( ت 262 هـ ) ، البصري النحوي الأخباري ، ن ـ زيل بغداد ، روى عن أبيه وجماعة منهم الأصمعي وأبي زيد الأنصاري ، وروى عنه ابن ماجة ، والبلاذري ، وابن أبي الدنيا ، وثعلب ، وأحمد بن عبد العزيز الجوهري وآخرون ، قال ابن أبي حاتم : كتبت عنه مع أبي وهو صدوق صاحب عربية وأدب ، قال الدار قطني : ثقة.
     وذكره ابن حبان في الثقات وقال : مستقيم الحديث ، وكان صاحب أدب وشعر وأخبار ومعرفة بأيام الناس.
     وقال الخطيب : كان ثقة ، عالماً بالسير وأيام الناس ، وله تصانيف كثيرة ، وكان قد نزل في آخر عمره سر من رأى وتوفي بها.
     ثم ذكر امتحانه بسر من رأى في مسألة خلق القرآن ، فقال أبو علي الغزي : امتحن عمر بن شبّه بسرّ من رأى بحضرتي فقال : القرآن كلام الله ليس بمخلوق ، فقالوا له : فتقول من وقف فهو كافر؟ فقال : لا أكفّر أحداً ، فقالوا له : أنت كافر ومزقوا كتبه ، فلزم بيته وحلف أن لا يحدث شهراً ، وكان ذلك حدثان قدومه من بغداد بعد الفتنة ، فكنت ألزمه أكتب عنه ، وما امتنع مني من جميع ما أسأله ، فأنشدني قصيدة له أنشدها في محنته :
لما رأيت العلم ولّى ودَبَر لزمت بيتي معلناً ومستتَر أعني النبي المصطفى على البشر ومن اردت من مصابيح زُهَر وقام بالحمل خطيب فهمَر مخاطباً خير الورى لمن غَبر والثاني الصدّيق والتالي عمر مثل النجوم قد أطافت بالقمر
     إلى آخر شعره ولم يسمّ فيها عثمان ولا علي ، وحمل فيه على أهل الحديث الذين سبّبوا له المحنة ، وهذا يحكي جانباً من تاريخ سرّ من رأى في ذلك العهد والحالة الاجتماعية المتردية.

(152)
وقال المرزباني في معجم الشعراء : عمر بن شبة أديب فقيه واسع الرواية صدوق ثقة ... نزل بغداد عند خراب البصرة ... (1).
     11 ـ ابن قتيبة ( ت 276 هـ ) ، هو أبو محمّد عبد الله بن مسلم بن قتيبة كان فاضلاً ثقة ، سكن بغداد وحدّث بها عن إسحاق بن راهويه ... وأبي حاتم السجستاني وتلك الطبقة ... وتصانيفه كلها مفيدة (2).
     وقال الذهبي في تذكرة الحفاظ : ( ابن قتيبة من أوعية العلم ، لكنه قليل العمل في الحديث ).
     وقال الحافظ السلفي : ( كان ابن قتيبة من الثقات ومن أهل السنة ) ، وقال الخطيب البغدادي : ( وكان ثقة ديّناً فاضلاً ) ، وقال ابن حزم : ( كان ابن قتيبة ثقة في دينه وعلمه ).
     ومع هذا الثناء والاطراء فقد جرحه الدار قطني بقوله : ( كان ابن قتيبة يميل إلى التشبيه ، منحرفاً عن العترة ، وكلامه يدل عليه ) وكذلك البيهقي قال : ( كان ابن قتيبة يرى رأي الكرامية ، وليس بين المشبهة والكرامية كبير فرق ، فالكرامية أتباع محمّد بن كرام ، وكان يذهب إلى التجسيم والتشبيه ، وينعى على عليّ صبره على ما جرى على عثمان ) راجع بشأن هذه الأقوال مقدمة كتاب المعارف تحقيق ثروت عكاشة.
     ولمّا كانت النصوص التي سننقلها عنه من كتابيه ( المعارف ) و ( الإمامة والسياسة ) فلا مناص من التعريف بهما وما جرى عليهما ، فالأول لعبت به أيد أثيمة ، فضاعت منه بعض النصوص ، والثاني اعترت نسبته شكوك أثارها فريق من الباحثين ، وبأزائهم فريق صحح النسبة فنقل عنه معتمداً عليه ، لهذا سنبحث عن
1 ـ تهذيب التهذيب 7 : 460 _ 461.
2 ـ وفيات الأعيان 3 : 42.


(153)
الكتابين باختصار في نظرة على المصادر ، ونحيل القارئ إلى الملاحق الآتية في آخر الكتاب ( الملحق الثاني والثالث ) حيث يجد مزيداً من التحقيق.
     12 ـ البلاذري ( ت 279 هـ ) ، وهو أحمد بن يحيى بن جابر بن داود البلاذري البغدادي الكاتب ، ترجمه ياقوت في معجم الأدباء (1) فقال : ( ... حافظ أخباري علامة ) وترجمه ابن عساكر في تاريخ دمشق فقال : ( وكان عالماً فاضلاً نسابة متقناً ... ) ، وله تراجم في لسان الميزان لابن حجر ، وفوات الوفيات لابن شاكر ، وبغية الطلب لابن العديم وغيرها.
     13 ـ ابن جرير الطبري ( ت 310 هـ ) ، هو أبو جعفر محمّد بن جرير ، شيخ المفسرين وشيخ المؤرّخين.
     ترجمه ياقوت في معجم الأدباء (2) ، كما ترجمه الخطيب في تاريخ بغداد (3) ، وابن عساكر في تاريخه (4) ، وغيرهم وكلّهم أثنوا عليه ، ولعلّ القفطي هو أوفى من غيره فيما كتب عنه ، فقد ذكره في كتابه ( انباه الرواة ) وذكر أنّه وضع في سيرته كتاباً أسماه ( التحرير في أخبار محمّد بن جرير ) وصفه بأنّه كتاب ممتع وضاع فيما ضاع من كتبه ، وحسبنا اليوم ما كتبه محمّد أبو الفضل إبراهيم في مقدمة كتابه التاريخ طبعة دار المعارف بمصر.
     وكان ابن جرير مفسراً بارعاً ، ومؤرخاً جامعاً ، ومحدثاً نافعاً ، وكتبه نيفت على العشرين ، منها : التفسير في ثلاثين جزء ، والتاريخ في عشرة أجزاء ، وله في الحديث ( تهذيب الأثار ) في عدة أجزاء طبع منها ( مسند عمر ) و ( مسند عليّ ) و ( مسند ابن عباس ).
1 ـ معجم الأدباء 2 : 128.
2 ـ معجم الأدباء 18 : 48 ـ 65.
3 ـ تاريخ بغداد 2 : 164 ـ 166.
4 ـ تاريخ ابن عساكر 18 : 351 ـ 356.


(154)
ومن تآليفه ( أحاديث غدير خم في مجلدين ) رآه ابن كثير ، ونصّ عليه غيره باسم كتاب ( الولاية ) فهذا ما قرأناه عنه ولم نعلم أين استقر به الثوى.
     14 ـ ابن عبد ربه الأندلسي ( ت 328 هـ ) ، هو أحمد بن محمّد بن عبد ربه الأندلسي ، قال ابن خلكان في وفيات الأعيان (1) : ( كان من العلماء المكثرين من المحفوظات والاطلاع على أخبار الناس ، وصنّف كتابه العقد ، وهو من الكتب الممتعة ، حوى من كلّ شيء ... ).
     وترجمه الذهبي في جملة من كتبه ، فله ترجمة في سير أعلام النبلاء (2) ، كما أثنى عليه في العبر وغيره وقال : ( وكان موثقاً نبيلاً بليغاً شاعراً ، عاش 82 سنة وتوفي سنة 328 هـ ).
     أقول : ومن المؤاخذات على الذهبي وعلى غيره ممّن ترجم لابن عبد ربه ، إغضاؤهم عن نصبه ، فلم يذكروا _ ولو على نحو الاشارة ـ إلى ذلك ، فقد كان ناصبياً معلناً ذلك في ارجوزته في الخلفاء ، حيث ذكر الثلاثة ثم ربّع بمعاوية ، ولم يذكر الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، ولا الإمام الحسن ( عليه السلام ) ، وذلك ما حدا بالقاضي منذر بن سعيد أن يغضب فيسب ابن عبد ربه.
     فقد روى المقري في نفح الطيب (3) نقلاً عن كتاب التكملة لابن الأبار (4) بسنده عن أبي عبيد القاسم بن خلف الجبيري الفقيد الطرطوشي قال : نزل القاضي منذر بن سعيد على أبي بطرطوشة ، وهو يومئذٍ يتولّى القضاء في الثغور الشرقية .... فأنزله أبي في بيته الذي يسكنه ، فكان إذا تفرغ نظر في كتب أبي ، فمر
1 ـ وفيات الأعيان 1 : 110.
2 ـ سير أعلام النبلاء 15 : 283.
3 ـ نفح الطيب 3 : 266 ـ 267.
4 ـ التكملة 1 : 293.


(155)
على يديه كتاب ( ارجوزة ابن عبد ربه ) يذكر فيه الخلفاء ويجعل معاوية رابعهم ، ولم يذكر علياً فيهم ، ثم وصل بذكر الخلفاء من بني مروان إلى عبد الرحمن بن محمّد ، فلما رأى ذلك منذر غضب وسبّ ابن عبد ربّه ، وكتب في حاشية الكتاب :
أو عليّ لا برحت ملعّناً رب الكساء وخير آل محمّد يابن الخبيثة عندكم بإمام داني الولاء مقدّم الإسلام
     قال أبو عبيد : والأبيات بخطه في حاشية كتب أبي إلى الساعة.
     أقول : وقد ذكر ابن عبد ربه في آخر الجزء الرابع من العقد ( بتصحيح أحمد أمين وأحمد الزين وإبراهيم الأبياري ) أرجوزته في فتوحات عبد الرحمن بن محمّد الأموي ، وهذه غير تلك التي رآها القاضي منذر بن سعيد وكتب في حاشيتها ما تقدم.
     ومع نصبه فقد ذكر ما سيأتي نصاً فيه الإدانة لرموز الخيانة جاء فيه : ( وأما عليّ والعباس والزبير ، فقعدوا في بيت فاطمة حتى بعث إليهم أبو بكر عمر بن الخطاب ليخرجوا من بيت فاطمة ، وقال له : إن أبوا فقاتلهم ، فأقبل بقبس من نار على أن يضرم عليهم الدار ، فلقيته فاطمة ، فقالت : يابن الخطاب ، أجئت لتحرق دارنا؟ قال : نعم أوتدخلوا ما دخلت فيه الأمة ).
     15 ـ المسعودي ( ت سنة 346 هـ ) ، هو أبو الحسن عليّ بن الحسين المسعودي صاحب ( مروج الذهب ) من شيوخ المؤرخين ، وكتابه ( مروج الذهب ) من خيرة المصادر ، وقد ذكر في أوله مآخذه ، فكانت نخبة المؤلفات المعتمدة في عصره ، لذلك صار كتابه مقبولاً تاريخياً ، على ما فيه مما لا يخلو منه كتاب غير كتاب الله سبحانه وتعالى الذي : « لا يَأتِيهِ البَاطِلُ مِنْ بَيْن ِيَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ » (1).
1 ـ فصلت : 42.

(156)
وعَلَمية المسعودي تغني عن الإطناب في ترجمته ، ولقد ترجمه السبكي في طبقات الشافعية (1) وذكر أخذه وحضوره عند أبي العباس بن سريج ـ شيخ الشافعية في وقته ـ وهو الذي علّق عنه ( رسالة البيان عن أصول الأحكام ) قال السبكي : وهذه الرسالة عندي نحو خمس عشرة ورقة.
     كما لم تخل كتب التراجم الشيعية من ذكره وعده من الشيعة ، ولعله كان عامياً ثم استبصر ، وكتب كتابه ( اثبات الوصية ) وإلاّ ففي مروج الذهب ما يمكن الاستدلال به على عاميته.
     16 ـ الطبراني ( ت 360 هـ ) ، هو الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي الطبراني الحافظ الثبت المعمر ، لا ينكر له التفرد في سعة ما روى ، عاش مئة سنة ، وسمع وهو ابن ثلاث عشرة سنة ، وبقي إلى سنة ستين وثلاثمائة ، وكان واسع العلم كثير التصانيف ، وقيل : ذهبت عيناه في آخر عمره.
     وللحافظ ابن مندة جزء فيه ذكر الطبراني وبعض مناقبه ومولده ووفاته وعدد تصانيفه ، حقّقه حمدي السلفي وألحقه بالمجلد الخامس والعشرين من المعجم الكبير للطبراني ، وذكر في آخره ما وجد من تصانيفه فبلغت ( 106 ) مصنفاً بينها المعاجم الثلاثة ، الكبير والأوسط والصغير ، وهي في عدة أجزاء ، وقد طبعت جميعها كما طبع له غيرها.
     17 ـ الجوهري ( كان حياً سنة 322 ، حيث قرئ عليه كتابه السقيفة ) (2) هو أبو بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري صاحب ( كتاب السقيفة ) ذكره الشيخ الطوسي في الفهرست ، وابن شهرآشوب في معالم العلماء ، وهو معاصر لأبي الفرج الاصبهاني ( ت 356 هـ ) ، وقد روى عنه في كتاب الأغاني قريباً من ثمانين رواية ، فقال : ( حدثني أبو بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري ) (3).
1 ـ طبقات الشافعية 3 : 426.
2 ـ راجع كشف الغمة 1 : 453.
3 ـ الأغاني 2 : 244 ، وكذلك في بقية الأجزاء.


(157)
وروى عنه المرزباني ( ت 384 هـ ) في كتابه الموشح (1) ، وروى عنه أبو هلال العسكري ( ت 382 هـ ) في كتابه الأوائل كثيراً ، وفي كتابه شرح ما يقع فيه التصحيف والتحريف (2) ، وقال : قرأت على أبي بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري ، وكان ضابطاً صحيح العلم. وروى عنه الطبراني ( ت 360 هـ ) في المعجم الصغير (3).
     أما ابن أبي الحديد فقد نقل في شرح النهج كثيراً من النصوص من كتبه : السقيفة ، والذيل على السقيفة ، وفدك وعرفه فقال : ( الفصل الأول فيما ورد من الأخبار والسير المنقولة من أفواه أهل الحديث وكتبهم ، لامن كتب الشيعة ورجالهم ، لأنّا مشترطون على أنفسنا ألاّ نحفل بذلك ، وجميع ما نورده في هذا الفصل من كتاب أبي بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري في السقيفة وفدك ، وما وقع من الاختلاف والاضطراب عقب وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وأبو بكر الجوهري هذا عالم محدث ، كثير الأدب ، ثقة ورع ، أثنى عليه المحدثون ، ورووا عنه مصنفاته ) (4).
     ولم يكن هذا من ابن أبي الحديد فقط ، قال أيضاً : ( واعلم أنّا إنّما نذكر في هذا الفصل ما رواه رجال الحديث وثقاتهم ، وما أودعه أحمد بن عبد العزيز الجوهري في كتابه ، وهو من الثقات الأمناء عند أصحاب الحديث ... ) (5).
     18 ـ ابن عبد البر المالكي ( ت 463 هـ ) ، صاحب ( الاستيعاب ) و ( التمهيد ) و ( الاستذكار ) هو أبو عمر يوسف بن عبد البر الأندلسي المالكي ، أثنى عليه كلّ
1 ـ الموشح : 28 ، 47.
2 ـ شرح ما يقع فيه التصحيف والتحريف : 457.
3 ـ المعجم الصغير 1 : 59.
4 ـ شرح النهج 16 : 209 ـ 210.
5 ـ المصدر نفسه 16 : 234.


(158)
من ترجمه من المشارقة والمغاربة ، وحسبنا قول الذهبي في تاريخ الاسلام فيما حكاه عن شيخه محمّد بن أبي الفتح قال :
     ( كان أبو عمر ابن عبد البر أعلم من بالأندلس في السنن والآثار واختلاف علماء الأمصار ، كان في أوّل زمانه ظاهري المذهب مدة طويلة ، ثم رجع عن ذلك إلى القول بالقياس من غير تقليد أحد ، إلاّ أنّه كان كثيراً ما يميل إلى مذهب الشافعي ( رحمه الله ) ) (1).
     وقال في سير أعلام النبلاء : ( كان إماماً ديناً ثقة علامة متبحراً ، صاحب سنة واتباع ، وكان أولاً أثرياً ظاهرياً فيما قيل ، ثم تحوّل مالكياً مع ميل إلى فقه الشافعي في مسائل ، ولا ينكر له ذلك ، فإنّه ممّن بلغ مرتبة الأئمة المجتهدين ، ومن ينظر في مصنفاته بان له منزلته من سعة العلم ، وقوة الفهم ، وسيلان الذهن ، وكل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلاّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ولكن إذا أخطأ إمام في اجتهاده لا ينبغي لنا أن ننسى محاسنه ، ونغطي معارفه ، بل نستغفر له ونعتذر عنه ... ) (2).
     أقول : حبّذا لو صدقت الأحلام في جميع رجال الاسلام ، لكن ازدواجية المعايير تذهب بالعير والنفير.
     19 ـ الشهرستاني صاحب الملل والنحل ( ت 549 هـ ) ، هو أبو الفتح عبد الكريم ( شيخ أهل الكلام والحكمة صاحب التصانيف ، برع في الفقه على الإمام أحمد الكوفي الشافعي ، وقرأ الأصول على أبي نصر القشيري ... وكان كثير المحفوظ ، قوي الفهم ، مليح الوعظ ... ). هكذا وصفه الذهبي في سير أعلام النبلاء (3).
1 ـ تاريخ الإسلام.
2 ـ سير أعلام النبلاء 13 : 525.
3 ـ سير أعلام النبلاء 5 : 86.


(159)
وقال السمعاني (1) : ( كان إماماً فاضلاً متكلماً أصولياً ، عارفاً بالأدب والعلوم المهجورة ، وهو متّهم بالإلحاد والميل اليهم ، غال في التشيع ... ) ؟!
     أقول : لا ينقضي عجبي من السمعاني حيث اتهم الرجل بالإلحاد ، مع ما سبق له من الثناء عليه ووصفه له بالفضل والإمامة ... ، والغريب أيضاً قوله فيه : ( غال في التشيع ) وما أدري كيف اجتمع الالحاد والتشيع في شخص الشهرستاني الذي تظهر شخصيته العقائدية في كتابيه ( الملل والنحل ) و ( نهاية الأقدام في علم الكلام ) طافحة بأشعريته المعلنة ، وعلى ذلك وصف بها في وفيات الأعيان ومرآت الجنان.
     نعم ، ورد في لسان الميزان لابن حجر نقلاً عن ابن السمعاني ، وقد دافع ابن السبكي في طبقات الشافعية (2) عن الشهرستاني بنفي التهمة وقال : ( وما أدري من أين ذلك لابن السمعاني ، فإن تصانيف أبي الفتح دالة على خلاف ذلك ... ).
     20 _ أبو السعادات ابن الأثير الجزري ( ت 606 هـ ) ، هو المبارك بن محمّد بن محمّد ... الشيباني الشافعي مجد الدين ، عالم أديب ناثر مشارك في تفسير القرآن والنحو واللغة والحديث والفقه وغير ذلك.
1 ـ التحبير 2 : 160.
2 ـ طبقات الشافعية 6 : 130.


(160)
ترجمه ابن خلكان في الوفيات ، والسبكي في طبقات الشافعية ، وياقوت في معجم الأدباء وغيرهم ، وأثنوا عليه ثناءاً بالغاً ، وطبع من تصانيفه النهاية في غريب الحديث ، وجامع الأصول.
     21 ـ أبو الحسن ابن الأثير الجزري ( ت 630 هـ ) ، هو عليّ بن محمّد بن محمّد ... الشيباني أخو السابق ، وهو صاحب كتاب ( الكامل في التاريخ ) و ( اُسد الغابة في معرفة الصحابة ) و ( اللباب في تهذيب الأنساب ) وكلّها مطبوعة مكرراً ، ترجمه ابن خلكان في الوفيات ، والسبكي في طبقات الشافعية ، والذهبي في سير أعلام النبلاء وغيرهم.
     22 ـ الكلاعي ( ت 634 هـ ) ، أبو الربيع سليمان بن موسى الحميري المعروف بابن سالم ، وصفه الذهبي في سير أعلام النبلاء (1) بقوله : ( الإمام العلامة الحافظ المجوّد الأديب البليغ ، شيخ الحديث والبلاغة بالأندلس ).
     وساق في ترجمته ما قاله ابن الأبار وغيره في اطرائه وذكر تصانيفه ، ومنها كتابه الاكتفاء في مغازي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ومغازي الخلفاء ، ولم يذكر علياً ( عليه السلام ) لعدم الفتوحات في عصره ، هكذا في هامش السير.
     23 ـ ابن أبي الحديد المعتزلي ( ت 656 هـ ) ، هو عز الدين عبد الحميد بن أبي الحديد ، ترجمه معاصره ابن الفوطي الحنبلي في ( تلخيص مجمع الأداب في معجم الألقاب ) (2) فقال : ( الكاتب الأصولي.. كان أديباً فاضلاً حكيماً كاتباً.. ) وترجمه اليونيني في ذيل مرآة الجنان (3) ، والصفدي في الغيث المسجم (4) ، وابن شاكر في فوات الوفيات (5) ، والاتابكي في المنهل الصافي (6) ، وابن خلكان في وفيات الأعيان (7) ضمن ترجمة ابن الأثير ، وغير هؤلاء آخرون ، وكلّهم وصفوه بأنّه كان كاتباً أديباً فقيهاً فاضلاً ، ونقل في هامش فوات الوفيات (8) بأنّه كان شافعياً في الفقه.
1 ـ سير أعلام النبلاء 16 : 403.
2 ـ تلخيص مجمع الأداب في معجم الألقاب 4 ق 1 : 190.
3 ـ ذيل مرآة الجنان 1 : 62.
4 ـ الغيث المسجم 2 : 91.
5 ـ فوات الوفيات 2 : 259.
6 ـ المنهل الصافي 7 : 149.
7 ـ وفيات الأعيان 2 : 91.
8 ـ فوات الوفيات 2 : 259.
المحسن السبط ::: فهرس