إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مسجد الصبور

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مسجد الصبور




    مسجد في البحرين لا يقبل سقف حتى ظهور الحجه عجل الله فرجه
    هو مسجد الصبور بناه الشيخ محسن الصبور معجزة المسجد انه لا يقبل سقف حاول الكثير تسقيفه بشتى انواع السقوف من سعف النخل الى الاسمنت الكونكريتي الا انه ينهدم في اليوم التالي .
    قصة هذا المسجد عجيبة ...
    اذ ان الشيخ البجلي راى شخصا عليه اثار الهيبه والجلاله يصلي في خربه فقال له : تفضل الى المسجد وصلي هناك فرد عليه : (( لا ان هذا مسجد في الاصل فأمر اهل القريه ...ببناءه )) .
    فقال من انت يا شيخ ؟ قال انا صاحب الامر فتمسك به الرجل وقبل يده فقال له دع عنك هذا وخط له حدود المسجد فقال الشيخ البجلي مولاي ان اهل القريه قد لا يصدقوني ويتهموني بطلب الصدقه لنفسي ان طلبت مال لبناء المسجد فما العلامة التي ادفع بها التهم عن نفسي ؟ قال ((ان هذا مسجدا لا يقبل التسقيف ما دمت غائبا)) .
    حاول الناس تسقيفه بلا جدوى وكان السقف ينقلع في اليوم التالي فارادت حكومه البحرين تكذيب الشيعه فسلطوا الشرطه وسقفوا المسجد ووضعوا عليه حراس كي لا يهدمه احد واذا بالنوم يضرب على الحراس وانقلع السقف كالمظله وانقلب على الارض كانه غطاء علبه ثم يأسوا منه فتركوه وهو موجود حتى اليوم ينتظر الظهور المقدس
    نسألكم الدعاء لمولانا بالفرج

  • #2
    السلام عليكم

    اللهم عجل لمولانا الفرج لكي تبنى قلوبنا التي هدمها الانتظار
    احسنتم اخيتي الفاضلة ام طاهرجزيتم خيرا
    sigpic


    ملاذي وتنتهي يمك جراحاتي

    ياحسين

    تعليق


    • #3
      وعليكم السلام
      اللهم صل على محمد وال محمد
      عاشقة غريب كربلاء
      شكرا لمرورك الجميل

      تعليق


      • #4
        بسم الله الرحمن الرحيم
        صلوات الله وصلوات ملائكته وانبيائه ورسله وجميع خلقه على محمد وال محمد السلام عليه وعليهم ورحمة الله وبركاته .
        صدقتم قولا واحسنتم ذكرا
        ايها الاخت الكريمة
        بارك الله فيكم

        اللهم صل على طهر الاطهار ونور الانوار المنتجب من خيرة الخيرة من ال نزار صفي الملك الجبار والمنصور على كل باغ بتأييد الملك القهار النبي العربي المؤيد والرسول الامي المسدد أبي القاسم المصطفى محمد .

        اللهم صل على نفسه العلوية وروحه القدسية الذي قصرت عن ادراك حقيقة ذاته وحارت الافكار في معجزاته وصفاته فلذا أدعي له مقام الالوهية ورفع عن حظيظ المربوبية الكوكب الثاقب ذي الفضل والمناقب الامام امير المؤمنين علي بن ابي طالب .

        اللهم صل على السيدة الجليلة والعابدة النبيلة المذنفة العليلة ذات الاحزان الطويلة والمدة القليلة البتول العذراء ام الحسنين فاطمة الزهراء .

        اللهم صل على قرتي العين ونجمي الفرقدين وسيدي الحرمين ووارثي المشعرين الامام أبي محمد الحسن واخيه الامام ابي عبد الله الشهيد الحسين .

        اللهم صل على سيد الساجدين ومنهاج المسترشدين ومصباح المتهجدين الامام ابي محمد علي بن الحسين زين العابدين .

        اللهم صل على قطب دائرة المفاخر وصدر ديوان الاكابرذي الصيت الطائر في النوادي والمحاضر الامام ابي جعفر الاول محمد بن علي الباقر .

        اللهم صل على الفجر الصادق في ديجورالجهل الغاسق والوميض البارق في المغارب والمشارق الامام ابي عبد الله جعفر بن محمد الصادق .

        اللهم صل على البدر المحتجب بسحاب المضالم والنور المبتلى بعدواة شر ضالم زينة الاكابروالاعاضم الامام ابي ابراهيم موسى بن جعفر الكاظم .

        اللهم صل على من سطح نور كماله واضاء وطبق شعاع مجده الارض والفضاءشفيع محبيه يوم فصل القضا الامام ابي الحسن الثاني على بن موسى الرضا .

        اللهم صل على مجمع بحري الجود والسداد ومطلع شمسي الهداية والرشاد ملجأ الشيعة في يوم التناد الامام ابي جعفر الثاني محمد بن علي الجواد .

        اللهم صل على الهمامين السريين والعالمين العبقريين والسيدين السنديين والكوكبين الدريين الامام ابي الحسن الثالث علي بن محمد وابنه الامام ابي محمد الحسن العسكريين.

        اللهم صل على المدخر لاحياء القضية والنهوض بنشر الراية المصطفوية وبسط العدالة بين كافة البرية واماتت كل بدعة رزية صاحب المهابة الاحمدية والشجاعة الحيدرية باهر البرهان وشريك القران والحجة من الله في هذا الزمان على جميع الانس والجان الامام مولانا المهدي بن الحسن صاحب العصر والزمان .

        صلوات الله عليه وعليهم اجمعين
        بسم الله الرحمن الرحيم لا إله إلا الله عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن أشهد ان الله عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا .

        تعليق


        • #5
          وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
          اللهم صل على محمد وال محمد
          خادم الامام الحجة عج
          شكرا لمرورك الجميل

          تعليق


          • #6
            اللهم عجل لمولانا الفرج لكي تبنى قلوبنا التي هدمها الانتظار
            احسنتم اختي الفاضلة ام طاهر
            جزيتم خيرا




            تعليق


            • #7
              اللهم صل على محمد وال محمد
              خادم الامام الحجة عج
              شكرا لمرورك الجميل

              تعليق


              • #8
                دعوى عدم قبول مسجد الصبور للتسقيف!



                بسم الله الرحمن الرحيم

                اللهمَّ صلِّ على محمد وآل محمد



                ردٌّ موجز على بيان المدعو أحمد البحراني الذى ادَّعى فيه انَّ مسجد الصبور هو معيار الغيبة والظهور وانَّه إذا تمَّ تسقيف المسجد فلم يسقط سقفُه فإنَّ ذلك يكون علامةً على تحقُّق الظهور، وعلامةً على صحَّة دعوى احمد اسماعيل القاطع انَّه رسولُ المهدي (ع).



                فالجواب انَّه لو تمَّ تسقيف مسجد الصبور فلم يسقط السقف، لماذا لا يكون ذلك دليلاً على انَّ دعوى انَّ المسجد لا يقبل التسقيف في عصر الغيبة لم تكن سوى اسطورة.



                ثانياً: إنَّ توصيف صاحب البيان لدعوى عدم قبول المسجد للتسقيف ما دامت الغيبة بأنًّها قضية فوق الشبهات ليست سوى دعوى جزافيَّة لا تبتني على أساسٍ قويم، كيف والشبهات تحوط هذه القضية المزعومة من كلِّ اتجاه



                فمَن هم الذين عاينوا هذه القضيَّة؟ ما هي اسماؤهم؟ وكم كان عددهم؟ وما هو مقدار تثبُّتهم؟ وهل كانوا من الثقاة، ومتى وقعت هذه القضية وهل تكرَّرت مراراً بما يُصحِّح البناء على صدق هذه الدعوى؟



                ثم مَن هو الشيخ محسن الصبور؟ وإلى أيِّ اسرة ينتمي؟ ومن هم العلماء الذين كان قد عاصرهم فعرفوه بالحيطة والتثبُّت؟ وهل لكم طرقٌ متَّصلة إليه تُثبت انَّه ادَّعى ذلك تحديداً أوهل يُوجد مستنداتٌ علميَّة تصلح لإثبات انَّ الشيخ الصبور قد ادَّعى هذه القضية؟ كلُّ ذلك- بعد التحرِّي- لم نجد له عيناً ولا أثراً.



                ثم إنَّ البحرين لم تخلُ من علماء على امتداد التاريخ خصوصاً في البلاد القديم والقرى والمناطق المجاورة لها، فمَن هم العلماء الذين عاصروا هذه القضية وادَّعوا التثبُّت من صدقها؟ ومَن هم العلماء الذين وثَّقوا لهذه القضية في مدوَّناتهم؟ لماذا لا نجد في كتب أحدٍ منهم ذكراً يُعتدُّ به لهذه القضية؟ رغم انَّ دواعي النقل لهذه القضية متوافرة، فهي بحسب الدعوى كرامةٌ لامامهم ومعشوقهم (ع)، وهي في ذات الوقت قضيَّةٌ غريبة تسترعي بحسب طبعها اهتمام العلماء والباحثين؟



                وأما مَن نقل عنهم صاحبُ البيان هذه القضية فهم لم يدَّعوا المعاينة او التثبُّت من صدق القضية بل نقلوا القضية مرسلةً دون سندٍ ولا مصدر، فالسيِّد صاحب كتاب "مائتان وخمسون علامة" ليس من أهل البحرين ولم يذكر مستنداً للقصَّة وهو من المعاصرين، وأما الناصري فقد نقل القصَّة عن السيد صاحب الكتاب المذكور، وأما موقع الأوقاف فنقل القصَّة عن الناصري الذي نقلها عن السيد صاحب الكتاب المذكور، فهؤلاء الثلاثة لم يذكروا مستنداً للقضية، فنقلُهم لم يكن أحسنَ حالاً من تناقل العوام لها بل الواضح انَّ معتمدهم فيما نقلوه لم يكن سوى ما هو متناقل عن بعض العوام الذين تستهويهم الحكايات والغرائب ولا يهمهم التثبُّت كما انَّهم لا يُحسنون التعاطي مع الوسائل الموجبة للثبُّت من صدق القضايا أو كذبها.



                وخلاصة القول: إنَّ دعوى انَّ مسجد الصبور لا يقبل التسقيف في عصر الغيبة ليس لها مستندٌ يصحُّ التعويل عليه، وحيثُ كان الأمرُ كذلك فكيف تقوم عقيدة أو كيف يصحُّ الاستدلال على أمرٍ خطيرٍ كدعوى تحقُّق عصر الظهور وانَّ أحمد اسماعيل القاطع رسولُ المهدي! كيف يصحُّ الاستدلال على هذا الأمر بقضيةٍ هي غير ثابتةٍ أساساً؟!



                فالإخبار عن عدم قبول مسجد الصبور للتَّسقيف لم يكن سوى حكايات ومراسيل يتناقلها بعضُ العوام، فليس عندنا مَن يشهد بالمعاينة لهذه الواقعة المدعاة ولا مَن يشهد بالسماع المتَّصل ممَّن عاين من الأثبات هذه الواقعة المزعومة. فكان على صاحب الدعوى قبل ان يفضح نفسه ويكشف عن حظِّه البائس من الفهم انْ يتثبَّت من هذه القضيَّة المزعومة، وكان عليه أنْ يلتفت إلى انَّه لا يصحُّ لدى العقلاء أنْ تُحسم قضيةٌ بقضيةٍ اخرى غير محسومة.



                ثالثا: ثم إنَّ الدعوة إلى تسقيف مسجد الصبور جاءت لإثبات انَّ احمد اسماعيل القاطع العراقي رسولٌ للمهدي، فهذا هو ما زعمه أحمد البحراني في بيانه.



                ومن الواضح البيِّن انَّ ثمة اجماعاً بالغاً حدَّ التسالم القطعي لدى الطائفة على انَّ كلَّ مَن يدَّعي الاتَّصال والإرتباط بالإمام المهدي (ع) وتلقِّي الأوامر منه بعد الغيبة الصغرى فهو كذَّابٌ مفترٍ، فالضرورة المذهبيَّة قائمةٌ على ذلك، ولهذا فهم متسالمون على عدم جواز الإصغاء إلى كلِّ من يدَّعي الاتصال بالإمام المهدي (ع) وتلقِّي الأوامر منه حتى وإن قدَّم للناس غرائبَ ادَّعي انَّها معجزاتٌ وخوارق فإنَّه لا يُصدَّق ولا يُصغى إلى مزاعمه، تماماً كما لو ادَّعى أحدٌ انَّه نبيٌّ أو رسولٌ من عند الله تعالى فإنَّه لا يُصدَّق ولا يُصغى إلى دعواه، وذلك للتسالم وقيام الضرورة على انَّ النبوة والرسالة قد خُتمت بالنبيِّ محمد (ص).



                هذا وقد اشتمل بيان المدعو أحمد البحراني على العديد من المغالطات سنشير إليها إنْ استدعى الأمر ذلك.



                والحمد لله رب العالمين



                الشيخ محمد صنقور

                18 محرم 1436

                تعليق


                • #9
                  تحقيق علمي في قصة مسجد (الصبور)




                  بسم الله الرحمن الرحيم

                  الحمد لله رب العالمين، اللهم صلِّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعداءهم.

                  نبذة عن المسجد:

                  أسماؤه:

                  ١- يقال كان اسمه مسجد الوطية (نسبة الى "وطية" يقال أنها كانت بالمقربة منه، والوطية: هي مصطلح شعبي يطلق على أثر لقدم إنسان، وينسب لأقدام الامام المهدي (عج) كما هو شائع بين عموم الناس، ومساجد الوطية كثيرة منتشرة في مختلف مناطق البحرين، ويبنى لها سور صغير من دون سقف ولا باب، كما شاهدت ذلك في السابق في منطقتنا جدحفص وغيرها، ولقد وقفت على عشرة مساجد للوطية حاليا، وقد أعيد بناء أغلبها مع التسقيف).

                  ٢- يقال مسجد الصبور.

                  ٣- يقال مسجد الشيخ محسن الصبور (نسبة إلى بانيه كما يقال).

                  موقعه:

                  يقع المسجد في أطراف قرية (بلاد القديم)، في قرية صغيرة اسمها (الزنج)، وهي قرية ساحلية سابقا قبل دفن البحر وكانت تطل على (خليج توبلي)، وربما لا تتجاوز مائتان منزل، وهي تقع غرب مدينة المنامة.

                  تاريخ تأسيسه: قديم ومجهول.

                  مساحة البناء:

                  هو الآن في زماننا وبعد أن أعيد بناؤه بتاريخ (١٦-١٠-٢٠٠٩م) عبارة عن مسجد صغير بمساحة تقريبية: الطول: ٦متر × العرض: ٦متر × الارتفاع: ٣متر.

                  التصميم:

                  يتألف البناء من طابقين، طابق أرضي مسقوف وجزء منه داخل في جوف الارض (سرداب) وله نوافذ بارزة على سطح الأرض، ويرتفع سقف هذا الطابق عن سطح الارض بحدود مترين وربع تقريبا اذا حسبنا ارتفاع الشارع وردمه -ولا يبعد أنه نفس ارتفاع سور المسجد القديم فقد قال لي الحاج علي مال الله أنه رأى سوره سابقا عندما كان مبنيا من الطين على ارتفاع مترين تقريبا-، وأما الطابق الثاني فهو مرتفع عن الارض بما يقارب المترين، وله درج، وقد بُني على سقف المحراب قبة صغيرة ذهبية اللون، وفي الزاويتين الاماميتين من جهة القبلة بُنيت منارتان صغيرتان، وترك الباقي بلا تسقيف.

                  ملاحظة:

                  يوجد في منطقة الزنج ٩ مساجد مسجلة بالاوقاف، وأحدها مسجد الصبور.

                  القصة المدونة وتشريحها:

                  نص القصة كما نقلها الطباطبائي (وهو أول من دوَّن هذه القصة ونشرها سنة ١٩٩٩م):

                  "103- مسجد في البحرين يكشف سقفه حتى يظهر الحجة (ع): ومن علامات الظهور قضية مسجد صبور في البحرين في قرية الزنج. إذ رأى الشيخ البجلي شخصاً عليه آثار الهيبة والجلالة يصلي في خربة فقال له تفضّل إلى المسجد وصلّ هناك قال: لا إنَّ هذا مسجد في الأصل فأمر أهل القرية أن يبنوا هذا المسجد فقال من أنت يا شيخ؟ قال: أنا صاحب الأمر فتمسك به وقبل يديه فقال: له دع عنك هذا وخط له المسجد وحدوده قال يا مولاي إنّ أهل القرية يتّهموني بطلب الصدقة لنفسي إنّ طلبت المال لبناء المسجد فما العلامة التي أدفع فيها تهمتهم؟ قال: العلامة أن هذا لا يقبل التسقيف مادمت غائباً فبنوا المسجد وحاولوا تسقيفه وإذا بسقف المسجد ينقلع كالغطاء من العلبة فاتهمت الحكومة الشيعة بالكذب فسلّطوا الشرطة وسقفوا المسجد بأقوى ما أمكن دفعاً لهذه الكرامة وتكذيباً للشيعة ووضعوا الحرس حتى لا يهدمه أحد وإذا بالحرس يضرب عليهم النعاس ويصبح الصباح وإذا بالمسجد قد انقلع سقفه وانقلب إلى الجانب الآخر كأنه غطاء علبة وبقي حتى اليوم وحتى ظهور الحجة (ع)" كتاب: مائتان وخمسون علامة حتى ظهور الإمام المهدي (ع)، تأليف: السيد محمد علي الطباطبائي، نشر: مؤسسة البلاغ – بيروت، الطبعة : الاولى 1999، عدد الصفحات: 246.

                  تشريح القصة:

                  توطئة

                  بنظرة علمية موضوعية نجد أن القصة تتألف من جزئين:

                  ١- أحداث ومجريات القصة.

                  ٢- نص كلام منسوب للإمام المنتظر(ع).

                  والجزء الأول له أدوات علمية لإثباته أو نفيه، وهي تختلف عن أدوات الجزء الثاني.

                  فالاحداث التاريخية تبحث في علم التاريخ، ولها وسائل وأدوات تختلف عن البحث في نص كلام المعصوم المعبر عنه علميا بــ(الرواية) حيث يبحث هذا الأخير في علم الرواية والدراية وعلم الرجال وعلم الأصول والفقه.

                  وحيث أن كلام المعصوم تترتب عليه أحكام فقهية وعقائدية، ويعبِّر عن رأي الدين وحكم الله عزوجل، فإنه يجري التعامل معه بأقصى درجات التثبُّت والتأكُّد من صدوره "نصا" وبالدقة في ألفاظه وكل كلمة وحرف فيه، ويجري التأكد من وثاقة وصدق من نقل هذا الكلام عبر آليات علمية تخصصية ليس هذا محل عرضها.

                  كل ذلك من أجل أن نصل إلى العلم والدليل العلمي بصدور هذا الكلام عن الإمام؛ ليصُحّ بعد ذلك نسبته إلى الدين وإلى الله سبحانه، فنقول أن هذا حكم الله تعالى في هذه القضية أو تلك، فالمسألة خطيرة والتهاون فيها يوجب العذاب الأليم، فما أعظم جريمة التقوُّل على الله عز وجل بغير (علم)، قال الله تعالى: ﴿فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾(1).

                  وقال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ (2).

                  من هنا فإنه حتى لو جرى التساهل والتسامح في نقل مجريات القصة كحدث لا يتصل بتكاليف شرعية إلزامية، إلا أنه لا يجوز التساهل في نسبة "نص كلام" إلى الإمام المعصوم (ع) بدون علم ولا بينة.

                  والآن فلنشرِّح القصة لنرى هل تفيد علما يُعتمد عليه، أم لا.

                  التشريح:

                  ١- هذه القصة لا وجود لها بتاتا قبل عام ١٩٩٩م، كما شهد بذلك الثقاة من أهل الزنج في شهادات موثقة لدينا وسنذكرها لاحقا، ويكفي دليلا أن كل من دوَّن تاريخ البحرين لم يذكر أي شيئ عنها بتاتا، فهذه القصة لم يسمع بها أهل الزنج ولا أهل البحرين إلا بعد أن دُوِّنت في زماننا في عام ١٩٩٩م على يد شخص اسمه: السيد محمد علي الطباطبائي -كان يعيش في سوريا منذ عام ١٩٨٠م، وحاليا مستقر في لندن-، وعلاوة على أن الطباطبائي ليس من أهل البحرين، فإنه لم يذكر حتى اسم من روى له هذه القصة، وإنما ذكرها ضمن الكثير من القصص التي سمعها من هنا وهناك وضمّها الى كتابه، وكثير منها بلا مصدر ولا مستند، كما أن المؤلف نفسه لا يدَّعي صحتها، بل يقول صريحا في مقدمة الكتاب: "أن الحوادث المذكورة ربما لم تقع ولا تقع"، ويقول أنه نقلها من باب التسامح وعدم التثبّت في المسائل التي لا يترتب عليها حكم شرعي إلزامي (واجب أو محرم)، وقد صرّح بذلك في المقدمة أيضا، قال: "مع أني لم ألتزم بيني وبين الله (تعالى) بصحّة التحليلات للأحاديث المذكورة وتطبيقها على الحوادث التي أتذكرها وإنما تطبيقي لمجرد الاحتمال.

                  والواقع أنه لا يستطيع معرفته ويطبق الأحاديث المذكورة هنا عليه حتى أفذاذ العلماء بالتاريخ لأن كثيراً ما يفهم الباحث من حديث الإمام حادثة معيّنة والإمام (عليه السلام) قصد غيرها فليعلم ذلك أصدقاؤنا القرّاء ولا يسرعوا بالرد والنقد وإنما العصمة لله وأوليائه فقط.

                  ثم أن الحوادث المذكورة في ربما لم تقع ولا تقع لأنه ﴿يمحو الله ما يشاءُ ويُثبتُ وعندهُ أمُّ الكتابِ﴾(3) إلاّ علامات قليلة تعدّ من الأمر المحتوم الذي لا يتغيّر في تقدير الله (تعالى). كما أنه قد تعارف عند الفقهاء (رحم الله الماضين منهم وحفظ وسدد الباقين) قاعدة التسامح في أدلة السنن وإسناد الأمور غير اللزومية أي غير التكاليف الواجبة والمعاصي المحرمة. فيثبتون الاستحباب والكراهة والاباحة وفضائل الأنبياء والأولياء وحياتهم ومصائبهم ومثالب أعدائهم، بأحاديث بعضها غير مسندة عن صحاح وثقات الرجال".

                  ثم لم ينقل القصة أحد عن الطباطبائي سوى محمد باقر ابن ملا محمد علي الناصري، فقد نقل هذه القصة عن كتاب ٢٥٠علامة للطباطبائي نفسه، ودوَّنها كما هي في كتابه (المزارات في البحرين)، ثم جاء الموقع الالكتروني للاوقاف الجعفرية التي تديرها السلطات الحكومية ونقل القصة عنه، فالمصدر واحد لا غير، ثم جاءت صفحات العوام على الانترنت ونقلت القصة عن نفس المصدر بل وأضافوا زيادات لم يقلها أحد، فدائما تنسب القصة لكتاب ٢٥٠علامة للطباطبائي، لا غير.

                  ٢- قد يقال أنَّ أهل البحرين أميُّون لا يعرفون الكتابة ولذلك لم يدونوا القصة.

                  ولكن يلاحظ على ذلك أن البحرين لم تخل من العلماء عبر كل العصور، وكل دواعي التدوين متوفرة، فالبحرين في طول تاريخها معروفة بالولاء لأهل البيت (ع) والعشق للإمام المنتظر (عج)، وعلماؤها يهتمون بتدوين الكرامات، فمثلا الفقيه الكبير والمحدث الشيخ يوسف البحراني (قدس سره) دوَّن قصة الشيخ ابو رمانة بالتفصيل، فمثل هذه الكرامات لا يترك تدوينها كل هذه السنون لو كان لها وجود، أو كانت منقولة -ولو مشافهة- عن أشخاص يُعتنى بقولهم.

                  ٣- الشخص الذي تُنسب له دعوى اللقاء بالإمام (ع) والمسمى بــ(الشيخ البجلي) مجهول من كل النواحي، فلا يُعرف عنه شيء، وليس له أثر، والغريب أن يتشرف شخص بلقاء الإمام الحجة (ع)، وتجري على يديه كرامة باهرة بهذا الحجم، ثم لا يكون له مقام ولا أي أثر، والذي يعرف تاريخ البحرين وطبيعة أهلها يرى ذلك أمرا مستحيلا، فالبحرين خلّدت كل الصالحين وأصحاب الكرامات، وبنت على قبورهم مساجد ومزارات، يتوافد اليها الناس جيلا بعد جيل، مثل: مسجد الشيخ أبو رمانة في القرن العاشر، ومسجد الشيخ صعصعة سنة ٥٦ هجرية، ومسجد الشيخ ابراهيم الاشتر ٧١هجرية، ومسجد الشيخ عمير المعلم من القرن الأول الهجري، والشيخ سبسب، والشيخ داوود بن شافيز، وغيرهم.

                  ففي البحرين ماشاء الله من القبور والمزارات للصالحين والأولياء حفظت طوال التاريخ، وخصوصا من كانت له أدنى علاقة بأهل البيت (عليهم السلام).

                  ولسائل بعد ذلك أن يسأل: أين قبر (الشيخ البجلي)، وأين مزاره؟ لا يوجد أي أثر!

                  فكيف اختفى كل أثر لصاحب الكرامة الباهرة بحسب القصة وهو (البجلي)؟!

                  وكذلك الحال بالنسبة الى (محسن الصبور) الذي ادعى البعض لاحقا أنه صاحب القصة -وكل يوم تُلصق القصة في رجل!!-، فإنه لا أحد من أهل الزنج ولا من أهل البحرين يعلم عنه شيئا، وليس له مزار ولا ذكر له بين علماء البحرين، ولا بين غير العلماء، ولا في كل تاريخ البحرين وتراثه، سوى كلمة واحدة: يُنسب له بناء المسجد.

                  ٤- المذكور في القصة أن (البجلي) عندما التقى بالامام (ع) وأمره الامام بدعوة الناس لبناء المسجد رد عليه قائلا: "يا مولاي إنّ أهل القرية يتّهموني بطلب الصدقة لنفسي إنّ طلبت المال لبناء المسجد فما العلامة التي أدفع فيها تهمتهم؟"!!

                  وهذا الرد عجيب للغاية وغير معقول، فتصوّر لو أنك مكان هذا الرجل وقد طلب منك الإمام أن تدعو أهل قريتك لبناء مسجد، فماذا سيكون جوابك؟ الشيء المعقول أن تقول: يا مولاي إن الناس لن تصدق بأنك يا سيدي من أمر بذلك إلا بعلامة، فأعطني علامة ليصدقني الناس. هذا معقول.. وأما أن تقول أعطني علامة فإن الناس يتهموني بجمع الصدقات لنفسي، فهذا عجيب جدا! فهل أنت مخادع بنظر الناس وصاحب سوابق ولا يثقون بك؟! وهل الإمام يكلِّف شخصا لا يثق به الناس لهذه الدرجة؟!

                  ٥- القصة تقول أن الشرطة سقفت المسجد وأقامت حراسات حتى لا يهدمه أحد، وذلك لتكذيب الشيعة، فهل القضية تستدعي كل هذه الجَلَبة؟! مجرّد مسجد بناه بعض الشيعة في أطراف قرية من دون سقف، وادعوا أن الامام الغائب طلب ذلك وانتهت القصة، وما أكثر القصص التي كانت ولازالت رائجة بين الشيعة، فهل قامت ثورة شعبية مثلا، أو كان (البجلي) قائدا للشيعة وتخشى الحكومة التفاف الناس حوله؟ مجرد شخص مجهول (يخاف أن يتهمه الناس بجمع الصدقات) بحسب القصة، ولا أحد يعرف عنه شيئا إلى يومنا هذا!

                  تشريح النص المنسوب للإمام:

                  تضمنت القصة فقرة نصية تُنسب للامام الحجة (ع) وهي: (إنّ هذا المسجد لا يقبل التسقيف ما دمت غائباً).

                  وكما قلنا سابقا لا يمكن التساهل مع "نص كلام" ينسب للامام المعصوم، وخصوصا إذا اراد شخص أن يبني عليه حكما شرعيا أو عقيدة، فضلا عن أن يهدم به الثابت من الدين والمعتقد.

                  ويلاحظ على هذا النص:

                  أولا: لا يوجد طريق علمي لإثبات هذا النص المنقول في القصة، ويكفي في انعدام الطريق العلمي أن الناقل الوحيد لهذه الفقرة عن الامام وهو (البجلي أو محسن الصبور كما ادُّعي لاحقا) هما شخصيتان مجهولتان تماما ولا أحد يعرف عنهما شيئ على الإطلاق، وقد سألت أهل الزنج وكبار الباحثين المتخصصين في تاريخ البحرين وتراثة، والعلماء الأعلام في البحرين، وبحثت في (النت) فلم أجد أي أثر لهما، فكيف ننسب للإمام كلاما ينقله -حصرا- شخصٌ مجهول؟ إنه قول بغير علم، وهو من أعظم المحرمات والكبائر في الدين.

                  وثانيا: لو سلّمنا -جدلا- أن الإمام قال كلاما ما لشخص ما، ولكن هل الذين نقلوا القصة عنه نقلوها كما هي، ونقلوا النص المنسوب للإمام منضبطا من دون زيادة أو نقصان؟

                  هنا لا طريق لنا للعلم أيضا، فالنص لم ينقل إلينا بطريق معتبر، ومع ذلك فلو افترضنا وجود نصٍّ ما في زمان ما، فما يدرينا هل كان النص مثلا: (أن المسجد لا يقبل التسقيف)، ثم أضاف البعض (ما دمت غائبا)، أو أنه كان بهذه الصيغة: (ان المسجد لا يقبل التسقيف في زمانكم) ثم فهم البعض من هذا الكلام أنه لن يتسقف إلا في زمن ظهور الإمام، فنقل الكلام محرفا بحسب فهمه، أم غيرها من الاحتمالات فالباب مفتوح على مصراعيه. وإنك لتجد أن عموم الناس من غير أهل الرواية الثقاة لا يضبطون النصوص في الغالب، فترى الكلام الواحد ينقله الناس بألف صيغة رغم أنه قيل اليوم أو قبل أسبوع، فما بالك بكلام وقصة يُفترض أنها منقولة منذ سنوات وليس لها أي مستند معتبر.

                  ثالثاً: لو تنزّلنا واعتمدنا على هكذا نقولات يتناقلها عموم الناس، فإنه أيضا لا سبيل لإثبات هذا النص؛ لأن أهل قرية الزنج والثقاة من كبار السن أنفسهم ينفون ويكذِّبون هذه القصة من أساسها فضلا عن النص الذي تضمنته، كما سيتضح في نهاية المقال.

                  أخيرا: فإن ناقل القصة -الطباطبائي- لم يذكر حتى اسم من حكى له القصة، فما يدرينا، فلعل أحد الدجالين قصّها عليه ليدوّنها من أجل أن يخرج بعد ذلك ببدعة وكذبة أخرى تتأسَّس وتبتني عليها، خصوصا وأننا نعلم بوجود دجال (بحراني) كان معه في سوريا في نفس الفترة وتحديدا منذ عام ١٩٩١م، وقبل نشر القصة عام ١٩٩٩م، وهو نفسه قد خرج لنا اليوم ببدعة تبتني على أساس هذه القصة، ولدينا قرائن قوية جدا على أنه هو نفسه الذي نسج هذه القصة ورواها للطباطبائي، ونكتفي حاليا بهذه القرينة التي ذكرناها.

                  وبالنتيجة: لايمكن الاعتماد على هذا النص ولا هذه القصة، ولو اعتمدنا هكذا طرق لضاع العلم وانطمست الحقيقة، ولما بقي من الدين باقية.

                  هنا سؤالان يطرحان:

                  سؤال(١): لماذا سكت العلماء عن هذه القصة مادامت محاطة بكل هذه الشبهات؟

                  الجواب: إن هذه القصة لا وجود لها أساسا قبل عام ١٩٩٩م، أي قبل أن يأتي بها ناقلها كما أسلفنا وسنضيف لاحقا، فعن أي شيء يتحدث العلماء؟! ثم إن ديدن العلماء أن لا ينشغلوا بصغائر الأمور، فطالما أن القصة لم تمس العقيدة والدين بضرر فإنهم لا يهتمون بها، فما أكثر القصص التي لا اعتبار لها، ولقد اكتفى العلماء بعدم تدوين شيء منها في كتبهم، وهذا بحدِّ ذاته موقف عملي يدل على أنهم لا يرون لها أي قيمة، ولكن حين يأتي شخص ويريد أن يهدم ثوابت العقيدة، ويثبت بدعًا ما أنزل الله بها من سلطان، اعتمادا على هذه القصة المهلهلة، فإن المسألة تختلف، ولذلك انبرى العلماء الآن لبيان الحق ودحض الأباطيل.

                  سؤال(٢): لماذا بقي المسجد من دون سقف طوال هذه السنوات إلى يومنا هذا؟

                  أولا: ليس هذا المسجد الوحيد في البحرين الذي بقي لسنوات بل عقود من دون سقف، فالمساجد غير المسقفة منتشرة في مختلف قرى البحرين منذ القدم، بل وفي أيامنا هذه أيضا، فهي تمثل (ظاهرة) وليست حالة استثنائية، ومن يعرف طبيعة البحرين وتاريخها، يعرف أنه كانت تبنى مساجد صغيرة مفتوحة بين المزارع في أطراف القرى، وبالقرب من سواحل البحر، من دون تسقيف أو بجعل عريش من السعف كسقف على جزء منها، وتكون عادة بلا أبواب؛ وهي تبنى للعاملين في المزارع والصيد ولعابري الطريق، أو للاصطياف في موسم الصيف فيما يُعرف بـــ(مساجد المضاعن)، حيث كان الناس في السابق يخرجون من قراهم في أيام القيظ ويقيمون عند المزارع، فكل مجموعة من العوائل تقيم في موقع، وتسمى هذه المواقع شعبيا بــ(المضاعن)، ويبنون لهم مسجدا صغيرا، فهي مساجد غير رئيسية، ولا حاجة أساسا لتسقيفها، فالمساجد الرئيسية تحوطها داخل القرى وبالعشرات. (لاحظ الصور المرفقة لنماذج من ظاهرة المساجد غير المسقفة)، بل حتى المساجد الرئيسية في البحرين سابقا -قبل مجيء الكهرباء ومكيفات التبريد-، لا تسقف بصورة كاملة؛ وذلك نظرا لطبيعة مناخ البحرين، كما أن ذلك هو الموافق لسنة رسول الله (ص)، فتسقيف المساجد مكروه شرعا، بل إن الامام المنتظر (عجل الله فرجه) سيحيي هذه السنة ويهدم سقوف المساجد كما ورد في الروايات، وليس العكس، بل ورد أنّ أوّل عمل يبدأ به إمامنا صاحب العصر والزمان (عج) هو هدم سقوف المساجد:

                  روى الصدوق رضوان الله عليه في الفقيه: عن أبي جعفر عليه السلام: "أول ما يبدأ به قائمنا سقوف المساجد فيكسرها، ويأمر بها فيجعل عريشا كعريش موسى"(4).

                  ثانيا: ربما ارتبط هذا المسجد بشيء أوجب ترك تسقيفه، كأن تكون له (وقفية) مثلا بعدم التسقيف، فتوارث الناس عدم تسقيفه وبطبيعة الحال فإنه مع تعاقب الأجيال يُنسى أنّ سبب ذلك هو الوقفية، أو ربما ارتبط التسقيف بحادثة ما، مما دعا الناس للاحتياط رغم عدم علمهم بواقع السبب، فمن يعرف طبيعة شعب البحرين عن قرب يعلم أنه ميّال للاحتياط في مثل هذه القضايا التي ترتبط بالمساجد والمآتم وما شابه، ولذلك مثلا حافظوا على (الوطيات) رغم عدم علمهم بأساسها وقصتها، فيكفي أن يكون هناك احتمال ولو ضعيف جدا ليحتاط الناس في الأمر، ولكن لو سألتهم عن حقيقتها لأجابوك: لا نعلم، ولكن يُقال أنها وطية الامام (عج)، وما يضرنا لو حفظناها وبنينا عليها مسجدا يُعبد فيه الله تعالى. وهكذا تعامل الناس مع مسجد الصبور -ونحن منهم- فإننا لا نعلم بحقيقة السبب، ولم نسمع بهذه القصة التي ألفها الطباطبائي إلا حديثا، ولم نشهد وقوع حدث من هذا القبيل، ولم يصل إلينا شيء بطريق معتبر، ولكن ماذا يضرنا لو بقي المسجد من دون سقف، حاله حال الكثير من المساجد غير المسقفة والمنتشرة في مختلف قرى ومناطق البحرين، كما أن هناك العديد من المساجد المجاورة التي تغنينا، ثم إن عدم التسقيف مندوب شرعا وموافق للسنة.

                  وهذا الكلام لا مشكلة فيه ولا إشكال، وأما التقوّل على الامام (عليه السلام)، وادعاء أن المسجد لا يمكن تسقيفه إلا إذا ظهر الامام (عج)، استنادا لقصة غير ثابتة، وكلام غير معلوم الصدور عن الإمام (ع)، والتأسيس على ذلك ببدعة تهدم العقائد الثابتة في الدين بأقوى البراهين الدامغة، فهذا ما لا يقبل به من له أدنى حظ من دين أو عقل.

                  تشريح الاحتمالات لمنشأ القصة

                  القصة لا يخلو حالها من احتمالين لا ثالث لهما:

                  ١- الاحتمال الأول: أن لا يكون لها أصل ولا أساس، فتندرج تحت القاعدة المعرفية: (رُبَّ مشهورٍ لا أصل له)، فهناك الكثير من القضايا والقصص والاساطير ليس لها أساس وإنما اشتهرت بين عموم الناس وتحولت عند الكثير منهم إلى حقيقة مطلقة، وبالمناسبة فإن الموقع البحراني التراثي (سنوات الجريش) قد نشر الكثير من القصص التي كانت رائجة في تاريخ البحرين لسنوات متأخرة، والتي كان يصدقها الكثير، من قبيل قصة (اليد الحمراء)، وغيرها من القصص التي صدقها الناس، وظلت تثير الرعب والخوف في قلوبهم جيلا بعد جيل، وهكذا كل الأمم والشعوب لديها قصص من هذا القبيل لا أصل لها ولا أساس.

                  ٢- الاحتمال الآخر: أن يكون للقصة منشأ، ولكن لم يُنقل إلينا كما هو، بل نالت منه عوامل الزمن، وألسن الناس فتم تحريفه، ولم ينقل بدقة، فإن تناقل الكلام على ألسن العوام يؤدي بطبيعة الحال إلى إضافة زيادات لا أصل لها لتكتسب القصة تأثيرا أكبر في النفوس، كما هو ديدن الكثير في مثل هذه القضايا، ولذلك لم تصل إلينا القصة الأصلية، بل وصلت قصة أخرى مُحرَّفة تحوطها الشبهات من كل جانب.

                  وبناء على فرضية وجود أصل لهذه القصة، فيأتي السؤال: ما هو أصل القصة ومنشؤها؟

                  حقيقة القصة ومنشؤها:

                  هنا يمكن أن نحتمل ألف احتمال في المنشأ الحقيقي للقصة، ولكني ذهبت الى قرية الزنج وسألت بعض أهلها وكبار السن فيها فالتقيت الحاج علي بن أحمد مال الله (٧١عاما)، وهو من الوجوه الإيمانية المشرقة في منطقة الزنج (وهو والد سماحة الشيخ جواد -حفظه الله تعالى-)، وكان اللقاء بحضور متولي المسجد الأخ ميرزا أحمد علي القُبيطي، فوجدت من قابلتهم مجمعون على تكذيب القصة التي نقلها الطباطبائي، فهم مجمعون على النفي بضرس قاطع لقضية لقاء شخص بالامام ودعوى أمره (ع) ببناء المسجد، وأنه جعل له علامة بأن المسجد لا يقبل التسقيف، وإلى آخر ما هو مسرود في قصة الطباطبائي، نعم ينفون ذلك جملة وتفصيلا، ويقولون لم نسمع بذلك بتاتا من آبائنا وأجدادنا، وأن ذلك (افتراء) -بنص العبارة-، وإنما المعروف في المنطقة أن المسجد لحد الآن لم يسقف، ورغم مقدرتهم على ذلك، لكن هكذا توارثوا الموضوع وهو أن لا يسقفوا المسجد، كما أنهم ينفون محاولة تسقيف المسجد من قبل الشرطة أو غيرهم، كما أنهم قالوا بأنهم لم يسمعوا أصلا بشخص يدعى (البجلي) ولا يوجد في منطقتهم عائلة بهذا الاسم، ولا يعرفون شيئا عن شخصية محسن الصبور سوى أنه بنى المسجد، وقد سألتهم أين قبره؟ فقالوا لا نعلم، وسألتهم هل كان في المسجد قبر؟ قالوا: لا يوجد.

                  وقد أكد لي الحاج علي مال الله أن هذا الكلام هو ما كان عليه أهل القرية منذ القدم لأكثر من مائة عام.. وسأنقل "نص" شهادة الحاج علي بن أحمد مال الله، وهي موثقة بالصوت والصورة، وكنت قد سردت له خلاصة القصة التي نقلها الطباطبائي الذي كان يعيش في سوريا قبل استقراره في لندن حاليا، فعلّق الحاج علي قائلا:

                  (سمعنا واحد طلع من سوريا، ما ادري شنو عالم، يقولون أنه سوا هذي القصة، وهذي افتراء، احنا ما سمعنا من الديرة أي واحد شيء، أنا عاصرت كبار، عاصرت حجي يوسف بن علي، يمكن مات وعمره مائة سنة -الله يرحمه- ما قال، وحجي ابراهيم السباع عاشرناهم بعد ماقالوا، السادة بيت سيد أحمد، حجي راشد، وبيت حجي.. يعني عاشرنا جماعة كلهم كبار، عاشرناهم وقعدنا وياهم ماجابوا سالفة المسجد، ولا قالوا مثلا هذا ما يقبل سقف أو يقبل سقف، أو باننه واحد، أو وصَّانا الإمام نبنيه (عجل الله فرجه).. هذا الحچيالكلام ما سمعته، أنا عمري الحين واحد وسبعين سنة ما سمعت هذا الحچي، إلاّ من هيّ هذه القصة اللي صارت تالي، اللي طلّعها هذا من سوريا) يشير الى الطباطبائي.

                  ولقد كنت قبل أيام التقيت بحسن مال الله (٦٥عاما تقريبا)، وهنا اكتفي بتدوين القصة كما رواها لي، ولقد وجدته محافظا على حرمة المسجد وكرامته، ومهتما به، وكان لقائي به حين كنت خارجا من المسجد بعد معاينته، فرأيته غاضبا على بعض الشباب الذين كانوا يتمازحون بجوار المسجد وألقوا قنينة فوقعت داخل المسجد فاستشاط غضبا عليهم لانتهاك حرمة المسجد.

                  كما انه رجل لا يقرأ ولا يكتب (كما قال لي بعد ذلك)، فهو ينقل ما سمعه عن آبائه السابقين مجردا عما كُتب بعد ذلك.

                  القصة:

                  سألته اولا: ماقصة هذا المسجد؟

                  فبدأ حديثه مقهورا من الشباب، وقال: ماذا أقول، الشباب ليس عندهم ايمان وعقيدة، لقد ذهب الأولون أصحاب الايمان والدين، إن لهذا المسجد كرامة...

                  ثم قال لي: إن أهل الزنج بنوا هذا المسجد، وقد سقفوه قديما، ثم في اليوم التالي وجدوا السقف ملقى داخل مزرعة قريبة من المسجد (وأشار لي بموقعها على بعد ٥٠ مترا تقريبا)، فاستغربوا على اعتبار أنه لو أراد شخص تخريب المسجد وهدم السقف لكان سيتركه مكسرا داخل المسجد، فلماذا انخلع السقف وصار في المزرعة؟ فقالوا أن هذا المسجد لا يقبل ولا يرضى أن يسقفوه، فتركوه هكذا من دون سقف، وكانت هذه كرامة لهذا المسجد. هذه هي قصة المسجد.

                  ثم قلت له: يقولون أن الإمام المهدي (عج) قد أمر ببنائه، وأن شخصا رأى الامام فأمره أن يطلب من آبائكم بناء هذا المسجد.

                  فقال: كلا، لم يحدث ذلك، وإنما كان أحد المؤمنين العُبَّاد في القرية، وهو معروف بمواظبته على صلاة الليل في هذا المسجد، وفي إحدى الليالي وحين كان يصلي صلاة الليل وجد رجلا يصلي في المسجد وله هيبة، ولم يكن يعرفه من يكون، يقول هذا العابد المؤمن أنه انتظره خارج المسجد حتى ينفتل من صلاته، وذلك لكي يتعرف عليه فقد انجذب لهيبته، ولكن الرجل قد تأخر، فقام هذا العابد ودخل المسجد فلم يجد أحدا فاندهش، حيث أنه لا يوجد سوى باب واحد للمسجد فكيف خرج ولم يشاهده؟! فقد كان واقفا على الباب ينتظره، فكيف اختفى الرجل؟! ويقول الناس أنه ربما كان الامام المهدي المنتظر (عجل الله فرجه الشريف).

                  ثم أكدت عليه: أتقول أن المسجد لم يكن بناؤه بأمر الامام؟ فقال: لا، ليس بأمر الامام(عج)، وإنما آباؤنا بنوه بأنفسهم، ولما رأوا المسجد لم يقبل بتسقيفه تركوه هكذا، فهذه كرامة للمسجد.

                  فقلت له: هل تكرر هذا الحادث، فهل حاولوا تسقيفه مرة أخرى فحصل نفس الشيء؟

                  فقال: كلا، فآباؤنا احترموا المسجد عندما رفض السقف، وهذه كرامة للمسجد فلماذا يسقفوه؟!

                  فقلت له: يقال أن الشرطة جاءت وسقفته بالقوة فانقلع السقف ثانية. فقال: هذا كذب، ولم يحدث أبدا.

                  قلت له: هل تعرف شخصا يسمى (البجلي)؟ فقال؛ لا أعرفه.

                  قلت له: هل توجد في منطقتكم عائلة تلقب ب(البجلي)؟ قال: لا يوجد.

                  -انتهت القصة-

                  أقول: على فرض صحة هذه القصة فإن مسألة السقف يمكن تفسيرها بعدة احتمالات، منها:

                  الاحتمال الأول: ربما كان السقف مصنوعا من السعف والحصير كما هو شائع سابقا، فاقتلعته الرياح، فالمنطقة ساحلية، ولعل الناس لا يستبعدون مثل هذا الاحتمال، ولكن حيث أن ما جرى لم يكن بفعل بشري وليس على يد انسان يريد تخريب المسجد -وإلا لكسر السقف داخل المسجد-، فلذلك لم يحملوا انخلاع السقف على أنه حدث اعتيادي ليس له دلالة، بل رأوا في ذلك علامة ورسالة غيبية بأن يتركوا تسقيف المسجد، وفهموا أن المسجد لا يقبل بالتسقيف، ولذلك تركوه من دون سقف، وخصوصا اذا فهمنا الثقافة الدينية المعمول بها سابقا وهي كراهة تسقيف المساجد شرعا، فهي تضفي صبغة شرعية على هذا الاحتمال، وتقوي فكرة العلامة والكرامة الغيبية.

                  الاحتمال الآخر: ربما كان السقف مصنوعا من اخشاب (الچندل) والحصير، فحاول بعض السراق سرقة اخشاب السقف مثلا فهو ثمين في السابق، فجاؤوا ليلا وقبل أن يجف طين البناء فاقتلعوا السقف من دون ضجيج وحملوه الى المزرعة المجاورة لتفكيكه من دون أن يراهم أحد، وربما شعروا بعد ذلك بتأنيب الضمير، أو شعروا بقدوم شخص، فتركوا السقف مكانه وغادروا، ولا يصعب حمل سقف لمسجد صغير لا تتجاوز مساحته في زماننا ٦×٦ أمتار، وخصوصا اذا علمنا أن قرية الزنج منطقة ساحلية وفيها الصيادون الذين يتمتعون بقوة بدنية شديدة.

                  وأما لماذا لم يحتمل الناس مثل هذا الاحتمال، فالجواب بديهي، فمثل هذا الحدث رغم غرابته إذا كان السقف ثقيلا، لكن لو افترضنا وقوع نفس القصة على منزل شخص من الناس لتم التشكيك في الأمر، أو اتهم عفاريت الجن بفعل ذلك، فكثيرا ماتسند الاشياء الغريبة التي تصيب الناس إلى الجن، ولكن حيث أن القصة ارتبطت بمسجد، فإن التشكيك يكون منبوذا عند شريحة من الناس، حتى لو طرء في ذهنهم مثل هذا الإحتمال، ويكون التسرع في إضفاء صفة الكرامة والمعجزة هو المهيمن والحاكم وسيد الموقف عند البعض.. والله العالم.

                  والحمد لله رب العالمين

                  سعيد حسن محمد علي آل عبد السلام (المادح)

                  ١٤ صفر ١٤٣٦هـ

                  تعليق

                  المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                  حفظ-تلقائي
                  Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                  x
                  يعمل...
                  X