إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

معنى (كنت نوراً في الأصلاب الشامخة)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • معنى (كنت نوراً في الأصلاب الشامخة)

    بسم الله الرحمن الرحيم


    ورد عن الرسول محمدٍ صلى الله عليه واله أنّه قال: حسينٌ منّي وأنا من حسين، أحبّ الله مَنْ أحبّ حسينًا وأبغض الله مَنْ أبغض حسينًا. في هذا الحديث الشريف معانٍ متعددة ودلالات كثيرة ومن تلك المعاني العلاقة النورية بين الرسول الاكرم صلى الله عليه واله وبين سبطه الامام الحسين عليه السلام بداية لقد كثرت النصوص الدالة على وجود عالمٍ يسمّى بعالم الأنوار او عالم الأرواح، فالفلاسفة يقسّمون العوالم إلى عوالم متعدّدة: عالم اللاهوت وهو عالم الأسماء الصفات، وعالم الناسوت وهو عالم المادة، وعالم الجبروت وهو عالم العقول الكلية، وعالم الملكوت وهو عالم الأرواح، قد سبق هذا العالم المادي، أي أنّ الله خلق الأرواح جميعًا في عالم قبل خلق المادة وهذا ما عبّر عنه الرسول محمدٌ صلى الله عليه واله وفي بعض أحاديثه: الأرواح جنودٌ مجنّدة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، وهذا العالم المسمّى بعالم الملكوت كان جزءٌ منه خُلِقَ للأرواح النورية، يعني جزء من عالم الملكوت كان يضم الأرواح النورية وهي الأرواح التي تفيض نورًا وطهرًا وقدسًا، كان تسبيحًا وتهليلاً وتكبيرًا لله تبارك وتعالى، هناك مجموعة من الأرواح كانت أرواح نورية لا تعرف إلا التسبيح والتهليل وهي أرواح محمدٍ وآلِ محمدٍ صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وهذا المعنى أشير إليه في بعض النصوص الاخرى كما في زيارة الجامعة الكبيرة: خلقكم الله أنوارًا فجعلكم بعرشه محدقين حتى منّ علينا بكم فجعلكم في بيوت - يعني صار اللقاء بين هذه الانوار وبين مواليهم في عالم المادة وتحديد الدنيا دار العمل - فجعلكم في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه، وفي زيارة الحسين: أشهد أنك كنت نورًا في الأصلاب الشامخة والأرحام المطهرة لم تنجّسك الجاهلية بأنجاسها ولم تلبسك من مدلهمات ثيابها.
    إذن المقصود من عالم الأرواح النورية ان هنالك نورٌ واحدٌ يسبّح الله ويهلّله وهذا النور الواحد يتصل بعضه بالبعض الآخر، أوله بآخره وآخره بأوله، لذلك قوله صلى الله عليه واله (حسينٌ مني) إشارة إلى ذلك العالم، إشارة إلى العلاقة النورية، (حسينٌ مني وأنا منه) يعني أنّ نورنا نور واحد، وبيننا علاقة نورية منذ أن خلق الله وبرأ الله عالم الملكوت، وهذا طبعًا يشترك فيه الحسين وغير الحسين ولذلك في بعض الأحاديث الشريفة: إنّ عليًا مني وأنا منه وهو ولي كلّ مؤمن ومؤمنة بعدي. وهذه العلاقة النورية نظير العلاقة النفسية بين الحسين عليه السلام وبين جده صلى الله عليه واله المستفادة من نفس الحديث المزبور اذ العلاقة النفسية بيننا علاقة وثيقة وعميقة إلى حدّ كلٌّ منّا يعتبر نفسه نفس الآخر وأنّ الآخر منه وهو من الآخر، (حسينٌ مني وأنا من حسين) إشارة إلى عمق العلاقة النفسية بينهما، اذن الرسول لايريد بهذا الحديث البعد العاطفي والوشيجة النسبية بينه وبين الحسين فقط كيف وقد اطلق الكلام ولم يقيد بها بل يريد ان يبن كل الروابط التي تربطه بالحسين وبالعكس ومنها الاشتراك في نور واحد ولذلك اعلنها على الملأ حسين مني وانا من حسين. فمن اراد ان يستنير بهدى الرسول ولم يدركه فعليه ان يستنير بهدى الحسين لأنهما هدى واحد ونور واحد. قال تعالى: انما انت منذر ولكل قوم هاد. وكذلك النور متحدا من عالم الانوار الى يوم القيامة وقادا على نسق واحد وان حاول الطغاة على مر العصور اخماده قال تعالى: يريد ان يطفؤوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره المشركون.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X