تويت
اليوم 3/5 ذكرى اندلاع الانتفاضة الشعبانية في مدينةكربلاء المقدسة عام 1991 رحم الله من قرأ سورة الفاتحة الى ارواح شهداء الانتفاضةالباسلة ونهدي لهم هذه الكلمات القليلة بحقهم
قولوا لأمي
أنا مذ اقتادَني الجلادُ
ومنذ أنْ وضعَ المسدسَ في فمي
ومنذُ أنْ كُبِلتْ يداي بقطعةِ القماش
تلك القطعةُ التي زوَّدْتِني بها لتكونَ لي حفظاً وأمان
والتي جلبتِها لي من حرمِ سيدي ومولاي الامامِ الحسين (عليه السلام)
ومنذُ أنْ سلبوا مني خاتمي الفضي
وجلدوني بسياطِهم الوحشية
وأنا أسأل عنكِ ليلَ نهار
لم يفارقْ بالي خيالُكِ الجميل
ولم يغب عن عيني نور وجهك الزاهر
آهٍ كم تمنيتُ أن أعودَ لأنامَ في حجرِكِ الدافئ
ولطالما حلمتُ بأنكِ تضمِّدينَ جراحي
جراحي التي أصابتْني من أيادي الجلاوزة
وتمسحيَن بيديكِ الدافئتينِ على رأسي
وتعصبينَ رأسي كما كنتِ في السابق
عندما كان يصيُبني ألمٌ في رأسِي
ولكني كنت أصحومن حلمي بركلةٍ من ركلاتِ الجلاد
لأتيقنَ أني مازلتُ أسيراً
وأيُّ أسرٍ أقسى من هذا الأسر
وتمرُّ السنين وحلمي يكبرُ ويتكرر
وذاتَ يومٍ نُودي باسمي
فرحتُ .. فرحتُ كثيراً واستبشرتُ خيراً
قلتُ في نفسي ربما هذا يومُ الفرج
الذي انتظرتُهُ ورجوتُهُ من ربِّ العزّةِ
الذي ما يئستُ من رحمتِه يوماً من الايام
قلتُ بلهفةٍ ولسانٍ متلجلجٍ نعم
سحَبني السجّانُ من بين رفاقي
وكأنه يسحبُ شاةً ورمى بي في العجلة
بعد أَن أغمضَ عيني وكبَّلَ يدي ورفَسني بقدمهِ
سرتِ العجلاتُ وقلبي يسيرُ أسرعَ منها
الى المجهولِ والى مكانٍ لا علمَ لي به
ولكن أَملي بالخلاصِ لا زال موجوداً
هناك وإذا بالعجلاتِ قد توقفتْ
أَنزلونا منها وأعدادُنا تنوفُ على المئة
جمعونا واحداً الى جنبِ الآخر
أحدُنا يطمئنُ الثاني ويصبِّرُهُ
مرتِ الدقائقُ وإذا بهم يرموننا بالحفر
حفرٌ أُعدِّتْ لتكونَ لنا داراً دائمة
ولكن دفنونا بدونِ غسل أو كفن
ولكنها مؤكد دارُ أَمانٍ وسلام
لأننا بين يدَي كريمٍ لا بيدِ وحوشٍ لئام
عندها قلتُ لمن يسمعُ صوتي
والى الحمامِ الذي كان عشُّه بجنبي
والى الريحِ التي هبَّتْ تذري ترابَ رمسي
قولوا لأمي ..أن تصنَعَ لي قبراً لتزورَهُ
وأعُدها أني سأحضرُ لذلك القبر
لأني أريدُ ان أسمعَ صوتَها وأراها
شعبان /1991
عقيل الياسري
قولوا لأمي
أنا مذ اقتادَني الجلادُ
ومنذ أنْ وضعَ المسدسَ في فمي
ومنذُ أنْ كُبِلتْ يداي بقطعةِ القماش
تلك القطعةُ التي زوَّدْتِني بها لتكونَ لي حفظاً وأمان
والتي جلبتِها لي من حرمِ سيدي ومولاي الامامِ الحسين (عليه السلام)
ومنذُ أنْ سلبوا مني خاتمي الفضي
وجلدوني بسياطِهم الوحشية
وأنا أسأل عنكِ ليلَ نهار
لم يفارقْ بالي خيالُكِ الجميل
ولم يغب عن عيني نور وجهك الزاهر
آهٍ كم تمنيتُ أن أعودَ لأنامَ في حجرِكِ الدافئ
ولطالما حلمتُ بأنكِ تضمِّدينَ جراحي
جراحي التي أصابتْني من أيادي الجلاوزة
وتمسحيَن بيديكِ الدافئتينِ على رأسي
وتعصبينَ رأسي كما كنتِ في السابق
عندما كان يصيُبني ألمٌ في رأسِي
ولكني كنت أصحومن حلمي بركلةٍ من ركلاتِ الجلاد
لأتيقنَ أني مازلتُ أسيراً
وأيُّ أسرٍ أقسى من هذا الأسر
وتمرُّ السنين وحلمي يكبرُ ويتكرر
وذاتَ يومٍ نُودي باسمي
فرحتُ .. فرحتُ كثيراً واستبشرتُ خيراً
قلتُ في نفسي ربما هذا يومُ الفرج
الذي انتظرتُهُ ورجوتُهُ من ربِّ العزّةِ
الذي ما يئستُ من رحمتِه يوماً من الايام
قلتُ بلهفةٍ ولسانٍ متلجلجٍ نعم
سحَبني السجّانُ من بين رفاقي
وكأنه يسحبُ شاةً ورمى بي في العجلة
بعد أَن أغمضَ عيني وكبَّلَ يدي ورفَسني بقدمهِ
سرتِ العجلاتُ وقلبي يسيرُ أسرعَ منها
الى المجهولِ والى مكانٍ لا علمَ لي به
ولكن أَملي بالخلاصِ لا زال موجوداً
هناك وإذا بالعجلاتِ قد توقفتْ
أَنزلونا منها وأعدادُنا تنوفُ على المئة
جمعونا واحداً الى جنبِ الآخر
أحدُنا يطمئنُ الثاني ويصبِّرُهُ
مرتِ الدقائقُ وإذا بهم يرموننا بالحفر
حفرٌ أُعدِّتْ لتكونَ لنا داراً دائمة
ولكن دفنونا بدونِ غسل أو كفن
ولكنها مؤكد دارُ أَمانٍ وسلام
لأننا بين يدَي كريمٍ لا بيدِ وحوشٍ لئام
عندها قلتُ لمن يسمعُ صوتي
والى الحمامِ الذي كان عشُّه بجنبي
والى الريحِ التي هبَّتْ تذري ترابَ رمسي
قولوا لأمي ..أن تصنَعَ لي قبراً لتزورَهُ
وأعُدها أني سأحضرُ لذلك القبر
لأني أريدُ ان أسمعَ صوتَها وأراها
شعبان /1991
عقيل الياسري
حسين منجل العكيلي
تعليق