إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الحج بين الامس واليوم

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحج بين الامس واليوم

    الحجُّ بين الأمس واليوم
    غمرتني الفرحةُ كغيري من رفاقي عندما قال لي والدي: سأصطحبُكَ اليوم إلى مجلس عزاء الحسين (عليه السلام) في بيت جارنا أبي احمد، وكان ذلك قبل عقدين ونصف من الزمن. لبستُ ملابسي، وهيَّأتُ نفسي للخروج معهُ، وفي الطريق سألته: ما هي المناسبة التي لأجلها أقامَ جارنا أبو أحمد مجلساً حسينياً؟ فأجابني والدي: لأنه سيذهب لأداء فريضة الحج. قلتُ مستغرباً:وما علاقة المجلس بالحجّ يا والدي؟ قال لي: إنه يجمعُ الناسَ ويدعوهم لحضور المجلس؛كي يسلِّمَ عليهم، ويودّعهم، ويطلب منهم براءة الذمّة؛ لأنه ذاهبٌ الى سفر طويل، وفيه مشاقّ كثيرة، وربما يعودُ منه أو لا يعود، وهذا كله بعلم الله تعالى، وأداء هذه الفريضة تتطلب أن لا يبقى في ذمّتهِ أيّ شيء للعباد, وهذا المجلس بركة لهُ ولعيالهِ، وثوابه لصاحب الدار ولمن حضر المجلس.فقلتُ لهُ: لماذا لا يذهبُ الى أماكنهم ويسلّم عليهم؟ قال: يا ولدي نعم، إنه يذهبُ لهم، ويسلّمُ عليهم، ولكن إذا لم يستطعْ أن يصل َإليهم جميعاً لضيق الوقت، فإنه يقيمُ هذا المجلسَ لهذا الغرض. وفعلاً.. حضرنا المجلس، وكان ممتلئاً بالأحبّة والجيران والأصحاب - ومن بينهم رفاقي الصغار - والجميع في جوٍّ ملْؤهُ المحبة والألفة والودّ الصادق.مرت السنواتُ وأنا أرى هذا الأمر يتكرر كلّما أرادَ أحدُهم الذهابَ إلى بيت الله الحرام، وترسّخَ في ذهني أنّ إقامة المجلس والسلام على الاخوان والأصدقاء والمعارف قبل الذهاب الى الحجّ من الواجبات. وبقي هذا العرفُ سائداً لسنين طويلة، ولكنهُ - وللأسف الشديد - بدأ يندرسُ ويتلاشى شيئأ فشيئأ عند بعض الناس، معللين ذلك بالانشغال وكثرة العمل وغيرها من الأعذار..! وأصبح الحال أنك تسألُ عن شخص عزيز عليك، فيُقال لك: إنه قد ذهب إلى الحج ؟! بل تعدى الأمر الى أن الموظفَ والعامل معك في نفس الدائرة وفي نفس الغرفة لا تعلم بذهابه إلا بعد مدة من ذهابه!! أقول: سابقاً وبالرغم من عدم توفر وسائل اتصال متنوعة كما هي متوفرة الآن، إلا أنّ الناسُ كانوا يذهبون لإخوانهم ومعارفهم للسلام عليهم. أما اليوم ومع توفر أجهزة الاتصال ورخص أثمانها، ولكن الناس لا تتواصل ولا تسلم ولا تعلن عن ذهابها.. فهل الحجّ تغيّر أم الأعراف والتقاليد هي التي تغيّرت؟ بلا شك أن الأعراف والتقاليد والقيم هي التي تغيّرت؛ لأن بيت اللـه الحرام هو نفسه، والمدينة المنورة نفسها يشعُّ منهما النور، وتفيض منهما البركة والرحمة الإلهية لتشمل الجميع. وختاماً.. ندعو الله العلي القدير أن يثبّتنا على دينهِ، ويسلمنا ويسلم حجاج بيته الحرام، ويرجعهم الى أهلهم سالمين غانمين بحجّ مبرور، وسعي مشكور.. وآخر دعوانا أن الحمد للهِ ربّ العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
    التعديل الأخير تم بواسطة الياسري; الساعة 18-10-2012, 07:53 PM.

  • #2

    احسنتم سيدنا الجليل ,والاصيل المتمسك بالمبادىء لايتغير مهما كان الزمان والمكان ..
    لكم خالص دعائي .

    تعليق


    • #3
      السلام عليكم اخي الكريم مجاهد منعثر نشكر مروركم الطيب دعائي لكم بالموفقية

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X