إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛°` الموازنة بين ظروف الإمام الحسن وظروف الإمام الحسين عليهما السلام؛°`

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛°` الموازنة بين ظروف الإمام الحسن وظروف الإمام الحسين عليهما السلام؛°`

    بسم الله الرحمن الرحيم
    سلام على ال ياسين
    اللهم صل على محمد وال محمد بعدد دقات قلب الحسن(عليه السلام)

    اللهم صل على محمد وال محمد بعدد دقات قلب الحسين(عليه السلام)


    ورأى كثير من الناس أن الشمم الهاشمي الذي اعتاد أن يكون دائما في الشواهق، كان أليق بموقف الحسين عليه السلام، منه بوقف الحسن عليه السلام

    وهذه هي النظرة البدائية التي تفقد العمق ولا تستوعب الدقة

    فما كان الحسن في سائر مواقفه، إلا الهاشمي الشامخ المجد، الذي واكب في مجادته مُثُلَ أبيه وأخيه معاً، فإذا هم جميعاً أمثولة المصلحين المبدئيين في التاريخ. ولكل - بعد ذلك - جهاده، ورسالته، ومواقفه التي يستمليها من صميم ظروفه القائمة بين يديه، وكلها الصور البكر في الجهاد، وفي المجد، وفي الانتصار للحق المهتضم المغصوب

    وكان احتساب الموت قتلاً في ظروف الحسين، والاحتفاظ بالحياة صلحاً في ظرف الحسن، بما مهدا به عن طريق هاتين الوسيلتين لضمان حياة المبدأ، وللبرهنة على إدانة الخصوم، هو الحل المنطقي الذي لا معدى عنه، لمشاكل كل من الطرفين، وهو الوسيلة الفضلى إلى الله تعالى، وإن لم يكن الوسيلة إلى الدنيا، وهو الظفر الحقيقي المتدرج مع التاريخ وإن كان فيه الحرمان حالاً، وخسارة السلطان ظاهراً

    وكانت التضحيتان: تضحية الحسين بالنفس، وتضحية الحسن بالسلطان، هما قصارى ما يسمو إليه الزعماء المبدئيون في مواقفهم الإنسانية المجاهدة

    وكانت عوامل الزمن التي صاحبت كلاً من الحسن والحسين في زعامته، هي التي خلقت لكل منهما ظرفاً من أصدقائه، وظرفاً من أعدائه، لا يشبه ظرف أخيه منهما، فكان من طبيعة اختلاف الظرفين اختلاف شكل الجهادين، واختلاف النهايتين أخيراً


    ظروفهما من أنصارهما

    ومثلت خيانة الأصدقاء الكوفيين، بالنسبة إلى الحسين عليه السلام خطوته الموفقة في سبيل التمهيد لنجاحه المطرد في التاريخ، ولكنها كانت بالنسبة إلى أخيه الحسن عليه السلام - يوم مسكن والمدائن - عقبته الكؤود التي شلت ميدانه عن تطبيق عملية الجهاد. ذلك لأن حوادث نقض بيعة الحسين كانت سبقت تعبئته للحرب، فجاء جيشه الصغير يوم وقف به للقتال، منخولاً من كل شائبة تضيره كجيش إمام له أهدافه المثلى

    أما الجيش الذي أخذ مواقعه من صفوف الحسن، ثم فر ثلثاه ونفرت به الدسائس المعادية، فإذا هو رهن الفوضى والانتقاض والثورة، فذلك هو الجيش الذي خسر به الحسن كل أمل من نجاح هذه الحرب

    ومن هنا ظهر أن هؤلاء الأصدقاء الذين بايعوا الحسن وصحبوه إلى معسكراته كمجاهدين، ثم نكثوا بيعتهم وفروا إلى عدوهم أو ثاروا بإمامهم، كانوا شراً من أولئك الذين نكثوا بيعة الحسين قبل أن يواجهوه

    وهكذا مهد الحسين لحربه. بعد أن نخلت حوادث الخيانة أنصاره جيشاً من أروع جيوش التاريخ إخلاصاً ي غايته وتفادياً في طاعته وإن قل عدداً

    أما الحسن فلم يعد بإمكانه أن يستبقي حتى من شيعته المخلصين أنصاراً يطمئن إلى جمعهم وتوجيه حركاتهم، لأن الفوضى التي انتشرت عدواها في جنوده كانت قد أفقدت الموقف قابلية الاستمرار على العمل، كما أشير إليه سابقاً

    وأي فرق أعظم من هذا الفرق بين ظرفيهما من أنصارهما؟

    ظروفهما من أعدائهما

    وكان عدو الحسن هو معاوية، وعدو الحسين هو يزيد بن معاوية، وللفرق بين معاوية ويزيد ما طفح به التاريخ، من قصة البلادة السافرة في الإبن، والنظرة البعيدة العمق التي زعم الناس لها الدهاء في الأب، وما كان لعداوة هذين العدوين ظرفها المرتجل مع الحسن والحسين، ولكنها الخصومة التاريخية التي أكل عليها الدهر وشرب بين بني هاشم وبني أمية

    ولم تكن الأموية يوماً من الأيام كفراً للهاشمية. وإنما كانت عدوتها التي تخافها على سلطانها، وتناوئها -دون هوادة. وكان هذا هو سر ذكرها بازائها في أفواه الناس وعلى أسلات أقلام المؤرخين. وإلا فأين سورة الهوى من مثل الكمال؟ وأين انساب الخنا من المطهرين في الكتاب؟ وأين شهوة الغلب، وحب الأثرة، وألوان الفجور، من شتيت المزايا في ملكات العقل، وسمو الأخلاق، وطهارة العنصر، وآفاق العلوم التي تعاونت على تغذية الفكر الإنساني في مختلف مناحي الثقافات العالية، فأضافت إلى ذخائره ثروة لا تطاول؟ أولئك بو هاشم الطالعون بالنور

    وأين هؤلاء من أولئك؟

    ولم يكن من الاحتمال البعيد ما قدره الحسن بن علي احتمالاً قريباً، فيما لو اشتبك مع عدوه التاريخي معاوية بن أبي سفيان بن حرب في حرب يائسة مثل هذه الحرب، أن تجر الحرب بذيولها أكبر كارثة على الإسلام، وأن تبيد بمكائدها آخر نسمة تنبض بفكرة التشيع لأهل البيت عليهم السلام. ولمعاوية قابلياته الممتازة لتنفيذ هذه الخطة وتصفية الحساب الطويل في التاريخ، وهو هو في عدائه الصريح لعلي ولأولاده ولشيعتهم. وفيما مر من الكلام على هذا الموضوع كفاية عن الإعادة.
    أما الحسين فقد كفى مثل هذا الاحتمال حين كان خصمه الغلام المترف الذي لا يحسن قيادة المشاكل، ولا تعبئة التيارات، ولا حياكة الخطط، ثم هو لا يعنيه من الأمر إلا أن يكون الملك ذا الخزائن، حتى ولو واجهه الأخطل الشاعر - على رواية البيهقي

    بل أنت أكفر من هرمز ودينك حقاً كدين الحمار

    وكفى بالحسين هذا الاحتمال، بما ضمنه سيف الإرهاب الذي طارد الشيعة تحت كل حجر ومدر في الكوفة وما إليها، والذي حفظ في غيابات السجون والمهاجر وكهوف الجبال سيلاً من السادة الذين كانوا يحملون مبادئ أهل البيت، وكانوا يؤتمنون على إيصال هذه المبادئ إلى الأجيال بعدهم. فرأى أن يمضي في تصميمه مطمئناً على خطته وعلى أهدافه وعلى مستقبلهما من أعدائه

    أما الحسن فلم يكن له أن يطمئن على مخلفاته المعنوية طمأنينة أخيه وفي أعدائه معاوية وثالوثه المخيف وخططهم الناصبة الحقود التي لا حد لفظاعتها في العداوة والحقد

    وأخيراً فقد أفاد الحسين عليه السلام من غلطات معاوية في غاراته على بلاد الله الآمنة المطمئنة، وفي موقفه من شروط صلح الحسن، وفي قتله الحسن عليه السلام بالسم، وفي بيعته لابنه يزيد وفي أشياء كثيرة أخرى، بما زاد حركته في وجه الأموية قوة ومعنوية وانطباقاً صريحاً على وجهة النظر الإسلامي في الرأي العام

    وأفاد - إلى ذلك - من مزالق الشاب المأخوذ بالقرود والخمور وخليفة معاوية، فكانت كلها عوامل تتصرف معه في تنفيذ أهدافه

    وكانت ظروفه من أعدائه وظروفه من أصدقائه تتفقان معاً على تأييد حركته، واجاز مهمته، والأخذ به إلى النصر المجنح الذي فاز به في الله وفي التاريخ

    أما الحسن عليه السلام فقد أعيته ظروفه من أصدقائه فحالت بينه وبين الشهادة، وظروفه من أعدائه فحالت بينه وبين مناجزتهم الحرب التي كان معناها الحكم على مبادئه بالإعدام. لذلك رأى لزاماً أن يطور طريقة جهاده، وأن يفتتح ميدانه من طريق الصلح

    وما كانت الألغام التي وضعها الحسن عليه السلام في الشروط التي أخذها على معاوية إلا وسائله الدقيقة التي حكمت على معاوية وحزبه بالفشل الذريع في التاريخ

    ومن الصعب حقاً أن نميّز - بعد هذا - أي الأخوين عليهما السلام كان أكبر أثراً في جهاده، وأشد نفوذاً إلى أهدافه، وأبعد إمعانا في النكاية بأعدائه

    ولم يبق مخفياً أن تاريخ نكبات أمية بعد عملية الحسن في الصلح كان متصلاً بالحسن، مرهوناً بخططه، خاضعاً لتوجيهه. وأن حادثاً واحداً من أحداث تلك النكبات لم يكن ليقع كما وقع، لولا هذه العملية الناجحة التي كان من طبيعة ظروفها أن تستأثر بالنجاح، وكان من طبيعة خصومها أن يكونوا أعواناً على نجاحها من حيث يشعرون أو لا يشعرون..
    مقتبس من كتاب صلح الحسن عليه السلام
    لسماحة الإمام المجاهد الشيخ راضي آل ياسين
    التعديل الأخير تم بواسطة الرضا; الساعة 30-03-2011, 11:57 AM.

  • #2
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
    بارك الله فيك أخي محب أل يس على هذا الطرح القيم الموفق

    ولولا أبو طالب وأبنه * لما مثل الدين شخصا وقاما
    فذاك بمكة آوى وحامى * وهذا بيثرب جس الحماما

    فلله ذا فاتحا للهدى * ولله ذا للمعالي ختاما
    وما ضر مجد أبي طالب * جهول لغا أو بصير تعامى
    كما لا يضر إياب الصبا * ح من ظن ضوء النهار الظلاما

    [/CENTER]

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X