الصحيفة السجادية
    وَ كَانَ مِنْ دُعَائِهِ عَلَيْهِ السَّلامُ إِذَا نَظَرَ إِلَى الْهِلالِ :
    أَيُّهَا الْخَلْقُ الْمُطِيعُ ، الدَّائِبُ السَّرِيعُ ، الْمُتَرَدِّدُ فِي مَنَازِلِ التَّقْدِيرِ ، الْمُتَصَرِّفُ فِي فَلَكِ التَّدْبِيرِ.
    آمَنْتُ بِمَنْ نَوَّرَ بِكَ الظُّلَمَ ، وَ أَوْضَحَ بِكَ الْبُهَمَ ، وَ جَعَلَكَ آيَةً مِنْ آيَاتِ مُلْكِهِ ، وَ عَلامَةً مِنْ عَلامَاتِ سُلْطَانِهِ ، وَ امْتَهَنَكَ بِالزِّيَادَةِ وَ النُّقْصَانِ ، وَ الطُّلُوعِ وَ الْأُفُولِ ، وَالانَارَةِ وَ الْكُسُوفِ ، فِي كُلِّ ذَلِكَ أَنْتَ لَهُ مُطِيعٌ ، وَ إِلَى إِرَادَتِهِ سَرِيعٌ
    سُبْحَانَهُ مَا أَعْجَبَ مَا دَبَّرَ فِي أَمْرِكَ ، وَ أَلْطَفَ مَا صَنَعَ فِي شَأْنِكَ ، جَعَلَكَ مِفْتَاحَ شَهْرٍ حَادِثٍ لِأَمْرٍ حَادِثٍ.
    فَأَسْأَلُ اللَّهَ رَبِّي وَ رَبَّكَ ، وَ خَالِقِي وَ خَالِقَكَ ، وَ مُقَدِّرِي وَ مُقَدِّرَكَ ، وَ مُصَوِّرِي وَ مُصَوِّرَكَ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ، وَ أَنْ يَجْعَلَكَ هِلالَ بَرَكَةٍ لا تَمْحَقُهَا الأيَّامُ ، وَ طَهَارَةٍ لا تُدَنِّسُهَا الْآثَامُ.
    هِلالَ أَمْنٍ مِنَ الْآفَاتِ ، وَ سَلامَةٍ مِنَ السَّيِّئَاتِ.
    هِلالَ سَعْدٍ لا نَحْسَ فِيهِ ، وَ يُمْنٍ لا نَكَدَ مَعَهُ ، وَ يُسْرٍ لا يُمَازِجُهُ عُسْرٌ ، وَ خَيْرٍ لا يَشُوبُهُ شَرٌّ ، هِلالَ أَمْنٍ وَ إِيمَانٍ وَ نِعْمَةٍ وَ إِحْسَانٍ وَ سَلامَةٍ وَ إِسْلامٍ.
    اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ، وَ اجْعَلْنَا مِنْ أَرْضَى مَنْ طَلَعَ عَلَيْهِ ، وَ أَزْكَى مَنْ نَظَرَ إِلَيْهِ ، وَ أَسْعَدَ مَنْ تَعَبَّدَ لَكَ فِيهِ ، وَ وَفِّقْنَا فِيهِ لِلتَّوْبَةِ ، وَ اعْصِمْنَا فِيهِ مِنَ الْحَوْبَةِ ، وَ احْفَظْنَا فِيهِ مِنْ مُبَاشَرَةِ مَعْصِيَتِكَ وَ أَوْزِعْنَا فِيهِ شُكْرَ نِعْمَتِكَ ، وَ أَلْبِسْنَا فِيهِ جُنَنَ الْعَافِيَةِ ، وَ أَتْمِمْ عَلَيْنَا بِاسْتِكْمَالِ طَاعَتِكَ فِيهِ الْمِنَّةَ ، إِنَّكَ الْمَنَّانُ الْحَمِيدُ.
    وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ.
الصحيفة السجادية ::: فهرس