الباب الثّالث والمائة
(زيارة أبي الحسن عليِّ بن محمَّدٍ الهادي)
(وأبي محمَّدٍ الحسن بن عليٍّ العسكريّ عليهم السلام بـ «سُرَّ مَن رأى»)

1 ـ روي عن بعضهم عليهم السّلام أنّه قال: «إذا أردت زيارة أبي الحسن الثّالث عليِّ بن محمّد وأبي محمّد الحسن بن عليٍّ عليهم السلام تقول بعد الغسل إن وصلت إلى قبريهما؛ وإلاّ أومأتَ بالسَّلام مِن عند الباب الَّذي على الشّارع الشّباك(1) تقول :
«السَّلامُ عَلَيْكُما يا وَليي الله ، السَّلامُ عَلَيْكُما يا حُجَّتي الله ، السَّلامُ عَلَيكُما يا نُورَي اللهِ في ظُلُمات الأرْضِ ، السَّلامُ عَلَيْكُما يا مَنْ بَدا للهِ في شَأْنِكُما ، السَّلامُ عَلَيْكُما يا حَبيبَي اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكُما يا إمامَي الْهُدى ، أتَيتُكُما عارفاً بحقِّكُما ، مُعادِياً لأعْدائِكُما ، مُوالياً لأوْلِيائكُما ، مُؤمِناً بما آمَنْتُما بِهِ ، كافِراً بما كَفَرتما بِهِ ، محقِّقاً لما حقَّقْتُما ، مُبْطلاً لما أبْطَلْتُما ، أسْأَلُ الله رَبي وَرَبَّكُما أنْ يجعَلِ حَظّي مِنْ زيارَتِكُما الصَّلاةَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ ، وَأنْ يَرزُقَني مرافقتكما في الجنان مع آبائكما الصالحين ، وأسأله أن يعتق رقبتي من النار ، ويرزقني شَفاعَتَكُما وَمُصاحِبَتَكُما ، وَيعرِّفَ بيْني وَبَيْنَكُما ، وَلا يَسْلُبَني حُبَّكُما وَحُبَّ آبائِكُما الصّالحينَ ، وَأن لا يجعَلهُ آخِرَ العَهْدِ مِنْ زيارَتِكُما ، وَيحشُرَني مَعَكُما في الجنَّةِ بِرَحْمَتِهِ ، اللّهُمَّ ارْزُقْني حُبَّهما وَتَوَفَّني عَلى مِلَّتِهما ، اللّهمَّ الْعَنْ ظالمي آل مُحَمَّدٍ حَقَّهُمْ وَانْتَقِمْ مِنْهُمْ ، اللّهُمَّ الْعَنِ الأوَّلينَ مِنْهُمْ وَالآخِرين ، وَضاعِفْ عَلَيْهِمُ الْعَذابَ ، وأبْلِغْ بِهِمْ
____________
1 ـ قال شيخ الطائفة ـ رحمه الله ـ : «هذا الّذي ذكره من المنع من دخول الدّار هو الأحوط والأولى ، لأنّ الدّار قد ثبت أنّها ملكَ للغير ، ولا يجوز لنا أن نتصرّف فيها بالدّخول فيها ولا غيره إلاّ بإذن صاحبها ، ولم ينقطع العذر لنا بإذنهم عليهم السلام في ذلك ، فينبغي التّوقّف في ذلك والامتناع منه ، ولو أنّ أحداً يدخلها لم يكن مأثوماً خاصّة إذا تأوّل في ذلك ما روي عنهم عليهم السلام من أنّهم جعلوا شيعتهم في حلٍّ من مالهم ، وذلك على عمومه ، وقد روي في ذلك أكثر من أن يحصى» .
( 329 )

وَبِأشْياعِهِمْ وَأتْباعِهِمْ وَمُحِبِّيهِمْ وَمُتَّبِعيهِمْ ، أسْفَلَ دَرَكٍ مِنَ الجَحِيم ، إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيء قَدير ، اللّهُمَّ عَجِّل فَرَجَ وَليِّكَ ، وَاجْعَلْ فَرَجَنا مَعَ فَرَجِهمْ ، يا أرْحَمَ الرَّاحِمينَ»؛
وتجتهد في الدُّعاء لنِفسك ولوالديك وتخيّر مِنَ الدُّعاء ، فإن وصلت إليهم صلّى الله عليهما فَصَلِّ عند قبرهما رَكعتين ، وإذا دخلت المسجد وصلّيت دعوت الله بما أحببت ، إنّه قريبٌ مجيبٌ ، وهذا المسجد إلى جانب الَّدار وفيه كان يصلّيان ـ عليهما الصّلاة والسّلام(1) .

*****

____________
1 ـ ذكر الصّدوق هذه الزّيارة بعينها في الفقيه إلاّ أنّه أسقط قوله : «السّلام عليكما يا من بدا في شأنكما» ، ثمّ قال : «وتجتهد في الدّعاء لنفسك ولوالديك وصلّ عندهما لكلِّ زيارة ركعتين ركعتين ، وإن لم تصلّ إليهما دخلت بعض المساجد وصلّيت لكلّ إمامٍ لزيارته ركعتين ، وادعو الله بما أحببت إنّ الله قريبٌ مجيبٌ» .
وقال الشّيخ المفيد ـ قدّس الله روحه ـ على ما ينسب إليه من كتاب المزار : «إذا وردت مشهدهما صلّى الله عليهما فاغتسل لزّيارة ، ثمّ امض حتّى تقف على باب القبّة واستأذن وادخل مقدِّماً رجلك اليُمنى وقف على قبريهما وقل : «ثمّ ذكر الزيّارة بعينها إلاّ أنّه بدّل قوله : «يا من بدا لله في شأنكما» بقوله : «يا أميني الله» ، ثمّ ذكر الوداع ، ثمّ قال : «ثمّ اخرج ووجهك القبرين على أعقابك» .
أقول : أمّا «البداء» في أبي محمّد الحسن عليه السلام فقد مضى في باب النّصّ عليه أخبار كثيرة [البحار ج50 ص239] بأنّ البداء قد وقع فيه وفي أخيه الّذي كان أكبر منه ومات قبله ، كان في موسى وإسماعيل ، وأمّا في أبيه عليه السلام فلم نر فيه شيئاً يدلّ على البداء ، فلعلّه وقع فيه شيء من هذا القبيل ، أو من القيام بالسّيف أو غيرهما ، أو نسب هذا البداء إلى الأب أيضاً ، لا التّنصيص على الإمامة يتعلّق به . وأمّا الدّخول في الدّار للزّيارة فالأظهر جوازه لما ذكره الشّيخ ـ رحمه الله ـ ، ولرواية ابن قولويه هذه ، ولما سيأتي في الزّيارات الجامعة من الوقوف عند القبر واللّصوق به والانكباب عليه ، ولِعَمل القُدماء الأصحاب وأرباب النُّصوص منهم ، تجويزهم ذلك ، والله يعلم . (العلاّمة المجلسيّ ـ رحمه الله ـ)

( 330 )

الباب الرّابع والمائة
(زيارةٌ لجميع الأئمَّة)
صلوات الله عليهم أجمعين

1 ـ حدَّثني محمّد بن الحسين بن متّ الجوهريّ ، عن محمّد بن أحمد بن يحيى بن عِمرانَ ، عن هارونَ بن مسلم ، عن عليّ بن حَسّان «قال : سُئل الرِّضا عليه السلام في إتيان قبر أبي الحسن عليه السلام(1) فقال : صَلّوا في المساجد حوله ويجزىء في المواضع كلّها أن تقول :
«السَّلامُ عَلى أوَلِياءِ اللهِ وَأصْفيائِهِ ، السَّلامُ عَلى اُمَناءِ اللهِ وَأحِبَائِهِ ، السَّلامُ عَلى أنْصارِ اللهِ وَخُلَفائِهِ ، السَّلامُ عَلى مَحالِّ مَعْرِفَةِ اللهِ ، السَّلام عَلى مَساكِنِ ذِكْرِ اللهِ ، السَّلامُ عَلى مَظاهِرِ أمْر الله وَنَهْيِهِ ، السَّلامُ عَلى الدُّعاةِ إلى اللهِ ، السَّلامُ عَلى المسْتَقَرِّينَ في مَرضاتِ اللهِ ، السَّلامُ عَلى المُمَحِّصِينَ في طاعَةِ اللهِ(2) ، السَّلامُ عَلى الَّذينَ مَنْ والاهُمْ فَقَدْ وَالى الله ، وَمَن عاداهُم فَقَدْ عَادَى الله ، وَمَن عَرفَهُم فَقَد عَرَفَ اللهَ ، وَمَنْ جَهِلَهُمْ فَقَدْ جَهِلَ الله ، وَمَنِ اعْتَصَمَ بِهِمْ فَقَدِ اعْتَصَمَ بِاللهِ ، وَمَنْ تَخَلّى مِنْهُمْ فَقَدْ تَخلّى مِنَ اللهِ ، اُشْهِدُ الله أنّي سِلْمٌ لَمَنْ سالَمَكُمْ وَحَرْبٌ لَمَنْ حارَبَكُمْ ، مُؤمِنٌ بِسِرِّكُمْ وَعلانِيَتِكُمْ ، مُفَوِّضٌ في ذلِكَ كُلِّهِ إلَيْكُم ، لَعَنَ اللهُ عَدُوَّ آل مُحَمَّدٍ مِنَ الجِنِّ وَالإنْسِ ، وَأبْرَءُ إلى اللهِ مِنْهُمْ ، وَصَلّى اللهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ» ،
هذا يجزىء في الزيّارات كلّها ، وتكثر من الصَّلاة عَلى محمَّدٍ وآله ، وتسمّي واحداً واحداً بأسمائهم ، وتبرءَ من أعدائهم وتخيّر لنفسك من الدُّعاء وللمؤمنين والمؤمنات» .
____________
1 ـ يعني أباه موسى بن جعفر عليهما السلام .
2 ـ قوله : «الممحّصين» تقدّم الكلام فيه في ص 318.

( 331 )

2 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ وجماعة مشايخي ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، وحدَّثني محمّد بن الحسين بن متّ الجوهريّ جميعاً ، عن محمّد بن أحمدَ بن يحيى بن عِمران ، عن عليِّ بن حَسّان ، عن عُروةَ بن إسحاق ابن أخي شعيب العَقرقوفيّ عمّن ذكره ـ عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : تقول إذا أتيت قبر الحسين بن عليٍّ عليهما السلام ويجزئك عند قبر كلِّ إمامٍ عليهم السلام :
«السَّلام عَلَيْكَ مِنَ اللهِ ، وَالسَّلامُ عَلى مُحَمَّدٍ بْنِ عَبْدِاللهِ أمِينِ اللهِ عَلى وَحْيِهِ وَعَزائِمِ أمْرِهِ ، الخاتَمِ لِما سَبَقَ وَالفاتِح لَما اسْتُقْبَلَ(1) ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ الَّذِي انْتَجَبْتَهُ بِعِلْمِكَ ، وَجَعَلْتَهُ هادِياً لِمَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِكَ ، وَالَّدليلَ عَلى مَنْ بَعَثْتَهُ بِرِسالاتِكَ وَكُتُبِكَ ، وَدَيّانَ الدِّين بَعَدْلِكَ ، وَفَصْلِ قَضائِكَ بَيْنِ خَلْقِكَ ، وَالمهَيْمِنَ عَلى ذلِكَ كُلِّهِ ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ» .
وتقول في زيارة أمير المؤمنين عليه السلام : «اللّهُمَّ صَلِّ عَلى أمِير المؤمِنين عَبْدِكَ وَأخي رَسُولِكَ ـ إلى آخره ـ» .
وفي زيارة فاطمة عليها السلام : «أمَتِكَ وَبِنْتِ رَسُولِكَ ـ إلى آخره ـ » .
وفي زيارة سائر الأئمّة : «أبْناءِ رَسُولِكَ» ، على ما قلت في النَّبيّ أوَّلَ مرَّةٍ حتّى تنتهي إلى صاحبك ، ثمّ تقول :
«أشْهَدُ أنَّكُمْ كَلِمَةُ التَّقْوى ، وَبابُ الهُدى ، وَالْعُرْوَةُ الْوُثْقى ، وَالحُجَّةُ الْبالِغَةُ عَلى مَنْ فيها وَمَنْ تَحْتَ الثَّرى ، وَأَشْهَدُ أنَّ أرْواحَكُمْ وَطِينَتَكُمْ مِنْ طينَةٍ واحِدَةٍ ، طابَتْ وَطَهُرَتْ مِنْ نُورِ الله وَمِنْ رَحْمَتِهِ ، وَاُشْهِدُ اللهَ وَاُشْهِدُكُمْ أنّي لَكُمْ تَبَعٌ بِذاتِ نَفْسي وَشرائِعِ دِيني وَخَواتِيم عَمَلي ، اللّهُمَّ فأتْمِمْ لي ذلِكَ بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا عَبْدِالله ، أشْهَدُ أنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ عَنِ اللهِ ما اُمرْتَ بِهِ ، وَقُمْتَ بحقِّهِ غَير واهِنٍ وَلا مُوهِنِ ، فَجزاكَ اللهُ مِنْ صِدِّيقٍ خَيْراً عَنْ رَعِيَّتِكَ ، أشْهَدُ أنَّ الجِهادَ مَعَكَ جِهادٌ ، وَأنَّ الحَقَّ مَعَكَ وَلَكَ ، وأنْتَ مَعْدِنُهُ ، وَمِيراثُ النُّبُوَّةِ عِنْدَكَ وعِنْدَ أهْلِ بَيْتِكَ ، أشْهَدُ أنَّكَ قَدْ أقَمْتَ الصَّلاةَ ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ ، وَأمَرْتَ بِالمَعْرُوفِ ، وَنَهَيْتَ عَنِ المنْكَرِ ، وَ
____________
1 ـ تقدّم معناه في ص 39 و221 .
( 332 )

دَعَوتَ إلى سَبيلِ رَبِّكَ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحسَنَةِ ، وَعَبَدْتَ رَبَّكَ حَتّى أتاكَ الْيَقينُ» .
ثمَّ تقول : «السَّلامُ عَلى مَلائِكَةِ اللهِ المُسَوِّمينَ ، السَّلامُ عَلى مَلائِكَةِ اللهِ المُنْزَلينَ ، السَّلامُ عَلى مَلائِكَةِ اللهِ المُرْدِفينَ ، السَّلامُ عَلى مَلائِكَةِ اللهِ الَّذِينَ هُمْ في هذَا الحرَم بِإذْنِ اللهِ مُقيمُونَ» .
ثمّ تقول : «اللّهُمَّ الْعَنِ اللَّذَيْنِ بَدَّلا نِعْمَتَكَ ، وَخَالَفا كِتابَكَ ، وَجَحَدا آياتِكَ ، وَاتَّهَما رَسُولَكَ ، احْشُ قُبُورَهُما وَأجْوافَهُما ناراً وَأَعَدَّ لَهُما عَذاباً أليماً ، وَاحْشُرْهُما وَأشْياعَهُما وأتْباعَهُما إلى جَهَنَّمِ زُرْقاً(1) ، وَاحْشُرْهُما وَأشْياعَهُما وأتْباعَهُما يَومَ الْقيامَةِ عَلى وُجُوهِهِم عُمْياً وَبُكْماً وَصُمّاً ، مَأواهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّما خَبَتْ زِدْناهُمْ سَعِيراً ، اللّهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَةِ قَبرْ ابْنِ نَبيِّكَ ، وَابْعَثْهُ مَقاماً مَحْمُوداً تَنْتَصِرُ بِهِ لِدينِكَ وَتَقْتُلُ بِهِ عَدُوَّكَ ، فَإنَّكَ وَعَدْتَهُ ذلِكَ وَأنْتَ الرَّبُّ الَّذِي لا تُخلِفُ الميعادَ» .
وكذلك تقول عند قُبور كلَّ الأئمَّة عليهم السلام ، وتقول عند كلِّ إمام زُرْته إن شاء الله تعالى :
«السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَليَّ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ ، السَّلام عَلَيْكَ يا نُورَ اللهِ في ظُلُماتِ الأَرْضِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا إمامَ المؤْمِنينَ وَوارِثَ عِلْمِ النَّبيِّينَ وَسُلالَةِ الْوَصِيِّينَ ، وَالشَّهيدَ يَومِ الِّدينِ ، أشْهَدُ أنَّكَ وَآباءَكَ الَّذينَ كانُوا مِنْ قَبلِكَ ، وَأبْناءَكَ الَّذينَ مِنْ بَعْدِكَ مَواليَّ وَأولِيائي وَأئِمَّتي ، وَأشْهَدُ أنَّكُمْ أصْفياءُ اللهِ وَخَزِنَتُهُ وَحُجَّتُهُ الْبالِغةُ ، انْتَجَبَكُمْ بِعِلْمِهِ أنْصاراً لِدينِهِ ، وَقُوَّاماً بِأَمِرِهِ ، وَخُزَّاناً لِعِلْمِهِ ، وَحَفَظةً لِسِرِّهِ وَتَراجِمَةً لِوَحْيِهِ ، وَمعْدِناً لِكَلِماتِهِ ، وَأرْكاناً لِتَوحِيدِهِ ، وَشُهُوداً عَلى عِبادِهِ ، وَاسْتَودَعَكُمْ خَلْقَهُ ، وَأورَثَكُم كِتابَه ، وَخَصَّكُمْ بِكَرائِمِ التَّنْزِيل ، وَأعْطاكُمُ التَّأَويلَ ، جَعَلَكُمْ تابُوتَ(2) حِكْمَتِهِ وَمَناراً في بِلادِهِ ، وَضَرَبَ لَكُمْ مَثَلاً مِنْ نُورِهِ ، وَأجْرى فيكُمْ مِنْ عِلْمِهِ ، وَعصَمَكُمْ مِنَ الزَّلَلِ ، وَطَهَّرَكُمْ مِنَ الدَّنَسِ ، وَأذْهَبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ ، وَبِكُمْ تَمَّتِ النِّعْمَةُ ، وَاجْتَمَعَتِ الْفُرقَةُ ، وَأئْتَلَفَتِ الْكَلِمَةُ ، وَلَزِمَتِ الطّاعَةُ المفْترضَةُ ،
____________
1 ـ أي عمياً .
2 ـ التّابوت : الصّندوق من الخشب.

( 333 )

وَالمَودَّةُ الواجِبَةُ ، فَأنْتُمْ أوْلِياؤُهُ النُّجَباءُ ، وَعِبادُهُ المكْرَمُونَ ، أتَيْتُكَ يا ابْنَ رَسُولِ اللهِ عارِفاً بِحَقِّكَ ، مُسْتَبْصِراً بِشأْنِكَ ، مُعادِياً لأعْدائِكَ ، مُوالِياً لأوْليائِكَ ، بأبي أنْتَ وَاُمِّي صَلّى اللهُ عَلَيْكَ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً ، أتَيْتُكَ وافِداً زائِراً عائذاً مُسْتَجِيراً ممّا جَنَيْتَ عَلىُ نَفْسي ، وَاحْتَطَبْتُ عَلىُ ظَهْري ، فَكُنْ لي شَفِيعاً ، فَإنَّ لَكَ عِنْدَ اللهِ مَقاماً مَعْلُوماً ، وأنْتَ عِنْدَاللهِ وَجِيهٌ ، آمَنْتُ بِاللهِ وَبِما اُنْزِلَ عَلَيْكُمْ ، وأتَوَلّى آخِرَكُمْ بما تَوَلَّيْتُ بِهِ أوَّلَكُمْ ، وَأبْرَءُ مِنْ كُلِّ وَليجَةٍ دُونَكُمْ ، وَكَفَرتُ بالجبِتِ وَالطّاغُوتِ وَاللاّتِ وَالعُزْى».

الباب الخامس والمائة
(فضل زيارة المؤمنين وكيف يُزارون)

1 ـ حدَّثني أبو العبّاس محمّد بن جعفر الرَّزّاز القُرَشيّ الكوفيُّ ، عن خاله محمَّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن عَمرِو بن عثمان الرَّازيِّ «قال : سمعت أبا الحسن الأوّل عليه السلام يقول : مَن لم يقدر أن يزورنا فليزرْ صالحِي موالينا يُكتَب له ثوابُ زيارَتنا ، ومَن لم يَقدِرْ على صًلَتنا فَلْيَصلْ صالِحي موالينا يُكتَب له ثوابُ صِلَتنا» .
2 ـ حدَّثني محمّد بن الحسن بن أحمدَ بن الوليد ، عن الحسن بن مَتِّيل ، عن محمّد بن عبدالله بن مِهرانَ ، عن عَمْرِو بن عثمانَ «قال : سمعت الرِّضا عليه السلام يقول : مَن لم يقدر على صِلَتنا فليَصِلْ على صالِحي مَوالينا يُكتب له ثواب صِلتنا ، ومن لم يقدِرْ على زيارتنا فليزر صالِحي موالينا يُكتب له ثوابُ زيارتنا» .
3 ـ حدَّثني أبي ؛ ومحمّد بن يعقوبَ ؛ وجماعَة مشايخي ـ رحمهم الله ـ عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن أحمدَ بن يحيى «قال : كنت بفَيْد(1) فمشيتُ مع عليِّ بن بِلال إلى قبر محمّد بن إسماعيل بن بَزيع قال: فقال لي عليُّ بن بلال : قال لي صاحب هذا القبر عن الرِّضا عليه السلام : مَن أتى قبر أخيه المؤمن ثمّ وضع يده على
____________
1 ـ فَيْد ـ بالفتح ثمّ السّكون ـ : بُلَيدة في نصف طريق مكّة من الكوفة ، ينزل بها الحاجّ قال الزّجاجيّ : سميت فَيْد بفيد بن حام وهو أوّل مَن نزلها . (من المعجم)
( 334 )

القبر وقرء «إنّا أنْزَلْنَاه(1)» سبع مرّات ، أمن يوم الفزع الأكبر» .
4 ـ حدَّثني محمّد بن الحسين بن متّ الجَوهَريّ ، عن محمّد بن أحمدَ بن يحيى بن عِمرانَ «قال : كنت بفَيْد فقال محمّد بن عليِّ بن بلال : مُرَّ بنا إلى قبر محمّد بن إسماعيلَ بن بزيع ، فذهبنا إلى عند قبره فقال محمّد بن عليِّ : حدَّثني صاحبُ هذا القبر عن الرِّضا عليه السلام أنّه مَن زار قبر أخيه المؤمن فاستقبل القِبلة ووضع يَده على القبر وقرء : «إنّا أنْزَلْناهُ في لَيْلَةِ الْقَدْر» سبع مرّات أمن مِن الفزع الأكبر» .
5 ـ وحدَّثني محمّد بن الحسين بن متّ الجوهريّ ، عن محمّد بن أحمدَ ، عن عليِّ بن إسماعيل ، عن محمّد بن عَمْرو ، عن أبان(2) ، عن عبدالرَّحمن بن أبي عبدالله «قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام كيف أضع يدي عَلى قُبور المؤمنين؟ فأشارَ بيده إلى الأرض فوضعها عليها وهو مقابل القِبلة» .
6 ـ وعنه ، عن محمّد بن أحمدَ ، عن موسى بن عمر[ان] ، عن عبدالله الحجّال عن صَفوانَ الجمّال «قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : كان رَسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يخرج في مَلأ مِن النّاس مِن أصحابه كُلَّ عشيَّة خميس إلى بَقيع المَدَنيّين فيقول ـ ثلاثاً ـ : «السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أهْلَ الدِّيارِ» ـ وثلاثاً ـ «رَحِمَكُمُ الله» ، ثمَّ يلتفت إلى أصحابه ويقول : هؤلاء خيرُ منكم ، فيقولون : يارسول الله ولِم؟ آمَنُوا وآمَنّا ، وجاهَدُوا وجاهَدْنا؟ فيقول : إنَّ هؤلاءِ آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظُلم ، ومَضوا على ذلك وأنَا لَهُمْ على ذلك شَهيدٌ ، وأنتم تَبقون بعدي ، ولا أدري ما تُحدثون بعدي» .
7 ـ حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحِميريّ ، عن أبيه ، عن هارون بن مسلم ، عن مَسعَدَةَ بن زِياد ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم السلام «قال : دخل عليُّ أمير المؤمنين مقبرةً ـ ومعه أصحابه ـ فنادى :
«يا أهْلَ التُرْبَةِ وَيا أهْلَ الغُرْبَةِ ، وَيا أهْلَ الخُمُودِ ، وَيا أهْلَ الهُمُود(3) ، أمّا أخْبارُ
____________
1 ـ المراد تمام السّورة.
2 ـ يعني بن عثمان الأحمر.
3 ـ خَمَدَتِ النّار ، خُمْداً وخُموداً : سكن لَهَبُها . والهُمُود : الموت . (القاموس)

( 335 )

ما عِنْدَنا : فَأمّا أمْوالُكُمْ قَدْ قُسِّمَتْ ، وَنِساؤُكُمْ قَدْ نُكِحَتْ ، وَدُورُكُمْ قَدْ سُكِنَتْ ، فَما خَبَرُ ما عِنْدَكُمْ؟ !!» ، ثمَّ التفت إلى أصحابه وقال : أما واللهِ لَو يُؤذَنُ لهم في الكلام لقالوا : لم يُتَزَوَّد مثل التَّقْوى زادٌ [خَيرُ الزَّاد التَّقْوى]» .
8 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ ومحمّد بن الحسن ، عن الحسن بن مَتِّيل ، عن سَهل بن زياد ، عن محمَّد بن سِنان ، عن إسحاقَ بن عَمّار ، عن أبي الحسن عليه السلام «قال : قلت له : المؤمن يَعلم بمن يَزورُ قبره ؟ قال : نَعَم ؛ ولا يَزال مستأنساً بِه ما زالَ عندَه ، فإذا قام وانصرف مِن قبره دَخَله مِن انصرافه عن قبره وَحْشَةٌ» .
9 ـ حدَّثني الحسن بن عبدالله بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه ، عن جَدِّه ، عن عبدالله بن المغيرة ، عن عبدالله بن سِنان «قال : قلت لأبي عبدالله عليه السلام : كيف اُسلّم عَلى أهل القُبور؟ قال : نَعَم ؛ تقول : «السَّلامُ عَلى أهْلِ الدِّيارِ مِنَ المؤمِنينَ وَالمُسْلِمين ، أنْتُمْ لَنَا فَرَطٌ(1) وَنَحْنُ إن شاءَ اللهُ بِكُمْ لاحِقُونَ» .
حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن محمّد بن اُورَمَةَ عن عبدالله بن سِنان قال : قلت لأبي عبدالله عليه السلام ـ وذكر مثله ـ .
10 ـ حدَّثني الحسن بن عبدالله ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن عَمْرو بن أبي المِقدام ، عن أبيه «قال: مَرَرتُ مع أبي جعفر عليه السلام بالبَقيع فمررنا بقبر رَجلٍ من أهل الكوفة مِن الشِّيعة ، فقلت لأبي جعفر عليه السلام : جُعلتُ فِداك هذا قبرُ رَجل من الشِّيعة ، قال : فوقف عليه وقال : «اللّهمَّ ارْحَمْ غُرْبَتَهُ ، وَصِلْ وَحْدَتَهُ ، وَآنِسْ وَحْشَتَهُ ، وَآمِنْ رَوعَتَهُ ، وَأَسْكنْ إلَيْهِ مِنْ رَحْمَتِكَ مَا يَسْتَغَنى بِها عَنْ رحمة من سًواكَ ، وألْحِقْهُ بمن كانَ يَتَولاهُ»» .
11 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن النَّضر بن سُويد ، عن القاسم بن سليمانَ ، عن جرَّاح المدائنيِّ «قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام : كيف التّسليم على أهل القبور؟ قال : تقول : «السَّلامُ عَلى أهْلِ الدِّيارِ مِنَ المؤمِنينَ وَالمسْلِمينَ ، رَحِمَ اللهُ المُسْتَقْدِمينَ مِنْكُمْ وَالمسْتأْخِرينَ ، وَإنّا إنْ
____________
1 ـ أي أنتم متقدّم لنا .
( 336 )

شاءَ اللهُ بِكُمْ لاحِقُونَ»» .
ورواه البرقيُّ ، عن أبيه ، عن النَّضر بن سُوَيد ، عن القاسم بن سليمان ، عن جرَّاح المدائنيّ قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام ـ وذكر مثله ـ .
12 ـ وجدت في بعض الكُتُبِ : محمّد بن سِنان ، عن المفضّل(1) «قال : قال : مَن قرء «إنّا أنْزَلْناه» عند قبر مؤمن سبع مرّات بعث الله إليه مَلَكاً يعبدالله عند قبره ، ويكتب [له و] لِلميّت ثواب ما يعمل ذلك المَلَكَ ، فإذا بعثه الله من قبره لم يمرَّ على هَول إلاّ صرفه الله عنه بذلك المَلَك [الموَكّل] حتّى يدخله الله به الجنّة ، وتقرء بعد «الحمد» «إنّا أنْزَلْناه» سَبعاً ، و «المعَوَّذَتَين» ، و«قُلْ هُوَ الله أحَد» و «آية الكُرْسيّ» ثلاثاً ثلاثاً»(2) .
13 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن محمّد بن اُورَمَةَ ، عن النَّضر بن سُويد ، عن عاصِم بن حَميد ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه السلام «قال : سمعته يقول : كان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إذا مرَّ بقبور قوم من المؤمنين قال : «السَّلام عَلَيْكُمْ مِنْ دِيارِ قَومٍ مُؤمِنينَ ، وَإنّا إنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لاحِقُونَ»» .
14 ـ و [أبي] ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن محمّد بن أورَمَة ، عن عليِّ بن الحكم ، عن ابن عجلان «قال : قام أبو جعفر عليه السلام على قبر رجلٍ فقال : «اللّهُمَّ صِلْ وَحْدَتَهُ ، وَآنِس وَحْشَتَهُ ، وَأسْكِنْ إلَيْهِ مِنْ رَحْمَتِكَ ما يسْتَغْني بِهِ عَنْ رَحْمَةِ مَنْ سِواكَ»» .
15 ـ وحدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحِميريُّ ، عن أبيه ، عن أحمد بن محمّد أبي عبدالله البرقيِّ ، عن الحسن بن عليٍّ الوَشّاء ، عن عليِّ بن أبي حمزة «قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام كيف نسلّم على أهل القبور؟ قال : نَعَم ؛ تقول : «السَّلامُ
____________
1 ـ في بعض النّسخ : «الفضيل» مكان «المفضّل».
2 ـ في بعض النّسخ : «ويقرء مع «إنّا أنزلناه» سورة الحمد والمعوّذتين و «قل هو الله أحد» و «آية الكرسيّ» ثلاث مرّات كلّ سورة ، و «إنّا أنزلناه» سبع مرّات» .

( 337 )

عَلى أهْل الدِّيارِ مِنَ المؤمِنينَ وَالمؤمِناتِ ، وَالمْسلِمينَ وَالمسْلِماتِ ، أنْتُمْ لَنا فَرَطٌ وَإنّا بِكُمْ إنْ شاءَ اللهُ لاحِقُونَ»» .
16 ـ حدّثني أبي ـ رحمه الله ـ وعليُّ بن الحسين ؛ وغيرهما ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن هارونَ بن الجَهْم ، عن المفضّل بن صالِح ، عن سعد بن طَريف ، عن الأصْبَغ بن نُباتة «قال : مرَّ عليُّ أمير المؤمنين عليه السلام على القبور فأخذ في الجادّة ، ثمَّ قال عن يمينه :
«السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أهْلَ القُبُورِ مِنْ أهْلِ الْقُصُورِ ، أنْتُمْ لَنا فَرَطٌ وَنحنُ لَكُمْ تَبَعٌ ، وَإنّا إنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لاحِقُونَ» ؛ ثمَّ التفت عن يساره فقال : «السَّلامُ عَلَيْكَ يا أهْلُ الْقُبُورِ» ـ إلى آخره ـ » .
17 ـ حدَّثني محمّد بن الحسن بن الوليد ـ عمّن ذكره ـ عن أحمدَ بن أبي عبدالله البرقيِّ ، عن أبيه ، عن سَعدانَ بنِ مسلم ، عن عليِّ بن أبي حمزةَ ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : يخرج أحدكم إلى القبور فيسلّم ويقول :
«السَّلامُ عَلى أهْل الْقُبُورِ ، السَّلامُ عَلى مَنْ كانَ فيها مِنَ المؤمِنينَ وَالمسْلِمينَ ، أنْتُم لَنا فَرَطٌ ونحنُ لَكُم تَبَعٌ وَإنّا بِكُمْ لاحِقُونَ ، وَإنّا للهِ وَإنّا إلَيْهِ راجِعُونَ ، يا أهْلَ الْقُبُورِ بَعْدَ سُكنى الْقُصُورِ ، يا أهْلَ الْقُبُورِ بَعْدَ النِّعْمَةِ والسُّرُورِ ، صِرْتُمْ إلى الْقُبُورِ ، يا أهْلَ الْقُبُورِ كَيْفَ وَجَدْتُمْ طَعْمَ المَوْتِ؟!» . ثمَّ يقول : «وَيْلٌ لِمَنْ صارَ إلىَ النّارِ» ، ثمَّ يُهْرَق دَمعتُه وينصرف» .
18 ـ وعنه بإسناده ، عن البرقيِّ قال : حدَّثنا بعض أصحابنا ، عن عبّاس بن عامر القَصبانيِّ ، عن يقطين قال : أخبرنا رَبيع بن محمّد المسليُّ(1) «قال : كان أبو عبدالله عليه السلام إذا دَخل الجَبّانة(2) تقول : «السَّلامُ عَلى أهْلِ الجنَّةِ» .
____________
1 ـ مُسْلِيّة قبيلة من مَذْحج ، ومحلّة لهم بالكوفة . (اللّباب)
2 ـ الجَبَانة ـ بالفتح ثمَّ التّشديد ـ ؛ والجبّان في الأصل الصّحراء ، وأهل الكوفة يسمّون المقابر جبّانة كما يسمّيها أهل البصرة المقبرة ، وبالكوفة محالّ تسمّى بهذا الاسم وتضاف إلى القبائل . (المعجم)

( 338 )

الباب السّادس والمائة
(فضل زيارة فاطمة بنت موسى بن جعفر عليهما السلام بقمّ)

1 ـ حدَّثني عليُّ بن الحسين بن موسى بن بابويه ، عن عليِّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن سعد بن سعد ، عن أبي الحسن الرّضا عليه السلام «قال : سألته عن زيارة فاطمة بنت موسى عليه السلام ، قال : مَن زارها فلَه الجنَّة» .
2 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ وأخي والجماعة ، عن أحمدَ بن إدريسَ ؛ وغيره ، عن العَمْركي بن عليٍّ البُوفكيّ ـ عمّن ذكره ـ عن ابن الرِّضا عليهما السلام «قال : مَن زار قبر عَمَّتي بقمّ فله الجنَّة».

الباب السّابع والمائة
(فضل زيارة قبر عبدالعظيم بن عبدالله الحسنيِّ بالرَّيِّ)

1 ـ حدَّثني عليُّ بن الحسين بن موسى بن بابويه ، عن محمّد بن يحيى العطّار ـ عن بعض أهل الرَّيّ ـ «قال : دخلت على أبي الحسن العَسكريّ عليه السلام فقال : أين كنت ؟ فقلت : زُرتُ الحسين بن عليٍّ عليهما السلام ، فقال : أما إنّك لو زُرْت قبر عبدالعظيم عندكم لكُنتَ كمن زار الحسين عليه السلام»(1)

*****

____________
1 ـ ورواه الصّاحب ابن عبّاد في ترجمة عبدالعظيم في رسالته المعمولة فيها الموجودة عندنا ، وفيه إيعاز إلى خصوصيّة الرّجل (الرّاويّ) واختصاصه به ، فكأنّه كان ممّن لا يزور عبدالعظيم مع قربه منه ، وكان يزهد ويرغب عنه ، ولا يعرف مكانته وفضله . (الأمينيّ ـ رحمه الله ـ) أقول : ذلك على فرض صحّة قول الرَّاويّ المجهول . وإلاّ لا يقاس بالحسين عليه السلام وزيارته أحدٌ حتّى الأئمّة المعصومين عليهم السلام ، ولاُستاذنا الغفّاريّ ـ أيّده الله ـ في هذا الخبر بيانٌ راجع ثواب الأعمال المترجم ص 114 طبع مكتبة الصَّدوق .