الباب الثّاني والتّسعون
(إنّ طين قبر الحسين عليه السلام شفاء وأمان)

1 ـ حدَّثني أبي ؛ وجماعة ـ رحمهم الله ـ عن سعد بن عبدالله ، عن محمّد بن عيسى ـ عن رَجل ـ «قال : بعث إليّ أبو الحسن الرّضا عليه السلام من خراسان ثياب رِزَم(1) وكان بين ذلك طِينٌ ، فقلت للرَّسول : ما هذا ؟ قال : طين قبر ـ الحسين عليه السلام ؛ ما كان يوجِّه شيئاً من الثِّياب ولا غيره إلاّ ويجعل فيه الطِّين ، وكان يقول : هو أمانٌ بإذنِ الله»(2) .
2 ـ حدَّثني محمّد بن جعفر الرَّزَّاز ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن موسى بن سَعدانَ ، عن عبدالله بن القاسم ، عن الحسين بن أبي العلاء «قال : سمعتُ أبا عبدالله عليه السلام يقول : حنّكوا أولادَكم بتربة الحسين عليه السلام فإنّه أمان» .
3 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن سعد بن عبدالله ، عن أيّوب بن نوح ، عن عبدالله بن المغِيرة قال : حدَّثنا أبو اليَسَع «قال : سأل رَجلٌ أبا عبدالله عليه السلام ـ وأنا أسمع ـ قال : آخُذُ من طِين قبر الحسين ويكون عندي أطلبُ بَرَكته ؟ قال : لا بأس بذلك» .
4 ـ وعنه ، عن سعد ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن العبّاس بن موسى الورَّاق ، عن يونس ، عن عيسى بن سُليمان ، عن محمّد بن زياد ، عن عمّته «قالت : سَمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : إنَّ في طِين الحائر الَّذي فيه الحسين عليه السلام شِفاءً مِن كلِّ داءٍ وأماناً من كلِّ خوف» .
____________
1 ـ الرِّزْمَة ـ بالكسر ـ : ما شُدّ في ثوبٍ واحدٍ ، جمعها رِزَم . والخبر مذكور في التّهذيب مع زيادة ، وفيه : «بعث إليَّ أبو الحسن عليه السلام رزم ثياب» . (راجع التّهذيب ج8 باب أحكام الطّلاق ح39) .
2 ـ قال العلاّمة المجلسيّ ـ رحمه الله ـ : يدلّ الخبر على استحباب جعل التّربة بين الأمتعة لحفظها ، وأنّه لا ينافي احترامها . (ملاذ الأخيار) .

( 293 )

5 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن أحمدَ بن إدريسَ؛ ومحمّد بن يحيى ، عن العَمْرَكي بن عليٍّ البوفكيِّ ، عن يحيى ـ وكان في خدمة أبي جعفر الثّاني ـ عن عيسى بن سليمان ، عن محمّد بن مارِد ، عن عَمّته «قالت : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : إنَّ في طِينِ الحائر الَّذي فيه الحسين عليه السلام شِفاءً من كلِّ داءً وأماناً من كلِّ خَوف» .
6 ـ حدَّثني محمّد بن جعفر ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن إسماعيلَ ، عن الخَيبريِّ ، عن أبي وَلاّد ، عن أبي بكر الحَضرَميِّ ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال: لو أنَّ مريضاً مِن المؤمنين يَعرِف حَقَّ أبي عبدالله عليه السلام وحُرْمته وولايته اُخذ له من طِين قَبره على رأس ميل كان له داوءً وشفاءً» .

الباب الثّالث والتّسعون
(من أين يؤخذ طين قبر الحسين عليه السلام وكيف يؤخذ)

1 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن سعد بن عبدالله ، عن يعقوبَ بن يزيدَ ، عن الحسن بن عليِّ ، عن يونس بن رَبيع ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : إنَّ عند رأس الحسين بن عليٍّ عليهما السلام لتربة حَمراء فيها شِفاء من كلِّ داءٍ إلاّ السّام(1) ، قال : فأتينا القبر بَعْدَ ما سَمعنا هذا الحديث فاحتفرنا عند رأس القبر ، فلمّا حفرنا قدرَ ذراع انحدرت علينا من رأس القبر مثل السِّهلَة(2) حَمراء قدر دِرهم فحملناه إلى الكوفة فمزجناه وخَبَئناه(3) ، فأقبلنا نعطي النّاس يَتداوون به» .
2 ـ حدَّثني أبي ؛ ومحمّد بن الحسن ؛ وعليُّ بن الحسين؛ عن سعد ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن رِزق الله بن العَلاء ، عن سليمان بن عَمْرو والسَّرَّاج ـ عن بعض أصحابنا ـ عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : يؤخذ طين قبر الحسين عليه السلام من عند القبر على قدر سَبعين باعاً»(4)
____________
1 ـ أي الموت ، كما مرّ.
2 ـ السّهلة ـ بالكسر ـ : ترابٌ كالرّمل يجيء به الماء.
3 ـ أي جعلناه مستوراً .
4 ـ الباع قدر مدّ اليدين .

( 294 )

3 ـ حدَّثني عليُّ بن الحسين ، عن عليِّ بن إبراهيمَ ، عن إبراهيم بن إسحاقَ النّهاونديِّ ، عن عبدالله بن حمّاد الأنصاريِّ ، عن عبدالله بن سِنان ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : إذا تَناوَلَ أحَدُكم مِن طينَ قبر الحسين فليقل :
«اللّهُمَّ إنّي أسْأَلُك بحقِّ المَلَكِ الَّذي تَناوَلَهُ ، وَالرَّسُولَ الَّذي بَوَّأَهُ ، وَالْوَصِيِّ الَّذي ضُمِّنَ فيهِ ، أنْ تجعَلَهُ شِفاءً مِن كُلِّ داءٍ ( ـ كذا وكذا ـ ) ويسمّي ذلك الدَّاء»(1) .
4 ـ حدَّثني حكيم بن داود ، عن سَلَمةَ ، عن عليِّ بن الرّيّان بن الصَّلت ، عن الحسين بن أسد ، عن أحمدَ بن مُصْقَلَة ، عن عمّه ، عن أبي جعفر الموصليّ «أنّ أبا جعفر عليه السلام قال : إذا أخذت طين قبر الحسين فقل :
«اللّهُمَّ بِحَقِّ هذِهِ التُّرْبَةِ ، وَبِحقِّ المَلَكِ المُوَكِّلِ بِها ، وَالملكِ الَّذِي كَربها(2) ، وَبِحَقِّ الْوَصيِّ الَّذِي هُوَ فيها ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاجْعَلْ هذا الطِّين شِفاءً مِن كلِّ داءٍ وَأماناً مِنْ كُلِّ خَوْفٍ» ،
فإن فعل ذلك كان حتماً شفاءً [له] مِن كلِّ داء ، وأماناً من كلِّ خَوف» .
5 ـ حدَّثني محمّد بن الحسن بن عليِّ بن مَهزيار ، عن أبيه ، عن جدِّه عليِّ بن مَهزيار ، عن الحسن بن سعيد ، عن عبدالله بن عبدالرَّحمن الأصمّ قال : حدّثنا أبو عمرو شيخ من أهل الكوفة ، عن أبي حمزة الثُّماليِّ ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : كنت بمكّة ـ وذكر في حديثه ـ قلت : جُعِلتُ فِداك إنّي رأيت أصحابنا يأخذون من طين الحائر ليستشفون به؛ هل في ذلك شَيءٌ ممّا يقولون من الشِّفاء؟ قال : قال : يُستَشفى بما بينه وبين القبر على رأس أربعة أميال ، وكذلك قبر جَدِّي رَسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وكذلك طِين قبر الحسن وعليِّ ومحمّد(3) ، فَخُذْ منها فإنّها شِفاءٌ مِن
____________
1 ـ في مصباح الطّوسي ـ رحمه الله ـ عن ابن سنان مثله وفيه : «بحقّ الملك الّذي تناول ، والرّسول الّذي نزّل» ورواية ابن قولويه أصوب . (البحار)
2 ـ كربها أي حفرها ، من قولهم : كربت الأرض ، ويحتمل أن يكون بتشديد الرّاء والباء للتّعدية ، أي أخذها ورجع بها إلىُ النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم كما في ساير الأدعية . (البحار)
3 ـ فيه كلام ، وقال العلاّمة المجلسيّ ـ رحمه الله ـ : «ما تضمّنه الخبر من جواز الاستشفاء . =


( 295 )

كلِّ سُقْم ، وجُنّةٌ ممّا يخاف ولا يَعدِلُها شيءٌ من الأشياء الّتي يستشفى بها إلاّ الدُّعاء ، وإنّما يفسدها ما يخالطها من أوعيتها وقلّة اليقين لِمَن يُعالِج بها ، فأمّا مَن أيقنَ أنّها له شِفاء إذا يعالِج بها كَفَتْه بإذن اللهِ من غَيرها ممّا يتعالِج به ، ويفسدها الشّياطين والجنُّ من أهل الكفر مَن هم يتمسّحون بها ، وما تمرُّ بشيء إلاّ شمّها ، وأمّا الشّياطين وكفّار الجنِّ فإنّهم يَحسدون بني آدم عليها فيتمسّحون بها فيذهب عامّة طِيبها ، ولا يُخرَجُ الطّين مِنَ الحائر إلاّ وقد استعدّ له ما لا يحصى منهم وأنّه لفي يد صاحبها(1) ، وهم يتمسّحون بها ، ولا يقدرون مع الملائكة أن يدخلوا الحائِر ولو كان مِنَ التُّربة شيءٌ يَسلمُ ما عولِج به أحدٌ إلاّ بَرِىء مِن ساعته ، فإذا أخذتَها فَاكتُمْها ، وأكثِرْ عليها من ذكر الله تعالى ، وقد بلغني أنَّ بعضَ مَن يأخذ مِن التُّربة شيئاً يستخفُّ به حتّى أنَّ بعضهم ليطرحها في مِخْلاة الإبل والبَغل والحِمار أو في وِعاءِ الطّعام وما يمسح به الأيدي من الطّعام ، والخُرَج والجَوالق ! فكيف يستشفي به مَن هذا حاله عنده ؟! ولكنَّ القلب الّذي ليس فيه [الـ]ـقينُ من المُستَخفِّ بما فيه صلاحه يفسد عليه عَمله» .
6 ـ حدَّثني محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصّفّار ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن رزق الله بن العَلاء ، عن سليمان بن عَمرٍو السَّرَّاج ـ عن بعض أصحابنا ـ عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : يؤخذ طين قبر الحسين عليه السلام مِن عند القبر على سبعين باعاً في سبعين باعاً» .
7 ـ حدَّثني محمّد بن يعقوب ، عن علي بن محمّد(2) ـ رفعه ـ «قال : قال :
____________
=
بتربة غير الحسين عليه السلام مخالفٌ لسائر الأخبار وما ذهب إليه الأصحاب ، ولعلّه محمولٌ على الاستشفاء بغير الأكل من الاستعمالات ، كالتّمسّح بها وحملها معه» ، وقال العلاّمة الأمينيّ (ره) مثله.
1 ـ في بعض النّسخ : «ما لايحصى منهم والله إنّها لفي يدي صاحبها ـ إلخ» .
2 ـ هو أبو الحسن عليّ بن محمّد بن إبراهيم بن أبان الرّازيّ المعروف بـ «علاّن» وهو من مشائخ الكليني (ره) ، وما في بعض النسخ : «عليّ بن محمّد بن عليّ» سهو من النّسّاخ . والخبر مذكور في الكافي ، راجع ج4 ص588 ح7 .

( 296 )

الختم على طين قبر الحسين عليه السلام أن يقرءَ عليه : «إنّا أنْزَلْناهُ في لَيْلَةِ الْقَدْرِ»»(1) .
8 ـ وروي إذا أخذته فقل : «اللهُمّ(2) بِحقّ هذِهِ التربة الطاهِرة ، وبِحقّ البُقعةِ الطَّيِّبةِ ، وَبحقِّ الْوَصيِّ الَّذي تواريهِ(3) ، وَبحقِّ جَدِّهِ وَأبيهِ ، وَاُمِّهِ وَأخيهِ ، وَالمَلائِكَة الَّذِين يَحُفُّونَ بِهِ(4) ، والملائكةِ الْعُكُوفِ عَلى قَبْر وَليّك ، يَنْتَظِرُونَ نَصْرَهُ صَلّى الله عَلَيْهِمْ أجْمَعِينَ ، اجْعَلْ لي فيهِ شِفاءً مِنْ كُلِّ داءٍ ، وَأماناً مِنْ كُلِّ خَوْفٍ ، وَغِنىً مِنْ كُلِّ فَقْرٍ(5) ، وَعِزّاً مِنْ كُلِّ ذُلٍّ ، وأوْسِعْ بِهِ عَليَّ في رِزقي ، وَأصِحَّ بِهِ جِسْمي» .
9 ـ حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحِميريُّ ، عن أبيه ، عن عليِّ بن محمّد بن سالم ، عن محمّد بن خالد ، عن عبدالله بن حَمّاد البَصريّ ، عن عبدالله بن عبدالرَّحمن الأصمّ ـ عن رَجل من أهل الكوفة ـ «قال : قال أبو عبدالله عليه السلام : حريم قبر الحسين عليه السلام فرسخ في فرسخ في فرسخ في فرسخ(6)» .
10 ـ حدَّثني جعفر بن محمّد بن إبراهيم الموسويِّ ، عن عُبيدالله بن نَهيك ، عن سَعد بن صالِح(7) ، عن الحسن بن عليِّ بن أبي المغِيرَة(8) ، ـ عن بعض أصحابنا(9) ـ «قال : قلت لأبي عبدالله عليه السلام : إنّي رَجلٌ كثير العِلل والأمراض ، وما تركت دواء إلاّ وقد تداويت به؟ فقال لي : فأين أنت عن تُربة الحسين عليه السلام
____________
1 ـ قال الفيض ـ رحمه الله ـ : لعلّ المراد بالختم عليه ما يتمّ به فائدته ويختمها . قال الجوهريّ : «قوله تعالى : «خِتامُهُ مِسْكٌ» أي آخِره ، لأنّ آخر ما يجدونه رائحة المسك».
2 ـ في الكافي : «فقل : بسم الله ، اللّهمّ ـ إلخ».
3 ـ أي استتره.
4 ـ أي يطوفون به يدورون حوله.
5 ـ ليس في الكافي : «وغنى من كلِّ فقر» .
6 ـ تكرير الفراسخ أربع مرّات يدلُّ على أنّ المعنى أنّ حريمه عليه السلام فرسخٌ مِن كلِّ جانبٍ ، فيكون «في» بمعنى «مع» . (البحار)
7 ـ كذا ، وفي بعض النّسخ : «سعيد بن صالِح» ، وهو مذكور في طريق النّجاشي إلى كتاب الزّبيديّ ، وفي بعض نسخ النّجاشيّ : «سعيد بن جناح» وهو الصّواب ، ظاهراً.
8 ـ يعني الزّبيديّ الكوفيّ ، قال النّجاشيّ : «ثقة ـ هو وأبوه ـ ، روى عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما السلام» .
9 ـ الظّاهر أنّ المراد به الحارث بن المغيرة النّصريّ كما في أمالي الشّيخ ـ رحمه الله ـ .

( 297 )

فإنّ فيها الشِّفاء من كلِّ داءٍ ، والأمْنُ مِن كلِّ خَوف ، وقل ـ إذا أخذته ـ :
«اللّهُمَّ إنّي أسْأَلُكَ بِحَقِّ هذِهِ الطِّينَةِ ، وبِحَقِّ الملكِ الَّذِي أخَذَها ، وَبِحَقِّ النَّبيِّ الَّذي قَبَضَها ، وَ بِحَقَّ الوًصيِّ الذي حُلَّ فيها ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَأهْلِ بَيْتِهِ ، وأجْعَلْ لي فيها شِفاءً مِنْ كُلِّ داءٍ ، وأماناً مِنْ كُلِّ خَوْفٍ(1)» .
قال : ثمَّ قال : إنَّ المَلَكَ الَّذي أخذها جبرئيل وأراها النَّبيَّ صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال : هذه تربة ابنكَ هذا ، تقتله اُمَّتك مِن بَعدِك ، والنَّبيُّ الَّذِي قبضها فهو محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وأمّا الوصيّ الَّذي حُلَّ فيها فهو الحسين بن عليٍّ سيِّد الشُّهداء ، قلت : قد عَرَفتُ الشِّفاء من كلِّ داءٍ ، فكيف الأمان مِن كللهَوف؟ قال : إذا خِفتَ سلطاناً أو غير ذلك فلا تخرج مِنْ منزلك إلاّ ومعكَ مِن طِين قبر الحسين عليه السلام ، وقل إذا أخذتَه : «اللّهُمَّ إنَّ هذِهِ طِينَةُ قَبْرِ الحُسَينِ وَليِّكَ وَابْنِ وَلِيَّكَ ، اتَّخَذْتُها حِرْزاَ لِما أخافُ وَلِما لا أخافُ» ، فإنَّه قد يرد عليك ما لا تخاف؛
قال الرَّجل(2) : فأخذتها ما قال(3) فصَحَّ والله بدني ، وكان لي أماناً من كلِّ ما خِفتُ وما لم أخف كما قال ، فما رَأيت بحمدِ الله بعدها مكروهاً»(4) .
11 ـ أخبرني حكيم بن داود بن حكيم ، عن سَلَمَة ، عن أحمدَ بن إسحاقَ القَزوينيّ(5) ، عن أبي بَكّار «قال : أخذتُ مِنَ التُّربة الَّتي عند رَأس قبر الحسين بن عليٍّ عليهما السلام ، فإنّها طِينَة حَمراء ، فدخلتُ على الرِّضا عليه السلام فعرضتها عليه فأخذها في كفِّه ، ثمَّ شَمّها ثمَّ بكى حتّى جَرَتْ دُموعه ، ثمَّ قال : هذه تربة جدَّي» .
12 ـ حدَّثني أبو عبدالرَّحمن محمّد بن أحمدَ بن الحسين العَسكريُّ بالعَسكر
____________
1 ـ في الأمالي : «صلّ على محمّد وآل محمّد وأهل بيته ، وافعل بي كذا وكذا».
2 ـ يعني الحارث بن المغيرة ، كما مرّ.
3 ـ كذا ، وفي أمالي الشيخ ـ رحمه الله ـ : فأخذت كما أمرني ، وقلت ما قال لي فصحّ جسمي ـ إلخ» وهو الصّواب.
4 ـ في الأمالي : «فما رأيت مع ذلك بحمد الله» ، والخبر مذكور في أمالي الشّيخ (ره) ، راجع ج1 ص325 طبع النّجف الأشرف.
5 ـ في بعض النّسخ : «محمّد بن إسحاق القزويني» .

( 298 )

قال : حدَّثنا الحسن بن عليِّ بن مَهزيار ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عُمَير ، عن محمّد بن مَروانَ ، عن أبي حمزة الثُّماليِّ «قال : قال الصّادق عليه السلام : إذا أردت حمل الطّين مِن قبرِ الحسين عليه السلام فاقرء «فاتحة الكتاب» و«المعوَّذَتَين» و «قُلْ هُوَ الله أحَدٌ» و «إنّا أنْزَلْناهُ في لَيْلَةِ الْقَدْرِ» و «يس» و «آية الْكُرْسيّ» وتقول :
«اللّهُمَّ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَحَبيبِكَ وَنَبيِّكَ وَأمينِكَ ، وَبِحقِّ أمِير المؤمِنينَ عَليِّ بْنِ أبي طالبٍ عَبْدِكَ أخي رَسُولِكَ ، وَبِحَقِّ فاطِمَةً بِنْتِ نَبيِّكَ وَزَوجَةِ وَليِّكَ ، وَبِحَقِّ الحَسَنِ وَالحُسَين ، وَبِحَقِّ الأئمَّةِ الرَّاشِدينَ ، وَبِحَقِّ هذِهِ التُرْبَةِ ، وَبِحَقِّ المَلَكِ المُوَكَّلِ بها ، وَبِحَقِّ الوَصِيّ الَّذي حُلَّ فيها ، وَبحقِّ الجَسَدِ الَّذي تَضَمَّنَتْ ، وَبِحَقِّ السِّبْطِ الَّذِي ضُمِّنَتْ ، وَبِحَقِّ جَميعِ مَلائِكَتِكَ وَأنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ ، صَلِّ عَلىُ مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّدٍ ، وَاجْعَلْ لي هذا الطّينَ شِفاءً مِنْ كُلِّ داءٍ ولِمنَ يَسْتَشْفي بِهِ مِنْ كُلِّ داءٍ وَسُقْمٍ وَمَرَضٍ ، وَأماناً مِنْ كُلِّ خَوْفٍ ، اللّهُمَّ بحقِّ مُحَمَّدٍ وَأهْلِ بَيْتِهِ ، اجْعَلْهُ عَلَماً نافِعاً وَرِزْقاً واسِعاً ، وَشِفاءً مِنْ كُلِّ داءٍ وسُقْمٍ وَآفَةٍ وَعاهَةٍ وَجَميعِ الأوْجاعِ كُلِّها ، إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَديرٌ» .
وتقول : «اللّهُمَّ رَبَّ هذِهِ التُرْبَةِ المُبارَكَةِ المَيْمُونَةِ ، وَالمَلَكِ الَّذي هَبَطَ بِها ، وَالوَصِيِّ الَّذِي هُوَ فيها ، صَلِّ عَلىُ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَسَلَّمْ ، وانْفَعْني بِها ، إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ»» .

الباب الرّابع والتّسعون
(ما يقول الرَّجل إذا أكل من تربة قبر الحسين عليه السلام)

1 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن سعد بن عبدالله ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن محمّد بن إسماعيل البَصريّ ـ عن بعض رجاله ـ عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : طين قبر الحسين عليه السلام شِفاءٌ مِن كلِّ داءٍ ، وإذا أكلتَه فقل : «بِسْمِ الله وَبِالله ، اللّهُمَّ اجْعَلْهُ رِزْقاً واسِعاً ، وَعَلَماً نافِعاً وَشِفاءً مِنْ كُلِّ داءٍ ، إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَدير»» .
قال : وروى لي بعض أصحابنا ـ يعني محمّد بن عيسى ـ قال : نسيت


( 299 )

إسناده «قال : إذا أكلته تقول : «اللّهُمَّ رَبَّ هذِهِ التُربَةِ المُبارَكَةِ ، وَرَبَّ هذا الْوَصيِّ الَّذِي وارَتْه(1) ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاجْعَلْهُ عَلَماً نافِعاً ، ورِزْقاً واسعِاً ، وَشِفاءً مِنْ كُلِّ داءٍ»» .
3 ـ حدَّثني الحسن بن عبدالله بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن مالك بن عَطيّة ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : إذا أخذتَ مِن تُربة المظْلوم وَوَضعتَها في فيكَ فقلْ :
«اللّهُمَّ إنّي أسْأَلُكَ بِحَقِّ هذِهِ التُربَةِ ، وَبحقِّ المَلَكِ الَّذي قَبَضَها ، وَالنَّبيِّ الَّذِي حَصَّنَها(2) ، وَالإمامِ الَّذِي حُلَّ فيها ، أنْ تُصَلّي عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأنْ تَجعَل لي فيها شِفاءً نافِعاً ، وَرِزْقاً واسِعاً ، وَأماناً مِنْ كُلِّ خَوْفٍ وَداءٍ» .
فإنّه إذا قال ذلك وَهَبَ الله له العافية وشفاه».

الباب الخامس والتّسعون
(إنَّ الطّين كلّه حَرامٌ إلاّ طين قبر الحسين عليه السلام فإنَّه شِفاءٌ)

1 ـ حدَّثني محمّد بن يعقوبَ ؛ وجماعةٌ مشايخي ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن أبي يحيى الواسطيّ ، عن رَجل ـ عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : الطّين كلّه حَرامٌ ، كلحم الخِنزير ، ومَن أكله ثمَّ مات مِنه لم اُصلِّ عليه ، إلاّ طين قبر الحسين عليه السلام ، فإنّ فيه شِفاء من كلِّ داءٍ ، ومَن أكله بشهوةٍ لم يَكن فيه شِفاءٌ»(3) .
2 ـ حدَّثني محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصّفّار ، عن عَبّاد بن سليمان ، عن سعد بن سعد «قال : سألت أبا الحسن عليه السلام عن الطّين ، قال : فقال : أكل الطّين حَرامٌ مثل المِيتة والدَّم ولحم الخِنزير إلاّ طين قبر الحسين عليه السلام ، فإنّ فيه
____________
1 ـ واراه مُواراة : أُخفاه . أي وارته التّربة.
2 ـ في بعض النّسخ : «حضنها» بالضّاد المعجمة.
3 ـ جاء الخبر في الكافي بتفاوت يسير ، راجع ج6 ص265 ح1 .

( 300 )

شِفاءً مِن كلِّ داءٍ ، وأمْناً مِن كلِّ خَوفٍ» .
3 ـ حدَّثني أبو عبدالله محمّد بن أحمدَ بن يعقوبَ(1) ، عن عليِّ بن الحسن بن عليِّ بن فَضّال ، عن أبيه ـ عن بعض أصحابنا ـ عن أحدهما عليهما السلام «قال : إنَّ الله تبارك وتعالى خلق آدم عليه السلام من طين ، فحَرَّم الطّين على وُلْدِهِ ، قال : فقلت : ما تقول في طين قبر الحسين صلوات الله عليه؟ فقال : يحرم على النّاس أكل لحومهم ، ويَحلُّ عليهم أكل لحومنا(2) ، ولكن الشَّيء اليسير منه مثل الحِمَّصَة»(3) .
4 ـ وروى سَماعَةُ بن مِهرانَ ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : كلُّ طِين حرام على بني آدم ما خَلا طين قبر الحسين عليه السلام ، مَن أكله مِن وَجَع شَفاه الله تعالى» .
5 ـ ووجدت في حديث الحسين بن مِهران الفارسيّ ، عن محمّد بن سَيّار ، عن يعقوبَ بن يزيدَ ـ يرفع الحديث إلى الصّادق عليه السلام ـ «قال : من باع طين قبر ـ الحسين عليه السلام فإنّه يبيع لحم الحسين عليه السلام ويشتريه» .

*****

____________
1 ـ كذا في النّسخ ، ومرَّ الكلام فيه ، راجع ص 206 ذيل الخبر 5.
2 ـ قال العلاّمة الأمينيّ ـ رحمه الله ـ : ربما يكون في هذا الحديث إيعاز إلى أنّ طينة أئمّة الدِّين صلوات الله عليهم كلّهم من تربة الطّفّ المقدّسة حيث عبّر عنها بـ «لحومنا» مع سبق مثل هذا التّعبير عن مطلق الطّين بالنّسبة إلى البشر بلحاظ خلق آدم منه وهم ولده ، وليس بذلك البعيد أن يكون تربة أشرف بقاع العالم طينة لأشرف موجوداته ويقرّبه خلقها قبل خلق أرض الكعبة بأربعة وعشرين ألف عام كما مرَّ في أحاديث الباب الثامن والثّمانين ، وكونها أفضل روضة من رياض الجنّة وأنّها لتزهر بين رياضها كالكوكب الدّرّي بين الكواكب ، وأنّها أفضل مسكن في الجنّة ، لا يسكنها إلاّ النّبيّون والمرسلون كما في الحديث المذكور في ص 280 ، فعلى هذا ينزّل الحديث الآتي في آخر الباب أيضاً على الحقيقة.
3 ـ الحِمِّص والحِمَّص : حَبٌّ يؤكل ، الواحدة: حِمَّصة وحِمَّصة ، وبالفارسية : «نَخود» . وقال العلاّمة المجلسيّ ـ رحمه الله ـ : الأحوط أن لا يتجاوز قدر العدسة ، إذ ورد تفسير الحمّصة بها في بعض الرّوايات ، والأشهر جواز قدر الحمّصة .