إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قليل العمل مع التقوى خير من كثير بلا تقوى

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قليل العمل مع التقوى خير من كثير بلا تقوى

    قليل العمل مع التقوى خير من كثير بلا تقوى


    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين وبه تعالى نستعين ، والصلاة والسلام على نبي الرحمة ومنقذ الأمة محمد وآله الطيبين الطاهرين .
    اما بعد،
    يقول الله تعالى في سورة الاسراء/84 بسم الله الرحمن الرحيم قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلاً).
    عندما خلق الله تعالى ذكره الخلق فانه تعالى اراد لعبيده ان يعمروا الارض ويعبدوه حق عبادته ولهذا فانه ارسل الرسل والانبياء والاوصياء لكي يبلغوا رسالات الله تعالى في هذا الشان. ولهذا امرهم بالصلاة والصيام والاحسان الى الخلق وغيرها من الاوامر والنواهي الالهية التي تصلحهم وتجعلهم يعبدونه حق العبادة من خلال الانقياد لهذه الاوامر والانتهاء عما نهاهم عنه. ولو تاملنا في اعمال الخلق والناس فان هذه الاعمال قد تكون متشابهة من حيث الظاهر، الا ان اختلاف النية يجعلها متناقضة. فالصلاة، قد يقوم بها المخلص فتكون معراجاً له الى الله، وقد يقوم بها المرائي فتكون وبالاً عليه. فكل عامل يعمل على شاكلته؛ أي على نيته -كما في الروايات المفسِّرة لهذه الآية - ولأن الله هو الاعلم بالنوايا والمقاصد، فهو الاعلم بمن هو أهدى سبيلاً.
    ولهذا فان نية الانسان تختلف من شخص الى اخر ومن مؤمن الى اخر ومن مسلم الى اخر وغيرها من النيات. لهذا فان النية الصالحة النقية التي تاتي على معرفة وبينة وتقوى وتدبر هي التي نبحث عنها في هذا الصدد. فلو اخذنا مثلا مايحصل الان في البلدان الاسلامية وخاصة في محيطنا الخاص بنا. فانك ترى ان هنالك مسلمين بالاسم يصلون ويصومون ويزكون وغيرها من الاعمال ولكن عندما ينوي هذا المسلم ان يفجر نفسه (تقربا الى الله حسب زعمه وزعم من غره وقاده الى هذا العمل) داخل مسجد او بين مسلمين اخرين ويقتل الطفل والكبير والصغير والرجل والمراة، فكيف نحكم على هذا الذي قتل كل هؤلاء الابرياء فقط لانهم يخالفونه بالراي او الفقه الاسلامي. هل هو مسلم؟، هل هو مؤمن؟، هل ان نيته كانت سليمة وخالصة لله؟، وهل وهل وهل...؟
    الجواب ببساطة هذا ليس بمسلم ولا مؤمن ولا يمت للانسانية بصلة لان هكذا اشخاص نيتهم فاسدة واخذوا بقشور الدين وغرهم غرورهم وزين لهم الشيطان اللعين وجنوده من شياطين الانس اعمالهم وخدعوهم وافسدوا عليهم نيتهم ودنياهم واخرتهم كما حصل للخوارج في زمن امامنا امير المؤمنين عليه السلام وكما يحصل الان من خوارج هذا الزمان. وهؤلاء الخوارج ومافعلوا او يفعلوا من اجرام الا من قلة ايمانهم وسفاهة عقولهم واغترارهم بهذه الدنيا.
    وفي هذا الشأن قال الامام الباقر عليه السلام: ما بين الحق والباطل إلاّ قلة العقل. قيل: وكيف ذلك يابن رسول الله؟ قال: ان العبد ليعمل العمل الذي هو لله رضا فيريد به غير الله، فلو انه اخلص لله لجاءه الذي يريد في اسرع من ذلك.
    قال الامام الصادق عليه السلام في قوله عز وجل: ( لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً) ليس يعني اكثركم عملاً، ولكن: اصوبكم عملاً، وانما الاصابة خشية الله والنية الصادقة الحسنة. والابقاء على العمل حتى يخلص، اشد من العمل. والعمل الخالص؛ الذي لا تريد ان يحمدك عليه احد الا الله عز وجل، والنية افضل من العمل، ألا وان النية هي العمل، ثم تلا قوله عز وجل: (قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ) يعني على نيته.
    عن مفضل بن عمر : كنت عند ابي عبد الله عليه السلام فذكرنا الاعمال، فقلت انا: ما اضعف عملي، فقال: مه استغفر الله، ثم قال لي: إن قليل العمل مع التقوى خير من كثير بلا تقوى، قلت: كيف يكون كثير بلا تقوى؟ قال عليه السلام: نعم مثل الرجل يطعم طعامه ويرفق جيرانه ويوطى رحله، فاذا ارتفع له الباب من الحرام دخل فيه، فهذا العمل بلا تقوى. ويكون الاخر ليس عنده فإذا ارتفع له الباب من الحرام لم يدخل فيه .
    قال رجل لابي جعفر عليه السلام: اني ضعيف العمل، قليل الصيام، ولكني ارجو ان لا آكل إلاّ حلالاً، فقال له الامام : أي الاجتهاد افضل من عفة بطن وفرج .ولهذا قال ابو جعفر عليه السلام : افضل العبادة عفة البطن والفرج.
    وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ثلاث اخافهن بعدي على امتي؛ الضلالة بعد المعرفة،ومضلات الفتن، وشهوة البطن والفرج.
    ومن حديث رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يتبين لنا مخافة رسول الله من هذه الامور الثلاثة التي تحققت فلقد ظلوا واظلوا الناس بعد الايمان وفتنوا الناس بمختلف انواع الفتن واتبعوا الشهوات من السلطة والمال والظلم والعدوان وحب الدنيا ولاتزال تتحقق على ايدي خوارج هذا الزمان وفتاوى الضلالة من اتباع الافكار الاموية والتكفيرية والوهابية التي نخرت دين الاسلام واخرجته من مفهومه الانساني والاجتماعي والسلمي والكلمة الطيبة والتعاون والصلة والمرحمة مما جعله بان يتم النظراليه من قبل الدول غير المسلمة على انه دين الارهاب والموت والتفرقة والرعب.
    ولهذا فان قبول الله لاعمال العباد لا يرتبط بظواهر اعمالهم، ولا بما يتظاهرون به .. ولكن انما يتقبل الله من المتقين.. الذين يطهِّرون نواياهم ومقاصدهم وأهدافهم، فتقوى الله لا يتحقق بظاهر العامل، وانما بنيته وهدفه.. ونيات العباد واهدافهم التي تدفعهم للاعمال هي التي تحدد مدى تقبل الله للعمل.
    ولهذا قال الامام الباقر (ع) : يا جابر !.. أيكتفي من ينتحل التشيّع أن يقول بحبنا أهل البيت ؟!.. فوالله ما شيعتنا إلا من اتقى الله وأطاعه ، وما كانوا يُعرفون يا جابر إلا بالتواضع والتخشع و الأمانة ، وكثرة ذكر الله ، والصوم ، والصلاة ، والبرّ بالوالدين ، والتعهد للجيران من الفقراء وأهل المسكنة ، والغارمين ، والأيتام ، وصدق الحديث ، وتلاوة القرآن ، وكفّ الألسن عن الناس ، إلا من خير ، وكانوا أمناء عشائرهم في الأشياء .
    قال جابر : فقلت : يا بن رسول الله!.. ما نعرف اليوم أحداً بهذه الصفة ، فقال (ع): يا جابر!.. لا تذهبنّ بك المذاهب ، حَسْب الرجل أن يقول : حب علياً وأتولاه ، ثم لا يكون مع ذلك فعّالاً ؟.. فلو قال : إني أحب رسول الله (ص) - فرسول الله (ص) خير من علي (ع) - ثم لا يتبع سيرته ، ولا يعمل بسنته ما نفعه حبه إياه شيئاً ، فاتقوا الله واعملوا لما عند الله ، ليس بين الله وبين أحد قرابة ، أحب العباد إلى الله عزّ وجلّ وأكرمهم عليه أتقاهم وأعملهم بطاعته.
    يا جابر!.. فوالله ما يُتقرّب إلى الله تبارك وتعالى إلا بالطاعة ، وما معنا براءة من النار ، ولا على الله لأحد من حجة ، من كان لله مطيعاً فهو لنا وليُّ ، ومن كان لله عاصيا فهو لنا عدوّ ، ولا تنال ولايتنا إلاّ بالعمل والورع .
    عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: لا يقل عمل مع تقوى، وكيف يقل ما يتقبل.

    وفقنا الله وإياكم للعمل لما يحبه ويرضاه ويجعل نياتنا خالصة لوجه الله تعالى وأخذ بأيدينا لما فيه الصلاح والفلاح وحشرنا مع زمرة الأنبياء والمرسلين والشهداء والصديقين ، وصلى الله على محمدٍ وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة على أعدائهم من الأولين والآخرين إلى قيام يوم الدين .

    واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وال بيته الطيبين الطاهرين وسلم تسليما كثيرا


    ونسالكم الدعاء
    هاشم الحسيني الحلي

    التعديل الأخير تم بواسطة هاشم الحلي; الساعة 24-05-2015, 05:29 AM.
    sigpic

  • #2
    احسنتم سيدنا الحسيني وبارك الله تعالى بكم على هذا الطرح القيم جعله الله تعالى في ميزان حسناتكم ووفقكم لكل خير ونسألكم الدعاء

    تعليق


    • #3
      السلام عليكم واحسن الله عملكم الاخت العزيزة ام التقى ونسال الله التوفيق لنا ولكم ولجميع المؤمنين والمؤمنات وان يجعل اعمالنا خالصة لوجه الله تعالى ...مع خالص الامتنان لمروركم وتعليقكم الكريم ...
      sigpic

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X