إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

القضيَّةُ المَهدويّة بين يدي الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • القضيَّةُ المَهدويّة بين يدي الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام)

    القضيَّةُ المَهدويّة بين يدي الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام)
    __________________________________________________ ___

    تأسيساتٌ عَقدِّيّةٌ ومُعطيات
    _____________________

    روى الشيخ الثقةُ الصدوق :( عن سعد ، عن الحسن بن عيسى بن محمد بن علي بن جعفر ، عن جده محمد ، عن علي بن جعفر , عن أخيه الإمام موسى بن جعفر أّنه قال :

    ( إذا فُقِدَ الخامسُ من ولد السابع , فاللهُ اللهُ في أديانكم لا يزيلكم أحدٌ عنهايا بنيَّ , إنه لا بدَّ لصاحب هذا الأمر من غيبة حتى يرجع عن هذا الأمر من كان يقول به، إنَّما هي محنة من الله عز وجل امتحن بها خلقه , ولو علم آباؤكم وأجدادكم ديناً أصحُ مِن هذا لاتبعوهفقلتُ ( الراوي ) : يا سيدي مَنْ الخامسً من ولدِ السابع ؟قال : يا بنيَّ عقولكم تصغرُ عن هذا , وأحلامكم تضيق عن حمله ،
    ولكن إنْ تعيشوا فسوف تدركونه )
    :كمال الدين وتمام النعمة: الصدوق :ص359 .

    إنَّ معنى إذا فُقِدَ الخامسُ من السابع هو أنّه إذا وقعتْ الغيبةُ للإمام المهدي
    (عجّلَ اللهُ فرجه الشريف ) إذ هو الخامسُ من ولد الإمام موسى بن جعفر الكاظم
    والذي هو السابع من مجموع الأئمة الاثني عشر المعصومين , بحسب الترتب الزمني لولادات الأئمة المعصومين (عليهم السلام ).

    يكون لزاماً على الإنسان المؤمن المُعتَقِد بحقانية ويقينيَّة ولادة وإمامة وحكمة غيبة الإمام المهدي (عليه السلام) , أنْ يتسمّكَ بالدين وبقوة حتى لا يتمكن الشكُ من إزالة يقينه إلى الرفض والعناد لا سمح الله.

    وهذا ما قصده الإمام الكاظم في قوله :( فالله الله في أديانكم لا يزيلكم أحدٌ عنها )ثم يؤكِّد الإمام الكاظم (عليه السلام) على حتميَّة غيبة الإمام المهديوحَكميَّتها الواعية والمؤسِّسَة لجيلٍ مؤمن اختبره الله تعالى تكليفاً , وامتحن قلبه للتقوى .

    باعتبار أنَّ الاستحقاقات الإلهيّة لا تُمنح دونما وجه حق وأهليّة للإنسان وخصوصاً على مستوى العقيدة والدين.وحتى مسألة أهليّة الفرد المُنتَظِر لا تتأتى له إلاّ حينما يجده الله تعالى بواقع مُخلِص وصادق , ليُؤهَل لنصرة إمامه الموعود فيما لو أدرك ظهوره وقيامه(عجّل الله تعالى فرجه الشريف )

    من هنا جاء طول الغيبة الكبرى للإمام المهدي ,كخيارٍ إلهي حكيم لحفظ بقاء الحجة الإلهية المُتحققة بشخص الإمام المهدي , على كل جيل جيل إلى أنْ يتحقق الظهور الشريف بإذن الله تعالى.

    فضلاً عن ضرورة توافر الظروف الصالحة , والنخب البشرية المؤهلّة لنصرة الإمام المهديوتقبّل مشروعه الإلهي الحكيم والذي سيطرحُ الحلَّ النهائي لمشكلات الإنسان على الأرض فكريا واجتماعيا واقتصاديا وحتى أخلاقيا.


    و عن الشيخ الثقة الصدوق أيضاً في كمال الدين وتمام النعمة: روى أنه( قال: الهمداني ، عن علي ، عن أبيه ، عن محمد بن زياد الأزدي قال :
    سألتُ سيدي الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) عن قول الله عز وجل

    (( وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ))

    فقال: عليه السلام:
    النعمة الظاهرة : الإمامُ الظاهرُ
    والباطنة: الإمامُ الغائبُ
    فقلتُ له : ويكون في الأئمة مَنْ يغيب ؟
    قال :عليه السلام:نعم ، يغيب عن أبصار الناس شخصه , ولا يغيب عن قلوب المؤمنين ذكره وهو الثاني عشر منا , يسهلُّ اللهُ له كل عسير ويذلل له كل صعب , ويظهر له كنوز الأرضويقرب له كل بعيد , ويبير به كل جبار عنيد, ويهلك على يده كل شيطان مريد , ذاك ابن سيدة الإماء الذي يخفى على الناس ولادتهولا يحل لهم تسميته حتى يظهره الله عز وجل , فيملأ به الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما )
    :كمال الدين وتمام النعمة: الصدوق :ص368.

    إنَّ هذا الحديث هو الآخر يضعنا في رتبة الوعي والفَهم الراشد لمفهوم الإمام الظاهر والباطنذلك المفهوم الذي يُماثل في قيمته ومعطياته الوجودية , مفهوم النعمة الظاهرة والباطنة , والتي أنعمها الله تعالى وبإسباغ تام وكلي ومطلق على بني الإنسان حياتيا.

    كما قال تعالى:

    (( أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ )) لقمان20

    وإنما جاء تأويل الإمام الكاظم (عليه السلام ) للنعمة الظاهرة بالإمام الظاهر والنعمة الباطنة بالإمام الغائب .باعتبار معياريَّة وملاكيَّة المحسوس و اللا محسوس ( الباطن من الأشياء ) والتي تنَظمُ وجودَ النِعَمِ بتمامها على الناس فعلياً ,

    فما يحسّه الناسُ من ظواهر النعم عليهم
    فهو حاضرٌ عندهم و يلتفتون إليه , وربما لا يشكرون ربهم على ذلك.

    و لذا جاء الاستفهام: ألم تروا : في صدر متن الآية الشريفة بصورة الإنكار ولفت النظر وإعادة الحسبان في ذلك.وبهذا التأويل يكون الإمامُ الظاهرُ هو النعمة الظاهرة والمحسوسة عيانيا للناس أجمعين ,

    ولا غرابة في اختزال الإمام الكاظم , لمفهوم كبير جدا في دلالاته وقصوده كمفهوم النعمة الظاهرة بوجود الإمام الظاهر المعصوم .

    ذلك كون الإمام المعصوم هو قطب رحى الوجود في عالم الإمكان ( الحياة الدنيا )فما يصلُ إلى الناس من نعم وخيرات فهو ببركة وجود الإمام المعصوم .فضلاً عن كون الإمام المعصوم ذاته , هو من يُحرّك العباد إلى الإيمان وعمل الصالحات وبالتالي تنزل النعم الإلهيّة بفعل الإيمان والعمل الصالح.

    وعندما يتأوَّل الإمام الكاظم النعمة الباطنة بالإمام الغائب , فهو يعني أنَّ النعم الباطنة غالباً ما تكون غير مُلتَفَتٍ إليها بشريا .إذ ما من فردٍ من بني الإنسان إلاّ وقد اكتنفه الله تعالى بنعمة باطنة كنعمة العقل أو القلب أو غيرها .

    من هنا يأتي التماثل مفهوماً بين النعمة الباطنة والإمام الغائب .باعتبار أنّ حفظ القيمة الوجودية لكل منهما مُتساوقٌ , وإن لم يحسهما الناسُ أو يغفلون عنهما.
    فالنعمة نعمةٌ ظاهرةً كانت أم باطنة , وكذا الإمامُ إمامٌ ظاهراً كان أم غائبا.

    وعلى هذا الإساس لا غرابةَ من تحقق الغيبة لشخص الإمام المعصوم , مع حفظ دوره وقيمته وجودياً.فالغيبة في مفهوم إمامة الإمام المهدي , إنما تكون في هوية شخصه المعصوم
    وخفاءه عن أبصار الناس , لا في وجوده الشريف .

    كونه ( عليه السلام ) حيٌ يُرزق وباقٍ إلى يوم يظهر ويقوم بإذن الله تعالى ويملأ الأرضَ قسطا وعدلا.

    وهذا ما توفَّر عليه جواب الإمام الكاظم , للسائل عن ذلك الغياب؟

    فقلتُ له ( الراوي ) ويكون في الأئمة مَنْ يغيب ؟

    قال (عليه السلام)نعم ، يغيبُ عن أبصار الناس شخصه , ولا يغيب عن قلوب المؤمنين ذكرهوهو الثاني عشر منا.


    ______________________________________

    مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف


    التعديل الأخير تم بواسطة مرتضى علي الحلي 12; الساعة 11-05-2015, 07:27 AM.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X