الشاعر عودة ضاحي التميمي

[علي حسين الخباز]

المدن....
تفقد هويتها
والشوارع...
تقذف بالناس على الناس
فالارصفة خنادق للاحزمة الناسفة..,
في محطات الانتظار...
الشظايا تنهش اجساد المنهوكين...
تأكل ا كف الكادحين المنتظرين من يستأجرهم
والاطفال....
يستنزفون آخر رغيف (شجرته) دماء ابيهم
الموت يتربص...
بالفقراء..
بالعراة..
بالحفاة..
يداهم احلامهم وهم في نشوة الصلاة
فالاثرياء....
لهم سواترهم..
مصفحاتهم..
دروعهم..
والكلاب المتحفزة...
ولعوائلهم القصور....
السياسيون في بلدي يجيدون لعبة التخفي
ويدمنون التهرب من الحارات الموبوءة بالمكدودين...
الفقراء....
يتوضؤون بالدماء
ويسجدون على قارعة المدن المهشمة..
يعشقونها...
يمشون في شرايينها...
يحيطونها كالانهار...
ليعيدوا لها....
اسمها...
بساتينها..
خضرتها....
زقزقة عصافيرها..
الوان ازهارها..
وهديل الحمام....
هي امهم....
اثداؤها نهران من عسل
في كل جرف منهما....امام
يعيدون لها....
عباءات نسائها السبايا
وثياب اطفالها العرايا
والحياء....لمن فقد الحياء..,
يشدون باضلعهم
بيرقها النبوي
يرسمون بدمائهم سماءها الزرقاء...
فالشهادة.....
لاتليق الا...بالفقراء


إع