تويت
إنَّ اللهَ تعالى قديمُ ذاتاً وأزلي وباقٍ وأبدي
________________________
لقد أثبتَ علماء الكلام والفلسفة من المُسلمين أنَّ اللهَ تعالى قديمٌ أزلي باقٍ أبديٌ
لأنه واجب الوجود فيستحيل عليه العدم السابق واللاحق عليه
و من المعلوم أنّ هذه الصفات الاربع لازمةٌ لوجوب وجود الله تعالى
فمعنى القديم ذاتاً والأزلي وجوداً : هو أنه تعالى مُصاحبٌ ومُقارنٌ بوجوده
الذاتي المُقدّس لمجموع الأزمنة المُحققة والمُفترضة والمُقدّرة بالنسبة الى جانب
الماضي منها أي من الأولية الوجودية لا الزمنية
إذ أنَّ وجود الحق تعالى لا يخلو منه زمان ما ولم يُسبق بعدم أبدا وهذا هو معنى
كونه قديما ذاتا وأزلياً وجودا لا زمنا .
وأمّا معنى الباقي : فهو المستمر والدائم الوجود والمُصاحبُ لجميع الأزمنة كافة
و الأبدي : هو المُصاحبُ وجودا لجميع الأزمنة التي تحققتْ والتي مُقدّر لها أن
تتحقق في جانب المستقبل وجودا.
والسرمدي : هو صفة تعمُّ الجميع أي تضم في طياتها وكنهها الأزلية والأخرية والأبدية .
والدليل على ثبوت تلك الصفات للباري تعالى هو أنه تعالى واجب الوجود ذاتاً
فيستحيل عليه العدم مُطلقا أي من جانب الزمان الماضي أو من جانب المستقبل القادم .
بمعنى أنه لم يسبقه عدم من جانب الماضي ولن يلحقه العدم في جانب المستقبل
وإذا استحال عليه العدم في جانب الماضي والمستقبل فيثبتُ قدمه تعالى ذاتاً وأزليته وجودا
في جانب الماضي وبقاؤه وأبديته في جانب المستقبل وهو المطلوب.
______________________
مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف