إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الدليلُ الوجودي في إثبات وجود الله تعالى

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الدليلُ الوجودي في إثبات وجود الله تعالى

    الدليلُ الوجودي في إثبات وجود الله تعالى
    __________________________


    لا يخفى على أحدٍ من الناس جميعاً إلاّ من كان سَفسطائيا (مُنكراً للوجود الواقعي) أن ينكرَ بداهة الوجود ثبوتاً وتحققا وآثارا في عالمنا الامكاني (عالم ما سوى الله تعالى) .

    وبعد تقرر بداهة مفهوم الوجود واقعا وأصالةً وآثارا يكون من الضروري عقلاً أن يُعرَفَ وجود الله تعالى بدليل الوجود البديهي والواقعي .

    ووجودنا الحادث بعد إن لم نكن شيئا مذكورا هو أكبر دليلٍ وحجة مُلزمة لكل ذي عقلٍ وحياة وإرادة على أننا طرقٌ لمعرفة الله تعالى بوصفه الخالق الموجود الحي الباقي القادر الأزلي السرمدي .

    من هنا تمسكَ علماء الأديان والعقائد والكلام بأنَّ وجود الأثر دليلُ على وجود المُؤثّر.

    وهذا العنوان هو بحد ذاته دليلٌ واقعي وحقيقي على وجود الصانع لأنّ وجود

    المعلول والأثر هو أدلُ دليلٍ على وجود العلة والمؤثر.

    فبعد القطع واليقين والبداهة عقلا بوجود الموجودات فلا يخلو هذا الوجود من

    إما أن يكون واجبا لذاته وهو المطلوب وإما أن يكون مُمكنا فيفتقر في وجوده الى الواجب الوجود ليوجَده بالبداهة
    فإن كان المُوجد مُمكنا افتقر الى مُوجد آخر يوجده فإن كان الموجد الآخر

    هو الممكن الاول لزم الدور ( توقف وجود ( آ على ب ) وتوقف وجود (ب على أ )

    وهو باطل بالضرورة وإن كان مُمكنا آخر لزم التسلسل وهو باطل أيضا.

    لأنّ جميع آحاد تلك السلسلة الجامعة لجميع الممكنات تكون ممكنة بالضرورة فتشترك في امتناع الوجود لذاتها فلا بد لها من مُوجد خارج عنها بالضرورة

    فيكون المُوجد (الله تعالى ) لها الخارج عنها واجباً وهو المطلوب.

    إنَّ القرآن الكريم قد عَرَضَ بين يدي الإنسان الدليلَ الوجودي في معرفة الله تعالى ووجوده الواقعي ذلك من خلال ادراك الآثار الكونية والافاقية والنفسية المَحوجة سبباً إلى موجدها الحق وهو اللهُ تعالى

    قال اللهُ تعالى

    (( سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53) أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ )) (54) فصلت


    وهذا هو طريقُ النبيُ ابراهيم (عليه السلام) إذ أنه استدل بالأفول الذي هو الغَيبَة المُستلزمة للحركة المُستلزمة للحدوث (الإيجاد) المُستلزم للصانع تعالى.


    و يُسمى ( بالبرهان الإنّي ) الذي يُنتقل فيه من العلم بوجود المعلول الى العلم بوجود العلة الحقيقية

    قال اللهُ تعالى حكاية عن ذلك

    (( فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ )) (76)الأنعام


    و بعد ما ثبتَ من حدوث العالم (أي مخلوقيته) وأنه صنع صانع فإنّ الضرورة أي البداهة قاضية بإفتقار مالم يكن ثم كان الى فاعل حتى أنّ ذلك مركوز في جبلة (فطرة) كل ذي ادراك وشعور وحياة .

    وإنّنا إذا افترضنا عدمية وجود الله تعالى فاللازم لذلك عدم وجود الممكنات (ما سواه ) اصلا واللازم باطل (وهو عدم وجود الممكنات اصلا) لوجودها واقعا

    ونحن منها يقينا فيكون الملزوم (إي افتراض عدمية وجود الله تعالى ) باطل أيضا

    فيثبت وجود الله تعالى بالملازمة العقلية القطعية لأنه إذا وجب اللازم وجب ملزومه قطعا .


    _______________________________

    مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف
    التعديل الأخير تم بواسطة العميد; الساعة 07-01-2015, 10:06 PM.

  • #2
    المشاركة الأصلية بواسطة مرتضى علي مشاهدة المشاركة
    الدليلُ الوجودي في إثبات وجود الله تعالى
    __________________________


    لا يخفى على أحدٍ من الناس جميعاً إلاّ من كان سَفطائيا (مُنكراً للوجود الواقعي) أن ينكرَ بداهة الوجود ثبوتاً وتحققا وآثارا في عالمنا الامكاني (عالم ما سوى الله تعالى) .

    وبعد تقرر بداهة مفهوم الوجود واقعا وأصالةً وآثارا يكون من الضروري عقلاً أن يُعرَفَ وجود الله تعالى بدليل الوجود البديهي والواقعي .

    ووجودنا الحادث بعد إن لم نكن شيئا مذكورا هو أكبر دليلٍ وحجة مُلزمة لكل ذي عقلٍ وحياة وإرادة على أننا طرقٌ لمعرفة الله تعالى بوصفه الخالق الموجود الحي الباقي القادر الأزلي السرمدي .

    من هنا تمسكَ علماء الأديان والعقائد والكلام بأنَّ وجود الأثر دليلُ على وجود المُؤثّر.

    وهذا العنوان هو بحد ذاته دليلٌ واقعي وحقيقي على وجود الصانع لأنّ وجود

    المعلول والأثر هو أدلُ دليلٍ على وجود العلة والمؤثر.

    فبعد القطع واليقين والبداهة عقلا بوجود الموجودات فلا يخلو هذا الوجود من

    إما أن يكون واجبا لذاته وهو المطلوب وإما أن يكون مُمكنا فيفتقر في وجوده الى الواجب الوجود ليوجَده بالبداهة
    فإن كان المُوجد مُمكنا افتقر الى مُوجد آخر يوجده فإن كان الموجد الآخر

    هو الممكن الاول لزم الدور ( توقف وجود ( آ على ب ) وتوقف وجود (ب على أ )

    وهو باطل بالضرورة وإن كان مُمكنا آخر لزم التسلسل وهو باطل أيضا.

    لأنّ جميع آحاد تلك السلسلة الجامعة لجميع الممكنات تكون ممكنة بالضرورة فتشترك في امتناع الوجود لذاتها فلا بد لها من مُوجد خارج عنها بالضرورة

    فيكون المُوجد (الله تعالى ) لها الخارج عنها واجباً وهو المطلوب.

    إنَّ القرآن الكريم قد عَرَضَ بين يدي الإنسان الدليلَ الوجودي في معرفة الله تعالى ووجوده الواقعي ذلك من خلال ادراك الآثار الكونية والافاقية والنفسية المَحوجة سبباً إلى موجدها الحق وهو اللهُ تعالى

    قال اللهُ تعالى

    (( سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53) أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ )) (54) فصلت


    وهذا هو طريقُ النبيُ ابراهيم (عليه السلام) إذ أنه استدل بالأفول الذي هو الغَيبَة المُستلزمة للحركة المُستلزمة للحدوث (الإيجاد) المُستلزم للصانع تعالى.


    و يُسمى ( بالبرهان الإنّي ) الذي يُنتقل فيه من العلم بوجود المعلول الى العلم بوجود العلة الحقيقية

    قال اللهُ تعالى حكاية عن ذلك

    (( فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ )) (76)الأنعام


    و بعد ما ثبتَ من حدوث العالم (أي مخلوقيته) وأنه صنع صانع فإنّ الضرورة أي البداهة قاضية بإفتقار مالم يكن ثم كان الى فاعل حتى أنّ ذلك مركوز في جبلة (فطرة) كل ذي ادراك وشعور وحياة .

    وإنّنا إذا افترضنا عدمية وجود الله تعالى فاللازم لذلك عدم وجود الممكنات (ما سواه ) اصلا واللازم باطل (وهو عدم وجود الممكنات اصلا) لوجودها واقعا

    ونحن منها يقينا فيكون الملزوم (إي افتراض عدمية وجود الله تعالى ) باطل أيضا

    فيثبت وجود الله تعالى بالملازمة العقلية القطعية لأنه إذا وجب اللازم وجب ملزومه قطعا .


    _______________________________

    مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف

    أخونا الفاضل طرحكم راقي .... أحسنتم انه بعين المولى صاحب الأمر
    عجل الله تعالى فرجه الشريف

    تعليق


    • #3
      تقديري لكم أختي الكريمة وشكرا

      تعليق


      • #4
        اللهم صلِ على محمد واله الطيبين الطاهرين
        الاخ الفاضل والاستاذ القدير الشيخ مرتضى علي الحلي حياك الله تبارك وتعالى
        وبارك الله بك على هذا الموضوع القيم
        وموضوعك يذكرني بكلام الامام الحسين عليه السلام حينما يستدل على وجود الله تبارك وتعالى في دعاءه المعروف بدعاء عرفه حينما قال ((متى غبت حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك,
        عميت عين لاتراك عليها رقيبا ، وخسرت صفقةُ عبد لم تجعل له من حبك نصيبا)).

        ـــــ التوقيع ـــــ
        أين قاصم شوكة المعتدين، أين هادم أبنية الشرك والنفاق، أين مبيد أهل الفسوق
        و العصيان والطغيان،..
        أين مبيد العتاة والمردة، أين مستأصل أهل العناد
        والتضليل والالحاد، أين معز الاولياء ومذل الاعداء.

        تعليق


        • #5
          تقديري لكم مشرفنا الفاضل (الهادي ) ووفقكم اللهُ تعالى لكل خير وصلاح وشكرا لكم على تعليقكم القيّم

          تعليق


          • #6
            جانب الاخ الفاضل مرتضى علي وفقكم الله للمزيد من العطاء

            نستطيع ان نقول ان الانسان عجنت فيه مسألة الاعتقاد بالخالق، واذا تنزلنا فنقول ان الله تعالى لشدة ظهوره في وجوده، لم يتكلم كثيراً عن ادلة ودجوده تعالى، واظن ان النصوص اهتمت بشكل يسير بهذا الامر، ودائماً عندما تتحدث عن الموضوع وكانه أمر مفروغ منه وهو الحق، لبداهة ان الانسان اذا وجد شيئاً ما، اول ما يسأل عن مصدره ومكونه، وهذا ديدن عقلاء الدنيا في تعاملاتهم الخارجية، فهل يعقل انه لم يرد في ذهنه اي استفسار عن هذا مكون هذا الكون المترامي

            تعليق


            • #7
              وما أجمل قول الله تعالى حول هذه الحقيقة

              أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ

              تعليق


              • #8
                الأخوان الفاضلان(العميد/ أحمد الزينبي) تقديري لكما وشكرا على تعليقكما القيّم

                تعليق

                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                حفظ-تلقائي
                Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                x
                يعمل...
                X