إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

النبيُ الأكرم محمد (صلى اللهُ عليه وآله وسلّم ) / حقوقه وتكليفنا الاعتقادي والشرعي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • النبيُ الأكرم محمد (صلى اللهُ عليه وآله وسلّم ) / حقوقه وتكليفنا الاعتقادي والشرعي

    النبيُ الأكرم محمد (صلى اللهُ عليه وآله وسلّم ) / حقوقه وتكليفنا الاعتقادي والشرعي
    ________________________________________________

    بسم الله الرحمن الرحيم

    والصلاة والسلام على نبينا محمد و آله المعصومين

    لا يخفى على أحدٍ أنّ النبيَ محمداً (صلى الله عليه وآله وسلّم ) يمُثّل حقيقة وواقعا قمة الكمال الإنساني والنبوي الشريف لذا جاء اصطفائه ربانيا لأهليته في تجسيد الخُلق الإلهي العظيم

    وعلى هذا الاساس القيمي تم توصيفه قرآنياً ب

    ((وإنّكَ لعلى خُلقٍ عظيم)) 4/ القلم

    وهذه الآية بحد ذاتها كافيةٌ في تثبيت عصمة الرسول الأكرم محمد (ص وآله) المُطلقة في وجوده المبارك وحياته الشريفة

    إذ أنّ الله تعالى يؤكد فيها بكون الرسول الأكرم متمكناً ومُستعليا ومُهيمناً على حقيقة الخُلق وبصورة عظيمة وكبيرة تستحق التقدير والتقديس

    و(على ) هو حرف جر ينص على الاستعلاء الوجودي والواقعي للشيء على شيء

    وهنا ميزة بلاغية حكيمة في انتقاء الله تعالى لكلمة (على) دون غيرها كذي مثلا أو أي صفة اخرى

    وهي أنّ (على ) هي من تعطي حق الوصف واستحقاقه حقيقة وواقعا أما غيرها لا تبلغ الاستحقاق في الوصف

    فهذه (على) حكتْ عن واقع النبي الأكرم وبلسان الله تعالى قرآنيا

    أنّه قد بلغ من الكمال الإنساني ما يستحق معه النبوة الخاتمة والأفضلية على سائر النبيين والمرسلين

    وهذه الآية الشريفة على إجازة ألفاظها وعظيم معناها وفصاحتها هي من تفرض علينا حق إتباع النبي الأكرم بوصفه نبياُ معصوما وخاتما للعالمين بدينه الإسلام الخالد

    وتصحح معها مقبولية ومشروعية ومعقولية الأخذ من سننه الصحيحة في حياتنا منهجا وسلوكا وتكليفا

    إنّ من أبرز حقوق النبي الأكرم محمد ( ص وآله) علينا والتي أسسها القرآن الكريم نصا وقطعيا هي كالآتي؟



    أولاً / حق الطاعة المنهجيّة
    _______________


    قال تعالى ((يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الأمر منكم ))النساء/59

    وهنا تفرض هذه الآية الشريفة فرضا إرشاديا عقلانيا بلزوم طاعة الرسول الأكرم

    ولأهمية أمر طاعته قرنها الله تعالى قرناً وجوديا بطاعته تعالى ذلك مُقتضى التشريك الحُكمي

    (أطيعوا الله و اطيعوا الرسول واولي الأمر منكم )

    واولي الأمر هم المعصومون من الأئمة الإثني عشر يقيناً

    إذ لا يجوز عقلا أن يأمرنا الله تعالى بطاعة المذنبين والعاصين ويُقرن طاعتهم بطاعته وطاعة رسوله فهذا أمر قبيح عقلا وشرعا

    فيتعين كون أولي الأمر منكم هم (الأئمة المعصومون )(عليهم السلام)

    ومعنى طاعة الرسول الأكرم هو ضرورة إتباع شرعته ( الإسلام العزيز ) و عقيدته الحقة واتباع سننه عمليا والأخذ منها قيَميا

    هذا ما أسس له القرآن الكريم كحق مفروض إلهيّا علينا نحن المسلمين

    (( ما آتاكم الرسولُ فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إنّ الله شديد العقاب)) الحشر/7

    ففي كلمة(فخذوا) دلالة ونص على تشديد الارتباط بالنبي الأكرم محمد (ص وآله) وبقوة

    وكلمة خذوا تستعمل للتعاطي مع الشيء بحزم وقوة وجد

    وفي نفس الوقت ورد تحذير منه تعالى بأنه شديد العقاب في صورة تركنا لمناهج وسنة النبي الخاتم

    ((واتقوا الله إنّ الله شديد العقاب))

    وفي آية أخرى ورد التحذير وبقوة منه تعالى

    ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا))الأحزاب/36 ((

    وفي آية أخرى جمعت بين الوعد والوعيد بخصوص اتباع أو عصيان منهج الله رسوله

    قال تعالى

    (( ومن يُطع الله ورسوله يُدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين)) النساء/14

    إنّ معنى الطاعة المنهجية هو التعبد السليم والعمل المعتدل والعقلاني بسنة الرسول الأكرم

    أي السنة القَيميّة الكلية فقهياً (القول +الفعل+ البيان+ التقرير+ ) وأخلاقيا واجتماعيا وحتى تدبيريا .

    فالعقل لا يمنع من الإقتداء بشخصٍ حكيم ويُلقى حكمته من لدن عليم حكيم وهو الله تعالى

    فيقول القرآن الكريم مُعززا هذه الحقيقة الدينية

    (( ولقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله ذكرا كثيرا ))الأحزاب/21





    ثانيا/ إحياء أهداف النبي الأكرم ومنهاجه القويم

    _________________________

    قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز

    (( يا أيها النبيُ إنّا ارسلناك شاهداً ومُبَشرا ونذيرا* وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا)) آية /45/46/الأحزاب

    وفي آية اخرى ((يُخرجهم من الظلمات إلى النور))/275/البقرة

    إنّ أغلب النصوص القرآنية جاءت لتوضّح أغراض الله تعالى ولتبيّن منهاجه السديد الإسلام

    العزيز المتمثِّل بشخص النبي الخاتم محمد (ص وآله) وسننه الشريفة الفعلية

    والقولية والبيانية والتي ندبَ الله تعالى للإقتداء بها كمنهاج عملي لنا نحن المسلمين في هذه الحياة الدنيا

    إنّ الله تعالى بيَّن الهدف الأصيل من بعثة النبي الأكرم وهو الدعوة إلى الله تعالى وتكميل الناس في طريقهم إلى الله وإصلاح حالهم وإخراجهم من ظلمات الجهل والكفر إلى نور الإيمان والعلم والتقوى ثمّ طالبنا سبحانه وتعالى بلزوم الأخذ مما تركه رسول الله من سنن حكيمة وصحيحة نتعاطى معها في حياتنا ونجتنب ما أراد منا اجتنابه

    ونجعل من شخصه المعصوم (أسوة حسنة) لنا وقدوة إلهية طرحها تعالى

    إلى البشرية جمعاء كي تتأسى بها عمليا في هذه الحياة

    ((ولقد كان لكم في رسول الله إسوة حسنة))

    لنستوحي الدرس والعبرة الواعية في إحياء منهاج الرسول الأكرم

    الاعتبار والاتعاظ والاقتداء بشخص ومناهج رسول الله إحياء

    وهذا لا عُسر فيه عمليا إذ أنّ من طبائع العقلاء أن يقتدوا بعظمائهم اقتداءً سلوكيا وفكريا وأخلاقيا

    فليس لنا خيار عقلاني وشرعي سوى الأخذ مما ترك رسول الله من قيم كلية ومُطلقة في دلالاتها قادرة على استيعاب حاجة الإنسان في كل زمان ومكان

    .إنّ الأخذ من رسول الله ومنهاجه هو أخذٌ من الله تعالى وكتابه

    ((ومن يُطع الرسول فقد أطاع الله))

    (( و ما ينطق عن الهوى إن هو إلاّ وحيٌ يُوحى ))

    فشتان ما بين مناهج البشر ومنهاج الله تعالى المعصوم ؟

    الأكرم نحن اليوم ملزمون شرعا بضرورة إتباع الرسول

    لتطبيق أهدافه على مستوى الأفراد والمجتمع من التعرف على الله تعالى والالتزام

    بدينه القويم والتوحد الفكري والثقافي والسلوكي والتقرب لله تعالى كما هو سبحانه علّمَ رسوله الكريم في قوله تعالى

    (( قُل إنّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله ربّ العالمين*لا شريك له وبذلك اُمُرتُ وأنا اول المسلمين))162/163/الأنعام

    ولا يمكن لنا الوصول إليه تعالى إلاّ من خلال الأدلاء عليه وهم الأنبياء والأئمة وعلى رأسهم رسول الله سيدهم وفخرهم على الإطلاق

    ومهما تبدلت الأحوال وتطورت الحياة فقيم النبي الأكرم باقية حية ما بقي الليل والنهار

    وهو القائل

    ( حلال محمد حلال إلى يوم القيامة وحرامه حرام إلى يوم القيامة)

    جامع أحاديث الشيعة : السيد البروجردي:ج25:ص277:

    فالمهم والأهم هو استيحاء أهداف النبي الأكرم التي عمل عليها وأوصلها إلينا كرسالة خالدة في الحياة

    من التسليم لأمر الله تعالى وطاعته و التآخي في الله تعالى والاتحاد ونبذ الفرقة والعداوة والحرص على تطبيق العدالة في المجتمع والاحسان إلى الناس وحفظ مصالحهم




    ثالثا / حق الصلاة والسلام على النبي الأكرم
    _________________________


    هذا حقٌ آخرٌ اسس له القرآن الكريم في نص شريف وهو قوله تعالى

    (( إنّ الله وملائكته يُصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما)) الأحزاب /56

    إنّ معنى الصلاة على النبي الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله وسلّم) هو الدعاء له وتعظيمه حال ذكره كما يصنع الله تعالى هو وملائكته وجوديا وبصورة مستمرة منذ خَلَقَ الله تعالى نبيه محمداً وإلى ما يعلم الله ختامه

    وهنا أمرٌ مهم يجب التنبه إليه وهو أنّ الصلاة من الله على النبي هي بمعنى الرحمة ومن الملائكة بمعنى التزكية له

    وهذا فعلٌ من الله وملائكته لم يزل ولايزال وسيبقى دائما غير منقطع

    والدليل على ذلك استعمال الله تعالى للحكاية عن هذه الحقيقة صيغة الفعل المضارع((يصلون)) وهو فعل مستمر الحدث والتجدد لا ينقطع في حَراكه وآثاره

    وقد ورد في الروايات الصحيحة عن أبي حمزة عن أبيه أنه سأل الإمام جعفر الصادق(عليه السلام) عن معنى التسليم في قوله تعالى(( وسلموا تسليما ))

    فقال : (عليه السلام)

    يعني التسليم له فيما ورد عنه

    قال : فقلتُ فكيف نصلي على محمد وآله ؟

    قال(عليه السلام) تقولون ( صلوات الله وصلوات ملائكته وانبيائه ورسله وجميع خلقه على محمد وآل محمد والسلام عليه وعليهم ورحمة الله وبركاته )

    قال : فقلتُ فما ثواب من صلى على النبي وآله بهذه الصلاة ؟

    قال(عليه السلام) الخروج من الذنوب والله كهيئة يوم ولدته امه

    وقرأ الإمام الصادق بعد ذلك قوله تعالى

    (( هو الذي يُصلي عليكم وملائكته ليُخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما)) الأحزاب/43

    وقال (عليه السلام)

    (كل دعاء يُدعى الله تعالى به محجوب عن السماء حتى يُصلى على محمد وآل محمد)

    : الوافي في شرح الكافي :المازندراني:ج5/ ص 227/228:

    وقد جاء في كتاب (الصواعق ) لأبن حجر العسقلاني: ص87

    ( أنّ النبي محمد(ص) قال :لاتصلوا عليّ الصلاة البتراء ؟

    فقالوا وما الصلاة البتراء؟

    قال(ص) تقولون ( اللهم صل على محمد )

    وتمسكون بل قولوا ( اللهم صل على محمد وآل محمد ) )

    إنَّ قول الله تعالى و

    (( هو الذي يُصلي عليكم وملائكته ليُخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما)) الأحزاب/43

    دليلٌ قرآني قوي وقطعي بضرورة عدم استعمال الصلاة البتراء

    بل الترقي بالصلاة والسلام على محمد وآله كما عهدتْ الآية ذلك

    وضمير(عليكم ) يقينا شامل لآل محمد المعصومين (عليهم السلام) وهم أشرف الخلق في البشرية قطعا

    بحيث يستوجب الصلاة عليهم من قبل الله تعالى وملائكته كما يُصلي الله تعالى هو وملائكته على النبي في آية أخرى قد ذكرناها فيما تقدم

    والله تعالى لا يُصلي هو وملائكته إلاّ على عباده الذين اصطفاهم لهداية الناس

    وإلاّ لا يُعقل أن تكون رحمة ودعاء وصلاة الله وملائكته على اناس غير مؤهلين لذلك كأن يكونون من المذنبين وهذا ما لا يتناسب وحكمة الله تعالى

    وعلى اختلاف التفاسير في هذا المجال للمقطع الأخير من الآية هذه (وسلموا تسليما)

    تكون المحصلة العقدية والشرعية واحدة لامحالة

    إذ أننا مُلزمون بالتسليم على شخص النبي الأكرم محمد (ص) في حال الخروج من الصلاة وكذا مُلزمون بالسلام على عباد الله الصالحين وهما بعينهما

    يمثلان حقيقة السلام والتعايش السلمي فيما بيننا وبين منهج نبينا أو مع الأخرين من الناس كافة

    وهذا المقطع الأخير من الآية الشريفة يستبطن في جوهره القيمي اطروحة السلام ونبذ العنف وضرورة التعايش سلميا وإلاّ ما معنى أن يُكرر المُسلم يوميا هذه الفقرة في صلواته الخمس

    ( السلام عليك أيها النبي )

    (السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين)

    ويُرتب الشرع الاسلامي الحكيم أثراً على ذلك

    إذ أنه لا يسمح للمسلم بتركه حال الخروج من صلاته إلاّ بإتمامها بالصلاة والسلام على محمد

    هذا الرأي الأول وهو المعروف بين سائر المسلمين

    وأما الرأي الثاني فيؤكد على أنّ معنى ((ويسلموا تسليما)) هو وجوب الانقياد والطاعة والتسليم لمنهاج الرسول الأكرم محمد(ص)

    والذي هو عينه منهاج الله تعالى والذي يُعزز هذا الرأي تأكيد القرآن الكريم لحقيقة الانقياد العلمي والعملي لمنهج الرسول الأكرم وسننه الشريفة

    في قوله تعالى

    (( فلا وربّكَ لا يؤمنون حتى يُحكموك فيما شجر بينهم ثمّ لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويُسلموا تسليما))65/النساء

    وهنا يتضح الأمر العقدي والشرعي جليا إذ أنّ القرآن الكريم جعل المعيار في إيمانية الفرد المسلم والمؤمن هو مدى إتباعه وتسليمه لمنهج وقضاء الرسول الأكرم في كل وقت وعدم التقاطع معه وعدم الاستنكاف في الأخذ منه .




    رابعا ً/ حقُ النبي الأكرم في مودة أهل بيته المعصومين (عليهم السلام)

    ___________________________________

    إنّ هذا الحقُ أسس له القرآن الكريم كجزاءٍ أبدي انحفظَ لشخص رسول الله محمد (ص) وكأجر على تبليغه رسالة الله تعالى في هذه الحياة الدنيا

    قال الله تعالى مفصحا عن هذا الحق

    (( قل لا أسألكم عليه أجرا إلاّ المودة في القربى ))الشورى /23

    وقد أجمع علماء الشيعة الامامية على أنّ المراد بالقربى في هذه الآية الشريفة هم

    (الأئمة المعصومون من اهل البيت الطاهرين

    و وافقهم على ذلك عدة من اعلام غيرهم من المفسرين والمحدثين

    كأحمد بن حنبل والطبراني والحاكم النيسابوري عن ابن عباس

    من صواعقه

    قال: لما نزلت هذه الآية قالوا: يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم ؟)

    قال(ص) : علي وفاطمة وابناهما )
    : الكلمة الغراء في تفضيل الزهراء: السيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي/ص18


    وأيضا يُروى

    عن رسول الله(ص) أنه قال

    الزموا مودتنا أهل البيت فإنه من لقي الله وهو يودنا دخل الجنة بشفاعتنا )

    والذي نفسي بيده لا ينفع عبدا عمله إلاّ بمعرفة حقنا )

    : المراجعات :السيد شرف الدين الموسوي/ص22

    فإذاً إنّ مودة أهل بيت رسول الله هي حق له ولهم ووظيفة عقدية وشرعية تقع على عاتقنا حياتيا وتكليفيا

    ومودة أهل البيت الطاهرين تعني الاعتقاد بولايتهم الحقة و المجعولة من قبل الله تعالى في صورة إمامة الأئمة الإثني عشر المعصومين

    وهذه المودة تفرض علينا أمرين مهمين عقديا وشرعيا وهما؟

    أولاً/ محبتهم وودّهم قلبيا

    إتباعهم سلوكيا وانقياديا كون منهاجهم السديد منهاج الله ورسوله ثانياً/

    وهذا المعنى أكده الرسول الأكرم مرارا فذات يومٍ سأله أعرابي فقال : يا رسول الله

    هل للجنة من ثمن ؟

    قال(ص) نعم قال الأعرابي : وما ثمنها؟

    قال النبي لا إله إلاّ الله يقولها العبد مخلصا بها

    قال الأعرابي : وما اخلاصها؟

    قال(ص) العمل بما بُعثتُ به في حقه وحب أهل بيتي

    قال الأعرابي: فداك امي وابي وإنّ حب أهل البيت لمِن حقها؟

    قال(ص) إنّ حبهم لأعظم حقها .

    :الأمالي : الطوسي: ص 583

    وأيضا في حديثٍ صحيح ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) عن محمد بن الفضيل :قال

    سألته عن أفضل ما يتقرب به العبد إلى الله تعالى

    قال(عليه السلام) (افضل ما يتقرب به إلى الله تعالى طاعة الله وطاعة رسوله وطاعة أولي الأمر )

    ثم قال(عليه السلام) ( حبنا إيمان وبغضنا كفر)

    : الكافي : الكليني :ج1:ص:188

    وبعد هذا يتبين أنّ حق الرسول الأكرم شخصيا ومعنويا وقيميا ومنهجيا في ذاته وفي شأن أهل بيته المعصومين هو حق واجب الاعتراف به وعدم التفريط به أو إسقاطه

    لأنّ التفريط به لا سمح الله يعني الكفر الصريح بنبوة محمد وإمامة الأئمة المعصومين

    لذا جعل الإمام الصادق في الروايات الصحيحة أعلاه

    المعيار هو حب محمد وآله حبٌ يستلزم إتباعهم وتطبيق مناهجهم عمليا

    فقال (حبنا إيمان وبغضنا كفر )

    في تصريح منه بأهمية وخطورة القضية هذه

    وفعلا إنّ حب آل محمد (عليهم السلام) ومودتهم هو عين الإيمان بالله ورسوله ودينه القويم

    وبغضهم هو عين الكفر و الانحراف عن الصراط المستقيم

    وماذا بعد الحق إلاّ الضلال؟

    من هنا نحن على يقين بحقانية أهل البيت المعصومين وإمامتهم الربانية التأسيس حقانية قرآنية النص ونبويا الحق

    قال تعالى

    ((وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين)) الأنبياء/73

    وعن الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) في سبب نزول هذه الآية الشريفة أنه قال :

    أنها نزلت في ولد علي خاصة إلى يوم القيامة إذ لا نبي بعد محمد (ص) )

    : الكافي : الكليني :ج1:ص199

    فإذاً إنَّ حقانية إمامة ومودة أهل بيت الله ورسوله مفروغ من يقينيتها قرآنيا ونبويا

    وهي الحق الدائم إلهيّا لأجر تبليغ الرسول الأكرم لرسالة الله تعالى

    حقٌ ممتدٌ بوجود إمام كل وقت وللناس أجمعين

    فليس هو حقاً تاريخيا عابرا

    لا بل هو حق وجودي سرمدي كحق طاعة الله تعالى ورسوله الأكرم

    ____________________________

    مرتضى علي الحلي
    التعديل الأخير تم بواسطة مرتضى علي الحلي 12; الساعة 28-12-2014, 10:14 AM.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X