بسمه تعالى وله الحمد
اللهم صل على محمد وآل محمد
وانت تتصفح السيرة العطرة للحبيب المصطفى ( صلى الله عليه وآله ) تجد لكل مفردة من مفردات حياته الشريفة محطة من محطات التزود الروحي والنفسي على جميع المستويات وبمختلف الاتجاهات للفرد وللمجتمع .
وللتواضع قصة في حياة الرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله ) كيف ولا وهو ممدوح السماء بقول الله تعالى :
(( وإنّك لعلى خلقٍ عظيم )) القلم / 4
لذلك كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) النموذج المثالي الرائع في التواضع وبساطة العيش.
فعن الإمام الصادق (عليه السلام ) انه قال:
(( ما أكل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) متّكئاً منذ أن بعثه الله عزّ وجلّ حتّى قُبض، وكان يأكل أكلة العبد ويجلس جلسة العبد"، قلت: ولم ذاك؟ قال: "تواضعاً لله عزّ وجلّ)) الكافي ج 5/ 272.
ومن تواضعه (صلى الله عليه وآله) ما نقله لنا ابن عباس بقوله :
(( كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يجلس على الأرض ويأكل على الأرض ويعتقل الشَّاة ويُجيب دعوة المملوك على خبز الشعير)) وسائل الشيعة، ج12، ص 109.
سبحان الله خلقٌ تعجز الكلمات عن وصفه وتحار العقول فيه
فكم نحن بأمس الحاجة للاقداء برسول الانسانية في يتصرفاتنا وعلاقاتنا أفراداً وجماعات
فأين نحن من تلك الاخلاقيات فقد كان (صلى الله عليه وآله )
يبدأ بالسلام على الناس، وينصرف إلى محدّثه بكلّه الصغير والكبير والمرأة والرجل
وكان آخر من يسحب يده إذا صافح، وإذا أقبل جلس حيث ينتهي به المجلس، لم يكن يأنف من عمل يعمله لقضاء حاجته أو حاجة صاحب أو جار أو مسكين، وكان يذهب إلى السوق، ويحمل بضاعته بنفسه، ولم يستكبر عن المساهمة في أيّ عمل يقوم به أصحابه وجنده
فقد ساهم في بناء المسجد في لمدينة وعمل في حفر الخندق في غزوة الأحزاب، وشارك أصحابه في جمع الحطب في أحد سفراته، وعندما قال له أصحابه نحن نقوم بذلك عنك قال (صلى الله عليه وآله) :
(( قد علمت أنّكم تكفوني ولكن أكره أن أتميّز عنكم، فإنّ الله يكره من عبده أن يراه متميّزاً عن أصحابه)) امتاع الاسماع للمقريزي ص 188
اللهم اجعلنا من السائرين بهديه والفائزين بشفاعته .
تعليق