إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مصادقة الإخوان في الله واثارها على الانسان في الدنيا والاخرة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مصادقة الإخوان في الله واثارها على الانسان في الدنيا والاخرة

    مصادقة الإخوان في الله واثارها على الانسان في الدنيا والاخرة


    بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمد لله رب العالمين وبه تعالى نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين
    اما بعد،
    يقول الله تعالى في محكم كتابه الكريمبسم الله الرحمن الرحيم الاْخِلاَّءُ يَوْمَئِذ بَعْضُهُمْ لِبَعْض عَدُوٌّ الاَّ الْمُتَّقِينَ)(الزخرف : 67 ).

    «الاخلاّء: جمع خليل وهو الصديق، حيث يرفع خلّة صديقه وحاجته، والظاهر أنّ المراد بالاخلاّء المطلق الشامل للمخالّه والتحابّ في الله، كما في مخالّة المتّقين أهل الآخرة، والمخالّة في غيره كما في مخالّة أهل الدنيا، فاستثناء المتّقين متّصل. والوجه في عداوة الاخلاّء غير المتّقين، أنّ من لوازم المخالّة إعانة أحد الخليلين الآخر في مهام أموره، فإذا كانت لغير وجه الله، كان فيها الاعانة على الشقوة الدائمة والعذاب الخالد، كما قال تعالى حاكياً عن الظالمين يوم القيامة: (يَا وَيْلَتِي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَناً خَلِيلاً * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جاءَنِي)(الفرقان 29)، وأمّا الاخلاّء من المتّقين فإنّ مخالّتهم تتأكّد وتنفعهم يومئذ».
    عن سعد بن معاذ قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) : «إذا كان يوم القيامة، انقطعت الارحام، وقلّت الانساب، وذهبت الاخوّة ، إلاّ الاخوّة في الله، وذلك قوله: (الاخِلاَّءُ يَوْمَئِذ بَعْضُهُمْ لِبَعْض عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ)».
    عن الحارث عن الامام علي أمير المؤمنين (عليه السلام) في خليلين مؤمنين وخليلين كافرين: «فأمّا الخليلان المؤمنان فتخالاّ حياتهما في طاعة الله تبارك وتعالى، وتباذلا عليها وتوادّا عليها، فمات أحدهما قبل صاحبه، فأراه الله منزله في الجنّة، يشفع لصاحبه. فقال: يا ربّ خليلي فلان. كان يأمرني بطاعتك، ويعينني عليها، وينهاني عن معصيتك، فثبّته على ما ثبّتني عليه من الهدى، حتى تُريه ما أريتني، فيستجيب الله له حتى يلتقيان عند الله عزّوجلّ، فيقول كلّ واحد لصاحبه، جزاك الله من خليل خيراً، كنتَ تأمرني بطاعة الله، وتنهاني عن معصيته. وأمّا الكافران، فتخالاّ بمعصية الله وتبادلا عليها، وتوادّا عليها، فمات أحدهما قبل صاحبه، فأراه الله تعالى منزله في النار. فقال: ياربّ خليلي فلان، كان يأمرني بمعصيتك، وينهاني عن طاعتك، فثبّته على ما ثبّتني عليه من المعاصي، حتى تُريه ما أريتني من العذاب، فيلتقيان عند الله يوم القيامة، يقول كلّ واحد منهما لصاحبه: جزاك عنّي من خليل شرّاً، كنت تأمرني بمعصية الله، وتنهاني عن طاعته، قال: ثمّ قرأ: (الاْخِلاَّءُ يَوْمَئِذ بَعْضُهُمْ لِبَعْض عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ).
    الصداقة والأصدقاء
    في نهج البلاغة المبارك نصوص تحدد معالم الصداقة، وحدودها، وأبعادها وآثارها على النفس الإنسانية، وعلى روح المجتمع وحيويته. يقول الأمير(عليه السلام) في نهجه المبارك: "والغريب من لم يكن له حبيب". ويقول سلام الله عليه قبل ذلك: "ورب بعيد أقرب من قريب، وقريب أبعد من بعيد".
    فالحب الإنساني والأخوي ضروري في هذا الحياة الدنيا، وليس القرب قرب الجسد، وإنما قرب الأحاسيس والمشاعر والأهداف المشتركة والتعبد لله تعالى الحي القيوم يقول(عليه السلام) في حكمة له: "فقدُ الأحبة غربة".
    فيا أيها الغريب في هذه الدنيا، الذي تزاد غربته إذا فقد أحباءه... يا أخي، أيها العزيز : أحسن الاختيار، ورافق الأخيار، وفتش عن الأبرار، وتجنب الفجار، الذين يردون بك إلى النار... فهل في ذلك موعظة للاعتبار؟! فيفوز الفائزون بمجاورة المختار وآله الأبرار في جنات وأنهار ورضوان العزيز الجبار. قبسات من نهج البلاغة وأعود فأقول لك، أحسن الاختيار يا أخي، أيها الحبيب، وقارن أهل الصلاح والفلاح لنفوز بنجاح... يقول مولاك وتاج رأسك أمير المؤمنين(عليه السلام) : "قارن أهل الخير تكن منهم، وباين أهل الشر تبن عنهم... لا خير في معين مهين ولا في صديق ظنين".
    أخي: احذر أن تُصادق أهل المنكر وأهل الفسق لأنك وإن لم تفعل فعلهم إلا أنك ستنسب إليهم، نتيجة مرافقتهم ومجاورتهم. وفي ذلك يقول أمير المؤمنين سلام الله تعالى عليه: "واحذر صحابة من يفيل رأسه، وينكر عمله، فإن الصاحب معتبر بصاحبه... وإياك ومصاحبة الفساق، فإن الشر بالشر ملحق، ووفر الله، وأحبب أحباءه".
    ويقول سلام الله عليه في وصيته لابنه الحسن: "يا بني، إياك ومصادقة الأحمق، فإنه يريد أن ينفعك فيضرك، وإياك ومصادقة البخيل، فإنه يقعد عنك أحوج ما تكون إليه، وإياك ومصادقة الفاجر، فإنه يبيعك بالتافه، وإياك ومصادقة الكذاب، فإن كالسراب. يقرب عليك البعيد، ويبعد عليك القريب".
    حقوق الأصدقاء:
    تعيش في هذه الدنيا مع فئات مختلفة من الناس، وأصناف متعددة في المجتمع... تأخذ منهم وتعطي، تتعاونون أو تُقصرون... إلا أنك في قرارة نفسك تشعر بأن لك حقوقاً، كما عليك وواجبات.
    والصديق قد لا يحتاج لك عند اكتفائه، بل عند مصيبته، وقد لا يحتاج لك عند حضوره بل عند غيبته... وإذا قطعك، فصله، وإذا صدك قاربه، وإذا حبس، أعطه، وإذا بعد عنك، أدن عنه والتمس له عذراً ومخرجاً عند هفواته، واحمله عند سقطاته... واعلم أن سبب صلتك به، هو الله تبارك وتعالى، وهو فوق كل سبب، وأعظم من كل نسب.
    يقول أمير المؤمنين(عليه السلام) : "احمل نفسك من أخيك عند صرمه، على الصلة، وعند صدوده على البذل وعند تباعده على الدنو، وعند شدته على اللين، وعند جرمه على العذر، حتى كأنك له عبد، وكأنه ذو نعمة عليك، وإياك أن تضع ذلك في غير موضعه، أو أن تفعله بغير أهله. لا تتخذن عدو صديقك صديقاً فتعادي صديقك، وامحض أخاك النصيحة، حسنة كانت أو قبيحة، وتجرع الغيظ، فإني لم أر جرعة أحلى منها عافية، ولا ألد مغبة، ولن لمن عالظك، فإنه يوشك أن يلين لك... وإن أردت قطيعة أخيك، فاستبق له من نفسك بقية، يرجع إليها، إن بدا له ذلك يوماً ما ... ولا تضيعن حق أخيك اتكالاً على ما بينك وبينه، فإنه ليس لك بأخ من أضعت حقه... ولا ترغبن فيمن زهد عنك، ولا يكونن أخوك أقوى على قطيعتك منك وعلى صلته، ولا تكونن على الإساءة أقوى منك على الإحسان". انتهى كلامه الشافي، سلام الله تعالى عليه...
    وفي بعض حكمه(عليه السلام) يقول : "لا يكون الصديق صديقاً، حتى يحفظ أخاه في ثلاث: في نكبته، وغيبته، ووفاته".
    ومن الأمور الخطرة التي قد تعرض على الأخوة والصداقة، فتفتك بها وغالباً ما تقضي عليها، الإشاعات والوشايات التي تسعى بين المؤمنين حتى تنال منهم، وكثير منها فيه المبالغة والبهتان والزيادات والإضافات التي تخرب العلاقات الأخوية، والصلات والثقة بين الأحباء.
    إسمع أيها الحبيب، لما يقوله الحبيب أمير المؤمنين(ع) في النهي عن سماع الغيبة، قال "أيها الناس، من عرف من أخيه وثيقة دين، وسداد طريق، فلا يسمعن فيه أقاويل الرجال، أما أنه قد يرمي الرامي، وتُخطئ السهام، ويحيل الكلام، وباطل ذلك ببور، والله سميع وشهيد، إما إنه ليس بين الحق والباطل إلا أربع أصابع".
    وعندما سئل(عليه السلام) عن معنى هذا، جمع أصابعه ووضعها بين أذنه وعينه، ثم قال: "الباطل أن تقول سمعت، والحق أن تقول رأيت". وفي حكمة له قال : "ومن أطاع الواشي ضيع الصديق".
    وقد ثبت بالتجربة والعلم ان الصحبة لها تأثير بالغ على الشخص ، فان كان الجليس والصديق صالحاً فذلك عامل لصّنع شخصية الانسان، وأما الجليس والصديق الطالح فهو عامل مهم في تحطيم شخصية الانسان . لذلك نرى ان أبن نوح (عليه السلام) قد تأثر باصحابه وجلسائه فهوى وهلك .
    وعن أبي جعفر الثاني
    (عليه السلام) قال قام إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) رجل بالبصرة فقال يا أمير المؤمنين أخبرنا عن الإخوان فقال الإخوان صنفان إخوان الثقة و إخوان المكاشرة فأما إخوان الثقة فهم كالكف و الجناح و الأهل و المال و إذا كنت من أخيك على ثقة فابذل له مالك و يدك و صاف من صافاه و عاد من عاداه و اكتم سره و أعنه و أظهر منه الحسن و اعلم أيها السائل أنهم أقل من الكبريت الأحمر و أما إخوان المكاشرة فإنك تصيب منهم لذتك و لا تقطعن ذلك منهم و لا تطلبن ما وراء ذلك من ضميرهم و ابذل ما بذلوا لك من طلاقة الوجه و حلاوة اللسان.


    واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وال بيته الطيبين الطاهرين وسلم تسليما كثيرا
    ونسالكم الدعاء
    هاشم الحسيني الحلي

    sigpic

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد
    لقد ابدعتم في طرحكم اخي الكريم هاشم الحلي فانه موضوع

    قيم جدا ويحتاج كل واحد منا ان يقيّم علاقاته مع الاخرين وينتقي الاصدقاء

    الذين يحفظونه في غيابه ويمدون له يد العون عند احتياجه لهم ، وما اقلهم في هذا المجتمع

    المملوء بالحقد والكراهية ولكن يوجد في كل وقت وزمان الصديق الوفي

    احسنتم ورزقكم الله التوفيق لكل خير

    التعديل الأخير تم بواسطة خادم الرضا عليه السلام; الساعة 06-12-2014, 03:53 PM.

    تعليق


    • #3
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخي العزيز خادم الرضا عليه السلام
      بارك الله بكم على تعليقكم الكريم واحسن الله عملكم ووفقكم وجميع المؤمنين لمرضاة الله والعمل بما يقربنا واياكم لكل خير والعمل لنشر علوم ال بيت رسول الله صلوات الله عليهم اجمعين.
      مع امتناني لكم وتقبلوا خالص احترامي
      sigpic

      تعليق


      • #4
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخي العزيز خادم الرضا عليه السلام
        انا مقيم في ماليزيا واحب ان اتبارك بكم وبصداقتكم والاخوان العاملين والمشتركين في هذا المنتدى المبارك واسالكم الدعاء والزيارة لي بالخصوص بجوارسيدي ومولاي ابي عبد الله الحسين واخيه ابو الفضل العباس عليهما افضل التحية والسلام.
        ونسالكم واخواني في هذا المنتدى المبارك بالدعاء لي بقبول خالص الاعمال وبالتوفيق في دراستي في الغربة.
        وفقكم الله وزادكم تقوى وايمان.
        اخوكم هاشم الحسيني
        sigpic

        تعليق


        • #5
          احسنتم اخي الكريم على هذا الطرح القيم ....وفقكم الله تعالى وسهل دراستكم في الغربة ودعواتنا لكم اخي الكريم

          تعليق


          • #6
            وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اخي العزيز هاشم الحسيني
            أهلا وسهلا بك بين اخوانك مشرفي واعضاء منتدى الكفيل المبارك وارحب بكم
            كأخ وصديق عزيز حل بيننا في منتدى الجود والعطاء وبخصوص طلبكم سنلبي لك ما اردت
            ان شاء الله تعالى
            سائلين المولى عز وجل ان يوفقكم في دراستكم وان يمن على جميع المغتربين بالعودة الى بلادهم مع قضاء حوائجهم
            انه نعم المولى ونعم النصير

            تعليق


            • #7
              الحمد لله على ان منً الله علينا باخوة واصدقاء في هذا المنتدى المبارك...
              بارك الله بكم اخي العزيز ووفقكم لمراضيه وجنبكم معاصيه وانا ممتن لردكم الكريم ودعواتكم المباركة ونفتخر بكم اخوة واصدقاء وكما قال امامنا ابي عبد الله الصادق عليه السلام ( أكثروا من الأصدقاء في الدنيا فإنهم ينفعون في الدنيا و الآخرة أما الدنيا فحوائج يقومون بها و أما الآخرة فإن أهل جهنم قالوا فما لنا من شافعين و لا صديق حميم) وقال ع ايضا ( استكثروا من الإخوان فإن لكل مؤمن دعوة مستجابة و قال استكثروا من الإخوان فإن لكل مؤمن شفاعة و قال أكثروا من مؤاخاة المؤمنين فإن لهم عند الله يدا يكافيهم بها يوم القيامة).
              وختاما تقبل خالص احترامي ومودتي.
              sigpic

              تعليق

              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
              حفظ-تلقائي
              Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
              x
              يعمل...
              X