إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

محور برنامج منتدى الكفيل 36

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • محور برنامج منتدى الكفيل 36




    عضو نشيط
    الحالة :
    رقم العضوية : 161370
    تاريخ التسجيل : 02-02-2014
    الجنسية : العراق
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 101
    التقييم : 10


    محطات مضيئة في حياة مسلم بن عقيل ع








    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    ولادته وأسرته: ولد مسلم بن عقيل في المدينة المنورة سنة 22هـ.

    والده هو عقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم، وعمه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، وعمه الآخر

    جعفر الطيار الشهيد في مؤتة، فهو من أكرم الأصول وأطهرها، ومن الذين نشأوا بين خير الآباء والأعمام.

    كنيته: أبو داود. زوجاته وأولاده: تزوج بابنة عمه رقية بنت أمير المؤمنين (ع) المعروفة برقية الصغرى، فولدت له عبد الله،

    وقد رافقت زوجته رقية أخاها الإمام الحسين (ع) مع ابنها عبد الله في خروجه من مكة، فاستشهد عبد الله في كربلاء وأمه

    تنظر إليه على يد عمرو بن صبيح لعنه الله، حيث أصابه بسهم وكان واضعا يده على جبينه ليتقيه، فأصاب السهم كفه ونفذ

    إلى جبهته فسمرها به، ولم يستطع تحريك يده فطعنه آخر برمح في قلبه.

    سيرته: شارك مسلم بن عقيل في معركة صفين سنة 37هـ ولبسالته وشجاعته جعله أمير المؤمنين (ع) على ميمنة العسكر

    مع الحسن والحسين (ع) وعبد الله بن جعفر الطيار، بالرغم من أن عمر مسلم لم يبلغ آنذاك الثامنة عشر عاما.

    أرسل الإمام الحسين (ع) مسلما وكتب للحسين ع ان اقدم لهم .


    استشهد مسلم بن عقيل في الكوفة يوم 9 ذو الحجة بعد يوم واحد من خروج الإمام الحسين (ع) من مكة

    وبعد مقاومة شديدة قتل فيها جمعا من جند ابن زياد تم إلقاء القبض عليه غدرا من قبل جيش ابن زياد،

    وقد أمر ابن زياد بقطع رأسه بالسيف وإلحاق بدنه بجسمه، فرفع أعلى قصر الكوفة فقتله بكير بن حمران الأحمري،

    ثم رميت جثته الطاهرة من أعلى القصر


    *****************************
    ******************
    ****************

    اللهم صل على محمد وال محمد

    السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين (عليه وعليهم الاف التحية والسلام )


    هاقد اقتربت ايام الفواجع والعزاء .......ولاحت جُثث ال بيت محمد الازكياء


    قريبا سيكون الحسين مقطعا على رمضاء كربلا ء

    واخواته سبايا بغير وطاء.....وقريبا ستقطع كفوف ابي الفضل وحامل اللواء

    يااااااااااااالله .......يااااااااالله .......يااااااااااالله

    يالها من فجائع هزت اركان السموات العلى ....

    وهاهو مسلم بن عقيل سفير الحسين وابنُ عمه ملقى من قصر الامارة

    فمن هو اعز من الحسين نبض القلب (عليه السلام )لنقدم له العزاء!!!!!!!!!!!!!!!!!


    فلا تالوا جُهدا ولا تدخروا وسعا لعزاء ابن حبيب الله الاعظم

    و ستُذخر لكم كل كلماتكم وستصل لتعزية قلب امامكم المكلوم المحزون (ارواحنا لتراب مقدمه الفدا)

    وستجلب لكم خير الدنيا وشفاعتهم (يوم لاينفع مال ولابنون الامن اتى الله بقلب سليم )

    وشاكرة كاتبة محورنا الموالية (خادمة الحوراء زينب )

    جعل الله كلماتها وكلماتكم نورا وسرورا يوم الحشر الاكبر .....

    وعند النزع والمحشر ......


















  • #2
    في ذكرى شهادة مسلم بن عقيل(عليه السلام)
    محطات مضيئة في سيرته العطرة
    (الموضوع منقول مع الإختصار)

    هناك محطات كثيرة منيرة في حياة مسلم بن عقيل رضوان الله عليه يقتبس منها الإنسان الدروس، ويستلهم منها الفضائل، فتنير له دربه في حياته اليومية، ويتزود منها بما يقربه إلى الله عز وجل ورسوله وأهل بيته صلوات الله عليهم، والقرب من الله عز وجل يكون بعبادته وطاعته، والقرب من الرسول (ص) وأهل بيته (ع) يكون بطاعتهم... ومن هذه المحطات :

    المحطة الأولى: الاعتماد والوثاقة
    فقد قال الإمام الحسين (ع) في حقه حينما أرسله إلى أهل الكوفة: «وإني باعث إليكم أخي وابن عمي وثقتي من أهل بيتي مسلم بن عقيل»

    المحطة الثانية: الثبات والشجاعة
    فمسلم بن عقيل بعد أن عرف ابن زياد بموضع اختبائه في دار "طوعة" أرسل الجند للهجوم عليه في الدار، فخرج مسلم إليهم بسيفه وشد عليهم حتى أخرجهم من الدار، وقاتلهم قتالا شديدا حتى قتل خمسة وأربعين رجلا منهم، فجعلوا يفرون منه أينما توجه، ولقد أصيب في مقاتلته لهم بضربة سيف بكر بن حمران أصابت شفته العليا فقطعها وأسرع السيف إلى السفلى حتى وصلت إلى ثنيتاه (أسنان المقدم)، ولكن ذلك لم يوقفه عن مواصلة القتال.

    المحطة الثالثة: التفقه المقرون بالعبادة والورع
    مسلم بن عقيل كان صهرا لأمير المؤمنين (ع) وملازما له ولولديه الإمامين الحسن والحسين (ع)، فاغترف من علومهم ومعرفتهم بالدين وأحكامه وتزود من ورعهم وخوفهم من الله عز وجل وعبادتهم له، فلا خير في علم لا ورع فيه، وعن أمير المؤمنين (ع): «أفضل الفقه الورع عن دين الله»

    المحطة الرابعة: التحلي بالقيم وعدم الانجرار إلى أخلاق الأعداء
    وهذا ما كان عليه حال مسلم بن عقيل، فإنه مع معرفته بأخلاق أعدائه من الغدر ونكث العهود والمكر والكذب فإنه أبى إلا الامتثال للفضائل العالية ولم ينحدر إلى أخلاق العدو، فعندما كان في منزل هاني بن عروة متخفيا وعلم بقدوم ابن زياد لزيارة هاني بن عروة الذي كان مريضا (وقيل أن المريض كان شريك بن الأعور)، فأخبره هانئ أنه سيعطيه إشارة معينة لكي يقتل ابن زياد عندما يكون معه لوحده في غرفته، ثم لما أعطاه الجملة التي فيها الإذن بالقتل لم يفعل مسلم ذلك، حتى شك ابن زياد في هاني، فلما خرج ابن زياد سأل مسلما عن سبب امتناعه عن القتل بالرغم من أن ابن زياد فاجر غادر، فقال مسلم: إنما لم أقتله لحديث بلغني عن النبي (ص) قال فيه:« الإيمان قيد الفتك، لا يفتك مؤمن» ، وإنا أهل بيت نكره الغدر.

    المحطة الخامسة: السبق في الشهادة بين أصحاب الحسين وبني هاشم
    مسلم بن عقيل هو أول من قتل من أصحاب الإمام الحسين (ع). (مقاتل الطالبيين ص52)
    وهو أول شهيد سحبت جثته في الإسلام، فلم ينقل التاريخ عمن سحبت جثته قبله.وهو أول رأس يحمل من بني هاشم، حيث قطعوا رأسه ثم حملوه إلى يزيد بن معاوية في الشام. وهو أول من صلبت جثته بعد قتله

    المحطة السادسة: تقديم أولاده قرابين للدين والحسين (ع)
    قد استشهد مع سيد الشهداء تسعة من آل عقيل، وعلى رأسهم مسلم بن عقيل، وأخوانه عبد الرحمن ومحمد وجعفر، وأولاده عبد الله ومحمد والطفلين الصغيرين، وابن أخيه محمد بن أبي سعيد بن عقيل بن أبي طالب وكان الإمام السجاد (ع) يميل إلى ولد عقيل فقيل له: ما بالك تميل إلى بني عمك هؤلاء دون آل جعفر؟ فقال: «إني لأذكر يومهم مع أبي عبد الله (ع) فأرقّ لهم»

    ملاحظة : هذا الموضوع مثبت على صفحة قسم المناسبات الإسلامية وعلى الرابط:
    التعديل الأخير تم بواسطة صادق مهدي حسن; الساعة 29-09-2014, 05:35 PM.
    يا أرحم الراحمين

    تعليق


    • #3
      من قصيدة للسيد محمد مهدي بحر العلوم الطباطبائي

      عين جودي لمسلم بن عقيل ... * ... لرسول الحسين سبط الرسول
      لشهيد بين الأعادي وحيد ... * ... وقتيل لنصر خير قتيل
      جاد بالنفس للحسين فجودي ... * ... لجواد بنفسه مقتول
      فقليل من مسلم طلُّ دمع ... * ... لدم بعد مسلم مطلول
      أخبر الطهر أنه لقتيل ... * ... في وداد الحسين خير سليل
      وعليه العيون تسبل دمعا ... * ... هو للمؤمنين قصد السبيل
      وبكاه النبي شجوا بفيض ... * ... من جوى صدره عليه هطول
      قائلاً : إنني إلى الله أشكو ... * ... ما ترى عترتي عقيب رحيلي
      فابك من قد بكاه أحمد شجوا ... * ... قبل ميلاده بعهد طويل
      وبكاه الحسين والآل لما ... * ... جاءهم نعيه بدمع همول
      كان يوما على الحسين عظيما ... * ... وعلى الآل أي يوم مهول
      منذرا بالذي يحل بيوم ... * ... بعده في الطفوف قبل الحلول
      ويح ناعيه قد أتى حيث يرجى ... * ... أن يجيء البشير بالمأمول
      أبدل الدهر بالبشير نعيا ... * ... هكذا الدهر آفة من خليل
      فأحثّوا الركاب للثأر لكن ... * ... ثأروه بكل ثأر قتيل
      فيهم ولْدُه وولْد أبيه ... * ... كم لهم في الطفوف من مقتول
      خصّه المصطفى بحبّين حبٍّ ... * ... من أبيه له وحب أصيل
      قال فيه الحسين أي مقال ... * ... كشف الستر عن مقام جليل
      ابن عمي أخي ومن أهل بيتي ... * ... ثقتي قد أتاكم ورسولي
      فأتاهم وقد أتى أهل غدر ... * ... بايعوه وأسرعوا في النكول
      تركوه لدى الهياج وحيدا ... * ... لعدو مطالب بذحول
      لست أنساه اذ تسارع قوم ... * ... نحوه من طغاة كل قبيل
      وأحاطوا به فكان نذيرا ... * ... باقتحام الرجال وقع الخيول
      صال كالليث ضاربا كل جمع ... * ... بشبا حد سيفه المسلول
      واذا اشتد جمعهم شد فيهم ... * ... بحسام بقرعهم مفلول
      فنرأى القوم منه كر عليّ ... * ... عمه في النزال عند النزول
      يا أرحم الراحمين

      تعليق


      • #4


        اللهم صل على محمد وال محمد

        عظم الله لكم الاجر واحسن لكم العزا اخوتي واخواتي الاكارم بقرب حلول فاجعة استشهاد مسلم بن عقيل (عليه السلام )

        وهاهو محوركم الخاص بين يديكم ......

        لتكشفوا فيه بردودكم المباركة الواعية الطيبة كل غامض ومكنون من خفايا هذه الشخصية الرسالية الباسلة الطيبة

        .....................................
        ولكم ان تدخلوا بمحور التوبة والعودة والرجوع لله في يوم عرفة المبارك


        تلك التزكية التي نحتاجها جميعا لكي نلتحق بركب الامام الحسين (عليه السلام )

        فصرخته واستغاثته ستبقى مدوية في كل عاشوراء

        ((اما من ناصر ينصرنا ))

        فلنحرر النفس من قيود الذنوب لنلبي نداء الحسين

        ونلبي مع نداء.............. يالثاااااااارات الحسين

        دمتم ودام ابداع اقلامكم الاروع وحفظكم الباري بمنه وكرامته ......



















        تعليق


        • #5
          فقرة من دعاء الإمام الحسين (عليه السلام) يوم عرفة
          يَا أَسْمَعَ السَّامِعِينَ ، وَ يَا أَبْصَرَ النَّاظِرِينَ ، وَ يَا أَسْرَعَ الْحَاسِبِينَ ، وَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ أَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ حَاجَتِيَ الَّتِي إِنْ أَعْطَيْتَهَا لَمْ يَضُرَّنِي مَا مَنَعْتَنِي ، وَ إِنْ مَنَعْتَنِيهَا لَمْ يَنْفَعْنِي مَا أَعْطَيْتَنِي ، أَسْأَلُكَ فَكَاكَ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ، وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ ، لَكَ الْمُلْكَ وَ لَكَ الْحَمْدُ ، وَ أَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ ، يَا رَبِّ ، يَا رَبِّ ، يَا رَبِّ "
          يا أرحم الراحمين

          تعليق


          • #6
            فقرة من دعاء الإمام زين العابدين (عليه السلام) يوم عرفة:
            أللَّهُمَّ هَذَا يَوْمُ عَرَفَةَ، يَوْمٌ شَرَّفْتَهُ وَكَرَّمْتَهُ وَعَظَّمْتَهُ، نَشَرْتَ فِيهِ رَحْمَتَكَ، وَمَنَنْتَ فِيهِ بِعَفْوِكَ وَأَجْزَلْتَ فِيهِ عَطِيَّتَكَ، وَتَفَضَّلْتَ بِهِ عَلَى عِبَادِكَ. أللَّهُمَّ وَأَنَا عَبْدُكَ الَّذِي أَنْعَمْتَ عَلَيْهِ قَبْلَ خَلْقِكَ لَهُ، وَبَعْدَ خَلْقِكَ إيَّاهُ، فَجَعَلْتَهُ مِمَّنْ هَدَيْتَهُ لِدِينِكَ، وَوَفَّقْتَهُ لِحَقِّكَ، وَعَصَمْتَهُ بِحَبْلِكَ، وَأَدْخَلْتَهُ فِيْ حِزْبِكَ، وَأَرْشَدْتَهُ لِمُوَالاَةِ أَوْليآئِكَ، وَمُعَادَاةِ أَعْدَائِكَ، ثُمَّ أَمَرْتَهُ فَلَمْ يَأْتَمِرْ، وَزَجَرْتَهُ فَلَمْ يَنْزَجِرْ، وَنَهَيْتَهُ عَنْ مَعْصِيَتِكَ فَخَالَفَ أَمْرَكَ إلَى نَهْيِكَ، لاَ مُعَانَدَةً لَكَ وَلاَ اسْتِكْبَاراً عَلَيْكَ، بَلْ دَعَاهُ هَوَاهُ إلَى مَا زَيَّلْتَهُ، وَإلَى مَا حَذَّرْتَهُ، وَأَعَانَهُ عَلَى ذالِكَ عَدُوُّكَ وَعَدُوُّهُ، فَأَقْدَمَ عَلَيْهِ عَارِفاً بِوَعِيْدِكَ، رَاجِياً لِعَفْوِكَ، وَاثِقاً بِتَجَاوُزِكَ، وَكَانَ أَحَقَّ عِبَادِكَ ـ مَعَ مَا مَنَنْتَ عَلَيْهِ ـ أَلاَّ يَفْعَلَ، وَهَا أَنَا ذَا بَيْنَ يَدَيْكَ صَاغِراً، ذَلِيلاً، خَاضِعَاً، خَاشِعاً، خَائِفَاً، مُعْتَرِفاً بِعَظِيم مِنَ الذُّنُوبِ تَحَمَّلْتُهُ، وَجَلِيْل مِنَ الْخَطَايَااجْتَرَمْتُهُ، مُسْتَجِيراً بِصَفْحِكَ، لائِذاً بِرَحْمَتِكَ، مُوقِناً أَنَّهُ لاَ يُجِيرُنِي مِنْكَ مُجِيرٌ، وَلاَ يَمْنَعُنِي مِنْكَ مَانِعٌ. فَعُدْ عَلَيَّ بِمَا تَعُودُ بِهِ عَلَى مَنِ اقْتَرَفَ مِنْ تَغَمُّدِكَ، وَجُدْ عَلَيَّ بِمَا تَجُودُ بِهِ عَلَى مَنْ أَلْقَى بِيَدِهِ إلَيْكَ مِنْ عَفْوِكَ، وَامْنُنْ عَلَيَّ بِمَا لاَ يَتَعَاظَمُكَ أَنْ تَمُنَّ بِهِ عَلَى مَنْ أَمَّلَكَ مِنْ غُفْرَانِكَ، وَاجْعَلْ لِي فِي هَذَا الْيَوْمِ نَصِيباً أَنَالُ بِهِ حَظّاً مِنْ رِضْوَانِكَ، وَلاَ تَرُدَّنِي صِفْراً مِمَّا يَنْقَلِبُ بِهِ الْمُتَعَبِّدُونَ لَكَ مِنْ عِبَادِكَ


            التعديل الأخير تم بواسطة صادق مهدي حسن; الساعة 29-09-2014, 09:45 PM.
            يا أرحم الراحمين

            تعليق


            • #7
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
              أخوتي أخواتي سأدخل في هذا المحور معكم بموضوع التوبة بكل تفاصيلها سائلا الله أن يوفقنا للتوبة أنه سميع مجيب الدعاء .
              والشكر الجزيل والثناء الجميل لصاحبة البرنامج الرائع الاخت مقدمة البرنامج على سعيها الحثيث في بذل الجهد من اجل خدمة الدين وفقها الله العلي العظيم لكل خير.
              وبعد ... أقول .


              التوبة : هي الندم على القبيح مع العزم على ألا يعود إلى مثله في القبح، وفي الناس من قال: يكفي الندم على ما مضى من القبيح، والعزم على ألا يعود إلى مثله، والاول أقوى، لاجماع الامة على أنها إذا حصلت على ذلك الوجه أسقطت العقاب، وإذا حصلت على الوجه الثاني ففي سقوط العقاب عنها خلاف،
              تفسير مجمع البيان-للطبرسي ج3 ص34
              التوبة : أصل التوبة الرجوع و حقيقتها الندم على القبيح مع العزم على أن لا يعود إلى مثله في القبح و قيل يكفي في حدها الندم على القبيح و العزم على أن لا يعود إلى مثله .
              تفسير الميزان العلامة الطباطبائي ج 4 ص 59
              التوبة:هي الرجوع، و هي رجوع من العبد إلى الله سبحانه بالندامة و الانصراف عن الإعراض عن العبودية، و رجوع من الله إلى العبد رحمة بتوفيقه للرجوع إلى ربه أو بغفران ذنبه، و قد مر مرارا أن توبة واحدة من العبد محفوفة بتوبتين من الله سبحانه على ما يفيده القرآن الكريم.
              و ذلك أن التوبة من العبد حسنة تحتاج إلى قوة و الحسنات من الله، و القوة لله جميعا فمن الله توفيق الأسباب حتى يتمكن العبد من التوبة و يتمشى له الانصراف عن التوغل في غمرات البعد و الرجوع إلى ربه ثم إذا وفق للتوبة و الرجوع احتاج في التطهر من هذه الألواث، و زوال هذه القذارات، و الورود و الاستقرار في ساحة القرب إلى رجوع آخر من ربه إليه بالرحمة و الحنان و العفو و المغفرة. و هذان الرجوعان من الله سبحانه هما التوبتان الحافتان لتوبة العبد و رجوعه قال تعالى: ثم تاب عليهم ليتوبوا: "التوبة: 118" و هذه هي التوبة الأولى، و قال تعالى: فأولئك أتوب عليهم: "البقرة: 160" و هذه هي التوبة الثانية...


              فلسفة التوبة
              إنَّ الذي عصى في هذه الدنيا وتحدَّى إرادة الله سبحانه، يكون قد ابتعد عن مقام الإنسانيّة واقترب من مقام الحيوانيّة، وعندئذٍ يحرم هذا الإنسان من بركات القرب من الله في الجنّة، ولا يبقى أمامه سوى التوبة والاستغفار، والذي أمر بالتوبة هو الذي يقبل التوبة، يقول تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُوا عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ﴾.
              أركان التوبة:
              هناك أركان وشرائط لا يمكن أن تكون توبة الإنسان صحيحة ومقبولة إذا لم تتوفر فيها هذه الشروط والأركان، وسنذكر هنا أهمها:
              1- الشعور بالندم القلبي على ما ارتكبه من ذنوب ومعاصي، وعلى تقصيره في أداء التكاليف الشرعية، ويعمل على تقوية الندامة في قلبه ويضرم النار فيه على غرار ﴿نَارُ اللهِ الْمُوقَدَةُ﴾ فتحترق بنار الندامة هذه جميع المعاصي وتزول كدورة القلب وصدئه. وليعلم أنه إن لم يحرق قلبه بنار الندم التي هي باب من أبواب الجنة، فعليه أن يستقبل في ذلك العالم النار العاتية حيث ستفتح في وجهه أبواب جهنم!.
              2- العزم على عدم العودة إلى الذنوب نهائياً.
              تذكير النفس:
              لتحقيق هذين الركنين يجب على الإنسان أن يتذكر دائماً تأثير معاصيه في روحه، وقد ذكرت الروايات أن المعصية تحدث نقطة سوداء في قلب الإنسان وتأخذ هذه النقطة بالتوسع وتغطية القلب حتى يصل إلى مرحلة الشقاوة الأبدية التي لا رجعة فيها!
              وتذكر عواقب المعاصي في عالم البرزخ ويوم القيامة كما ورد في الروايات الشرعية والأدلة العقلية، فإن للمعاصي في عالم البرزخ والقيامة صوراً تتناسب معها، تملك الإرادة والشعور، ويكون شغلها الشاغل تعذيب الإنسان المذنب والإساءة إليه! بل إن نار جهنم أيضاً تحرق الإنسان وتعذبه عن شعور وإرادة ووعي! ﴿هَلْ مِنْ مَزِيدٍ﴾. فإذا استطاع من خلال ذلك تحقيق ركني التوبة هذين يتيسر أمر سلوكه طريق الآخرة، وتغمره التوفيقات الإلهية ليصبح مصداقاً لقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾، ومصداقاً لرواية الإمام الصادق عليه السلام التي ذكرناها في بداية الدرس.
              حقيقة التوبة وشروطها
              إنَّ الندم على الذنب هو توبة، لكن المقصود هنا يكون الندم الحقيقيّ، الذي يكون له آثاره ونتائجه على المستوى العمليّ، قد يتصوّر البعض أنَّ مجرَّد قوله "تبت إلى الله" يكفي لتحقق التوبة، وهو غير صحيح لأنَّ التوبة لها شروط لا تتحقَّق إلاَّ بها وهي:
              1- أن يشعر بالنفور من ذنبه وتغلبه الحسرة عليه.
              2- أن يصمِّم على عدم العودة إلى الذنب مجدَّداً.
              3- أن يسعى لجبران ما أمكن جبرانه، كأن يؤدّي حقَّ أحد من الناس كان قد غصبه حقَّه، أو أن يطلب المسامحة ممّن استغابه، أو أن يُرضي من ظلمه، أو أن يقضي ما فاته من فرائض وواجبات، كالصلاة والصوم، وهكذا..
              يقول الإمام علي عليه السلام بعد أن سمع قائلاً يقول استغفر الله: "ثكلتك أمُّك، أتدري ما الاستغفار؟ الاستغفار درجة العليين، وهو اسم واقع على ستة معان، أوّلها: الندم على ما مضى، والثاني: العزم على ترك العود إليه أبداً، والثالث: أن تؤدّي إلى المخلوقين حقّهم حتى تلقى الله أملس ليس عليك تبعة، والرابع: أن تعمد إلى كلّ فريضة عليك ضيَّعتها فتؤدّي حقّها، والخامس: أن تعمد إلى اللحم الذي نبت على السحت فتذيبه بالأحزان، حتى يلصق الجلد بالعظم وينشأ بينهما لحم جديد، والسادس: أن تذيق الجسم ألم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية، فعند ذلك تقول: استغفر الله".
              سهولة التوبة لولا الوسوسة:
              وعليك أن لا تيأس من رحمة الله ولطفه ولا تسمح للشيطان والنفس الأمارة بالهيمنة والوسوسة في قلبك،فيصوران التوبة أمراً شاقاً وصعباً ويصرفانك عنها، حتى وإن كانت الذنوب والتقصيرات كثيرة وجسيمة، فإن الله تعالى يسهل عليك الطريق، ويأخذ بيدك إن بدأت السير ولو كانت بدايتك بخطوات قليلة حسب استطاعتك، واعلم أن اليأس من رحمة الله تعالى من أعظم الذنوب.
              شروط كمال التوبة:
              إذا تحققت الأركان والشروط المتقدمة فإن التوبة ستكون مقبولة بإذن الله تعالى، ولكن مع ذلك هناك شروط يمكن إضافتها إلى التوبة لتوصلها إلى الكمال وتجعلها على أفضل وجه فلكل منزل من منازل السالكين مراتب ودرجات تختلف حسب اختلاف قلوبهم وهما شرطان أيضاً، ورد ذكرهما عن علي عليه السلام في الرواية السابقة:
              1- محو آثار الذنوب النفسية: إن لكل معصية ولهو انعكاس وأثر في الروح، فإن هذه المتعة الطبيعية التي عاشها الإنسان مع المعصية ستبقى تلقي بظلالها على نفسه وروحه وتجذبها إلى المعاصي، وما دامت هذه الظلال عالقة بها فإن النفس ترغب إليها، ويعشقها القلب، ويُخشى من لحظة طغيان النفس وتمردها على صاحبها والعياذ بالله وهذه الآثار ستبقى حتى بعد زوال المعصية، فعلى الإنسان أن يهتم بإزالتها أيضاً، فيتدارك أي نقص طرأ على نفسه نتيجة حالة اللهو التي عاشها مع المعصية، فلا بد على السالك لسبيل الآخرة والتائب عن المعاصي أن يذيق الروح ألم الرياضة الروحية ومشقة العبادة، فإذا سهر ليلة في المعصية تداركها بليلة من العبادة، وإذا عاش يوماً واحداً مع اللذائذ المادية تداركه بالصوم والمستحبات المناسبة حتى تطهر النفس من كل آثار المعاصي وتبعاتها،فتعود النفس إلى صفائها كما كانت قبل المعصية، وتعود الفطرة إلى روحانيتها الأصيلة. وتحصل له الطهارة الكاملة. فلا بد للتائب أن ينتفض ويستأصل تلك الآثار ويقوم بالرياضة الروحية من العبادات والمناسك حتى تزول معها كل تبعات ومضاعفات الخطايا والآثام.


              2- محو اثار الذنوب الجسمية: إن بعض الذنوب بالإضافة لأثارها النفسية لها آثار بدنية أيضاً، كأكل المال الحرام الذي ينبت اللحم من خلاله، إن هذه الآثار البدنية التي نشأت بفعل الذنوب والمعاصي ينبغي استئصالها أيضاً كما يستأصل الآثار النفسية، وذلك من خلال ممارسة الرياضة الجسمية كالإمساك عن أكل المقويات والمنشطات والصيام المستحب أو الواجب إذا كان في ذمته صيام واجب، فيذيب اللحوم التي نشأت على جسمه من الحرام والمعصية أيام الخطايا والآثام.
              ولا بد في غضون اشتغاله بهذه الأمور من التفكر والتدبر في نتائج المعاصي وشدة عقاب الحق المتعالي ودقة الميزان وألم البرزخ، وليشعر قلبه أن كل ذلك نتيجة الأعمال القبيحة والمخالفة لمالك الملك، لعله يحصل له نفور من المعاصي وارتداع نهائي عنها.
              ما هو المطلوب في التوبة:
              ليس المطلوب في التوبة بدايةً الحصول على مراتب الكمال التي ذكرناها، فهي من متممات التوبة ولكنها قد تصعب على البعض، فيظن أن عملية التوبة أمر شاق، فيعرض عنها ويتركها! أو يقع في موضوع التسويف والتأجيل حتى يكتب من الأشقياء!
              إن كل خطوة مهما كانت صغيرة في طريق السلوك إلى الآخرة هي أمر مطلوب ومحبوب عند الله سبحانه وتعالى، وعندما يضع الإنسان قدمه على الطريق فإن الله سيأخذ بيده ويسهل له الأمور بعد ذلك. وقارن الأمور الأخروية بالأمور الدنيوية، فإن العقلاء إذا لم يستطيعوا أن يحققوا هدفهم الأعلى والأرفع، فهم يطمحون بالحصول على المرتبة الأقل ولا يستسلمون أبداً. وأنت أيضاً إذا لم تستطع أن تحقق التوبة الكاملة، فلا تعدل عن التوبة ولا تعرض عنها وحاول أن تحقق المستوى المستطاع منها.
              إن صعوبة الطريق يجب أن لا تمنع الإنسان من السير، فإن الهدف مهم وعظيم جداً، وكلما عظم الهدف في عين الإنسان سهلت عليه الطريق وهانت في عينه مهما كانت صعبة، وأي شي‏ء أعظم من النجاة الأبدية والروح والريحان الدائميان؟ وأي بلاء أعظم من الهلاك الدائمي والشقاء السرمدي؟ إن هذه التوبة ستنقل الإنسان من الشقاء الأبدي إلى السعادة المطلقة، فإذا كان الهدف عظيماً إلى هذا المستوى، فلا بأس بالمعاناة والتعب لأيام قليلة.


              الاستغفار:
              إن طرق باب مغفرة الله تعالى واللجوء إلى صفة الغفارية في الله تعالى من الأمور الهامة التي يجب أن يقدم عليها التائب، ويطلب فتح هذا الباب له للحصول على هذا المقام، بلسان مقاله وحاله في السر والعلن وفي الخلوات، والطلب منه تعالى بكل مذلة ومسكنة وتضرع وبكاء أن يستر عليه ذنوبه وآثارها، فإن مقام الغفارية والستارية للذات المقدسة يستدعي ستر العيوب وغفران تبعات الذنوب، فإن الصور المعنوية للإنسان أشبه بالولد الذي يولد له في الدنيا، بالأشد التصاقاً به! وحقيقة التوبة والاستغفار بمثابة قطع كل صلة مع هذا المولود ونفيه.
              إن الله سبحانه وتعالى بسبب مغفرته وستره يقطع كل صلة بين هذا الوليد المشؤوم وبين الإنسان، ويحجب عن تلك المعصية كل المخلوقات التي اطلعت عليه من الملائكة، وكتّاب صحائف المعاصي، والزمان والمكان وأعضاء نفس الإنسان وجوارحه، وينسيهم جميعاً تلك المعصية كما أشير إليه في الحديث الشريف "يُنسي ملكيه ما كتبا عليه من الذنوب"ويحتمل أن يكون معنى النسيان هنا هو الوحي لهذه المخلوقات بكتمان المعاصي، والوحي يتحقق بأحد شكلين: إما إصدار الأمر لهذه المخلوقات بعدم الإدلاء بالشهادة، أو رفع الآثار التي تركتها المعاصي على الأعضاء والتي بها تتم الشهادة التكوينية. فمع عدم التوبة يمكن أن يشهد عليه كل عضو بلسان مقاله أو حاله.
              جميع الموجودات ذات علم وحياة:
              إن لكل واحد من الموجودات علم وحياة ومعرفة، بل أنها جميعاً تحظى بالمعرفة لمقام الحق المقدس جل وعلا، فإن الوحي لبقاع الأرض والأعضاء والجوارح بالكتمان وإطاعتها للأمر الإلهي، وتسبيح الموجودات بأسرها الذي نص عليه القران الكريم وأوردته الأحاديث الشريفة كثيراً، كل ذلك يدل على علم وشعور وحياة الموجودات، بل دليل على الارتباط الخاص بين الخالق والمخلوق. ﴿يُسَبِّحُ للهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ﴾1.
              ضرورة التوبة
              إذا كنَّا ندرك تلك الآثار الخطيرة للذنوب في الدنيا والآخرة، كأن تنزل النقم وتحبس النعم وتمنع الرزق وتجرّنا إلى العذاب الأليم، فإنَّ العاقل المؤمن بالمعاد وبربِّ العباد، لا بدّ أن يبادر إلى إعلان توبته، وتطهير نفسه حتى لا يكون محروماً في الدنيا وشقيّاً في الآخرة، وإنَّ التوبة من الذنوب تؤدّي إلى تطهير القلوب.
              عن ابي جعفر عليه السلام: "ما من عبدٍ إلاَّ وفي قلبه نكتة بيضاء، فإذا أذنب خرج في النكتة نكتة سوداء، فإن تاب ذهب ذلك السواد، وإن تمادى في الذنوب زاد ذلك السواد حتى يغطّي البياض، فإذا غطىّ البياض لم يرجع صاحبه إلى خير أبداً وهو قول الله: ﴿كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾5"6.
              الامور التي يجب التوبة منها
              يجب على الإنسان أن يتوب من كلّ ما يحول بينه وبين السير والسلوك إلى الله تعالى ويجعله متعلقاً بالدنيا، ويمكن تقسيم الذنوب التي يجب أن نتوب منها إلى قسمين: أخلاقيَّة وعمليَّة:
              أ- الذنوب الأخلاقيّة: والمراد بها الأخلاق السيّئة والصفات القبيحة، التي تلوّث النفس وتجعل الحجب بينها وبين الله تعالى، كالرياء، والنفاق، والغضب، والتكبر، والعجب، والمكر، والخداع، والغيبة، والبهتان، والكذب، وخلف الوعد، وعقوق الوالدين، وقطع الرحم، والتبذير، والإسراف، والحسد، والفحش، والسباب، وسوء الظنِّ، وتتبّع عيوب الناس، واحتقار المؤمن وإذلاله، وغير ذلك من الصفات السيّئة.
              ب- الذنوب العمليّة: وهي كلّ الذنوب التي ترتبط بالأعمال كالسرّقة، وقتل النفس، والزنا، ودفع الربا وأخذه، وغصب أموال الناس، والغشّ في المعاملة، والفرار من الجهاد، وخيانة الأمَّانة، وشربّ الخمر، وترك الصلاة والصيام والحجّ والخمس، وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأكلّ الطعام النجس وغير ذلك من المحرّمات.
              ثمار التوبة للتوبة ثمار جليلة في الدنيا وفي الآخرة أهمّها:
              أ- تكفير السيّئات ودخول الجنّة: إنَّ التوبة تؤدّي إلى إزالة سيّئات الإنسان من صحيفة أعماله، يقول تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ﴾7.
              ب- محبة الله: إنَّ التائب الحقيقيّ سوف يحصل على محبّة الله تعالى وينال رضاه، يقول تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾8.
              ج- الستر: إنَّ توبة العبد تؤدّي إلى الستر عليه، فيأتي يوم القيامة لا يُدرى بذنبه، يقول الإمام الصادق عليه السلام: "إذا تاب العبد توبةً نصوحاً أحبَّه الله فسترَ عليه، فقلت: وكيف يستر عليه؟ قال: ينسي ملكيه ما كانا يكتبان عليه، ويوحي الله إلى جوارحه وإلى بقاع الأرض أن اكتمي عليه ذنوبه، فيلقى الله عزَّ وجل حين يلقاه وليس شيء يشهد عليه بشيء من الذنوب".

              تعليق


              • #8
                التائبون في مدرسة الحسين (عليه السلام) عنوان آخر أطل به عليكم من أجل أن نتوجه الى الله عز وجل بالتوبة في يوم عرفة ونسأل الله ان يوفقنا لذلك .
                قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا﴾.
                بيت الله
                من أحكام الإسلام الحنيف أنّه يحرِّم تنجيس المسجد، وإذا تنجّس فيجب تطهيره فوراً.. لماذا شرَّع الله تعالى هذا الحكم؟
                والجواب: لأنّه بيّن الله عز وجلّ.
                لكن عند مراجعة الروايات نجدها تتحدّث عن بيتٍ لله هو أولى من المسجد بل أولى من الأرض، إنّه بيت الله الحقيقيّ الذي أخبرنا الله تعالى عنه في الحديث القدسيّ القائل: "لا تسَعُني أرضي ولا سمائي، ولكن يسعُني قلبُ عبديَ المؤمن". وورد أنّ الله تعالى أوحى إلى نبيّه داود عليه السلام:"فرِّغ لي بيتاً أسكن فيه، فقال: يا رب، إنك تجلّ عن المسكن، فأوحى إليه فرِّغ لي قلبك" .
                فقلب المؤمن هو بيت الله الحقيقيّ، فإذا كان المسجد يحرُم تنجيسه لأنّه بيت الله الاعتباريّ، فمن بابٍ أولى يحرُم تنجيس قلب المؤمن لأنّه بيت الله الحقيقي، وإذا كان المسجد يجب تطهيره فوراً عند تنجُّسه، فمن باب أولى يجب تطهير قلب المؤمن فوراً لأنّه بيت الله الحقيقي.

                والمسجد يتنجّس بالميتة والدم ونحوهما.. والقلب يتنجّس بالذنوب، فقد ورد أنّ قلب الإنسان حينما يولد يكون كالصفحة البيضاء، كلّما أذنب ذنباً طُبع في تلك الصفحة البيضاء نُقطةٌ سوداء، والويل لمن امتلأ قلبه سواداً.. والمسجد يُطهَّر بالماء..

                لكن بماذ نُطهِّر قلوبنا؟
                يجيب أمير المؤمنين علي عليه السلام عن هذا السؤال بقوله: "التوبة تُطهِّر القلوب وتُغسِّل الذنوب".
                مَن التائب وإلى مَن يتوب؟
                إنّ ما يدفع الإنسان نحو التوبة إلى الله هو التفاته إلى نفسه.. من هو؟ إنّه العبد المملوك، وإلى من يتوب؟، إلى الله المالك لكلّ شي‏ء..

                وعن هذه الإلتفاتة الإنسانيّة تحدث الإمام الحسين عليه السلام مع ذلك الرجل الذي كان يحاول أن يتوب إلى الله، لكنّ هواه يغلبه فيرجعه إلى الذنوب. إلتفت هذا الرجل إلى مرضه فذهب يُفتش عن طبيب لروحه فكان المقصد هو طبيب أهل البيت الإمام الحسين عليه السلام
                تائب في مدرسة الحسين عليه السلام
                ونصُّ الرواية أنَّ رجلاً تكرّرت منه المعاصي، وكلّما حاول التوبة غلبته نفسه، إلتفت إلى مرض حلَّ في روحه، فجاء إلى طبيب الروح الإمام الحسين عليه السلام قال له: يا ابن رسول الله، إنّي مسرف على نفسي، فاعرض عليَّ ما يكون لها زاجراً أو مستنقذاً...

                قال الحسين عليه السلام:"إنْ قبلت مني خمس خصال فقدرت عليها، لم تَضُرَّك المعصية..".
                قال الرجل: جاء الفرج.
                قال الحسين عليه السلام:"إذا أردت أن تعصي الله عزَّ وجلّ فلا تأكل رزقه".
                قال الرجل: كيف؟ إذاً من أين آكل، وكل ما في الأرض رزقه؟
                قال الحسين عليه السلام:"أفيحسن بك أن تأكل رزقه وتعصيه"؟
                قال الرجل: لا بأس هاتِ الثانية فربّما كانت فرجاً ومخرجاً.
                قال الحسين عليه السلام:"إذا أردت أن تعصيه فلا تسكن شيئاً في بلاده".
                قال الرجل: يا سبحان الله! هذه أعظم من تلك، فأين أسكن، وله المشرق والمغرب وما بينهما؟
                قال الحسين عليه السلام:"يا هذا، أيليق بك أن تأكل رزقه وتسكن بلاده وتعصيَه"؟
                قال الرجل: "لا حول ولا قوة إلاَّ بالله، هاتِ الثالثة، فربّما كانت أهون الثلاث".
                قال الحسين عليه السلام:"إذا أردت أن تعصيَه فانظر موضعاً لا يراك فيه، وهناك افعل ما شئت".
                قال الرجل: ماذا تقول؟! ولا تخفى على الله خافية.
                قال الحسين عليه السلام:"أتأكل رزقه وتسكن بلاده ثم تعصيه، وهو بمرأى منك ومسمع"؟!
                قال الرجل: هاتِ الرابعة، وإلى الله المشتكى.
                قال الحسين عليه السلام:"إذا جاءك ملك الموت ليقبض روحك فقل له أخّرني حتى أتوب".
                قال الرجل: لا يقبل منّي ذلك.
                قال الحسين عليه السلام:"أكرهه على القبول".
                قال الرجل: كيف ولا أملك لنفسي معه شي‏ء؟
                قال عليه السلام:"إذا كنت لا تقدر أن تدفعه عنك، فتُب قبل فوات الأوان".
                قال الرجل: على أيّ حال بقيت الخامسة فهاتِها.
                قال الحسين عليه السلام:"إذا جاء الزبانية يوم القيامة ليأخذوك إلى الجحيم فلا تذهب معهم".
                فقال الرجل: حسبي حسبي، أستغفر الله وأتوب إليه، ولن يراني بعد اليوم في ما يكره.
                عرف هذا الرجل من هو، وإلى من يتوب، فتاب إلى الله تعالى.
                هل يقبل الله تعالى توبة عبده؟
                ويُخطى‏ء الإنسان مع الرَّبِّ الجليل، ويعود إليه تائباً، تُرى على يُسامحه؟ إنّ الجواب يستوقف الإنسان أمام عظمة الله، فالله تعالى لا يقول للتائب: إنّي قد سامحتك فحسب، بل يقول له: ﴿إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ﴾.
                التائب حبيب الله
                الإنسان يعصي... والله ينادي للعودة إليه فإذا عاد يُصبح التائب حبيباً له.. وأيّ حبٍّ هو؟!!
                فعن النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم:"لَله أشدُّ فرحاً بتوبة عبده من العقيم الوالد ومن الضالّ الواجد ومن الظمآن الوارد".
                وعن الإمام الباقر عليه السلام:"إنّ الله أشدُّ فرحاً بتوبة عبده من رجل أضلَّ راحلته وزاده في ليلة ظلماء فوجدها".
                باب التوبة
                وفتح الله باب التوبة لأحبّائه بأوسع ما يمكن أن يتصوّره الإنسان، فقد ورد عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم:"من تاب قبل موته بسنة قَبِلَ الله توبته، ثمّ قال: إنّ السنة لكثيرة، من تاب قبل موته بشهر قَبِلَ الله توبته، ثمّ قال: إنّ الشهر لكثير، من تاب قبل موته بجمعة قَبِلَ الله توبته، ثمّ قال: إنّ الجمعة لكثير، من تاب قبل موته بيوم قَبِلَ الله توبته، ثمّ قال: إنّ اليوم لكثير، من تاب قبل أن يُعايِنَ قَبِلَ الله توبته".

                ومعنى التوبة قبْلَ المعاينة أي قبل معاينة الموت، قبل أن يعرف الإنسان أنّه سيموت، وإلاَّ فلا تنفعه التوبة، بل يكون مصيره كمصير فرعون حينما أعلن إيمانه بربّ موسى عليه السلام وهارون عليه السلام حينما أحاطت به أمواج البحر.

                توبة الحُرّ في عاشوراء

                كان لهذا الرجل دور كبير في مأساة كربلاء. الإمام الحسين عليه السلام بدأ بحوار هادى‏ء يُذكّره بالله فأثّر كلام الإمام الحسين عليه السلام أثره في إحياء ضمير "الحُرّ" فأخذ يفكّر ويتأمّل في وضعه، ثمَّ ذهب إلى "عمر بن سعد" وسأله: أمقاتل أنت هذا الرجل؟،أي الحسين عليه السلام.

                فأجابه "عمر": أي والله قتالاً أيسره أن تطيح الأيدي وتتقطع الرؤوس وتتطاير الأكفّ.
                هنا اشتدّ الصراع في داخل "الحُرّ" وظلَّ يُفكّر في مصيره. وفيما هو يُفكّر أصابته رعشة فارتعد، ممّا أثار دهشة أحد رفاقه، فقال له:
                إنّ أمرك لعجيب، فوالله لو سُئلت عن أشجع أهل الكوفة أو العراق لما عَدوْتُك، فماذا أصابك؟

                فأجابه: إنّي مُخيّرٌ بين الجنّة والنار، فوالله لا أختار على الجنّة شيئاً أبداً، وإن قُطِّعتُ ومُزِّقتُ وأُحرقتُ.

                بعد ذلك ذهب "الحُرّ" إلى خيمة الإمام الحسين عليه السلام وجاء منادياً: "اللهمَّ إليك تبتُ فتب عليَّ، لقد أرعبتُ قُلوب أوليائك وأولاد نبيّك.."

                وعندما وقف أمام خيمة الإمام كان رأسه منحنياً على سرج فرسه، فقال للإمام: "أنا صاحبك الذي حبستك عن الرجوع وسايرتك في الطريق وجعجعت بك الطريق، سيّدي ومولاي، جئتك تائباً إلى الله ممّا كانت منّي، فهل ترى لي من توبة؟ فقال له الإمام: نعم، يتوب الله عليك فأنت الحرّ في الدنيا وأنت الحرّ في الآخرة إن شاء الله".
                فلنعاهد الحسين عليه السلام
                ليلة عرفة ليلة التوبة إلى الله..
                ليلة الإنقلاب مع الحسين عليه السلام..
                ليلة تركِ الدنيا القبيحة والتوجّه لجنّة الخلد..
                فلنعاهد الله في هذه الليلة، أن نتوب إلى الله كما تاب "الحر الرياحي"..
                فلنعاهد الله..
                أن نترك الحرام الذي غرزت رماحه في صدر أبي عبد الله الحسين عليه السلام..
                أن نترك المعاصي التي قطعت سيوفها رأس أبي عبد الله الحسين عليه السلام..
                أن نترك الحرام الذي رمت سهامه "عبد الله الرضيع"..
                أن نترك المعاصي التي سبَّبت قتل "أبي الفضل العباس" وتقطيع "علي الأكبر" إرباً إرباً..
                أن نترك الآثام التي هتكت خِدْرَ "زينب" عليها السلام وحجاب بنات رسول الله المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم.
                في ليلة عرفة
                فلنعاهد الإمام الحسين عليه السلام أن نتوب إلى الله ونسير على خُطاه، فبذلك يتحقّق الهدف من إحياء ذكر الحسين واصحابه.

                تعليق


                • #9
                  مسلم ابن عقيل السفير الانموذج

                  نستلهم في هذه الحلقة دورا مهما كان قد ضرب فيه الامام الحسين اروع مثال واجمل صورة لمن يريد الاقتداء ألا ! وهو صوابية اختيار سفرائه وموفديه على نحو تحققت اهداف الإمام الحسين رساليا ولم يحيدوا عن الحق قيد شعرة !
                  وجسدوا الخلق الحسيني في قيامهم مقامه
                  وانطباق صدق العنوان على عنوانه ولم يكن مجرد دعوى قد تنطبق او قد تكون مركز تشريفي شرفهم به ....بل هي حقيقة واقعية تجسدت في مواقف لا يثبت لها الا امثالهم ...
                  فقد اختار الإمام الحسين سفيرا من اهل بيته ليقوم مقامه في التعبئة الجماهيرية والإعداد لنهضة ويرتب الأمور ويحل المشكل من عويص المجتمع الكوفي لانه يتمتع بمزايا وخلال يراها الإمام الحسين في ابن عمه مسلم بن عقيل وكأن الدور يذكرنا بدور النبي الأعظم والإمام علي صلوات الله عليهم في الاستخلاف
                  فحينما ذكر الامام الحسين في كتابه الذي بعث به مع مسلم مسفرا به الى الكوفيين جاء فيه :
                  [...وأنا باعث إليكم أخي و ابن عمي وثقتي من أهل بيتي مسلم بن عقيل...]
                  فكونه اخاه فنعم وابن عمه ... ولكن ثقتي !
                  فالمعصوم مستودع أسرار الله وأمين الله على الكون وحجة الله على الخلق لا يقول لاغوا باطلا وحاشاه صلوات الله عليه فقد وضع ثقته فيمن هو اهلا لمهمته ألا وهو الولي المعظم وحجة الحسين وسفيره مـــــــسلم بن عقيل ..فطاعته طاعة الامام الحسين ...وعلمه من الامام الحسين وكل تحركاته هي تحركات الامام الحسين فطاعته واجبة وعصيانه حرام
                  نذكر مصداقا شاهدا لعظمة سفير الحسين وسيطرة الخلق الحسيني والأداء الرسالي عليه الا وهو اتفاقية اغتيال الطاغية عبيد الله بن زياد في دار هانئ بن عروة
                  الكل يعلم من ابن زياد !...من عائلة متفسخة وعفنه فمنبته من العهرولا يحمل للقيم اي بال وهو كلب مسعور من كلاب بني امية استحسن استخلافه الطاغية يزيد على الكوفيين لانه يعرف كيف يحكم شعبا لايردعه الا السيف فالكوفيين قد تعلموا من - مولاهم علي- عدم السكوت بوجه الظلم فلا يسكت الأفواه الا الحديد والنار ولا يوجد كأبن زياد مولعا في سفك الدماء والارهاب ...فحينما تم الاتفاق بين الثلاثة وهم { شريك بن الاعور - وهانيء بن عروة - ومسلم بن عقيل } على اغتيال ابن زياد في دار هانئ ، بعد فحينما يجيء ابن زياد لعيادة شريك - وكان شريك في الظاهر صاحبا لزياد بن ابيه فكان عبيد الله بن زيد يراعي تلك الصحبة لاسباب ومصالح .- فيكمن مسلم بن عقيل في ناحية من بيت هانيء- ومن ثم يخرج ليقتل الدعي بن الدعي ليريح العباد والبلاد
                  واستقر الحال بابن زياد وراح يكلم شريك عن احواله الصحية وما يشكوه بينما راح شريك يوحي بعبارة لمسلم ان حقق الغرض ولكن مسلم لم يفعل!
                  ثم ان شريك من شدة حرصه على تحقيق المحاولة
                  جعل يقول : اسقوني ماء فلما رأى ان احدا لا يخرج خشى ان يفوته فاخذ يقول : ما الانتظار بسلمى ان تحييها * كاس المنية بالتعجيل اسقوها
                  وغادرابن زياد دونما ان يقتله مسلم !
                  لماذا يابن عقيل لم تقتل الفاجر الكافر ؟!
                  استعلم - هانئ و شريك - ذلك من مسلم وهما حتما يحملان هما وأسفا على فوات الفرصة ...ماذا كان جواب مسلم ؟
                  ماذا كان رد فعل ثقة الامام الحسين ؟ سفير النهضة الحسينية ؟
                  قال مسلم بن عقيل :
                  خصلتان : أما أحدهما فكراهة هاني ان يقتل في داره ،
                  واما الأخرى فحديث حدثه الناس عن النبي صلى الله عليه وآله
                  ان الإيمان قيد الفتك ولا يفتك مؤمن }
                  فليس من اخلاق العرب ولا اهل المرؤة والدين ان يغدروا بالضيف وهو وان كان مستحق للاعدام الا انه يعد ضيفا وقتله بهذه الكيفية عار وربما ستكون سنة يستن بها الناس للغدر بضيوفهم !
                  والأخرى وهي الاهم في قلب مسلم - الايمان ومسلم - التقوى , الا وهو ان { الفتك : اي الغدر } من الأخلاق الرذيلة التي ينأى عنها المؤمن والمؤمن لايغدر
                  وقد ورث مسلم هذا من اخلاق عمه اميرالمؤمنين في ايام مواجهته مع الفاجر الغادر معاوية حيث قال والهم يملئ قلبه :
                  [ وَ اَللَّهِ مَا ؟ مُعَاوِيَةُ ؟ بِأَدْهَى مِنِّي وَ لَكِنَّهُ يَغْدِرُ وَ يَفْجُرُ وَ لَوْ لاَ كَرَاهِيَةُ اَلْغَدْرِ لكُنْتُ مِنْ أَدْهَى اَلنَّاسِ وَ لَكِنْ كُلُّ غُدَرَةٍ فُجَرَةٌ وَ كُلُّ فُجَرَةٍ كُفَرَةٌ وَ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يُعْرَفُ بِهِ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ..]

                  نعم فمسلم يحمل خلق الإسلام خلق الانبياء والاوصياء فليس الامر امر غلبة ونصر وانتقام بل الأمر امر رباني وتحرك مشروع حضاري خُطط له على منهج الوحي الاخلاق المحمدية الرفيعة التي ترى النصر في السلوك الانساني لا العدواني السبعي حتى مع اعتى عدو..
                  هذا مسلم بن عقيل ثقة الحسين ونبيل اخلاقه
                  وكم حري بنا ان ننهج هذا المنهج وان نسير خلف ال محمد في سلوكياتنا وان نحترم روابطنا و علاقاتنا مع احبابنا ومع اعدائنا في اي حال كنا ...
                  ....ماهي قراراتنا في الرضا والغضب ؟ هل هي تغاير تعاليم الإسلام وأهل الإسلام ؟ وما هي مبتنيات اختيارنا هل هو المزايا الخلقيه ؟ فليكن [ الحسين ] أسوتنا في صوابية الاختيار ؟ وان يكون اساس الاختيار هو العلم والاخلاق وليكن منهجنا هو مراعاة قراراتنا في ساعة الغضب وهيجان النفس في الحب او البغض .. وان نترك الانا ان كنا مؤمنين ..
                  الوفاء دفن رمزه في كربلاء


                  تعليق


                  • #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة صادق مهدي حسن مشاهدة المشاركة
                    في ذكرى شهادة مسلم بن عقيل(عليه السلام)
                    محطات مضيئة في سيرته العطرة
                    (الموضوع منقول مع الإختصار)

                    هناك محطات كثيرة منيرة في حياة مسلم بن عقيل رضوان الله عليه يقتبس منها الإنسان الدروس، ويستلهم منها الفضائل، فتنير له دربه في حياته اليومية، ويتزود منها بما يقربه إلى الله عز وجل ورسوله وأهل بيته صلوات الله عليهم، والقرب من الله عز وجل يكون بعبادته وطاعته، والقرب من الرسول (ص) وأهل بيته (ع) يكون بطاعتهم... ومن هذه المحطات :

                    المحطة الأولى: الاعتماد والوثاقة
                    فقد قال الإمام الحسين (ع) في حقه حينما أرسله إلى أهل الكوفة: «وإني باعث إليكم أخي وابن عمي وثقتي من أهل بيتي مسلم بن عقيل»

                    المحطة الثانية: الثبات والشجاعة
                    فمسلم بن عقيل بعد أن عرف ابن زياد بموضع اختبائه في دار "طوعة" أرسل الجند للهجوم عليه في الدار، فخرج مسلم إليهم بسيفه وشد عليهم حتى أخرجهم من الدار، وقاتلهم قتالا شديدا حتى قتل خمسة وأربعين رجلا منهم، فجعلوا يفرون منه أينما توجه، ولقد أصيب في مقاتلته لهم بضربة سيف بكر بن حمران أصابت شفته العليا فقطعها وأسرع السيف إلى السفلى حتى وصلت إلى ثنيتاه (أسنان المقدم)، ولكن ذلك لم يوقفه عن مواصلة القتال.

                    المحطة الثالثة: التفقه المقرون بالعبادة والورع
                    مسلم بن عقيل كان صهرا لأمير المؤمنين (ع) وملازما له ولولديه الإمامين الحسن والحسين (ع)، فاغترف من علومهم ومعرفتهم بالدين وأحكامه وتزود من ورعهم وخوفهم من الله عز وجل وعبادتهم له، فلا خير في علم لا ورع فيه، وعن أمير المؤمنين (ع): «أفضل الفقه الورع عن دين الله»

                    المحطة الرابعة: التحلي بالقيم وعدم الانجرار إلى أخلاق الأعداء
                    وهذا ما كان عليه حال مسلم بن عقيل، فإنه مع معرفته بأخلاق أعدائه من الغدر ونكث العهود والمكر والكذب فإنه أبى إلا الامتثال للفضائل العالية ولم ينحدر إلى أخلاق العدو، فعندما كان في منزل هاني بن عروة متخفيا وعلم بقدوم ابن زياد لزيارة هاني بن عروة الذي كان مريضا (وقيل أن المريض كان شريك بن الأعور)، فأخبره هانئ أنه سيعطيه إشارة معينة لكي يقتل ابن زياد عندما يكون معه لوحده في غرفته، ثم لما أعطاه الجملة التي فيها الإذن بالقتل لم يفعل مسلم ذلك، حتى شك ابن زياد في هاني، فلما خرج ابن زياد سأل مسلما عن سبب امتناعه عن القتل بالرغم من أن ابن زياد فاجر غادر، فقال مسلم: إنما لم أقتله لحديث بلغني عن النبي (ص) قال فيه:« الإيمان قيد الفتك، لا يفتك مؤمن» ، وإنا أهل بيت نكره الغدر.

                    المحطة الخامسة: السبق في الشهادة بين أصحاب الحسين وبني هاشم
                    مسلم بن عقيل هو أول من قتل من أصحاب الإمام الحسين (ع). (مقاتل الطالبيين ص52)
                    وهو أول شهيد سحبت جثته في الإسلام، فلم ينقل التاريخ عمن سحبت جثته قبله.وهو أول رأس يحمل من بني هاشم، حيث قطعوا رأسه ثم حملوه إلى يزيد بن معاوية في الشام. وهو أول من صلبت جثته بعد قتله

                    المحطة السادسة: تقديم أولاده قرابين للدين والحسين (ع)
                    قد استشهد مع سيد الشهداء تسعة من آل عقيل، وعلى رأسهم مسلم بن عقيل، وأخوانه عبد الرحمن ومحمد وجعفر، وأولاده عبد الله ومحمد والطفلين الصغيرين، وابن أخيه محمد بن أبي سعيد بن عقيل بن أبي طالب وكان الإمام السجاد (ع) يميل إلى ولد عقيل فقيل له: ما بالك تميل إلى بني عمك هؤلاء دون آل جعفر؟ فقال: «إني لأذكر يومهم مع أبي عبد الله (ع) فأرقّ لهم»

                    ملاحظة : هذا الموضوع مثبت على صفحة قسم المناسبات الإسلامية وعلى الرابط:
                    اللهم صل على محمد وال محمد

                    عظم الله لكم الاجر واحسن لكم العزاء كاتبنا المتواصل
                    (صادق مهدي حسن )

                    باستشهاد سفير الحسين وابن عمه (مسلم بن عقيل )

                    وهاهي بوادر عاشورا قد لاحت في الافق....

                    وهاهي نجوم الارض السماء قد قرُب افولها على رمضاء كربلاء

                    فلنبدا بتهيئة العزاء .....

                    وشاكرة ردكم المبارك ومافيه من ابواب نور فتحتها لنا بمحطاتك المتعددة

                    واجد من اكثر المحطات التي اثرت بي وبنا اكيد هي :


                    المحطة الرابعة: التحلي بالقيم وعدم الانجرار إلى أخلاق الأعداءوقوله

                    « الإيمان قيد الفتك، لا يفتك مؤمن» ، وإنا أهل بيت نكره الغدر


                    فنجد كثيرا من الناس يتسائل لماذا فوت مسلم الفرصة عليه ؟؟؟؟؟؟؟؟

                    ولماذا لم يختصر فاجعة كربلاء الاليمة ؟؟؟؟؟


                    وما كان يضره لو قتل ذلك اللعين واراح البلاد والعباد من شره ومكره ؟؟!!!!


                    لكن لو رجعنا لتاريخ الرسول الاكرم (صلوات ربي عليه واله )

                    حين قال ((اذهبوا فانتم الطلقاء))

                    وهو يستطيع قتلهم وقطع روسهم

                    وتاريخ امير الموحدين علي (عليه السلام )

                    حين فتح الماء لمعسكر المتضادين معه والمحاربين له والخارجين على طاعته

                    ونرجع حتى لبعد مقتل مسلم بن عقيل حينما سقى الحسين (عليه السلام )

                    معسكر بن زياد ورشف الخيل ترشيفا

                    وهو يعلم انه سيقتل عطشا وسيذبح رضيعه على صدره ظما

                    لكن والله مافعلوا كل ذلك الا ليبينوا للناس
                    روعة الاسلام

                    ومكارم اخلاق من يحمل الدين ويتحلى به قلبا وقالبا


                    فهو دين تسامح والتضحيات والايثار .....وهم اهل بل اصل لذلك


                    بوركت كاتبنا وشاكرين محطاتكم المضيئة .....













                    تعليق

                    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                    حفظ-تلقائي
                    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                    x
                    يعمل...
                    X