إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

السلام وآدابه......بحث كامل

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • السلام وآدابه......بحث كامل

    يقول الله تعالى في محكم اياته: ﴿وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنّ‏َ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلّ‏ِ شَيْ‏ءٍ حَسِيباً﴾1.


    لقد أولى الدين الإسلامي مسألة السلام اهتماما قل نظيره من بين اللياقات الاجتماعية حيث وصل إلى أيدينا الكثير والمثير من الروايات التي تتحدث عن أهميته وكيفيته.
    فقد وصف الله تعالى أهل الجنة بأنهم يحيون بعضهم بالسلام المتعارف بيننا يقول عز وجل: ﴿دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمّ‏َ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ وَاخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبّ‏ِ الْعَالَمِينَ﴾2، ويقول في موضع اخر: ﴿وَأُدْخِلَ الَّذِينَ امَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ﴾3.

    فكلمة "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته"
    ، هذه الكلمة الصغيرة، تكاد تكون من أوثق العرى التي تربط المجتمع، فكم بها اصطلح متخاصمان، وهي كلمة تقال وجواب يردُّ، ولأجل هذا الهدف، كان لها هذا النصيب الكبير من الاهتمام في الدين الإسلامي الحنيف، فما هو فضل السلام؟ وهل للسلام من ملحقات؟ هذه الأسئلة وغيرها من الأسئلة الأخرى سنجيب عنها في الصفحات القادمة إنشاء الله تعالى.

    فضل إفشاء السلام‏

    ورد في الحديث عن الإمام الباقر عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: "إذا لقي أحدكم أخاه فليسلم عليه وليصافحه، فإن الله عز وجل أكرم بذلك الملائكة فاصنعوا صنع الملائكة"4.


    وفي حديث اخر عن الإمام الصادق عليه السلام: "السلام تحية لملتنا، وأمان لذمتنا"5.


    وفي الحديث إشارة إلى مدى الأمان الاجتماعي النابع من السلام بين المؤمنين، والمستحب الأكيد في ذلك إفشاء السلام، حيث وردت الكثير من الروايات

    المؤكدة عليه ففي الحديث عن الإمام الباقر عليه السلام: "إن الله يحب إطعام الطعام، وإفشاء السلام"6.


    واعتبرت بعض الروايات إفشاء السلام من أفضل أخلاق أهل الدنيا, ففي الحديث عن الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله و سلم: "ألا أخبركم بخير أخلاق أهل الدنيا والاخرة؟ قالوا بلى يا رسول الله، فقال إفشاء السلام في العالم"7.


    كما أن كلمة (السلام)، اسم من أسماء الله تبارك، ولذلك ورد في الحديث عن الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله و سلم: "إن السلام اسم من أسماء الله تعالى، فأفشوه بينكم"8.
    ولشدة ما أكد الإسلام على إفشاء السلام، أوصى المؤمنين بعدم ترك السلام بينهم حتى ولو كان الافتراق ما بينهم لفترة قليلة, ففي الرواية عن الإمام الباقر عليه السلام قال: "ينبغي للمؤمنين إذا توارى أحدهما عن صاحبه بشجرة ثم التقيا أن يتصافحا"9.

    الابتداء بالسلام‏

    لكي يجعل الله تعالى الحافز لدى المؤمنين لإفشاء السلام فيما بينهم، جعل الفضل الأكبر للمبتدى بالسلام، ففي الرواية عن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: "إن أولى الناس بالله وبرسوله من بدأ بالسلام"10.
    كما اعتبرت رواية أخرى أن أطوع الناس لله عز وجل هو المبتدى بالسلام، فعن الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله و سلم: "أطوعكم لله الذي يبدأ صاحبه بالسلام"11.
    وأما الأجر الذي وعد به الله تعالى المبتدى بالسلام فتخبرنا عنه رواية أمير المؤمنين عليه السلام حيث روي عنه عليه السلام: "السلام سبعون حسنة، تسعة وستون للمبتدي وواحدة للراد"12.

    متى يكون السلام؟



    1-السلام قبل الكلام:


    إن للسلام أفضلية على سائر الكلام ولذا أكدت الكثير من الروايات عن أن يبتدى الإنسان بالسلام قبل أي كلام اخر, ففي الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام: "السلام قبل الكلام"13.
    بل إن بعض الروايات نهت عن إجابة من بدأ بالكلام قبل سلامه, ففي الرواية عن رسول الله الأكرم صلى الله عليه و آله و سلم: "من بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه"14.


    2-السلام عند دخول البيوت:


    ان استحباب السلام مؤكدً عند دخول البيت وهو من الاداب الاجتماعية التي يعاب تاركها، وقد أكد عليها الله تعالى حيث يقول عز من قائل: ﴿إِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْاياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾15.


    كما أن البيوت هنا ليس المقصود منها بيت الإنسان فقط, بل أي بيت يريد دخوله، والسلام عند دخول البيت له أثر معنوي خاص, ففي الرواية عن رسول الله الأكرم صلى الله عليه و آله و سلم: "إذا دخل أحدكم بيته فليسلم، فإنه ينزله البركة، وتؤنسه الملائكة"16.
    ردُّ السلام‏
    رد السلام من الواجبات الشرعية التي يعاقب الله تعالى تاركها, يقول الله تعالى: ﴿وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنّ‏َ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلّ‏ِ شَيْ‏ءٍ حَسِيباً﴾17، وفي الرواية عن الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله و سلم: "السلام تطوع والرد فريضة"18.


    وقد أدبنا الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله و سلم وأهل البيت عليهم السلام على رد التحية والسلام بلسان طيب, وأفضل الردود قول الإنسان: "وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته".
    وينقل لنا سلمان المحمدي رضي الله عنه، قصة لطيفة حدثت على عهد الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله و سلم فيقول:
    جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و آله و سلم فقال: "السلام عليك يا

    رسول الله، فقال صلى الله عليه و آله و سلم: "وعليك ورحمة الله"، ثم أتى اخر فقال: "السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله"، فقال صلى الله عليه و آله و سلم: "وعليك ورحمة الله وبركاته"، ثم جاء اخر فقال السلام "عليك ورحمة الله وبركاته"، فقال صلى الله عليه و آله و سلم له: "وعليك"، فقال له الرجل يا نبي الله بأبي أنت وأمي أتاك فلان وفلان فسلما عليك فرددت عليهما أكثر مما رددت علي؟! فقال صلى الله عليه و آله و سلم: "إنك لم تدع لنا شيئاً، قال الله ﴿وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا﴾ فرددناها عليك"19.


    أدب السلام‏


    لقد ذكرت الأحاديث الشريفة لنا مواضع يحسن فيها البدء بالسلام من قوم دون اخرين، وفي حالة دون حالة وهي:


    1- أن يسلم الصغير على الكبير إجلالاً له واحتراما وتوقيراً لكبره.
    2- أن يسلم الواحد على الاثنين.
    3- أن يسلم القليل على الكثير.
    4- أن يسلم الراكب على الماشي.
    5- أن يسلم المار على الشخص الواقف.
    6- أن يسلم الشخص الواقف على الشخص الجالس.

    ويجمع هذه الاداب جميعاً حديث مروي عن الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله و سلم: "يسلم الصغير على الكبير، ويسلم الواحد على الاثنين، ويسلم القليل على الكثير، ويسلم الراكب على الماشي، ويسلم المار على القائم، ويسلم القائم على القاعد"20.


    أدب الوداع‏


    كما أن للقاء أدباً وهو السلام, فإن للوداع أدبا خاصا وهو عبارةٌ عن دعاءٍ ورد في الرواية تقول: أن الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله و سلم كان إذا ودّع المؤمنين قال: "زودكم الله التقوى، ووجهكم إلى كل خير، وقضى لكم كل حاجة، وسلم لكم دينكم ودنياكم، وردكم إلي سالمين"21.

    المصافحة



    كما اهتم الإسلام بمسألة السلام، فإنه اهتم أيضا بالتصافح الذي يكون مع السلام، ففي الحديث عن رسول الله الأكرم صلى الله عليه و آله و سلم: "إذا التقيتم فتلاقوا بالتسليم والتصافح وإذا تفرقتم فتفرقوا بالاستغفار"22.


    وقد جاء في فضل المصافحةِ الكثيرُ من الروايات، منها:
    ما روي عن الإمام الباقرعليه السلام قال: "إذا صافح الرجل صاحبه فالذي يلزم التصافح أعظم أجرا من الذي يدع، ألا وإن الذنوب ليتحات فيما بينهم حتى لا يبقى ذنب"23.
    وقد اهتمّ‏َ الأئمة عليهم السلام بمسألة المصافحة, وينقل لنا التاريخ قصَّة تبين مدى اهتمامهم بهذه السنَّة العظيمة, فعن عن إسحاق بن عمار قال دخلت على الإمام الصادق عليه السلام، فنظر إلي بوجه قاطب فقلت: ما الذي غيرك لي؟
    قال عليه السلام: "الذي غيرك لإخوانك، بلغني يا إسحاق
    أنك أقعدت ببابك بوابا، يردُّ عنك فقراء الشيعة".
    فقلت: جعلت فداك إني خفت الشهرة، فقال عليه السلام: أفلا خِفتَ البليَّة، أوما علمت أن المؤمنين إذا التقيا فتصافحا أنزل الله عزَّ وجلّ‏َ الرحمة عليهما فكانت تسعة وتسعين لأشدهما حباً لصاحبه. فإذا توافقا غمرتهما الرحمة فإذا قعدا يتحدثان قال الحفظة بعضها لبعض اعتزلوا بنا فلعل لهما سرا وقد ستر الله عليهما، فقلت أليس الله عز وجل يقول: ﴿مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾24؟ فقال عليه السلام: "يا إسحاق إن كانت الحفظة لا تسمع فإن عالم السر يسمع ويرى"25.
    وإن للمصافحة أثراً كبيرا على النفوس، حيث تذهب الشحناء والحقد بين المختلفين, فعن الإمام الصادق عليه السلام قال: "تصافحوا فإنها تذهب بالسخيمة"26.
    كيفية المصافحة


    وردت في الروايات الشريفة كيفية خاصة للمصافحة حيث أكدت بعض الروايات على أن لا ينزع المؤمن يده من يد أخيه حتى ينزعها الاخر، وهكذا كان بفعل الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله و سلم، فعن الإمام الصادق عليه السلام قال: "ما صافح رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم رجلاً قط فنزع يده حتى يكون هو الذي ينزع يده منه"27.


    المعانقة


    إن المعانقة تعبير من التعابير العملية التي تدلل على الود والحب بين المؤمنين، وقد ورد في الحث على المعانقة وما تحويه من الأجر والثواب العديد من الروايات منها:
    ما روي عن الإمام الباقر والإمام الصادق عليهما السلام قالا: "أيما مؤمن خرج إلى أخيه يزوره عارفا بحقه كتب الله له بكل خطوة حسنة ومحيت عنه سيئة ورفعت
    له درجة وإذ طرق الباب فتحت له أبواب السماء فإذا التقيا وتصافحا وتعانقا أقبل الله عليهما بوجهه، ثم باهى بهما الملائكة، فيقول انظروا إلى عبدي تزاورا وتحابا في، حق علي ألا أعذبهما بالنار بعد هذا الموقف، فإذا انصرف شيعه الملائكة عدد نفسه وخطاه وكلامه، يحفظونه من بلاء الدنيا وبوائق الاخرة إلى مثل تلك الليلة من قابل فإن مات فيما بينهما اعفي من الحساب"28.


    وللمعانقة أثر على النفس الإنسانية، فهي تزرع الرحمة في القلوب وتحرك العواطف النبيلة, ففي الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام قال: "إن المؤمنين إذا اعتنقا غمرتهما الرحمة، فإذا التزما لا يريدان بذلك إلا وجه الله ولا يريدان غرضا من أغراض الدنيا قيل لهما مغفورا لكما فاستأنفا"29.
    حسن البشر


    من اللياقات الاجتماعية التي أرشد إليها الإسلام بشكل أكيد حسن البشر، ومعنى حسن البشر أن يلاقي المسلم أخوانه بوجه مبتسم، لا بوجه مكفهر مقطب الحواجب بحيث ينفر الاخرون من ملاقاته, فإن من بيلاقي أخوانه بهذه الطريقة السيئة يضع نفسه في موضع السخط من الله تعالى, ففي الرواية عن الإمام علي عليه السلام: كان رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم يقول: "إن الله يبغض المعبس في وجه إخوانه"30.


    ولقد كان حسن البشر من صفات الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله و سلم وال البيت عليهم السلام, ومن الروايات التي حثت على هذه الصفة الحميدة ما روي عن الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله و سلم: "إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم، فالقوهم بطلاقة الوجه وحسن البشر"31.
    اثار حسن البشر


    إن لحسن البشر اثاراً اجتماعية مهمة يعرفها من ديدنه حسن البشر وقد ذكرها أهل البيت عليهم السلام فمن اثار هذا الصفة الحسنة:


    1-المودة:


    لأن حسن البشر يحمل في خلفياته نفسا طيبة ودودة، تحب التقرب والاخرين بخلاف التجهم الذي يوحي بالعدوانية، وقد ورد في الرواية عن الإمام علي عليه السلام: "البشاشة حبالة المودة"32.


    2-يصفي القلوب:


    فكم من مختلفين قد أنهت خلافها البسمة الصادقة وأزالت الرين والحقد من قلبيهما, وهذا ما نراه كثيراً في حياتنا العملية،وفي الحديث عن الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله و سلم: "حسن البشر يذهب بالسخيمة"33

    3-يذهب بالذنوب:


    فقد جعل الله تعالى ثواب هذا الخلق الكريم، أن يغفر ذنوب المؤمنين لأجله, وفي الرواية عن الإمام علي عليه السلام: "إذا لقيتم إخوانكم فتصافحوا، وأظهروا لهم البشاشة والبشر، تتفرقوا وما عليكم من الأوزار قد ذهب"34



    هوامش
    1-سورة النساء: 86.
    2- سورة يونس: 10.
    3- سورة إبراهيم: 23.
    4- الكافي، الشيخ الكليني، ج‏2، ص‏181.
    5- ميزان الحكمة، محمدي الريشهري، ج‏2، ص‏1348.
    6- ميزان الحكمة، محمدي الريشهري، ج‏2، ص‏1348.
    7- ميزان الحكمة، محمدي الريشهري، ج‏2، ص‏1349.
    8- ميزان الحكمة، محمدي الريشهري، ج‏2، ص‏1349.
    9- الكافي، الشيخ الكليني، ج‏2، ص‏181.
    10- ميزان الحكمة، محمدي الريشهري، ج‏2، ص‏1349.
    11- ميزان الحكمة، محمدي الريشهري، ج‏2، ص‏1349.
    12- ميزان الحكمة، محمدي الريشهري، ج‏2، ص‏1349.
    13- ميزان الحكمة، محمدي الريشهري، ج‏2، ص‏1348.
    14- ميزان الحكمة، محمدي الريشهري، ج‏2، ص‏1348.
    15- سورة النور، من الاية: 61.
    16- ميزان الحكمة، محمدي الريشهري، ج‏2، ص‏1349.
    17- سورة النساء،: 61.
    18- ميزان الحكمة، محمدي الريشهري، ج‏2، ص‏1349.
    19-ميزان الحكمة، محمدي الريشهري، ج‏2، ص‏1350.
    20- ميزان الحكمة، محمدي الريشهري، ج‏2، ص‏1350.
    21-ميزان الحكمة، محمدي الريشهري، ج‏2، ص‏1351.
    22- الكافي، الشيخ الكليني، ج‏2، ص‏181.
    23- الكافي، الشيخ الكليني، ج‏2، ص‏181.
    24- سورة ق: 18.
    25- الكافي، الشيخ الكليني، ج‏2، ص‏181.
    26- الكافي، الشيخ الكليني، ج‏2، ص‏183.
    27- الكافي، الشيخ الكليني، ج‏2، ص‏182.
    28- الكافي، الشيخ الكليني، ج‏2، ص‏183.
    29- الكافي، الشيخ الكليني، ج‏2، ص‏184.
    30- ميزان الحكمة، محمدي الريشهري، ج‏1، ص‏262.
    31- م.ن، ج‏1، ص‏262.
    32- ميزان الحكمة، محمدي الريشهري، ج‏1، ص‏262.
    33- م.ن، ج‏1، ص‏262.
    34- م.ن، ج‏1، ص‏262.
    التعديل الأخير تم بواسطة الشاب المؤمن; الساعة 28-09-2014, 09:10 PM.

  • #2
    احسنتم اخونة الفاضل لهذا الطرح الموفق
    نسأل الله ان يوفقكم لمزيد من العطاء في منتداكم منتدى الكفيل
    التعديل الأخير تم بواسطة alkafeel; الساعة 29-09-2014, 03:35 PM.

    تعليق


    • #3
      بسمه تعالى
      السلام طريق نحو التحضر و الازدهار و الاستقرار الروحي

      نرى هناك تشديد و تأكيد على ضرورة تقوية الرابطة الاجتماعية بين الناس و تحابهم و تعاونهم في القرآن الكريم و السنة النبوية و ما تركه لنا أهل بيت النبوة (صلوات الله عليهم) من ارثٍ فكري زاخرٌ بالقيم و المثل العليا التي لو تم التمسك بها لعشنا حياةً مثالية يسودها العدل و الرخاء و الاستقرار الروحي و النفسي اللذان يعتبران من أهم النعم التي ترسم السعادة على وجه الانسان.
      فالسلام له دور كبير في خلق عملية شد روحي بين الناس و زرع اجواء من الالفة و المحبة فيما بينهم و يقضي على كثير من المشاكل التي ربما تعكر صفوة العلاقات الروحية بين الاهل و الاصدقاء و الاقارب و زملاء العمل او اي تجمع بشري .
      تمسكنا بكل ما يهدف الى نشر السلام بين الناس يعتبر امر في غاية الاهمية لأنه سوف يكون طريقٌ نحو تحقيق اهداف اجتماعية و اقتصادية و نفسية تدفع ابناء المجتمع الى التحضر و الازدهار.

      تعليق


      • #4
        السلام عليكم اخونة الكريم
        موضوعكم رائع جدا ... جزاك الله خيرا


        نقلا عن تفسير الأمثل

        (وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّة فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَآ أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَىْء حَسِيباً)

        دعوة إِلى مقابلة الودّ بالودّ:
        رغم أنّ بعض المفسّرين يرون أنّ العلاقة بين هذه الآية والآيات السابقة ناشئة عن كون الآيات تلك تناولت موضوع الجهاد والحرب، والآية الأخيرة تدعو المسلمين إِلى أن يواجهوا كل بادرة سليمة من قبل العدو بموقف يناسبها، ولكن هذه الصلة لا تمنع أن تكون الآية الأخيرة حكماً عاماً يشمل كل أقسام تبادل المشاعر الخيرة النّبيلة بين مختلف الأطراف والأفراد، وهذه الآية تأمر المسلمين بمقابلة مشاعر الحبّ بما هو أحسن منها، أو على الأقل بما يساويها أو يكون مثلها، فتقول الآية: (وإِذا حيّيتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردّوها).
        و«التّحية» مشتقة من «الحياة» وتعني الدعاء لدوام حياة الآخرين، سواء كانت التحية بصيغة «السّلام عليكم» أو «حياك الله» أو ما شاكلهما من صيغ التحية والسلام، ومهما تنوعت صيغ التحية بين مختلف الأقوام تكون صيغة «السلام» المصداق الأوضح من كل تلك الأنواع، ولكن بعض الروايات والتفاسير تفيد أنّ مفهوم التحية يشمل ـ أيضاً ـ التعامل الودي العملي بين الناس.
        في تفسير علي بن إِبراهيم عن الباقر والصّادق(عليهما السلام) أن: «المراد بالتّحية في الآية السلام وغيره من البر».
        وفي «المناقب» أنّ جارية أهدت إِلى الإِمام الحسن(عليه السلام) باقة من الورد فأعتقها، وحين سئل عن ذلك استشهد بقوله تعالى: (وإِذا حيّيتم بتحية فحيوا بأحسن منها).
        وهكذا يتّضح لنا أنّ الآية هي حكم عام يشمل الردّ على كل أنواع مشاعر الودّ والمحبّة سواء كانت بالقول أو بالعمل ـ وتبيّن الآية في آخرها أنّ الله يعلم كل شيء، حتى أنواع التحية والسلام والردّ المناسب لها، وأنّه لا يخفى عليه شيء أبداً، حيث تقول: (إِنّ الله كان على كل شيء حسيباً).



        تعليق


        • #5
          السّلام، تحية الإِسلام الكبرى (منقول)
          لا يخفى أنّ لكل جماعة إِنسانية تقاليد خاصّة في التحية لدى التلاقي فيما بينهم، بها يتبادلون مشاعر الحبّ والصفاء، والمودة، والتحية كما هي صيغة لفظية يمكن أن تكون ـ أيضاً ـ حركة عملية يستدل منها على مشاعر الحبّ والودّ المتبادلة.
          وقد جاء الإِسلام بكلمة «السّلام» مصطلحاً للتحية بين المسلمين، والآية موضوع البحث مع كونها عامة شاملة لأنواع التحية، لكن المصداق الأوضح والأظهر لها يتجسد في كلمة «السّلام».
          وبناء على ذلك فإنّ المسلمين مكلّفون بردّ السّلام بأحسن منه، أو على الأقل بما يماثله.
          وفي آية أُخرى إِشارة واضحة إِلى أنّ السّلام هو التحية حيث تقول: (فإِذادخلتم بيوتاً فسلّموا على أنفسكم تحية من عند الله) ويمكن الإِستدلال من هذه الآية على أن عبارة (السلام عليكم» هي في الأصل «سلام الله عليكم» أي ليهبك الله السلامة والأمن، وهكذا يتّضح لنا أنّ السلام يعتبر دلالة على الحبّ والود المتبادل، كما هو دلالة على نبذ الحرب والنزاع والخصام.
          وقد دلت آيات قرآنية أُخرى على أنّ السّلام هو تحية أهل الجنّة، حيث يقول سبحانه: (أُولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاماً).
          ويقول تعالى: (تحيتهم فيها سلام ...).
          كما أنّ آيات قرآنية أُخرى دلت على أنّ السلام أو أي صيغة أُخرى تعادله، كان سائداً بين الأقوام التي سبقت الإِسلام، وهذا هو ما تشير إِليه الآية (25) من سورة الذاريات في قصة إِبراهيم مع الملائكة حيث تقول: (إِذ دخلوا عليه قالوا سلاماً قال سلام قوم منكرون).
          والشعر الجاهلي فيه دلائل تثبت أن السلام كان ـ أيضاً ـ تحية أهل الجاهلية.
          إِنّ تحية الإِسلام تبرز أهميتها وقيمتها العظيمة، لدى مقارنتها بما لها من نظائر لدى الأُمم والأقوام الاُخرى.
          النصوص الإِسلامية تؤكد كثيراً على السّلام والتّحية، حيث يروى عن النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) قال: «من بدأ بالكلام قبل السّلام فلا تجيبوه»

          تعليق


          • #6
            المشاركة الأصلية بواسطة alkafeel مشاهدة المشاركة
            احسنتم اخونة الفاضل لهذا الطرح الموفق
            نسأل الله ان يوفقكم لمزيد من العطاء في منتداكم منتدى الكفيل

            ششكرا لكم لتواجدكم بين سطور هذا الموضوع المتواضع

            تعليق


            • #7
              المشاركة الأصلية بواسطة المحقق مشاهدة المشاركة
              السلام عليكم اخونة الكريم
              موضوعكم رائع جدا ... جزاك الله خيرا


              نقلا عن تفسير الأمثل

              (وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّة فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَآ أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَىْء حَسِيباً)

              دعوة إِلى مقابلة الودّ بالودّ:
              رغم أنّ بعض المفسّرين يرون أنّ العلاقة بين هذه الآية والآيات السابقة ناشئة عن كون الآيات تلك تناولت موضوع الجهاد والحرب، والآية الأخيرة تدعو المسلمين إِلى أن يواجهوا كل بادرة سليمة من قبل العدو بموقف يناسبها، ولكن هذه الصلة لا تمنع أن تكون الآية الأخيرة حكماً عاماً يشمل كل أقسام تبادل المشاعر الخيرة النّبيلة بين مختلف الأطراف والأفراد، وهذه الآية تأمر المسلمين بمقابلة مشاعر الحبّ بما هو أحسن منها، أو على الأقل بما يساويها أو يكون مثلها، فتقول الآية: (وإِذا حيّيتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردّوها).
              و«التّحية» مشتقة من «الحياة» وتعني الدعاء لدوام حياة الآخرين، سواء كانت التحية بصيغة «السّلام عليكم» أو «حياك الله» أو ما شاكلهما من صيغ التحية والسلام، ومهما تنوعت صيغ التحية بين مختلف الأقوام تكون صيغة «السلام» المصداق الأوضح من كل تلك الأنواع، ولكن بعض الروايات والتفاسير تفيد أنّ مفهوم التحية يشمل ـ أيضاً ـ التعامل الودي العملي بين الناس.
              في تفسير علي بن إِبراهيم عن الباقر والصّادق(عليهما السلام) أن: «المراد بالتّحية في الآية السلام وغيره من البر».
              وفي «المناقب» أنّ جارية أهدت إِلى الإِمام الحسن(عليه السلام) باقة من الورد فأعتقها، وحين سئل عن ذلك استشهد بقوله تعالى: (وإِذا حيّيتم بتحية فحيوا بأحسن منها).
              وهكذا يتّضح لنا أنّ الآية هي حكم عام يشمل الردّ على كل أنواع مشاعر الودّ والمحبّة سواء كانت بالقول أو بالعمل ـ وتبيّن الآية في آخرها أنّ الله يعلم كل شيء، حتى أنواع التحية والسلام والردّ المناسب لها، وأنّه لا يخفى عليه شيء أبداً، حيث تقول: (إِنّ الله كان على كل شيء حسيباً).




              المحقق السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
              نعم أخي شكرا جزيلا لك فقد أستفدت كثيرا من مشاركتك وردك الطيب
              وأنرت لي قلبي
              أسال الله لك التوفيق والسداد

              تعليق


              • #8
                المشاركة الأصلية بواسطة ابو عمر مشاهدة المشاركة
                السّلام، تحية الإِسلام الكبرى (منقول)
                لا يخفى أنّ لكل جماعة إِنسانية تقاليد خاصّة في التحية لدى التلاقي فيما بينهم، بها يتبادلون مشاعر الحبّ والصفاء، والمودة، والتحية كما هي صيغة لفظية يمكن أن تكون ـ أيضاً ـ حركة عملية يستدل منها على مشاعر الحبّ والودّ المتبادلة.
                وقد جاء الإِسلام بكلمة «السّلام» مصطلحاً للتحية بين المسلمين، والآية موضوع البحث مع كونها عامة شاملة لأنواع التحية، لكن المصداق الأوضح والأظهر لها يتجسد في كلمة «السّلام».
                وبناء على ذلك فإنّ المسلمين مكلّفون بردّ السّلام بأحسن منه، أو على الأقل بما يماثله.
                وفي آية أُخرى إِشارة واضحة إِلى أنّ السّلام هو التحية حيث تقول: (فإِذادخلتم بيوتاً فسلّموا على أنفسكم تحية من عند الله) ويمكن الإِستدلال من هذه الآية على أن عبارة (السلام عليكم» هي في الأصل «سلام الله عليكم» أي ليهبك الله السلامة والأمن، وهكذا يتّضح لنا أنّ السلام يعتبر دلالة على الحبّ والود المتبادل، كما هو دلالة على نبذ الحرب والنزاع والخصام.
                وقد دلت آيات قرآنية أُخرى على أنّ السّلام هو تحية أهل الجنّة، حيث يقول سبحانه: (أُولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاماً).
                ويقول تعالى: (تحيتهم فيها سلام ...).
                كما أنّ آيات قرآنية أُخرى دلت على أنّ السلام أو أي صيغة أُخرى تعادله، كان سائداً بين الأقوام التي سبقت الإِسلام، وهذا هو ما تشير إِليه الآية (25) من سورة الذاريات في قصة إِبراهيم مع الملائكة حيث تقول: (إِذ دخلوا عليه قالوا سلاماً قال سلام قوم منكرون).
                والشعر الجاهلي فيه دلائل تثبت أن السلام كان ـ أيضاً ـ تحية أهل الجاهلية.
                إِنّ تحية الإِسلام تبرز أهميتها وقيمتها العظيمة، لدى مقارنتها بما لها من نظائر لدى الأُمم والأقوام الاُخرى.
                النصوص الإِسلامية تؤكد كثيراً على السّلام والتّحية، حيث يروى عن النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) قال: «من بدأ بالكلام قبل السّلام فلا تجيبوه»
                أبو عمر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                وشكرا لك على النقل الجميل والمبارك
                ووفقك الله لكل خير
                وجزاك من صالح الاعمال

                تعليق


                • #9
                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                  أجدتم كتابة البحث فأحسنتم النشر أخي الكريم.
                  سددكم الله ونفع بكم ورعاكم
                  اللهمّ اجْعَلْني عِنْدَكَ وَجِيهاً بِالحُسَيْنِ عَلَيهِ السَّلأم فِي الدُّنْيا وَالاخِرَةِ


                  تعليق


                  • #10
                    الاخت رحيق الزكية
                    شرفنا تواجدكم بهذا الموضوع المتواضع
                    شكرا لكم

                    تعليق

                    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                    حفظ-تلقائي
                    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                    x
                    يعمل...
                    X