هي تشعر بضغوط جبّارة، من تدبير لأمور المنزل، تربية الأطفال، إلى العمل الاجتماعي ومؤازرة الزوج اقتصادياً: الأمومة، الزوجية، الخدمة الاجتماعية وحتى الإعالة بجزء باتت أدواراً للمرأة.
وهو يأوي إلى منزله منهكاً في وقت متأخر، يضطر أحياناً للقيام بأكثر من عمل حتى يستطيع تأمين حاجات أسرته، يشعر بأسى وهو يتأمل أطفاله، خصوصاً حين يشعر أنه غريب عنهم وغريبون عنه.
هو قد لا يشعر بما تقوم به هي طوال النهار وهو غائب، وهي كذلك تشكو غيابه الطويل، إنها الحياة الزوجيّة!
فماذا عن تقسيم الأدوار فيها لتنجح نواة المجتمع؟ و ما هي مقومات الأسرة الناجحة؟
إن أهم مواصفات الأسرة الناجحة ذكرها الله في كتابه العزيز : "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ". الروم/21
السكن، المودة، الرحمة، وهي صفات تجلت، كأسمى ما تجلت، في أسرة علي وفاطمة عليهما السلام، يتضح ذلك من قول الإمام علي عليه السلام: " فوالله ما أغضبتها ولا أكرهتها على أمر، ولا أغضبتني ولا عصت لي أمراً، لقد كنت انظر إليها فتنكشف عني الهموم والأحزان".
أما القواعد التي حكمت علاقة علي وفاطمة عليهما السلام داخل الأسرة، والتي إذا تأسى بها كل من يتوق لأسرة ناجحة لسادت الطمأنينة والسكينة والأمان الديار فهي :
أولاً - التقسيم العادل للأعمال:
حيث قضى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بخدمة فاطمة عليها السلام دون الباب وقضى على علي عليه السلام بما خلفه. و عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام“ كان امير المؤمنين عليه السلام يحتطب ويستقي ويكنس, وكانت فاطمة عليها السلام تطحن وتعجن وتخبز“.
ثانياً - إيثار الشريــــك:
نذكر حادثة في هذا السياق تبين إيثار السيدة الزهراء عليها السلام لزوجها وأسرتها، فعن أبي سعد الخدري قال:أصبح علي بن ابي طالب(عليه السلام) ذات يوم ساغبا, فقال(عليه السلام): يا فاطمة هل عندك شيء تغذينيه؟ فقالت(عليها السلام): لا والذي أكرم أبي بالنبوة وأكرمك بالوصية ما أصبح الغداة عندي شيئا وما كان شيء اطعمناه منذ يومين, إلا شيء كنت اؤثرك به على نفسي وعلى ابنيّ هذين . فقال(عليه السلام): يا فاطمة ألا كنت أعلمتني فأبغيكم شيئا؟ فقالت(عليها السلام): يا ابا الحسن إني لأستحي من الهي أن اكلف نفسك ما لا تقدرعليه. أي أن الطعام نفذ من المنزل منذ يومين ولم تكن لتشكو عليها السلام خشية أن تكلف زوجها ما لا يقدر عليه.
ثالثاً - الاشفاق على الشريك:
في ذات يوم دخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على ”علي“ فوجده و“فاطمة“عليها السلام يطحنان في الجاروش، فقال صلى الله عليه وآله وسلم :أيكما أعيّ؟
فقال علي عليه السلام: فاطمة يا رسول الله
فقال صلى الله عليه وآله وسلم :قومي يا بنية
فقامت عليها السلام وجلس النبي صلى الله عليه وآله وسلم موضعها مع علي عليه السلام فواساه في طحن الحب.
رابعاً تقديم المصلحة العامة:
وفي هذا الصدد قال علي عليه السلام لرجل من بني سعد: ألا أحدثك عني وعن فاطمة؟
إنها كانت عندي وكانت من أحب أهله صلى الله عليه وآله وسلم اليه, وانها استقت بالقربة حتى أثر في صدرها, وطحنت بالرحى حتى مجلت يداها, وكسحت البيت حتى اغبرت ثيابها, وأوقدت النار تحت القدر حتى دكنت ثيابها, فأصابها من ذلك ضرر شديد.
فقلت لها: لو أتيت أباك فسألتيه خادما يكفيك ضرّ ما أنت فيه من هذا العمل.
فلما ذكرت حالها وسألت جارية, بكى رسول الله وقال صلى الله عليه وآله وسلم: يا فاطمة والذي بعثني بالحق, إن في المسجد أربعمائة رجل ما لهم طعام وثياب ولولا خشيتي لأعطيتك ما سألت.ثم علمها تسبيح الزهراء عليها السلام، وهنا يتجلى أثر العمل المعنوي في تقوية الجسد للقيام بالأعمال اليومية.
خامساً: السعي لإرضاء الشريك
في آخر لحظات حياة الزهراء عليها السلام قالت لعلي عليه السلام موصية: يا ابن عم , ما عهدتني كاذبة ولا خائنة, ولا خالفتك منذ عاشرتني؟
فقال عليه السلام : معاذ الله , انت اعلم بالله وابر واتقى واكرم واشد خوفا منه, والله جددت عليّ مصيبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد عظمت وفاتك وفقدك , فإنا لله وإنا اليه راجعون.
" الحاجة اميرة برغل...أسرة زكية"
فالاسرة نواة المجتمع وحتى تجني ثمارها الايجابية لابد من تحمل الشريكين مسؤولية بعضهما البعض و احترام بعضهما البعض و مساعدة بعضهما البعض دون تكبر ، كأن الرجل لايساعد زوجته في اعمال المنزل ! لأنه يظن ان أعمال المنزل خاص بالمرأة فقط! ومن المعيب ان يقوم بها هو!
وهو يأوي إلى منزله منهكاً في وقت متأخر، يضطر أحياناً للقيام بأكثر من عمل حتى يستطيع تأمين حاجات أسرته، يشعر بأسى وهو يتأمل أطفاله، خصوصاً حين يشعر أنه غريب عنهم وغريبون عنه.
هو قد لا يشعر بما تقوم به هي طوال النهار وهو غائب، وهي كذلك تشكو غيابه الطويل، إنها الحياة الزوجيّة!
فماذا عن تقسيم الأدوار فيها لتنجح نواة المجتمع؟ و ما هي مقومات الأسرة الناجحة؟
إن أهم مواصفات الأسرة الناجحة ذكرها الله في كتابه العزيز : "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ". الروم/21
السكن، المودة، الرحمة، وهي صفات تجلت، كأسمى ما تجلت، في أسرة علي وفاطمة عليهما السلام، يتضح ذلك من قول الإمام علي عليه السلام: " فوالله ما أغضبتها ولا أكرهتها على أمر، ولا أغضبتني ولا عصت لي أمراً، لقد كنت انظر إليها فتنكشف عني الهموم والأحزان".
أما القواعد التي حكمت علاقة علي وفاطمة عليهما السلام داخل الأسرة، والتي إذا تأسى بها كل من يتوق لأسرة ناجحة لسادت الطمأنينة والسكينة والأمان الديار فهي :
أولاً - التقسيم العادل للأعمال:
حيث قضى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بخدمة فاطمة عليها السلام دون الباب وقضى على علي عليه السلام بما خلفه. و عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام“ كان امير المؤمنين عليه السلام يحتطب ويستقي ويكنس, وكانت فاطمة عليها السلام تطحن وتعجن وتخبز“.
ثانياً - إيثار الشريــــك:
نذكر حادثة في هذا السياق تبين إيثار السيدة الزهراء عليها السلام لزوجها وأسرتها، فعن أبي سعد الخدري قال:أصبح علي بن ابي طالب(عليه السلام) ذات يوم ساغبا, فقال(عليه السلام): يا فاطمة هل عندك شيء تغذينيه؟ فقالت(عليها السلام): لا والذي أكرم أبي بالنبوة وأكرمك بالوصية ما أصبح الغداة عندي شيئا وما كان شيء اطعمناه منذ يومين, إلا شيء كنت اؤثرك به على نفسي وعلى ابنيّ هذين . فقال(عليه السلام): يا فاطمة ألا كنت أعلمتني فأبغيكم شيئا؟ فقالت(عليها السلام): يا ابا الحسن إني لأستحي من الهي أن اكلف نفسك ما لا تقدرعليه. أي أن الطعام نفذ من المنزل منذ يومين ولم تكن لتشكو عليها السلام خشية أن تكلف زوجها ما لا يقدر عليه.
ثالثاً - الاشفاق على الشريك:
في ذات يوم دخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على ”علي“ فوجده و“فاطمة“عليها السلام يطحنان في الجاروش، فقال صلى الله عليه وآله وسلم :أيكما أعيّ؟
فقال علي عليه السلام: فاطمة يا رسول الله
فقال صلى الله عليه وآله وسلم :قومي يا بنية
فقامت عليها السلام وجلس النبي صلى الله عليه وآله وسلم موضعها مع علي عليه السلام فواساه في طحن الحب.
رابعاً تقديم المصلحة العامة:
وفي هذا الصدد قال علي عليه السلام لرجل من بني سعد: ألا أحدثك عني وعن فاطمة؟
إنها كانت عندي وكانت من أحب أهله صلى الله عليه وآله وسلم اليه, وانها استقت بالقربة حتى أثر في صدرها, وطحنت بالرحى حتى مجلت يداها, وكسحت البيت حتى اغبرت ثيابها, وأوقدت النار تحت القدر حتى دكنت ثيابها, فأصابها من ذلك ضرر شديد.
فقلت لها: لو أتيت أباك فسألتيه خادما يكفيك ضرّ ما أنت فيه من هذا العمل.
فلما ذكرت حالها وسألت جارية, بكى رسول الله وقال صلى الله عليه وآله وسلم: يا فاطمة والذي بعثني بالحق, إن في المسجد أربعمائة رجل ما لهم طعام وثياب ولولا خشيتي لأعطيتك ما سألت.ثم علمها تسبيح الزهراء عليها السلام، وهنا يتجلى أثر العمل المعنوي في تقوية الجسد للقيام بالأعمال اليومية.
خامساً: السعي لإرضاء الشريك
في آخر لحظات حياة الزهراء عليها السلام قالت لعلي عليه السلام موصية: يا ابن عم , ما عهدتني كاذبة ولا خائنة, ولا خالفتك منذ عاشرتني؟
فقال عليه السلام : معاذ الله , انت اعلم بالله وابر واتقى واكرم واشد خوفا منه, والله جددت عليّ مصيبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد عظمت وفاتك وفقدك , فإنا لله وإنا اليه راجعون.
" الحاجة اميرة برغل...أسرة زكية"
فالاسرة نواة المجتمع وحتى تجني ثمارها الايجابية لابد من تحمل الشريكين مسؤولية بعضهما البعض و احترام بعضهما البعض و مساعدة بعضهما البعض دون تكبر ، كأن الرجل لايساعد زوجته في اعمال المنزل ! لأنه يظن ان أعمال المنزل خاص بالمرأة فقط! ومن المعيب ان يقوم بها هو!
تعليق