إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الافضل

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الافضل

    في إحدى ضواحي مدينة لندن كانت تعيش فتاة مسيحية تدعى جوزيف و في يوم و قبل أيام العيد و كانت تنتمي إلى عائلة ما بين رهبان و ما بين متدنين كأمها ، و في يوم قبل إحدى أعياد المسيح قررت جوزيف قضاء العيد مع صديقتها المفضلة ماري بعيدا عن الكنيسة و عن تلك الصلوات التي يقومون بها و كانت كثيرة الانزعاج عندما تطلب أمها منها الذهاب إلى الكنيسة و كانت تكثر الصراخ عليها عندما تبدأ إلام بالكلام عن الكنيسة أو أقامت الصلوات فيها لأنها كانت تحب المرح حيث كان شغلها الشاغل حريتها و حلمها بان تسافر بعيدا عن الكنيسة عن الصلوات عن الروتين التي كانت تعيش فيه ...إما الأم فكانت متدينة جدا و كانت تعترض عن تصرفات جوزيف و لا تقبل بها و كانت تتكلم معها إلى متى تبقين هكذا و إلى أين تأخذك تصرفاتك ؟ أرجوك ابنتي اهتمي بدينك واضبي على حضورك إلى الكنيسة و كانت الأم تتمنى أن تكون ابنتها الوحيدة راهبة تحقيقا لحلمها بأنها كانت تتمنى أن تكون راهبة أسوة بالسيدة مريم التي كانت تعشقها بجنون و لكن ظروفها حالت دون تحقيق حلمها و عندما تزوجت و أنجبت جوزيف تمنت أن تكون هي راهبة و لكن ليس كل ما يتمنى المرء يدركه .


    قررت جوزيف الذهاب إلى صديقتها ماري و طلبت من أمها أن تأذن لها بالسفر و وعدتها أن تذهب إلى الكنيسة يوم العيد فأذنت لها بالذهاب على أن تلتزم بوعدها .


    و أخيرا ذهبت جوزيف إلى تلك الصديقة التي كانت تتمنى أن تكون معها في بيتها بعيدا عن كل شيء ، أما ماري فكانت على شاكلة جوزيف و الفرق الوحيد أن ماري كانت تعيش بمفردها مستقلة بحياتها بعيدا عن أهلها و جوزيف كانت تعيش مع أمها التي طالما تمنت أن تعيش مع ماري وتتمتع بحريتها .


    ماري كانت تعيش في إحدى البنايات و كانت تسكن مقابل شقتها فتاة عربية مسلمة تدعى " فاطمة " سعدت ماري جدا عند حضور جوزيف إليها و سعدت أكثر عندما علمت أن جوزيف سوف تقضي العيد معها ، قضت جوزيف اسعد أيام حياتها مع ماري و ذهبت إلى جميع الأماكن التي تخطر ببالها و التي كانت أمها تمنعها من الذهاب إليها حتى يوم العيد قضته جوزيف بعيدا عن الكنيسة و نست الوعد الذي وعدته لامها و مضى أسبوع و جوزيف على هذا الحال تخرج و تسهر و تفعل كل شيء و في يوم و بعد عودة جوزيف و ماري لفت نظر جوزيف لوحة ملعقة على باب الشقة المقابلة لشقة ماري " عش الإرهاب " وقفت جوزيف و لم تتحرك و ظلت تقول ما يعني هذا الاسم دخلت ماري إلى شقتها أما جوزيف ظلت واقفة تفكر بهذا الاسم ، التفت ماري و لم ترى جوزيف و قالت أين ذهبت ماذا حصل يا جوزيف ادخلي هيا .أشارت جوزيف بإصبعها إلى اللوحة ابتسمت ماري و قالت أوه ادخلي وسوف احكي لك .


    دخلن إلى البيت و قالت لها ماري في هذه الشقة تسكن فتاة عربية مسلمة يعني " إرهابية" فكتبوا على شقتها هذه اللافتة قالت جوزيف إذا كان صحيح ما تقولين لماذا تسكنين مقابل شقتها ألا تخافي منها؟ قالت ماري منذ أن سكنت في هذه الشقة لم أشاهد شيء منها بل العكس كانت فتاة هادئة و طيبة حتى عندما وضعوا هذه اللافتة لم تفعل شيء فقط تبسمت ، قالت جوزيف و لكن كيف تحكمون على الناس و تلقون عليهم مثل هذه الكلمات القاسية ،قالت ماري لا يهمني لا هذه الفتاة و لا السكان و لا أي شيء في هذه البناية جُّل اهتمامي حياتي فقط.


    سكتت جوزيف و بدأت تفكر بتلك الفتاة لماذا لم تفعل شيء عندما وجهوا لها تلك الكلمات الجارحة ؟ و في يوم و عند خروج جوزيف و ماري من البيت سمعت جوزيف صوت جميل جداً ينشد شعرا تعزف الإذن عند سماعها و يشتاق القلب لتكرار سماعها و دخلت تلك الكلمات لقلب جوزيف و هزت مشاعرها و بدون شعور اتجهت نحو شقة فاطمة و هنا ماري أمسكت بها و منعتها من الذهاب إلا أن جوزيف لم تبالي وهمت بطرق الباب و ماري تصرخ عليها و تحذرها إلا أن جوزيف ظلت في مكانها لكي تعرف من تلك الفتاة و ظلت واقفة أمام الباب و لكنها كانت خائفة جدا وكان الخوف بادي عليها و هي تفكر أتطرق الباب أم تسمع نصيحة صديقتها و أثناء تفكيرها سمعت كلمة شلت تفكيرها و هي " السلام على فاطمة سيدة النساء من الأولين و الآخرين" ، ماذا و لكن كيف يعقل هذا أن سيدة النساء مريم! و لم اسمع إن لسيدة مريم اسم ثاني؟ يا ترى من هي فاطمة ؟ و أخيرا طرقت جوزيف الباب و كانت خائفة جدا ا ترى ما يوجد خلف هذا الباب ؟ فتحت فاطمة الباب ، و شاهدت جوزيف فتاة جميلة و رقيقة و لا يوجد شيء مما يجعلها تخاف منها .


    تبسمت فاطمة و قالت أهلا و سهلا بك تفضلي بماذا أخدمكِ ؟ سكتت جوزيف و لم تتكلم لأنها كانت خائفة منها ، قالت فاطمة تكلمي لماذا أنت خائفة فانا لست إرهابية كما يقولون عني و دخلت جوزيف إلى بيت فاطمة و هنا بدا التعارف و ابتدأت فاطمة و عرفتها باسمها وبأنها تعيش مع أمها و إن موطنها العراق و سألتها عن اسمها ؟ فأجابتها و قالت اسم جوزيف و أنا مسيحية و اسكن بعيدا من هنا و جئت ازور صديقتي ماري ، أريد أن اسأل سؤال ممكن ؟ أجابت فاطمة : بالطبع تفضلي


    قالت جوزيف : لقد سمعت كلمة شلت تفكيري لم اقصد أن أتجسس و لكن الصوت كان عاليا ، فقالت فاطمة : لا عليك قولي ما هي تلك التي سمعتيها ؟


    قالت جوزيف : إن فاطمة هي سيدة النساء كيف ذلك و إن مريم هي سيدة النساء ؟هل هذا الاسم هو الاسم الثاني لسيدة مريم ؟

    حسنا سوف أقول لك و لكن بعد أن تشربي شيئا ، جلبت فاطمة الكعك مع الشاي و قدمته لجوزيف إلا إنها كانت مترددة في إن تأخذ منها شيء إلا إن فاطمة شربت الشاي و أكلت من الكعك لكي تطمئن قلبها وبعدها تناولت جوزيف من ذلك الكعك و قالت كم هو لذيذ لم أتناول مثله في حياتي فقالت فاطمة إن هذا الكعك مصنوع بطريقة عراقية..حسنا لنعود إلى سؤالك من هي سيدة نساء العالمين فاطمة أم مريم ؟

    فنحن نقول إن مريم سيدة نساء عصرها و فاطمة سيدة نساء العالمين من الأولين و الآخرين وهذا المعتقد أخذناه من سيد المرسلين نبينا محمد (ص) حيث قال بخصوص هذه المرتبة " حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمّد وآسية امرأة فرعون "




    قالت جوزيف : و هل تقصدين إن فاطمة أفضل من السيدة مريم ؟ ! إذن لماذا لم تلقب هي بهذا اللقب دون السيدة مريم أو على الأقل تلقب السيدة مريم بهذا اللقب بعدها؟

    قالت فاطمة : لقد كانت فاطمة أفضل من مريم بل هي سيدة النساء من الأولين و الآخرين كانت –ع- مفروضة الطاعة على جميع من خلقه الله تعالى من الجن و الإنس و الطير و الوحوش و الهوام و الأنبياء و الملائكة و إنها كانت معصومة وما تكاملت نبوة احد من الأنبياء حتى اقر بفضلها و محبتها و هي الصديقة الكبرى و على معرفتها دارت القرون الأولى و الدليل هنا أن فاطمة مفروضة الطاعة على جميع الأولين و الآخرين بما فيهم الأنبياء و الخلق كلهم .




    جوزيف : و هل تقصدن أن الأنبياء و من بينهم السيد المسيح يعرفون وجودها ؟

    فاطمة : اجل عزيزتي كانت مفروضة الطاعة على جمع الأنبياء و الرسل .




    جوزيف : هل السيدة فاطمة لها كرامة السيدة مريم إذ أنجبت السيد المسيح من غير أب ؟

    فاطمة: كلا يا عزيزتي



    جوزيف : أذن السيدة مريم أفضل من فاطمة إن الرب اخصها بكرامة من دون بقية النساء .


    فاطمة: حسنا اسمعي أن مريم –ع- حملت بنبي الله عيسى –ع- من دون أب لأنه لم يكن في بني إسرائيل كفوء لها يستحق أن كون زوجا للقديسة الطاهرة و أبا لنبي الله عيسى هذا من جهة ومن جهة أخرى إنّها نذرت نفسها لخدمة بيت الله آنذاك ولذلك كان اصطفاءها من قبل الله تعالى والدليل على عدم وجود كفوء لها إنها عندما حملت بعيسى وولدته فقدوها بني إسرائيل في المحراب فخرجوا في طلبها وخرج زكريا فأقبلت مريم وعيسى في صدرها وأقبلت مؤمنات بني إسرائيل يبزقن في وجهها فلم تكلمهن حتى دخلت في محرابها فجاء إليها بنو إسرائيل و زكريا فقالوا لها « يا مريم لقد جئت شيئاً فرّيا » أي شيئاً عظيماً في المناهي « يا أخت هارون ما كان أبوك إمرأ سوءٍ وما كانت أمّك بغيّا » ومعنى قولهم يا أخت هارون إن هارون هل كان رجلا فاسقاً زانياً فشبهوها به يعني أين هذا البلاء الذي جئت به والعار الذي ألزمته بني إسرائيل ؟! فأشارت إلى عيسى في المهد فقالوا لها « كيف نكلم في المهد من كان صبيّا » فأنطق الله عيسى ع فقال « إنّي عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبياً وجعلني مباركاً أينما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة مادمت حياً وبراً بوالدتي ولم يجعلني جبّاراً شقياً ، والسلام عليّ يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيّاً .

    إذن عندما جاءت إلى بني إسرائيل تحمل الطفل الكل شمتوا بها وانقلبوا عليها كما قال القرآن الكريم في ذلك « يا أخت هارون » يعني شماته ... والقرآن الكريم حكى جانب من شماتتهم فمريم عرفت انه ليس في بني إسرائيل لها ناصر ولا يذكر القرآن الكريم إنّ هناك من وقف مع مريم وانبرى للدفاع عنها مثلاً حتى يقول إنها كانت إمرأة طاهرة تاريخها نظيف ، هذه كانت صاحبة معجزات في أحضان نبي فلا بد أن نرى القضية قبل أن نحكم عليها بهذه السرعة ، فمن هذا القبيل لم يوجد رجل دافع عنها فاذاً كان هكذا موقفهم معها فأين يوجد الكفوء لها حتى تتزوج به وتكون ولادتها طبيعية فأذن لا يوجد كفوء لها يشاركها المعجزة والكرامة ويتحمل إلى جانبها مسؤولية السماء فالأكثرية بل الكل كانوا أناس غير ملتزمين والدليل على ذلك إننّا نجد أيضاً ، بعض أنصار الأنبياء جرحوا الأنبياء ، أصحاب موسى ع مثلا وهكذا فما كان هناك كفوء . بينما توفر الكفوء لفاطمة ع ألا وهو سيد الأوصياء وأمير الموحدين علي أبن أبي طالب أي نفس الرسول الأكرم محمد ص وكما أخبر بذلك القرآن ، فتوفر الكفوء إذن دلالة على عدم الحاجة إلى المعجزة .



    هنا سكتت جوزيف و لم تتكلم بِل العكس ازداد شوقها لمعرفة المزيد و مضى الوقت و لم تشعر جوزيف أن الليل شارف على الانتهاء و عندما أحست بمرور الوقت اعتذرت مِن فاطمة على تأخيرها و لكن فاطمة كانت مسرورة بها كثيرا .


    أما ماري فكانت قلقة كثيرا عليهاِ و لا تعرف ما حصل هناك و كانت تفكر بها و تقول يا ترى ما حصل هل قتلتها أو سممتها أو أخذت شيء من أعضائها ظلت ماري تفكر و تفكر و لا تعرف ما تفعل و إلى أين تذهب هل تذهب إليها أم تخبر الشرطة بينما هي كذلك و إذا بالباب يطرق ذهبت ماري مسرعة كي تفتح الباب و إذا جوزيف قد جاءت أخذتها ماري بلا احضان و هي تبك و تسألها ماذا حصل لكِ هل قتلوكِ ؟ سموكِ؟أو اخذوا شي من أعضائك ؟ هيا تكلمي قولي شيئا؟ . ضحكت جوزيف و قالت لها تمهلي ! أرجوك لا داعي للبكاء يا عزيزتي كيف حصل لي كل هذا و أنا أمامك ، فسألتها عن سبب تأخرها وأين ذهبت ؟

    فأجابت جوزيف : لم اذهب إلى أي مكان كل ما في الأمر أني لم اشعر بالوقت كانت جلسة جميلة جدا و مفيدة جدا ، قالت ماري عن إي شيء دار حديثكما ؟

    قالت جوزيف : عن السيدة فاطمة
    قالت ماري : و من هي فاطمة ؟




    و هنا بدأت جوزيف بإعادة كل كلمة قالتها فاطمة ، كانت جوزيف سعيدة جدا و كانت تشعر بشعور جميل لم تشعر به من قبل ، و قالت لها غدا سوف أكمل ما بدأت به مع فاطمة هل تذهبين معي ؟



    قالت ماري: لا لا اذهب إني أخاف منها و أنت كيف تذهبين و غدا ترجعين إلى ديارك و قد تكلمتي مع أمك بهذا الشأن هل نسيتي هذا؟


    قالت جوزيف : آه لقد كذبت عليها لا أريد الذهاب فإنها مجنونة تريدني أن أكون راهبة دعكِ من هذا و دعينا نذهب غدا هيا يا ماري هيا قولي نعم سوف نذهب هيا تكلمي
    قالت ماري : حسنا سوف نذهب .


    و عندما جاء المساء ذهبت جوزيف و ماري إلى فاطمة و ماري كانت خائفة جدا لدرجة عندما فتحت فاطمة الباب اغشي عليها من شدة الخوف ، أدخلتها فاطمة إلى البيت و بعد فترة استيقضت ماري و قالت لها فاطمة ارجوكِ لا تخاف ،جلست ماري و لكنها ظلت خائفة قالت جوزيف أريد أن أسالك سوال قبل البدء بالحديث
    قالت فاطمة تفضلي
    قالت لها
    هل فاطمة أو بما تنادونها بسيدة فاطمة هل كانت تتكلم اللغة العربية أم الانكليزية أو أي لغة تتحدث بها؟


    قالت : فاطمة تتكلم اللغة العربية لغة القران الكريم و أيضا كانت هي و أهل بيتها يتكلمون جمع اللغات حتى منطق الطير و الوحوش و جميع ما على الأرض

    قالت جوزيف مستغربة من كلامها هل ممكن أن اطلب منكِ معروفا فقالت فاطمة اطلبي يا عزيزتي فقالت هل تعلميني أن اكتب كلمة فاطمة بالعربية فقالت لها فاطمة بكل سرور وبدأت فاطمة بتعليم جوزيف كيف تكتب و تقرأ ذلك الاسم الشريف و لم تمضي ثوان إلا و جوزيف تعلمت كيف تقرا و تكتب و كأنها تجيد اللغة العربية سعدت جوزيف بذلك ورجعت تكمل ما بدئت به

    فقالت جوزيف في يوم من الأيام عندما كنت جالسة في الكنيسة سمعت أن الرب رزق السيدة مريم رزق كثير تأكل منه حتى تشبع و يبقى كما هو و هنا السيدة مريم أفضل من السيدة فاطمة .

    قالت فاطمة : نعم نحن لا نشك بذلك و كتابنا ينقل لنا ذلك وجاءت سورة كاملة باسم مريم و لكن السيدة فاطمة لها نفس هذه الكرامة جاع النبي ص في زمن قحط ، فأهدت له فاطمة رغيفين ولحماً.. فأتاها وإذا بطبق عندها مملوء خبزاً ولحماً ، فقال لها : أنى لك هذا ؟ قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب ، فقال : الحمد لله الذي جعلك شبيهه بسيدة بني إسرائيل . بل إن السيدة فاطمة أفضل من السيدة مريم حيث إن الله تعالى جعل نور فاطمة من نوره و لم يجعل نور مريم من نوره و هنا من هي أفضل فاطمة أم مريم لكي تكون سيدة النساء من الأولين و الآخرين ؟ و ألان ما تقولين ؟



    قالت جوزيف اجل . و لكن السيدة مريم أنجبت نبي فهل أنجبت فاطمة نبيا؟


    فهنا تكون مريم أفضل من فاطمة و بالتالي تكون السيدة ما قولك يا فاطمة في هذا ؟

    ابتسمت فاطمة و قالت أما بالنسبة لمريم و إنها ولدت نبيا ولم تلد فاطمة نبيا و لكن ثبتت بالأدلة القاطعة إن أهل البيت أفضل من أنبياء بني إسرائيل و ذكر القران إن هؤلاء لا يصلون و لا يرتقون إلى منزلة أهل البيت –ع- و هذا مسلم به وحتى أن حديث الكساء يشير إلى ذلك الأمر ، هذا الحديث الذي اعترف به أحقد من عليها ـ أي على الشيعة ـ ألا وهو ابن تيميه في كتابه منهاج السنة الذي ثنّى ركبتيه وشد الأحزمة لنقض كل فضائل أهل البيت ع و حتي الرواية التي يجدها تحمل فضيلة فإنه ينكرها من الأساس فيكون بذلك مخالف لأسلوب العلماء والذين يريدون التخلص مثلاً من رواية بإسقاط سندها وضعفه عن القيام بالحجية .

    إذن فحديث الكساء الشريف أثبت أفضلية أهل البيت عليهم السلام من بقية الآل وهذا بالحقيقة يجعل هذا الحديث يتألق في سماء العقيدة والمعرفة فإنه فاطمة ولدت حسناً وحسيناً ولا يقاس بهم لا نبي من أنبياء بني إسرائيل ولا وصي وقول النبي ص « علماء أمتي أفضل من أنبياء بني إسرائيل » فيه دلالة واضحة على ذلك لأنه لو أخذنا وفسرنا أن علماء أمتي هم الأئمة عليهم السلام بالخصوص فيكون الأفضلية لفاطمة ع من هذه الجهة وأضف إلى ذلك أنّ عيسى بن مريم ع وكما وردت الروايات في ذلك إنّه سوف يصلي خلف الإمام المهدي « عج » عند ظهوره الشريف وأضف إلى ذلك أنّه أمير المؤمنين والأئمة عليهم السلام كان يقينهم ثابت ووصل مرحلة لا يصل إليها أحد من أنبياء بني إسرائيل أليس القرآن الكريم يقول في حق نبي من الأنبياء « أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي » يعني لم يصل إلى مرحلة الاطمئنان القلبي الراسخ الذي هو عبارة عن اليقين الحقيقي ، أمّا علي وأولاد علي عليهم السلام « لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقيناً » .

    إذن ولادة مريم لعيسى بالمعجزة الربانيّة وإنّه كان نبياً لا يدل أفضليتهما من الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء ع وعليه كل الأدلة المطروحة حول ذلك مردودة ، وهذا لا يعني إنّنا نطعن بشخصية مريم أو نريد أن نقلل من شأنها بل أتخذناها عظيمة من العظيمات وقسنا عليها عظماء الأمة .




    قالت جوزيف: لقد سمعت منك كثيرا ترددين أهل البيت أهل البيت فمن هم هؤلاء؟ !

    قالت فاطمة : أهل البيت هم محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و التسعة المعصومين من ذرية الحسين علي السجاد و محمد الباقر و جعفر الصادق و موسى الكاظم و علي الرضا ومحمد الجواد و علي الهادي و الحسن العسكري و الحجة المهدي.



    و هنا قالت جوزيف لفاطمة : لقد ازددت شوقا لمعرفة الكثير عنهم و لكن الوقت تأخر و يجب أن نذهب .


    قالت فاطمة: حسنا سوف انتظركن في الغد إن شاء الله .

    لم تنم جوزيف تلك الليلة تفكر بتلك الشخصية العظيمة و هي تقول لماري إني أتحرق شوقا لمعرفة المزيد عنها و أتمنى أن اعرف كيف هي حياتها كيف عاشت طفولتها ؟ كيف تتكلم ؟ كف تمشي ؟ ما تأكل ؟ ما تشرب ؟ أريد أن اعرف كل شي عنها لقد أحببتها كثرا أحببت كل كلمة قالتها فاطمة ،قالت لها ماري معكِ حق تلك السيدة العظيمة الشأن جليلة القدر قالت جوزيف ما زلتي خائفة من فاطمة فأجابت بكلا و اثنت عليها و قالت إنها فتاة طيبة و جميلة جدا ،حسنا جوزيف علينا أن ننام فغدا لدينا يوم طويل و لكن جوزيف ظلت مستيقظةِ تتقلب بالفراش تنتظر طلوع الصباح و حلول المساء لتذهب إلى فاطمة لتخبرها المزيد عن السيدة الجليلة ...و أخيرا بعد الانتظار الطويل جاء المساء و ذهبت كل من جوزيف و ماري إلى بيت فاطمة و شاهدن امرأة عجوز مقعدة و رأين فاطمة كيف تهتم بها و كيف تلك المراءة تطلب الماء من فاطمة و فاطمة أحضرت الماء و وجدتها نائمة و بقيت واقفة إلى أن استيقظت و شربت الماء و كيف تخلع النعل لها و تنزع لها الجوارب كي تتوضأ و كيف تعطيها الدواء و استغربن كثيرا كيف قبلت فاطمة هذه المراءة العجوز على قدميها و كيف هي مداراتها و استغربت جوزيف و قالت إني لم اقبل أمي منذ فترة أكثر من عشرة أعوام و كنت دائما اعصيها في كل شيء و قالت ماري و أنا كذلك و لكني قبلت أمي مرة أو مرتين و بعد ذلك انتهت فاطمة من عملها و التفتت لهن و اعتذرت منهن لانشغالها بوالدتها فقالت جوزيف هل تفعلين ذلك كل يوم ؟قالت فاطمة نعم فقد تعلمنا هذه الدروس من أم أبيها


    فسالت ماري : ماذا يعني هل كانت أم أبيها أم ماذا ؟

    حسنا سوف اشرح ماذا يعني هذا اللقب : كانت السيدة فاطمة كثيرة المدارة لأبيها حيث إنها كانت معه في جميع أموره تواسيه في محنه و تحزن لحزنه و تفرح لفرحه و كانت معه من بداية دعوته إلى مشاركتها في حروبه تضمد جراحاته و تسكن الالامه و كانت هي أخر من يودعها إذا أراد السفر و أول من يراها إذا جاء من سفره وكان سبب لقبها بهذا اللقب إن الرسول الأكرم (ص) في احد معاركه أصاب بجراحات كثيرة و كانت تضمد جراحاته و لكن الدم لم يتوقف فقامت بإحراق حصيرة و وضعته على جرحه ليتوقف النزف و لم تهدا إلى أن توقف النزف و برء من جرحه فلقبها النبي(ص) أم أبيها


    أما جوزيف فكانت تسمع كل كلمة و هي نادمة على ما فعلته بأمها و بعد انتهاء فاطمة من شرح اللقب انتبهت جوزيف إلى تلك القلادة في رقبة فاطمة و كان مكتوب عليها اسم فاطمة كانت جميلة جدا مرصعة بالكريستال أعجبت جوزيف كثيرا وقالت يا لجمال تلك القلادة كم هي رائعة لم أرى مثلها في حياتي .


    قالت فاطمة هذه القلادة فريدة من نوعها لقد صنعوها لأختي الشهيدة و قبل اعتقالها بأيام أعطتها لي .


    قالت ماري : و في أي حرب استشهدت ؟


    قالت فاطمة : لقد استشهدت في سجون الطاغية .


    قالت ماري : كيف بسجون الطاغية و لماذا ؟


    قالت فاطمة : لأنهم كانوا يعشقون فاطمة و بنيها و كانوا يقيمون على خدمتهم .


    قالت جوزيف : لكن كيف حصل هذا الأمر؟

    قالت فاطمة : في يوم من الأيام كانت أمي لديها مراجعة لطبيب و طلبت مني مرافقتها دون أخي الكبير الذي كان دائما يصطحبها إلى الطبيب وفي ذلك اليوم ذهبنا إلى الطبيب و عند عودتنا كان إمام المنزل جموع غفيرة من الاستخبارات و رجال الطاغية و دخلوا المنزل و اعتقلوا أبي و شقيقاي و أختي زهراء و حتى زوجة أخي و طفله الصغير الذي يبلغ من العمر 3 أشهر و في وقتها ذهلت و لا اعرف ما افعل هل اذهب معهم أم أبقى مع أمي التي فقدت وعيها عندما رأت تلك المصيبة . وفي ذلك الوقت و بينما أنا كذلك وإذا بجارنا رجل طيب و محب لأهل البيت خرج مسرعا من بيته نحونا و أخذني أنا و أمي معه إلى بيته و خبئنا في غرفة صغيرة تحت منزله إلى أن طلع الصباح و ذهبوا بعيدا و بعد ذلك خرجنا من تلك الغرفة و قال الرجل سوف يخرج ابني و عائلته إلى خارج العراق و أنت و أمك سوف تذهبين معه ، في البداية رفضت أمي لكن جارنا أقنعها و عند حلول المساء خرجنا معه و مرت علينا ظروف صعبة و خوف شديد إلى أن وصلنا إلى هنا بفضل الله و ذلك الرجل الطيب و ابنه و عند سقوط النظام رجعت إلى العراق لأبحث عن عائلتي و لكن دون جدوى لقد استشهدوا جميعاً و ها أنا هنا مع أمي ،قالت لها ماري نحن ناسف لتذكركي هذه الفاجعة آما جوزيف لم تكف عن البكاء فقالت لها فاطمة يا عزيزتي كفي عن البكاء هذا ثمن حبنا لأهل البيت و نحن مسرورون بهذا و نقدمه بفخر و اعتزاز .



    قالت جوزيف : إذن لماذا لم ترجعي إلى العراق بعد سقوط النظام .


    قالت فاطمة : لا استطيع . قالت ماري : و لكن لماذا

    قالت لها فاطمة عند قدومي إلى هنا قمت بتأسيس مؤسسة صغيرة لتعليم علوم أهل البيت ع و كانت عدد البنات لا يتجاوز العشرين فتاة أما ألان فقد أنظمت ألينا حوالي ألف فتاة و قد أسميت هذه المؤسسة : " سيدة النساء " حيث كانت المؤسسة حلم حياتي و بتوفيق من الله و دعاء أمي و مساندة أصدقائي أنشأتها و حققت حلمي و أنا أراه يكبر أمامي إلى أن أراها اكبر مؤسسة في العالم إن شاء الله، و بعدما عرفت جوزيف بعض المعلومات عن سيدة النساء رجعت و سئلت فاطمة لقد عرفت بعض المعلومات و لكني لم اعرف ألقابها و لم اعلم ماذا يعني اسم فاطمة ؟


    فقالت فاطمة : حسنا جوزيف إن لسيدة فاطمة الزهراء ألقاب أكثر من أن تحصى و لكن المشهور منها بعدد حروف " بسم الله الرحمن الرحيم " يعني تسعة عشر اسما أو لقبا منها المنصورة و الصديقة سميت بذلك الاسم لأنها لم تكذب قط و المباركة لظهور بركاتها و الطاهرة لشمولها أية التطهير و أيضا الزكية لأنها كانت أزكى أنثى عرفتها البشرية و الراضية لرضاها بقضاء الله و قدره والمرضية لان الله سيرضيها بمنحها حق الشفاعة لعصاة امة أبيها و المحدثة لان الملائكة كانت تحدثها و البتول لأنها تبتلت عن دماء النساء و المحدثة حيث أنها كانت تتحدث مع أمها و هي في بطنها و قيل إنها كانت الملائكة تتحدث معها و الزهراء و لقبت بهذا اللقب لأسباب فتارة لإشراق نورها للإمام علي ع وأخرى لأن الأرض والسموات العلى زهرت من نورها ، وتارة أخرى نتيجة عبادتها ودخول نورها إلى بيوتات المدينة وإشعاع هذا النور على جميع الناس و الكوثر فقد سماها الله تعالى في القران الكريم و الحوراء لان النبي ص قال هي الحوراء الانسية و لان نطفتها تكونت من ثمار الجنة إما اسم فاطمة له ثلاث معان أولا لأنها فطمت و ذريتها من الشر و الثاني فطمت بالعلم و المعرفة و الثالث فقد فطم شيعتها و مواليها و محبيها من نار جهنم يوم الفزع الأكبر .



    قالت جوزيف : ماذا يعني شيعتها ؟

    قالت فاطمة : هم المحبون لأهل البيت العاملون بما أمروا به الساخطون عما نهوا عنه .


    قالت جوزيف : هل يمكن أن أكون واحدة منهم ؟



    قالت فاطمة : إذا أردتي ذلك


    قالت جوزيف : نعم أريد ولكن كيف ؟


    قالت فاطمة : عند التزامك بمبدأ السيدة الزهراء بدينها حشمتها بعفتها بعبادتها بجمع الصفات الحميدة التي دعت إليها

    نظرت ماري إلى جوزيف نظرة ندم على تلك السنين التي قضتها في حب الدنيا أما جوزيف فكانت تعبر عن ندمها بدموع عينيها.
    قالت فاطمة :أريد أن اسأل سؤال لكن ؟



    قالت ماري : تفضلي


    قالت:هل تريدان أن ترتديان الحجاب الكامل أم تبقين هكذا و هل تعتنقان الإسلام ؟

    قالت جوزيف : لا نعلم ما سنفعل بحياتنا القادمة و لكن سوف نفعل الصواب ،قررت جوزيف و ماري العودة إلى الديار و ودعت ماري و جوزيف فاطمة و شكرتاها على كل شي و استأذناها في زيارتها متى أردن و قالت لهن فاطمة أهلا و سهلا بكن.


    سلما على فاطمة و عندما أردن الخروج قامت فاطمة بخلع قلادتها و أعطتها لجوزيف و في البداية رفضت جوزيف لأنها تذكار من أختها و لكن فاطمة ألحت عليها و قالت لها إن أختي زهراء تشبهك كثيرا لدرجة إني عندما أراكي كأنما أراها و لذلك قررت أن تكون القلادة لك فرحت جوزيف كثيرا لدرجة إنها لم تعرف ماذا تقول لفاطمة و ضمتها و بدأت بالبكاء و قالت شكرا لك على هذه الهدية القيمة أعدك سوف أحافظ عليها إلى أخر يوم في حياتي و أعطت لماري نسخة من القران الكريم فرحت ماري كثيرا و قالت طالما تمنيت أن اعرف ما في داخل هذا الكتاب المقدس قبلت ماري فاطمة و شكرتها على الهدية القيمة .

    رجعت ماري و معها جوزيف إلى البيت و لكن بعد فترة انضمت ماري و جوزيف اقصد فاطمة و زهراء إلى مؤسسة سيدة النساء مع فاطمة كي يبدأن حياتهن من جديد

    بقلم / خادمة زينب سمية


    .

    الهي كفى بي عزاً
    ان اكون لك عبداً
    و كفى بي فخرا ً
    ان تكون لي رباً
    انت كما احب فاجعلني كما تحب



  • #2
    السلام على سيدة نساء العالمين من الاولين والاخرين
    الله عليك رغم ان القصة طويلة ولكن الشوق لمعرفة محبة الزهراءتجعلك تقرأ بدون ان تهتم للوقت وساعة
    بارك الله فيك جدا عجبتني القصة الولائية

    تعليق


    • #3
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      جهد متميز وقصة رائعة
      احسنت بارك الله فيك وجزيت خيرا

      حسين منجل العكيلي

      تعليق


      • #4
        المشاركة الأصلية بواسطة أنصار المذبوح مشاهدة المشاركة
        السلام على سيدة نساء العالمين من الاولين والاخرين
        الله عليك رغم ان القصة طويلة ولكن الشوق لمعرفة محبة الزهراءتجعلك تقرأ بدون ان تهتم للوقت وساعة
        بارك الله فيك جدا عجبتني القصة الولائية
        فعلا انها قصة طويلة و لكن قليلة جدا في حق الزهراء
        اسعدني فعلا تعليقكِ لا حرمني الله منكِ
        دمتِ بخير
        الهي كفى بي عزاً
        ان اكون لك عبداً
        و كفى بي فخرا ً
        ان تكون لي رباً
        انت كما احب فاجعلني كما تحب


        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة ابوعلاء العكيلي مشاهدة المشاركة
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
          جهد متميز وقصة رائعة
          احسنت بارك الله فيك وجزيت خيرا

          عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
          شهادة اعتز بها من استاذ قدير
          شكرا لكم و بارك الله بكم
          الهي كفى بي عزاً
          ان اكون لك عبداً
          و كفى بي فخرا ً
          ان تكون لي رباً
          انت كما احب فاجعلني كما تحب


          تعليق

          المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
          حفظ-تلقائي
          Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
          x
          يعمل...
          X