إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تفسير (( مَا نَنسخْ مِنْ ءَايَة أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بخَير مِّنهَا أَوْ مِثْلِهَا ))

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تفسير (( مَا نَنسخْ مِنْ ءَايَة أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بخَير مِّنهَا أَوْ مِثْلِهَا ))

    بسم الله الرحمن الرحيم
    مَا نَنسخْ مِنْ ءَايَة أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بخَير مِّنهَا أَوْ مِثْلِهَا أَ لَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلى كلِّ شىْء قَدِيرٌ(106)


    المعنى
    « ما ننسخ من آية » قد ذكرنا حقيقة النسخ عند المحققين و قيل معناه ما نرفع من آية أو حكم آية و قيل معناه ما نبدل من آية عن ابن عباس و من قرأ « أو ننسها » فمعناه على وجهين فإن لفظ النسي المنقول منه أنسى على ضربين ( أحدهما ) بمعنى النسيان الذي هو خلاف الذكر نحو قوله و اذكر ربك إذا نسيت ( و الآخر ) بمعنى الترك نحو قوله نسوا الله فنسيهم أي تركوا طاعة الله فترك رحمتهم أو ترك تخليصهم فالوجه الأول في الآية مروي عن قتادة و هو أن يكون محمولا على النسيان الذي هو مقابل الذكر و يجوز ذلك على الأمة بأن يؤمروا بترك قراءتها فينسونها على طول الأيام و لا يجوز ذلك على النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) لأنه يؤدي إلى التنفير كذا ذكره الشيخ أبو جعفر رحمه الله في تفسيره و قد جوز جماعة من المحققين ذلك على النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) قالوا أنه لا يؤدي إلى التنفير لتعلقه بالمصلحة و يجوز أيضا أن ينسيهم الله تعالى ذلك على الحقيقة و إن كانوا جمعا كثيرا و جما غفيرا بأن يفعل النسيان في قلوب الجميع و إن كان ذلك خارقا للعادة و يكون معجزا للنبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) و استدل من حمل الآية على النسيان الذي هو خلاف الذكر و جوز كون النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) مرادا به بقوله سبحانه سنقرئك فلا تنسى إلا ما شاء الله أي إلا ما شاء الله أن تنساه قال و إلى هذا ذهب الحسن فقال إن نبيكم أقرىء القرآن ثم نسيه و أنكر الزجاج هذا القول فقال إن الله تعالى قد أنبأ النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) في قوله و لئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره بأنه لا يشاء أن يذهب بما أوحي إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) قال أبو علي الفارسي هذا الذي احتج به على من ذهب إلى أن ننسها من النسيان لا يدل على فساد ما ذهبوا إليه و ذلك أن قوله و لئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك إنما هو على ما لا يجوز عليه النسخ و التبديل من الأخبار و أقاصيص الأمم و نحو ذلك مما لا يجوز عليه التبديل و الذي ينساه النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) و هو ما يجوز أن ينسخ من الأوامر و النواهي الموقوفة على المصلحة و في الأوقات التي يكون ذلك فيها أصلح و يدل على أن ننسها من النسيان الذي هو خلاف الذكر قراءة من قرأ أو تنسها و هو قراءة سعد بن أبي وقاص و قراءة من قرأ أو ننسكها و هو المروي عن سالم مولى أبي حذيفة و قراءة من قرأ أو تنسها و هو المروي عن

    سعد بن مالك فالمفعول المراد المحذوف في قراءة من قرأ « أو ننسها » مظهر في قراءة من قرأ ننسكها و يبينه ما روي عن الضحاك أنه قرأ ننسها و يؤكد ذلك أيضا ما روي من قراءة ابن مسعود ما ننسك من آية أو ننسخها و به قرأ الأعمش و روي عن مجاهد أنه قال قراءة أبي ما ننسخ من آية أو ننسك فهذا كله يثبت قراءة من جعل ننسها من النسيان و يؤكد ما روي عن قتادة أنه قال كانت الآية تنسخ بالآية و ينسي الله نبيه من ذلك شيئا و الوجه الثاني و هو أن المراد بالنسيان الترك في الآية مروي عن ابن عباس فعلى هذا يكون المراد بننسها نأمركم بتركها أي بترك العمل بها قال الزجاج إنما يقال في هذا نسيت إذا تركت و لا يقال فيه أنسيت تركت و إنما معنى « أو ننسها » أو نتركها أي نأمركم بتركها قال أبو علي من فسر أنسيت بتركت لا يكون مخطئا لأنك إذا أنسيت فقد نسيت و من هذا قال علي بن عيسى إنما فسره المفسرون على ما يؤول إليه المعنى لأنه إذا أمر بتركها فقد تركها فإن قيل إذا كان نسخ الآية رفعها و تركها أن لا تنزل فما معنى ذلك و لم جمع بينهما قيل ليس معنى تركها ألا تنزل و قد غلط الزجاج في توهمه ذلك و إنما معناه إقرارها فلا ترفع كما قال ابن عباس نتركها فلا نبدلها و إضافة الترك إلى القديم سبحانه في نحو هذا اتساع كقوله تعالى و تركهم في ظلمات لا يبصرون و تركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض أي خليناهم و ذاك و أما من قرأ أو ننساها على معنى التأخير فقيل فيه وجوه ( أحدها) أن معناه أو نؤخرها فلا ننزلها و ننزل بدلا منها مما يقوم مقامها في المصلحة أو يكون أصلح للعباد منها (ثانيها ) أن معناه نؤخرها إلى وقت ثان و نأتي بدلا منها في الوقت المتقدم بما يقوم مقاما ( و ثالثها ) أن يكون معنى التأخير أن ينزل القرآن فيعمل به و يتلى ثم يؤخر بعد ذلك بأن ينسخ فيرفع تلاوته البتة و يمحي فلا تنسأ و لا يعمل بتأويله مثل ما روي عن زر بن حبيش أن أبيا قال له كم تقرءون الأحزاب قال بضعا و سبعين آية قال قد قرأتها و نحن مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) أطول من سورة البقرة أورده أبو علي في كتاب الحجة ( و رابعهماا ) أن يؤخر العمل بالتأويل لأنه نسخ و يترك خطه مثبتا و تلاوته قرآن يتلى و هو ما حكي عن مجاهد يثبت خطها و يبدل حكمها و الوجهان الأولان عليهما الاعتماد لأن الوجهين الأخيرين يرجع معناهما إلى معنى النسخ فلا يحسن إذ يكون في التقدير محصولة ما ننسخ من آية أو ننسخها و هذا لا يصح على أن الوجه الأول أيضا فيه ضعف لأنه لا فائدة في تأخير ما لم يعرفه العباد و لا علموه و لا سمعوه فالأقوى هو الوجه الثاني و قوله « نأت بخير منها أو مثلها » فيه قولان ( أحدهما ) نأت بخير منها لكم في التسهيل و التيسير كالأمر بالقتال الذي سهل على المسلمين بقوله الآن خفف الله عنكم أو مثلها في السهولة كالعبادة بالتوجه إلى

    الكعبة بعد أن كان إلى بيت المقدس عن ابن عباس ( و الثاني ) نأت بخير منها في الوقت الثاني أي هي لكم في الوقت الثاني خير لكم من الأولى في الوقت الأول في باب المصلحة أو مثلها في ذلك عن الحسن و قوله « أ لم تعلم أن الله على كل شيء قدير » قيل هو خطاب للنبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) و قيل هو خطاب لجميع المكلفين و المراد أ لم تعلم أيها السامع أو أيها الإنسان إن الله تعالى قادر على آيات و سور مثل القرآن ينسخ بها ما أمر فيقوم في النفع مقام المنسوخ و على القول الأول معناه أ لم تعلم يا محمد أنه سبحانه قادر على نصرك و الانتصار لك من أعدائك و قيل هو عام في كل شيء و استدل من زعم أنه لا يجوز نسخ القرآن بالسنة المعلومة بهذه الآية قال أضاف الإتيان بخير منها إلى نفسه و السنة لا تضاف إليه حقيقة ثم قال بعد ذلك « أ لم تعلم أن الله على كل شيء قدير » فلا بد من أن يكون أراد ما يختص سبحانه بالقدرة عليه من القرآن المعجز و الصحيح أن القرآن يجوز أن ينسخ بالسنة المقطوع عليها و معنى خير منها أي أصلح لنا منها في ديننا و أنفع لنا بأن نستحق به مزيد الثواب فأما إضافة ذلك إليه تعالى فصحيحة لأن السنة إنما هي بوحيه تعالى و أمره فإضافتها إليه كإضافة كلامه و آخر الآية إنما يدل على أنه قادر على أن ينسخ الآية بما هو أصلح و أنفع سواء كان ذلك بقرآن أو سنة و في هذه الآية دلالة على أن القرآن محدث و أنه غير الله تعالى لأن القديم لا يصح نسخه و لأنه أثبت له مثلا و الله سبحانه قادر عليه و ما كان داخلا تحت القدرة فهو فعل و الفعل لا يكون إلا محدثا .


    مجمع البيان ج : 1 ص : 348

    مجمع البيان ج : 1 ص : 349



  • #2


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    احسنت بارك الله فيك في ميزان حسناتك

    حسين منجل العكيلي

    تعليق


    • #3
      هذه الآية في صف السادس العلمي
      sigpic
      إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
      ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
      ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
      لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي

      تعليق


      • #4
        المشاركة الأصلية بواسطة ابوعلاء العكيلي مشاهدة المشاركة


        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        احسنت بارك الله فيك في ميزان حسناتك


        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة من نسل عبيدك احسبني ياحسين مشاهدة المشاركة
          هذه الآية في صف السادس العلمي
          ​بارك الله فيك نعم هذه الاية لسورة البقرة وان شاء الله انا في تسلسل لتفسير هذه الايات لسورة المباركة

          تعليق

          المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
          حفظ-تلقائي
          Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
          x
          يعمل...
          X