إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

السيدة زينب (عليها السلام) بين الاصطفاء الإلهي والمؤهلات العالية :

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • السيدة زينب (عليها السلام) بين الاصطفاء الإلهي والمؤهلات العالية :




    بِسمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَالحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلى أشْرَفِ الْأَنْبِياءِ وَالْمُرْسَلِينَ أَبِي الْقاسِمِ مُحَمَّدٍ وَعَلى آلِهِ الْطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِين ..
    السَّلامُ عَلَيْكُمُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ..

    من ينظر من خلال نوافذ التأريخ يرى نجوما لامعة في سمائه يستنير بها السائرون ويهتدي بها الضالون ويتأملها المتفكرون

    ومن هذه النجوم نجم السيدة الجليلة زينب العقيلة بنت أمير المؤمنين(عليهما السلام) الذي سطع ضوءه للناظرين ولاح شعاعه أمام المبصرين .


    هي زينب بنت علي بن أبي طالب (عليهم السلام) ، أمها فاطمة الزهراء بنت محمد رسول الله(صلى الله عليه وآله)
    ولدت (عليها السلام) في الخامس من جمادى الأولى في السنة السادسة من الهجرة وتلقفتها أيدي المعصومين (عليهم السلام) بدءاً من أمها فاطمة الزهراء (عليها السلام) الى أبيها أمير المؤمنين (عليه السلام) وانتهاءاً بسيد الكائنات والمخلوقين وخاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد(صلى الله عليه وآله الطيبين الطاهرين )

    كان لها (عليها السلام) من الذكاء والفطنة ورجاحة العقل ما يؤهلها لتحمل المصائب والمحن منذ نعومة اظفارها وقد روي أن أباها أمير المؤمنين (عليه السلام) أجلسها وهي طفلة في حجره وأخذ يلاطفها (عليها السلام) ، فقال (عليه السلام) لها:

    " يا بنية قولي : واحد "

    فقالت (عليها السلام): " واحد "

    فقال (عليه السلام) لها: " قولي اثنين " فسكتت،

    فقال (عليه السلام) لها: " تكلمي يا قرة عيني "

    فقالت (عليها السلام) : " يا أبتاه ما أطيق أن أقول اثنين بلسان أجريته بالواحد "

    فضمها صلوات الله عليه إلى صدره وقبلها بين عينيها (1)



    فهذه الحادثة تدل على رجاحة واتزان عقليين عندها (عليها السلام) وقوةِ فكرٍ ونضجٍ سليمٍ في عمر مبكر ، فهذا الكلام قد يغيب عن ذهن الفطن اللبيب من العلماء والمفكرين وهم في أوج مراحل فكرهم وعطائهم بينما تتفطن له هذه المرأة العظيمة وهي ما زالت في مرحلة الطفولة الظاهرية .
    فزينب (عليها السلام) كانت من أولئك الذين اجتباهم الله تعالى للاضطلاع بأدوار يصعب على الكثيرين أن يؤدوا جزءاً يسيرا منها ، ومن الذين احتباهم للقيام بمهام لا يتيسر الا للخلّص القيام بها .

    قال تعالى : " ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ "(2)
    وقال تعالى : " تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ " (3)
    يكفيها فخراً ، أن الباري جلّ وعلا قد اختار اسمها من عنده ( جلّ وعلا ) . فبعد ولادتها حملتها السيدة الزهراء (عليها السلام) الى أمير المؤمنين (عليها السلام) وقالت له :
    " سمّ هذه المولودة "

    فأجابها الإمام (عليه السلام) : " ما كنت لأسبق رسول الله (صلّى الله عليه وآله) "

    وطلب الإمام علي(عليه السلام) من النبي (صلّى الله عليه وآله) – بعد ان عاد من سفر كان فيه - أن يسمّيها، فقال: (صلّى الله عليه وآله) :

    " ما كنت لأسبق ربّي "

    وهبط رسول السماء جبرائيل على النبي(صلّى الله عليه وآله) ، فقال له:
    " سمّ هذه المولودة (زينب)، فقد اختار الله لها هذا الاسم "

    ثم أخبر جبرئيل النبي(صلى الله عليه وآله) بما يجري عليها من المصائب , فبكى النبي(صلى الله عليه وآله) وقال :
    " من بكى على مصاب هذه البنت كان كمن بكى على أخويها الحسن والحسين "(4)
    ____________________________________
    (1) زينب الكبرى عليها السلام من المهد الى اللحد - ص 48
    (2) [الجمعة : 4]
    (3) [البقرة : 253]
    (4) وفيات الائمة - ( ص 432)


    يتبع ...





    عن عبد السلام بن صالح الهروي قال :
    سمعتُ أبا الحسن علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) يقول
    :


    " رَحِمَ اللهُ عَبداً أَحيا أمرَنا "

    فقلت له: وكيف يحيي أمركم؟

    قال (عليه السلام) :

    " يَتَعَلَّمُ عُلومَنا وَيُعَلِّمُها النّاسَ ، فإنَّ النّاسَ لوَ عَلِموا مَحاسِنَ كَلامِنا لاتَّبَعونا "


    المصدر : عيون أخبار الرضا (عليه السلام) - للشيخ الصدوق (رحمه الله) - (2 / 276)



  • #2
    بارك الله فيك وجعلها الله في موازين حسناتك



    تعليق


    • #3
      احسنتم الطرح مولانا

      تعليق


      • #4
        المشاركة الأصلية بواسطة أنصار المذبوح مشاهدة المشاركة

        بارك الله فيك وجعلها الله في موازين حسناتك




        بارك الله تعالى بكم وتقبّل عملكم

        ووفّقكم لما يحبّ




        عن عبد السلام بن صالح الهروي قال :
        سمعتُ أبا الحسن علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) يقول
        :


        " رَحِمَ اللهُ عَبداً أَحيا أمرَنا "

        فقلت له: وكيف يحيي أمركم؟

        قال (عليه السلام) :

        " يَتَعَلَّمُ عُلومَنا وَيُعَلِّمُها النّاسَ ، فإنَّ النّاسَ لوَ عَلِموا مَحاسِنَ كَلامِنا لاتَّبَعونا "


        المصدر : عيون أخبار الرضا (عليه السلام) - للشيخ الصدوق (رحمه الله) - (2 / 276)


        تعليق


        • #5
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
          جهود كبيرة ومتميزة..... استاذنا الفاضل
          احسنت بارك الله فيك وجزيت خيرا
          حسين منجل العكيلي

          تعليق


          • #6
            المشاركة الأصلية بواسطة محمد السوداني مشاهدة المشاركة

            احسنتم الطرح مولانا



            أحسن الله تعالى اليكم

            أشكركم على مروركم





            عن عبد السلام بن صالح الهروي قال :
            سمعتُ أبا الحسن علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) يقول
            :


            " رَحِمَ اللهُ عَبداً أَحيا أمرَنا "

            فقلت له: وكيف يحيي أمركم؟

            قال (عليه السلام) :

            " يَتَعَلَّمُ عُلومَنا وَيُعَلِّمُها النّاسَ ، فإنَّ النّاسَ لوَ عَلِموا مَحاسِنَ كَلامِنا لاتَّبَعونا "


            المصدر : عيون أخبار الرضا (عليه السلام) - للشيخ الصدوق (رحمه الله) - (2 / 276)


            تعليق


            • #7
              المشاركة الأصلية بواسطة ابوعلاء العكيلي مشاهدة المشاركة
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
              جهود كبيرة ومتميزة..... استاذنا الفاضل
              احسنت بارك الله فيك وجزيت خيرا


              عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

              بارك الله بكم أخي ابوعلاء

              وأحسن اليكم ووفّقكم لصالح الأعمال




              عن عبد السلام بن صالح الهروي قال :
              سمعتُ أبا الحسن علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) يقول
              :


              " رَحِمَ اللهُ عَبداً أَحيا أمرَنا "

              فقلت له: وكيف يحيي أمركم؟

              قال (عليه السلام) :

              " يَتَعَلَّمُ عُلومَنا وَيُعَلِّمُها النّاسَ ، فإنَّ النّاسَ لوَ عَلِموا مَحاسِنَ كَلامِنا لاتَّبَعونا "


              المصدر : عيون أخبار الرضا (عليه السلام) - للشيخ الصدوق (رحمه الله) - (2 / 276)


              تعليق


              • #8

                يتبع ...

                عاشت السيدة زينب (عليها السلام) في بيت أبيها (عليه السلام)مدة من السنين في جو تسوده العبادة والروحانية والعفة والوئام ، فلم يكن أحد من الناس وحتى من جاوروا بيت أبيها (عليها السلام) يسمع لزينب (عليها السلام) صوتا أو يرى لها شخصا ، فقد حدث يحيى المازني قال: جاورت أمير المؤمنين علي (عليه السلام) في المدينة المنورة مدة مديدة وبالقرب من البيت الذي تسكنه السيدة زينب ابنته، فلا والله ما رأيت لها شخصا، ولا سمعت لها صوتا، وكانت إذا أرادت الخروج لزيارة جدها (صلى الله عليه وآله) تخرج ليلا، الحسن عن يمينها والحسين عن شمالها، وأمير المؤمنين (عليه السلام) أمامها، فإذا قربت من القبر الشريف، سبقها أمير المؤمنين (عليه السلام) فأخمد ضوء القناديل، فسأله الإمام الحسن (عليه السلام) مرة عن ذلك،
                فقال: أخشى أن ينظر أحد إلى شخص أختك زينب

                ونقل الشيخ المفيد في كتابه الجمل حادثة بعد تولي أبيها أمير المؤمنين (عليه السلام) الخلافة الظاهرية وقبل وقوع حرب الجمل ، تنم عن حرص السيدة زينب(عليها السلام) على الحفاظ على مقدسات الاسلام وخاصة امام زمانها ، فقال – رحمه الله - :
                ( ... و لما بلغ عائشة نزول أمير المؤمنين ع بذي قار كتبت إلى حفصة بنت عمر أما بعد فإنا نزلنا البصرة و نزل علي بذي قار و الله دق عنقه كدق البيضة على الصفا إنه بذي قار بمنزلة الأشقر إن تقدم نحر و إن تأخر عقر فلما وصل الكتاب إلى حفصة استبشرت بذلك و دعت صبيان بني تيم و عدي و أعطت جواريها دفوفا و أمرتهن أن يضربن بالدفوف و يقلن : (ما الخبر ما الخبر علي كالأشقر إن تقدم نحر و إن تأخر عقر ) فبلغ أم سلمة رضي الله عنها اجتماع النسوة على ما اجتمعن عليه من سب أمير المؤمنين ع و المسرة بالكتاب الوارد عليهن من عائشة فبكت و قالت أعطوني ثيابي حتى أخرج إليهن و أقع بهن فقالت أم كلثوم بنت أمير المؤمنين (عليه السلام) :
                " أنا أنوب عنك فإنني أعرف منك "

                فلبست ثيابها و تنكرت و تخفرت و استصحبت جواريها متخفرات و جاءت حتى دخلت عليهن كأنها من النظارة فلما رأت ما هن فيه من العبث و السفه كشفت نقابها و أبرزت لهن وجهها ثم قالت لحفصة :
                ( إن تظاهرت أنت و أختك على أمير المؤمنين ع فقد تظاهرتما على أخيه رسول الله ص من قبل فأنزل الله عز و جل فيكما ما أنزل و الله من وراء حربكما )
                فانكسرت حفصة و أظهرت خجلا و قالت إنهن فعلن هذا بجهل و فرقتهن في الحال فانصرفن من المكان ... )
                (1)

                والمرجح والغالب من خلال القرائن والأحداث أن المقصود من السيدة أم كلثوم
                هي زينب(عليها السلام) وكما في عدد من الأخبار ،كما نقل في وفيات الائمة :
                عن البحاثة المحقق آية الله السيد حسن صدر الدين ( طاب ثراه ) ، قال في كتابه ( نزهة أهل الحرمين ) : زينب الكبرى بنت أمير المؤمنين ( عليها السلام ) وكنيتها (أم كلثوم) قبرها في قرب زوجها عبد الله بن جعفر الطيار خارج دمشق الشام معروف
                (2)


                وكذلك ما في وفيات الائمة :
                ما نقل عن المازندراني في الجزء الثاني من ( المعالي ) عن العلامة الجليل ثقة الاسلام السيد هبة الدين الشهرستاني أنه قال : لامير المؤمنين ( عليه السلام ) بنتان بهذا الاسم الصغرى تلقب أم كلثوم والكبرى هي سيدة الطف
                (3)


                ثم ان قول السيدة زينب(عليها السلام) لأم المؤمنين أم سلمة " أنا أعرف منك "
                لا يجرؤ على قوله لأحدى زوجات النبي(صلى الله عليه وآله) فضلا عن أم سلمة ألا السيدة زينب(عليها السلام) وهي بالفعل أعلم وأعرف منها ومن غيرها من نساء زمانها
                وهذه الحادثة ايضا تكشف عن حرص السيدة زينب (عليها السلام) على اطفاء نار الفتنة بين المسلمين في المدينة قبل اتساعها بين الناس فتفرق جماعتهم وتنال من وحدتهم .

                _________________
                (1) [الجمل - (ص 277)]
                (2) وفيات الائمة - (1 / 468)
                (3)وفيات الائمة - (1 / 469)



                يتبع ...




                عن عبد السلام بن صالح الهروي قال :
                سمعتُ أبا الحسن علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) يقول
                :


                " رَحِمَ اللهُ عَبداً أَحيا أمرَنا "

                فقلت له: وكيف يحيي أمركم؟

                قال (عليه السلام) :

                " يَتَعَلَّمُ عُلومَنا وَيُعَلِّمُها النّاسَ ، فإنَّ النّاسَ لوَ عَلِموا مَحاسِنَ كَلامِنا لاتَّبَعونا "


                المصدر : عيون أخبار الرضا (عليه السلام) - للشيخ الصدوق (رحمه الله) - (2 / 276)


                تعليق


                • #9

                  بسم الله الرحمن الرحيم
                  وصل اللهم على محمد وآله الطيبين الطاهرين
                  سلام على الحوراءما بقي الدهر وما أشرقت شمس وطلع بدر



                  مشرفنا الفاضل الصدوق

                  سدد
                  الله خطاك وأنار عملك بالايمان
                  أنار الله دربك من نور السيدة زينب (عليها السلام)
                  جزاك
                  الله خيراً ودام ابداعك

                  تعليق


                  • #10

                    اللهم صل على محمد وال محمد

                    وفقكم الله اخي الفاضل ...والمشرف المحترم (الصدوق )

                    بما تفيضون علينا من كلمات الحكمة وتذكيرات السيرة العطرة

                    لال البيت ع ليكونوا لنا قدوة واسوة ومشعلا ينير ظلام الليالي

                    والايام في زمن يكون القابض فيه على دينه كالقابض على جمرة








                    تعليق

                    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                    حفظ-تلقائي
                    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                    x
                    يعمل...
                    X