إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

توجيهات حول خروج النساء مشياً إلى كربلاء أياماً عديدة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • توجيهات حول خروج النساء مشياً إلى كربلاء أياماً عديدة

    توجيهات حول خروج النساء مشياً إلى كربلاء أياماً عديدة

    وجّه سماحة المرجع اليعقوبي (دام ظله) النساء المؤمنات التوّاقات للتأسّي بالسيدة فاطمة الزهراء () وابنتها العقيلة زينب () والراجيات شفاعتهنّ إلى أن يمتنعن عن الخروج مشياً على الأقدام إلى زيارة الإمام الحسين () من مسافات طويلة تتطلب أياماً من المسير في البوادي والقفار، خصوصاً من المحافظات جنوب العراق.

    وبرّر سماحته ذلك بأمور استخلصها من التجارب والشواهد الواقعية:-

    1- إنّ هذا الخروج منافٍ لما أمر به الله تعالى والمعصومون () من قرار النساء في البيوت وإنّ كمال المرأة في عدم خروجها، خصوصاً وإنّ هذه السفرة تبديهنّ أمام الرجال الأجانب وإن كنّ ملتزمات بالحجاب.

    2- إنّ مثل هذه الرحلة الطويلة ومبيتهنّ في دور الغرباء تتطلب رعاية خاصة للمرأة وتوفير احتياجاتها مما يجعلها في حاجة للرجال وهم أجانب، وقد تتعرض خلال رحلتها لبعض ذوي النفوس المريضة، إذ ليس كل الناس منا ملائكة، فتحصل فتنة وظروف مريبة، وكثيراً ما يُسبّب وجودهنّ قلقاً وجهداً إضافياً لأصحاب الدور المضيّفة لمواكب المشاة على الطريق حتى يخرجوا بسلام من عهدة هذه الأمانة الثقيلة.

    3- إنّ غيابهنّ عن بيوتهنّ وأطفالهنّ ومن يحتاج إلى رعايتهنّ هذه المدّة يؤدي إلى التقصير في وظائفهنّ وتصحب بعضهن الأطفال وهم لا ينضبطون فيضيع الأطفال وتتحول الرحلة إلى كارثة، لذا فإنّ كثيراً من أولياء الأمور و الأزواج لا يرضى بخروج زوجته لهذا السبب لكنّه لا يستطيع أن يمنعها لأنّه يُخوَّف بأنّه سيكون معادياً للإمام الحسين ()، حيث أصبح البعض يُمارس قضية الحُسين كإرهاب فكري لجبر الناس على قرارات لا يرضون بها، وقد صرّح كثير من الرّجال بعدم رضاهم بخروج أزواجهم إلاّ أنّهم يُجابهون بالخطوط الحمراء التي صَنَعَتها العواطف والأهواء، وبين أيدينا الرواية عن النبي ( وسلم) عن المرأة التي شكت زوجها إلى رسول الله ( وسلم) لأنّه يمنعها من الخروج لزيارة أبيها الذي أثقله المرض ثمّ مات أبوها ولم يأذن لها زوجها بالخروج فكان جواب النبي ( وسلم) لها (أطيعي زوجكِ) وبشّرها بالثواب العظيم.

    4- إنّ الزحام الشديد في الزيارة وصعوبة تحصيل واسطة النقل في طريق العودة يتسبب في حصول مخالفات شرعية كثيرة شاهدناها عبر وسائل الإعلام ونبّهنا عليها في بعض خطاباتنا كمسك الرجل الأجنبي للمرأة حتّى يُساعدها على الصعود، أو التصاق بعضهم ببعض في سيّارات الحمل بسبب اكتظاظ الركّاب وسقوط بعضهم على بعض عند حصول توقّف مفاجئ للسيّارة أو التدافع المختلط لتحصيل وجبة الطعام وغير ذلك من المحرّمات الشرعية التي يجب اجتنابها بترك مثل هذا الخروج.

    وقال سماحته في خطاب موسّع له: إنّ إخراج النساء مع وجود مثل هذه المخالفات يُخشى أن يكون تأسياً واقتداءاً بلئام الأمويين الذين أخرجوا حرم رسول الله ( وسلم) في البوادي والقفار وليس تأسياً بالعقيلة زينب () والهاشميات، فإنّهنّ لم يتخذنّ هذا الخروج سُنّةً وعادة باختيارهنّ بل صرّح الإمام السجاد () لأبي حمزة الثمالي أن أقسى فصول مأساة كربلاء على أهل البيت () هي خروج النساء بين الرجال الأجانب في تلك المجالس والمسافات الطويلة، ولم يسمح أحد من الأئمة () بتكرار هذه الحالة. وحينما دعاهن واجب طاعة الإمام () بالخروج معه كُنَّ راكبات مصونات بحماية رجالهنّ الأبطال الغيارى، والرواية مشهورة عن المازني قال (جاورت أمير المؤمنين () عشرين عاماً فما رأيت لزينب بنت علي شخصا).

    نعم إذا دعانا الواجب الإلهي إلى أي تضحية بالنفس أو المال أو إخراج النساء كان على المؤمن الاستجابة.

    إنّ التأسي الحقيقي بالعقيلة زينب يكون بالتفقّه في أحكام الدين كما كانت () عالمة غير معلّمة وبالعفاف وصون الحرائر وعدم إبرازهنّ للرجال الأجانب وبالالتزام بطاعة الله تعالى حيث لم تترك العقيلة زينب () صلاة الليل حتّى ليلة الحادي عشر من محرم.

    وقال سماحته أنّ المأثور في روايات المعصومين هو قرار النساء في بيوتهنّ وعدم خروجهنّ، وإذا التزمت المرأة بذلك فإنّها ستُعطى حينئذٍ ثواب من قصد تلك المشاهد المقدّسة، فقد روى الشيخ الصدوق في الفقيه والطوسي في التهذيب عن الإمام الصادق () قوله (خير مساجد نسائكم البيوت) وروى في مكارم الأخلاق قول رسول الله () (صلاة المرأة وحدها في بيتها كفضل صلاتها في الجامع خمساً وعشرين درجة).[1]

    وفي الختام دعا سماحة الشيخ (دام ظله) جميع المؤمنين والمؤمنات إلى أن يكونوا شجعاناً لا تأخذهم في الله لومة لائم ويقدّموا رضا الله تعالى على رضا أنفسهم وعواطفهم، ويستجيبوا لهذه الدعوة التي فيها حياة لهم في دنياهم وآخرتهم، قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ) (الأنفال/2
    4).

    [1] هذه الروايات وغيرها في وسائل الشيعة: كتاب الصلاة، أبواب أحكام المساجد، باب30.



    سماحة المرجع اليعقوبي دام ظلة



    http://www.youtube.com/watch?v=1mEo-...ature=youtu.be

    كن لطيفا مع الناس عندما ترتقي السلم لانك سوف تلتقي بهم عند النزول منه
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X