إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المنهج القرآني في اثبات الامامه والخلافه/آية الولايه

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المنهج القرآني في اثبات الامامه والخلافه/آية الولايه

    بسم الله الرحمن الرحيم.
    بعون الله وبعد التوكل عليه نبدء بالمرحله الرابعه من المنهج القرآني في أثبات الامامه والولايه,آية الولايه (بسم الله الرحمن الرحيم,انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون,ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فأن حزب الله هم الغالبون).
    وهي من الآيات القرآنيه ذات العلاقه بنظرية الامامه,وسنحاول في بحثنا الآتي أستنطاقها وأستنتاج بعض المعطيات منها.
    الركوع/وهو الانحناء وانخفاض الرأس,ويستعمل للتواضع والتخضع,وبمعنى انخفاض الحال وانحطاطها,قال في القاموس "ركع الشيخ:انحنى كبرا او كبا على وجهه,وافتقر بعد غنى وانحطت حاله ,وكل شيء يخفض رأسه فهو راكع".وفي المفردات للراغب"الركوع :الانحناء ,فتاره يستعمل في الهيئه المخصوصه في الصلاة كما هي,وتاره في التواضع والتذلل اما في العباده واما في غيرها".فيظهر من ذلك ان لفظ الركوع اريد به في بدء الامر الانحناء الحسي .ثم استعير في استعمالات معنويه كالتواضع والتذلل والافتقار بعد الغنى.
    الولايه ومفهومها/الظاهر من تتبع موارد الاستعمال وكلمات اللغويين أن الاصل في معنى الولايه هو القرب والدنو,ويلازمه الاتصال والتأثير,وقد يقارنه التصرف والتدبير والمحبه والنصره,قال الزمخشري في أساس البلاغه"وليه وليا:دنا منه,وأوليته أياه:أدنيته".وقال الفيروزآبادي في القاموس"الولي:القرب والدنو...والولي أسم منه والحب والصديق والنصير"وقال الراغب في المفردات"الولاء والتوالي ان يحصل شيئان فصاعدا ليس بينهما ما ليس منهما,ويستعار ذلك للقرب من حيث المكان ومن حيث النسبه ومن حيث الدين ومن حيث الصداقه والنصره والاعتقاد".وكما استظهرنا في مفردة "الركوع"نستظهر في مفردة الولايه ايضا أن مادة الكلمه وضعت أول مره للقرب الحسي ثم توسع فيها فاستعملت في المعنويات والمعقولات,ذلك ان الغرض من وضع الالفاظ هو التفاهم والتعبير عن الاحساسات والمشاعر والافكار التي في ذهن المتكلم ونقلها الى المستمع,ولاريب أن معرفة الانسان بالمحسوسات متقدمه على معرفته بالمعقولات فلابد أن تكون الالفاظ المستعمله في المعقولات قد أستعملت في الوهله الاولى في المحسوسات ,ثم حصل توسع في الاستعمال فأصبحت تستعمل في المعقولات ايضا,وهكذا فالولايه لفظ قد وضع للقرب الحسي ثم توسع في الاستعمال فصار يشمل المعقولات والمعنويات.والقرب غير الحسي قد يكون حقيقيا كقرب العله من المعلول,وقد يكون أعتباريا تم اعتباره لغرض التوصل الى الآثار المترتبه عليه ,كما هو الشأن في المفاهيم الاعتباريه. ويستعمل القرب في الزمان والمكان والوجود الحقيقي والمنزله الاعتباريه وله في جميع هذه الحالات معنى واحد ,لأن تعدد الأستعمال لايوجب تعدد المعنى
    وكذلك الولايه لها معنى واحد يسري في حالات وموارد متعدده ومصاديق مختلفه ,ويمكن تمييز المصاديق بعضها عن البعض الاخر بالقرائن والمناسبات التي تحف بالكلام او حال المتكلم ,مثلا أذا لوحظ القرب بين فردين مشتركين في أسره واحده كان الولي بمعنى ذي الرحم والوارث,واذا لوحظ بين شخصين كل منهما اجنبي عن الاخر أفاد معنى الصديق والناصر والمعين,واذا لوحظت ضمن ذلك مزيه زائده لأحدهما على الاخر أفاد القرب هنا معنى ولي الامر والمتصرف بالتدبير كالسيد بالنسبه للعبد وولي الطفل ,وقد يلاحظ بين شخص ومجتمع فهنا يفيد معنى الحكومه وتدبير الامرلاغير,وهو يستلزم الود والعون بين الحاكم والمحكوم,ولكن ذلك لايعني ان المراد بالقرب هو العون والود ,لأن العون والود أمر يستلزمه القرب في كل موارد الاستعمال المذكوره,وقد أستعملت الولايه بمشتقاتها المختلفه في القرآن الكريم فقد أستعمل "الولي"و"الوالي"و"المولى"في الله تعالى,وسمي الملائكه"أولياء"المؤمنين,وسمي الطاغوت والشياطين"أولياء"الكافرين,وذكر أن المؤمنين "بعضهم أولياء بعض",وكذلك الظالمين ,ونهى المؤمنين عن أتخاذ الكافرين"أولياء"وحجب "ولايه "المؤمنين عن الذين لم يهاجروا من المؤمنين مع الامر بنصرهم عند الاستنصار ,وأستعمل "الولي"ايضا في الوارث وولي الدم والصديق.
    واذا استنطقنا آية الولايه وجدناها تشتمل على عدة دلالات منها,
    1/انها لاتتحدث عن ولايه بين افراد متساوين بالدرجه فهي ليست من قبيل (المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض)الذي يفهم منه تبادل الولايه بالنحوالذي يدفعنا الى تفسيرها بالنصره المتبادله وانما تتحدث عن ولايه فرد ممتاز على من سواه من الافراد بدلالة اقتران ولاية (الذين آمنوا)بولاية الرسول وولاية الله من جهه ,وتوصيفهم بدرجه ممتازه من العباده والتقوى
    (يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون)من جهه ثانيه.ولذا لايفهم من سياق الآيه النصره المتبادله بل وكما يفهم من ولاية الرسول على المؤمنين والحكومه والاداره كذلك يفهم من ولاية المؤمنين المقارنه لها ,الحكومه والاداره الاجتماعيه والسياسيه ايضا.
    2/ان اقتران ولاية (الذين آمنوا)بولاية الله والرسول مشعر بكون الاولى امتداد واستمرار للثانيه ومتفرعه عليها,ومن الطبيعي ان الفرع يحمل كل خصائص الاصل الا ما خرج بالدليل,فتبقى ولاية الله هي الاصل والمنبع وولاية (الذين آمنوا) فرع مستمد منها عبر واسطه هي ولاية الرسول صلى الله عليه وآله,وولاية الله مستقله ذاتيه ,وولايه من عداه تابعه مكتسبه,ولايوجد دليل يحدد الولايه بمجال دون آخر فيبقى الاطلاق ساريا في ولاية المؤمنين ,فتكون ولايه تكوينيه وتشريعيه وسياسيه كما هي ولاية الله الرسول.
    3/ان الآيه حصرت الولايه(انما وليكم)بنوع خاص من الافراد ,واذا لاحظنا نوع الولايه التي أعطيت لهم وهي الولايه السياسيه والتشريعيه والتكوينيه من جهه ,وربطنا بين الآيه وآية أولي الامر الذين افترض الله طاعتهم وقرن طاعتهم بطاعته وطاعة رسوله من جهه ثانيه أدركنا انه ليس المقصود من الآيه اصدار حكم على نحو القضيه الحقيقيه باعطاء الولايه لكل من أقام الصلاة وأعطى الزكاة وهو راكع,وانما هي بصدد الاشاره الى فرد معين بالخارج وآخرين بدرجته على نحو القضيه الخارجيه ممن يستحقون الدائره الواسعه من الولايه بمجالاتها الثلاثه السياسيه والتشريعيه والتكوينيه.
    وبتعبير آخر :ان الآيه اما ان تحمل على القضيه الحقيقيه او على القضيه الخارجيه ,وحملها على القضيه الحقيقيه متعذر لأنه يستلزم منها حصول الولايه التشريعيه والتكوينيه والسياسيه لكل من أتصف بأقامة الصلاة وايتاء الزكاة راكعا ,وهذا المعنى لايمكن الاخذ به حتى على فرض تحقق هذه الصفه صدقا وايمانا لانفاقا ورياءا,لأن الولايه التشريعيه والتكوينيه ليست من الصفات المكتسبه وانما هي من المراتب القريبه التي تحتاج الى جعل وتعيين شخصي قائم على أساس تشخيص مسبق باستحقاق الفرد المعين لأن يناله عهد الله وتمتد اليه قناة السماء ,فيكون ناطقا باسمها ومعبرا عما تريد وما لاتريد فيعطى هذه الولايه.
    وحيث دلت الآيه على اتساع دائرة الولايه الى الولايه التشريعيه والتكوينيه وعدم اقتصارها على الولايه السياسيه من جهه,وان الولايه من هذا النوع مرتبه قربيه غير مكتسبه تحتاج الى جعل وتعيين شخصي من جهه ثانيه لذا فأن حملها على القضيه الخارجيه هو المتعين بأن يقال :ان الآيه أشارت الى فرد معين ,وليس غرضها أعطاء ضابطه كليه بحيث يكون كل من التزم بها مستحقا للولايه ,بل غرضها الدلاله على ذلك الفرد وتوجيه المسلمين نحوه ,فمن هو ذلك الفرد الذي قصدته الآيه وعبرت عنه ب(الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون
    من الواضح أن الآيه لم تكشف عن الشخص المقصود بالولايه ,وفي مثل هذه الحاله لابد لنا من الرجوع الى السنه الشريفه التي تكفلت ببيان مجملات الكتاب وتفاصيل الاحكام ,قال تعالى(وأنزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم),وقد بين الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بأحسن بيان وأبلغ دلاله وأفضل طريقه بأن المراد بالآيه هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وأنها نزلت بشأنه ,وروى الفريقان ذلك في كتبهم الحديثيه والتفسيريه والتاريخيه بما لايبقى معه شك أو تردد,وشأن نزولها هو تصدق الامام علي عليه السلام بخاتمه الشريف وهو راكع يصلي في المسجد ,وقد مدحه حسان شاعر الرسول لأجل هذه المنقبه في أبيات نقلها الخطيب الخوارزمي في المناقب ص186-187,وشيخ الاسلام الحمويني في فرائد السمطين ج1ص190,والكنجي في كفاية الطالب ص228-229,وسبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص ص18-19,والآلوسي في تفسيره روح المعاني ج6ص167,وأخرجها جم غفير من أئمة الحديث والتفسير والكلام منهم,الطبري في تفسيره جامع البيان ج6ص288,والرازي في تفسيره الكبير ج6ص28,.
    بعض الروايات من طريق كتب السنه,
    اخرج الثعلبي في تفسيره باسناده عن طريق ابي ذر الغفاري قال"اما اني صليت مع رسول الله صلى الله عليه وآله يوما من الايام الظهر فسأل سائل في المسجد فلم يعطه احد شيئا فرفع السائل يده الى السماء وقال :اللهم اشهد اني سألت في مسجد نبيك محمد صلى الله عليه وآله وسلم فلم يعطني احد شيئا ,وكان علي عليه السلام في الصلاة راكعا فأومأ اليه بخنصره اليمنى وفيه خاتم ,فاقبل السائل فاخذ الخاتم من خنصره ,وذلك بمرأى من النبي صلى الله عليه وآله وهو في المسجد ,فرفع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم طرفه الى السماء وقال :اللهم أن اخي موسى سألك فقال(رب أشرح لي صدري ,ويسر لي أمري ,واحلل عقدة من لساني,يفقهوا قولي ,وأجعل لي وزيرا من أهلي ,هارون أخي ,أشدد به أزري ,وأشركه في أمري)فأنزلت عليه قرآنا(سنشد عضدك بأخيك,ونجعل لكما سلطانا فلا يصلون اليكما)اللهم وأني محمد نبيك وصفيك ,اللهم وأشرح لي صدري ,ويسر لي أمري ,واجعل لي وزيرا من اهلي عليا أشدد به ظهري ,قال ابو ذر فما أستتم دعاءه حتى نزل جبرئيل عليه السلام من عند الله عز وجل وقال يا محمد أقرأ(انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون).
    ذكر الخوارزمي في جواب مكاتبة معاويه الى عمر ابن العاص ,أن عمر ابن العاص قال له:وقد علمت يامعاويه ما أنزل في كتابه في علي من الآيات المتلوات في فضائله التي لايشاركه فيها أحد كقوله تعالى(يوفون بالنذر)وقوله تعالى(انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون)وقوله تعالى(افمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ومن قبله....)وقوله تعالى(رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه)وقوله تعالى(قل لاأسألكم عليه أجرا الا المودة في القربى).
    وقد روى أبن المغازلي في هذا المعنى أربع روايات ص311-313ح354-357.
    واما عن الشيعه فروايات كثيره جدا نشير الى بعضها,
    مارواه محمد بن يعقوب الكليني عن علي بن ابراهيم,عن ابيه,عن ابن ابي عمير,عن عمر بن اذينه عن زراره والفضيل بن يسار وبكير بن اعين ومحمد بن مسلم وبريد بن معاويه وابي الجارود جميعا عن ابي جعفر عليه السلام قال:امر الله عز وجل رسوله بولايه علي وانزل عليه(انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون)وفرض من ولاية أولي الامر,فلم يدروا ما هي ,فأمر الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم أن يفسر لهم الولايه كما فسر الصلاة والزكاة والصوم والحج,فلما آتاه ذلك من الله ضاق بذلك صدر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتخوف أن يرتدوا عن دينهم وأن يكذبوه ,فضاق صدره وراجع ربه عز وجل فأوحى الله عز وجل اليه(يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) فصدع بأمر الله-عز وجل-فقام بولاية علي يوم غدير خم فنادى الصلاة جامعه ,وامر الناس ان يبلغ الشاهد منهم الغائب –قال عمر بن اذينه:قالوا جميعا غير ابي الجارود –وقال ابو جعفر عليه السلام وكانت الفريضه الاخرى وكانت الولايه آخر الفرائض فأنزل الله عز وجل(اليوم اكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي )قال ابو جعفر عليه السلام:يقول الله عز وجل"لاأنزل عليكم بعد هذه فريضه قد أكملت لكم الفرائض"الكافي ج1ص349ح4.وغيرها كثير.
    وللموضوع تتمه
    sigpic

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم....تتمة الموضوع.
    هناك بعض الشبهات قد تثار على ماقدمناه سابقا من البحث حول تفسير الآيه .وهي
    الشبهه الاولى:
    ان الآيه جاءت في سياق يتنافى وهذا التفسير,والسياق هو نهي المؤمنين عن تولي اليهود والنصارى والمسارعه اليهم,ولما كانت الولايه المنفيه في هذا السياق هي ولاية النصره والمعونه,لابد ان تكون الولايه المأمور بها في الآيه التي بعدها وهي آية(أنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون)هي زلاية النصره والمعونه ايضا,فالآيه السابقه رفضت ولايه منحرفه خاطئه ,والآيه الاحقه طالبت بولايه مستقيمه وصحيحه,والسياق يقتضي وحدة نوع الولايه المرفوضه مع الولايه المطلوبه,وبما ان الولايه المرفوضه هي ولاية النصره والمعونه فالولايه المطلوبه لابد وأن تكون كذلك.هناك جوابان على هذه الشبهه,
    الجواب الاول.
    ان وحدة السياق بين الآيتين غير محرزه وغير أكيده,ذلك أن جل الروايات الوارده في شأن نزول الآيه تدل على أنها نزلت بنحو متقل عما قبلها,فلا يمكن التعويل على السياق في تفسير الآيه,ولو قلنا بوحدة السياق بينهما لزم من ذلك أن تكون ولاية النبي صلى الله عليه وآله وسلم هي ولاية نصره ومعونه ,وحيث لايساعد الادب القرآني على عد الرسول مجرد ناصر للمؤمنين,لكونه أعلى شأنا من ذلك ,وأن تولي المؤمنين له هو تولي انقياد وتبعيه ,فلزم من ذلك أن تكون ولاية(الذين آمنوا)المقرونه بولاية الرسول هي كذلك أعلى من ولاية النصره,وان يكون تولي المؤمنين لهم هو تولي أنقياد وتبعيه,وليس ذلك الا الاماره والحكومه.
    الجواب الثاني.
    اننا حتى لو آمنا بوحدة السياق بين الآيتين فان التفسير المختار لايخل بها,بل يتناسب معها تماما وذلك لأن الولايه المرفوضه في الآيه السابقه ,وهي ولاية المؤمنين للكفار والولايه المطلوبه في الآيه الاحقه ,هي ولاية الله ورسوله والذين آمنوا,والولايه في الحالتين تعني القرب والدنو,حيث ذكرنا فيما سبق ان للولايه معنى واحد مشترك بين مصاديقها المختلفه ويلازمه الأتصال والتأثير.
    الشبهه الثانيه,
    ان التفسير المختار للآيه مبني على أساس أن المقصود ب(الذين آمنوا)هو الامام علي بن ابي طالب عليه السلام وهذا الاسلوب من التعبير خلاف الظاهر,لأن الظاهر من لفظ الجمع(الذين آمنوا)ارادة جماعه لافرد واحد.
    الجواب :اننا نميز بين حالتين:الحاله الاولى:حالة أطلاق لفظ الجمع وارادة الواحد.الحاله الثانيه:حالة أعطاء حكم حكم كلي أو الاخبار بمعرف جمعي في لفظ الجمع لينطبق على من يصح ان ينطبق عليه,وان لم ينطبق هذا العنوان في الخارج الى على فرد واحد ولم يجد له الا مصداقا واحدا,واللغه ترفض الحاله الاولى من الاستعمال ولا ترفض الحاله الثانيه والتي هي حاله شائعه أستخدمها القرآن الكريم مرات عديده,ولم يحصل أن توقف أحد من المفسرين في أي منها ,فلماذا ظهر التوقف والأشكال في هذا المورد دون باقي الموارد؟ومن تلك الموارد القرآنيه قوله تعالى(يقولون نخشى أن تصيبنا دائره )في الآيه السابقه على آية الولايه من سورة المائده,حيث أستخدم القرآن لفظ الجمع مع أن القائل –على ما رواه القوم-كان فردا واحدا وهو الصحابي عبد الله بن أبي,وكذلك هو المراد بقوله تعالى(يقولون لئن رجعنا الى المدينه ليخرجن الاعز منها الاذل) وروي في قوله تعالى(تلقون اليهم بالموده)أن المراد بذلك هو طالب بن ابي بلتعه,وقد عد العلامه الاميني في الغدير عشرين موردا قرآنيا من هذا القبيل(الغدير ج3ص163-167)
    ومن جهه اخرى يلاحظ ايضا ان الروايات التي فسرت الروايه بالامام علي عليه السلام,قد رواها عرب أقحاح,ممن لم تختلط لغتهم بلغات ولهجات غير عربيه,ولو كان هذا الاشكال واردا من الناحيه اللغويه لألتفت اليه هؤلاء الرواة قبل غيرهم ممن أختلطت السنتهم بألسنه غير العرب ولم يدركوا اساليب اللغه العربيه بالدقه التي كان عليها أولئك الرواة,وشيوع هذا الاسلوب في اللغه العربيه يغنينا عن التماس المبرر لأستعمال القرآن له في هذه الآيه المباركه,ومع ذلك من الممكن القول :بأن القرآن الكريم قد أستعمل هذا الاسلوب لدفع الأضغان وما تضمره بعض النفوس من العداء لأمير المؤمنين عليه السلام,فجاء بعنوان جمعي من شأنه اثارة الرجاء لدى الاخرين في تحقق الولايه لهم ,بالاتيان بما قام به الامام علي عليه السلام وأن كان القرار السماوي قد حصر الامر بالامام علي عليه السلام دون سواه من صحابة رسول الله ,والذي يدرس الوضع الاجتماعي والسياسي الذي كان سائدا آنذاك وعلم مقدار ما كانت تضمره نفوس المنافقين من الضغينه والحقد للامام علي عليه السلام ,يدرك مدى مقبوليه هذا التحليل تاريخيا.
    الشبهه الثالثه,
    ان الظاهر من الآيه والمتبادر منها عند أطلاق وصف (أنما وليكم الله)هو فعلية هذا الوصف,وحينئذ لو فسرنا الآيه بولايه علي بن ابي طالب عليه السلام فستكون النتيجه هي تحقق هذه الولايه من حين صدور الآيه,ولم يقل بذلك أحد ولايستطيع أن يقوله لأن الولي آنذاك هو الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فيلزم من ذلك ان الولايه المقصوده في الآيه هي النصره والمعونه لاولاية التدبير والحكومه.
    وجواب هذه الشبهه في ملاحظة استخدام الآيه للفظ المفرد(انما وليكم)واعلانها عن ان الولايه تكون لثلاثه هم:الله ,الرسول,الذين آمنوا,وكأنها بصدد بيان منبع الولايه والحلقات المتسلسله عنها ,والمنبع هو الله سبحانه,والحلقه الاولى النابعه عنه هي الرسول,والحلقه الثانيه النابعه عن الرسول هي (الذين آمنوا),وحينما يكون المشرع الحكيم في سياق من هذا القبيل لايفهم من كلامه فعلية الولايه لكل الحلقات في آن واحد,بل الذي يتبادر الى ذهن السامع هو مفهوم عام عن الولايه,فاذا نظر الى الواقع الخارجي واراد تطبيق ذلك المفهوم عليه نظر الى تسلسل الحلقات وفهم حينئذ اولوية الحلقه السابقه بان تكون فعليه دون الحلقه اللاحقه,فاذا فقدت الحلقه السابقه تحولت الفعليه الى الحلقه اللاحقه والحلقه السابقه هي ولاية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم التي كانت قائمه من زمن صدور الآيه ,ومع تحقق ولاية الرسول فعلا تبقى ولاية (الذين آمنوا)موقفا قانونيا مستقبليا,لافعليه له في زمن حياة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.وبتعبير آخر:ان الله سبحانه فوض الولايه للرسول وأولي الامر مع حفظ التسلسل والاولويه ,ففي حياة الرسول لاولايه لأولي الامر ,وانما تصبح ولايتهم نافذه وفعليه بعد وفاته صلى الله عليه وآله وسلم.والآيه وان كا غرضها الواقعي هو الاشاره الى ولاية الامام علي عليه السلام بع النبي على نحو القضيه الخارجيه-كما بينا من قبل-الا انها صاغت بيانها الظاهري على نحو القضيه الحقيقيه لتحقيق مقاصد ,ولعل من هذه المقاصد دفع الاضغان والاحقاد المضمره في بعض النفوس على الامام علي عليه السلام,كما أسلفنا,ولعل من هذه المقاصد أيضا دفع توهم فعلية ولاية الامام في زمن صدور الآيه,لأن القضيه الحقيقيه غرضها بيان الضابطه القانونيه ,ولا تشترط تحقق موضوع هذه الضابطه في الخارج ,وحيث ان موضوع ولايه علي بن ابي طالب عليه السلام لاتتحقق له في زمن الرسول صلى الله علي وآله وسلم,فلا يستظهر من الآيه فعليتها الا بعد وفاة الرسول ,وتحقق الموضوع الذي تنطبق عليه الضابطه القانونيه.وعلى أي حال ,فمهما يكن السامع لكلام المشرع الحكيم قليل الدرايه فأنه مع ذلك لايتصور بحقه ان يفهم من الآيه ظهور ولايتين قانونيتين في زمن واحد ومكان واحد لزعيمين وقائدين اثنين ,ولابد له من ان يستظهر الفعليه لواحده منهما فقط,ولابد ان تكون تلك ولاية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
    الشبهه الرابعه:ان اطلاق لفظ الزكاة على الصدقه المندوبه خلاف الظاهر والتفسير المختار للآيه مبني على ان الامام علي عليه السلام قد تصدق بالخاتم وهي صدقه مندوبه لاتنسجم مع وصف الزكاة (ويؤتون الزكاة)المذكور في الآيه.
    الجواب:هذا الاشكال من أضعف ماقيل ,لأن الزكاة المصطلحه في عرف المتشرعه والمتدينين انما هو اصطلاح مستحدث لم يجر علي القرآن الكريم الذي استعمل الزكاة في معناها العام الذي هو مطلق الانفاق في سبيل الله ,وقد استعمل القرآن الكريم هذا اللفظ في هذا المعنى العام قبل تشريع الزكاة المصطلحه كفريضه من الفرائض,فقال تعالى(وأوصاني بالصلاة والزكاة مادمت حيا)وقال تعالى(واوحينا اليهم فعل الخيرات واقام الصلاة وايتاء الزكاة)ولاشك ان المقصود بالزكاة في هاتين الآيتين مطلق الانفاق لوجه الله تعالى.
    الشبهه الخامسه:قيل لو ان الآيه تدل على ولاية الامام علي عليه السلام لكانت وثيقه قانونيه يستطيع ان يشهرها للاحتجاج على خصومه في كونه الاحق من غيره بالاماره والحكومه وقد ذكر الرازي في تفسيره هذه الشبهه فقال(ولو كانت هذه الآيه داله على اقامته لاحتج بها وليس للقوم ان يقولوا انه ترك للتقيه,فانهم ينقلون عنه انه تمسك يوم الشورى بخبر الغدير والمباهله وجميع فضائله ومناقبه,ولم يتمسك البته بهذه الآيه(التفسير الكبيرج6ص31.
    وجواب هذه الشبهه:ان الآيات والاحاديث الداله على امامة الامام علي عليه السلام كثير جدا,والاحتجاج على الخصوم لايستلزم الاتيان بكل تلك الآيات والاحاديث ,ومن الممكن لصاحب الحق ان يحتج ببعض الادله ويستغني عن الباقي,واهل المنطق وذوو الحجى يكتفون بدليل واحد اذا كان محكما بينما يكابر المكابرون حتى لو وضع امامهم الف دليل ودليل,هذا اولا:
    وثانيا :انه عليه السلام قد احتج بهذه الآيه مرارا ,فقد روى أصحابنا –رضوان الله عليهم-في حديث مناشدته لأبي بكر أنه قال"فانشدك بالله ,الي الولايه من الله مع رسول الله في آية زكاة الخاتم أم لك؟قال :بل لك"(غاية المرام ص108ح16)وفي حديث مناشدته يوم الشورى"فهل فيكم احد اتى الزكاة وهو راكع فنزلت فيه(انما وليكم الله ....)غيري؟قالوا:لا"(غاية المرام ص108ح17نقلا عن امالي الشيخ الطوسي ج2ص162.
    وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين ,وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
    sigpic

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      والصلات والسلام على اشرف خلقه محمد واله الطيبين الطاهرين الله يبارك لك ياخ احمد الخياط وثباتاك على الولاية

      تعليق


      • #4
        اللهم صلي على محمد و ال محمد و عجل فرجهم و العن أعداءهم
        مشكور أخي للمجهود الرائع جعله الله في ميزان حسناتك

        تعليق


        • #5
          الاخ الفاضل ** احمد الخياط **
          جزيتم خيراً طرح غاية في الاهمية
          وفقتم للخير كله
          وجعلتم من الثابتين على الولاية

          تعليق


          • #6
            اللهم صل على محمد وآل محمد
            الخ الكريم حسيني وافتخر.
            الاخ الكريم14نور.
            اختنا الفاطميه الفاضله بنت الفواطم.
            السلام عليكم
            اشكر لكم مروركم النير,وفقكم الله لكل خير,حفظكم الله ورعاكم.
            sigpic

            تعليق

            المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
            حفظ-تلقائي
            Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
            x
            يعمل...
            X