إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الحلم

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحلم

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم

    وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
    وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
    السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته


    حثُّ الإسلام وآل بيت الرحمة عليهم السَّلام على فضيلة الحُلم والعفو، وأن يكون الإنسان عفوّاً رحيماً حليماً لا تهتزُّ شخصيته أثناء المصائب والمصاعب، فيصدر عنه ما لا يليق بشرفه ومروءته فيظلَّ محافظاً على رداء تقواه، وبهاء جمال إيمانه وحيائه.

    ما هو معنى الحلم؟
    الحِلْمُ من أشرف السَّجايا وأعزِّ الخصال الأخلاقيّة، ودليل على سموّ النَّفس، وكرم الأخلاق، وسبب للمودة والإلفة بين النّاس وفي المجتمع. لأنّ صاحب هذا الخُلق يعيش السَّلام دائماً مع نفسه ومع الآخرين. والحلم هو اعتدال القوة الغضبية عند الإنسان وطمأنينة النَّفس بحيث لا يحرّكها الغضب بسهولة ودون مبرّر، ولا يزعجها المكروه بسرعة. فالحليم إذا وقع في شيء على خلاف ما تميل إليه نفسه، أو وصل إليه مكروه أو أمر غير مناسب، فإنّه لا يخرج عن طوره، ولا يغضب، بل يكظم غيظه ويواجه الواقع بهدوء وروية وحكمة.

    فضيلة الحلم:

    في القرآن:
    مدَح الله الحلماء والكاظمين الغيظ وأثنى عليهم في محكم كتابه الكريم فقال عزَّ وجلَّ ( و
    َإِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلَامًا ) 1

    وقال عزَّ اسمه: ( و
    َلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتي‏ هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَميمٌ )2



    وقال عزَّ وجلَّ: وَالْكاظِمينَ الْغَيْظَ وَالْعافينَ عَنِ النّاس وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنينَ).3
    وفي آية أخرى يقول: إِنَّهُ كانَ حَليماً غَفُوراً )4
    .

    في الروايات:
    عن الإمام الباقر عليه السلام قال: "إنّ الله عزَّ وجلَّ يحب الحيِيّ الحليم"5.
    عن الإمام الرضا عليه السلام قال: "لا يكونُ الرجل عابداً حتى يكون حليماً وإنَّ الرجل كان إذا تعبّد في بني إسرائيل لم يعد عابداً حتى يصمت قبل ذلك عشر سنين"6.
    عن الإمام الصادق عليه السلام قال: "إذا وقع بين رجلين منازعة، نزل ملكان فيقولان



    للسَّفيه منهما: قلت وقلت وأَنت أَهل لما قلت ستجزى بما قلت، ويقولانّ للحليم منهما: صبرتَ وحلُمتَ سيغفرُ اللهَ لكَ إنْ أَتممت ذلك قال فإن ردَّ الحليم عليه ارتفع الملكان"7.
    سأل أحدهم الإمام الحسن العسكري عليه السلام عن الحلم فقال: "هو أَن تملك نفسك، وتكظم غيظك، ولا يكونُ ذلك إلا مع القدرة"8.
    ما دام الإنسان يعيش في هذه الدُّنيا فإنَّ الأحداث المستجدة والأمور المفاجئة والمواقف غير المتوقعة قد تطلُّ برأسها في كلّ لحظة لتعكّر صفوه وتنغّص عيشه، فإذا لم يكن ذا حلم وسعة صدر في تحمّل الصعاب ومواجهة المشاكل، فسرعان ما قد تشتعل نار قوة الغضب في صدره، والتي إذا ما خرجت عن حد اعتدالها ومالت إلى حدِّ الإفراط ربما أدّت بصاحبها إلى هلاك نفسه، أو فساد دينه وخراب دنياه. حيث يمكن أن توقعه والعياذ بالله في الطغيان والظلم، وهتك النواميس، وقتل النفوس المحترمة، فعن الإمام الباقر عليه السلام قال: "أي شي‏ء أشد من الغضب، إن الرجل يغضب فيقتل النَّفس التي حرم الله ويقذف المحصنة"9. وإلى ضياع العقل كما قال الإمام الصادق عليه السلام: "من لم يملك غضبه لم يملك عقله"10، وإلى إطفاء نور الإيمان، كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الغضب يفسد



    الإيمان كما يفسد الخل العسل"11.
    فقوة الغضب تفوق سائر القوة خطراً لأنّها قد تؤدّي بلحظات قليلة إلى الكثير من المفاسد والشرور، وقد تخرج الإنسان في دقائق معدودة من هذا الوجود كله، وتحرمه من سعادة الدّنيا والآخرة. لذا على الإنسان المؤمن الحريص على دنياه وآخرته أن يتحلّى بملكة الحُلم لكي لا يصبح أسيراً لأفة الغضب المهلكة، ولكي يتمكن من مواجهة مخاطرها المحدقة. فإذا سعى الإنسان في حركاته وسكناته على العمل بهدوء وسكينة، وضبط نفسه وكظم غيظه مدة وتكلّف الحُلم وحمل نفسه على التصرف كذوي الحلم، فإن ذلك يفضي به لا محالة إلى الحلم. وإذا واظب على هذا الأمر مواظبةً كاملةً لمدّة معينة وراقب نفسه مراقبة صحيحة، فسيتحول هذا الذي يتكلّفه إلى أمر عادي بالنسبة إلى النَّفس وسيحصل على النتيجة المطلوبة. كما قال أمير المؤمنين علي عليه السلام: "إن لم تكن حليماً فتحلم، فإنّه قلّ من تشبه بقوم إلاّ وأوشك أن يكون منهم"12. وعن الإمام الصادق عليه السلام قال: "إذا لم تكن حليما فتحلّم"13.
    وتجدر الإشارة إلى أنّ القوّة الغضبيّة ليست مذمومة مطلقاً، بل هي مذمومة في الموارد التي توقع الإنسان في المحرّمات وارتكاب الموبقات. وإلّا فإنّ للقوّة الغضبية فوائد كثيرة، فالقيام بفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتنفيذ الحدود والتعذيرات، والجهاد في سبيل الله وسائر التعاليم السياسية والدينية لا يكون إلّا في ظلّ القوّة الغضبيّة. والله سبحانه وتعالى وصف المجاهدين في سبيله: ( أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ )14
    .



    المفاهيم الرئيسية:
    1- الحلم هو اعتدال القوة الغضبية عند الإنسان وطمأنينة النَّفس بحيث لا يحركها الغضب بسهولة ودون مبرر، ولا يزعجها المكروه بسرعة.

    2- قوة الغضب تفوق سائر القوة خطراً لأنّها قد تؤدّي بلحظات قليلة إلى الكثير من المفاسد والشرور، وقد تخرج الإنسان في دقائق معدودة من هذا الوجود كله، وتحرمه من سعادة الدنيا والآخرة.
    3- عن الإمام الباقر عليه السلام قال: "أيُّ شي‏ء أشدُّ من الغضب إنّ الرّجل يغضب فيقتل النَّفس التي حرم الله ويقذف المحصنة".



    الشهادة سجل مفتوح15

    من المؤكّد أن دماء الشُّهداء هي التي صانت الثورة والإسلام. وهي التي أعطت دروس المقاومة لشعوب العالم إلى الأبد. ويعلم الله أن طريق ونهج الشَّهادة ليس له نهاية، وستقتدي الشعوب والأجيال القادمة بنهج الشُّهداء. وستكون تربة الشُّهداء الطاهرة مزاراً للعشاق والعرفاء والمخلصين ودار الشفاء للأحرار إلى يوم القيامة. فهنيئاً لأولئك الذين التحقوا بركب الشَّهادة. وهنيئاً لأولئك الذين ضحوا بأرواحهم ونفوسهم في قافلة النور هذه. وهنيئاً لأولئك الذين ربَّوا في أحضانهم أمثال هذه الجواهر.
    إلهيّ! ليبق هذا الدفتر وسجل الشَّهادة مفتوحاً أمام المشتاقين ولا تحرمنا من الالتحاق بهم. إلهيّ! إنّ بلدنا وشعبنا لا زالوا في بداية طريق النضال وبحاجة إلى مشعل الهداية، فاحفظ واحرس هذا السراج ذا النور الساطع. هنيئاً لكم أيها الشعب هنيئاً لكم أيتها النساء والرجال. هنيئاً للمعاقين والأسرى والمفقودين وأُسَر الشُّهداء المعظمة. وإني اشعر بالخجل أمام عظمة وتضحيات هذا الشعب العظيم. وتعساً لمن تخلّف عن هذه القافلة. تعساً للذين مرّوا حتى الأنّ من أمام هذه المعركة الكبرى للحرب والشهادة والامتحان الإلهي العظيم، أمّا صامتين، أو لا مبالين، أو منتقدين وغاضبين.
    الإمام الخميني قدس سره
    ----------------------
    هوامش
    1- الفرقان: 63.
    2- فصلت: 34.

    3- آل عمران: 134.
    4- الإسراء:44.
    5- أصول الكافي: ج2، ص 112.
    6- أصول الكافي ج: 2، ص ، 111.
    7- الكافي ج: 2 ص: 112.
    8- مستدرك ‏الوسائل ج: 11 ص: 291.
    9- بحار الأنوار: ج 70،ص274.
    10- الكافي: ج 2، ص 305.
    11- الكافي: ج 2، ص 302.
    12- وسائل الشِّيعة: ج15، ص268.
    13- اصول الكافي: ج2، باب الحلم ح6.
    14- الفتح: 29.
    15- صحيفة الإمام: ج‏21، ص87.


    التعديل الأخير تم بواسطة عطر الولايه; الساعة 01-03-2015, 01:53 AM.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X