الى

أليس من الجُرْمِ أن تتّهمَ فتوى المرجعية العُليا بالدفاع عن العراق بأنّها طائفية؟!!!

طالعتْنا قبل أيام أبواقٌ شيطانية مشبوهة اتّهمت الفتوى الأخيرة لسماحة المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني(دام ظلّه الوارف) بالوجوب الكفائي للدفاع عن العراق ومقدّساته بأنّها "طائفية"!!.
وحقّاً إنّ المرء ليَحار من دَجَل وافتراء أصحاب هذه الدعاوى الخالية من البراهين، فهي محضُ افتراءٍ وبهتان بيّن، نعم لقد أحبطت هذه الفتوى والتوضيحات التي تلتها ورافقتها مخطّطَهم الخبيث لإغراق البلد والمنطقة في بحرٍ من الدماء يهلك الحرث والنسل، ولكنّ الله تعالى أفشل هذه المخططات بأنفاس المرجعية العليا المتمثلة بالسيد السيستاني(دام ظلّه الوارف)، فكان مصداقاً جلياً لقول الله تعالى: (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)سورة الأَنْفال 30، وقوله تعالى: (وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ)سورة فاطر 10، وقد بيّن ممثّل المرجعية العُليا سماحة السيد الصافي في خطبة الجمعة بأنّ الفتوى كانت شاملةً لكلّ العراقيين ولم تخصّ طائفة دون طائفة أو قومية دون أخرى، فكيف تكون طائفية؟!! ولمتابعة هذا المضمون اضغط هنا .
وهنا نستحضر كلمةً للسيدة الزهراء(عليها السلام) تنطبق على هذا الموقف، إذ تقول(سلام الله عليها): (ألا هلمّ فاستمع وما عشت أراك الدهر عجباً، وإن تعجب فعجبٌ قولهم، ليت شعري إلى أيّ سناد استندوا وعلى أي عماد اعتمدوا، وبأيّة عروة تمسّكوا؟!!)
أوليس الكلّ يعلم علم اليقين بأنّ السيد السيستاني(دام ظلّه الوارف) هو صمّام الأمان في كلّ الظروف والمحن التي عصفت بالعراق الجريح؟.
أوليس الكلّ يعلم علم اليقين بأنّ سماحة السيد السيستاني هو من أصدر بياناً في العام(2005) خلال بدايات أزمة الاحتلال وتشكيل الحكومة جاء فيه: (أنا أحبّ الجميع، والدين هو المحبّة، أعجب كيف استطاع الأعداء أن يفرّقوا بين المذاهب الإسلامية).
وجاء فيه أيضاً: (لابُدّ للشيعة أن يُدافعوا عن الحقوق الاجتماعية والسياسية للسُنّة قبل أبناء السُنّة أنفسهم). وجاء فيه كذلك: (إنّ خطابنا هو الدعوة الى الوحدة، وكنت ولا أزال أقول: لا تقولوا إخواننا السُنّة، بل قولوا أنفسنا أهل السُنّة). أنا أستمع الى خُطَب أئمة الجمعة من أهل السُنّة أكثر ممّا أستمع لخُطَب الجمعة من أهل الشيعة. نحن لا نفرّق بين عربيٍّ وكرديٍّ، والإسلام هو الذي يجمعنا معاً).
أوليس الكلّ يعلم علم اليقين بأنّ سماحة السيد السيستاني هو من قال بحقّه الكاتب السعودي المعروف جمال الخاشقجي في جريدة "أخبار العرب" في العام(2006) في ظلّ الظروف الصعبة التي مرّت بها البلاد آنذاك، إذ كتب مقالاً قال فيه: (لو كان‎ آية‎‎ الله السيستاني‎ يحذو حذو المتشدّدين‎‎ من السلفية،‎‎ ويفتي‎ بقتل‎ السُنّة فما كان يحدث؟! أليس بإمكان شخصٍ من الشيعة تفجير سيارة مفخخة أمام‎ مسجد للسُنّة في يوم الجمعة ويقتلَ بعض الأشخاص؟ هل بإمكاننا أن‎ نتصوّر نجاحاً لهذه المجازر التي‎‎ تطال‎ العراقيين على أيدي‎ هؤلاء المتشدّدين؟!).
وأضاف‎ الخاشقجي كاتب المقال: أنّ‎ الشخص‎ الوحيد الذي‎ بعث الهدوء في‎ صفوف‎ الشيعة‎‎ هو سماحة آية‎‎ الله السيد السيستاني, ولذلك‎ ألا يجدر بأن‎ يتوجّه‎‎ شيخ‎ الأزهر ومفتي‎ الديار العربية السعودية‎ والشيخ‎ القرضاوي‎ والآخرون‎ إلى‎ النجف‎‎ الأشرف لتقبيل‎ أيدي‎ سماحته؟.
وجاء في‎ جانبٍ آخر من‎‎ المقال‎ أنّ الكاتب‎ الأميركي‎ الشهير(توماس‎ فريدمان) أعلن‎‎ قبل‎ عدة‎‎‎ أسابيع‎ أنّ آية الله السيد السيستاني‎ جديرٌ بإحراز جائزة‎ نوبل‎ للسلام،‎ مستدلّاً في‎ هذا المجال بأنّ‎ سماحته‎ اضطلع‎ بدورٍ هام‎ وأساسي‎‎ في إجراء أوّل‎ انتخابات‎ حرّة‎ في‎ العراق،‎ كما كان‎ متيقّظاً أمام‎ المؤامرات‎‎ الرامية‎ لتأجيل‎ الانتخابات في‎ هذا البلد. وأضاف‎ الصحفي السعودي: إنّني لا أرحّب‎ باقتراح‎‎ (فريدمان) فحسب‎ بل‎ سأرشّح المرجع‎ السيستاني‎ لإحراز جائزة‎ (الدعوة للتضامن‎ الإسلامي) التي خصّصها الملك‎ فيصل‎ لمن‎ يخدم‎‎ الإسلام.
وأشار الصحفي السعودي إلى ما جاء في صحيفة التلغراف البريطانية حيث أنّ الصحفي كولين فريمان، نشر مقالة اعتبر فيها أنّ "المرجعية الدينية الإسلامية الشيعية السيد علي السيستاني، الأكثر استحقاقاً لجائرة (نوبل) للسلام بين المرشحين، واصفاً المرجع الديني بـ(رجل السلام الأوّل)، السيد السيستاني كان عاملاً رئيساً في نشر السلام في العراق ومنع وقوع حربٍ طائفية، وكانت مواقفه على الدوام تدعو الى نبذ العنف ومسامحة الآخر والعفو عنه". يُذكر أنّ كولين فريمان هو كبير المراسلين لصحيفة "صنداي تلغراف" البريطانية.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: