الى

خَدَمة العتبتين المقدستين يجدّدون العهد والولاء مع إمامهم الهادي(عليه السلام) في ذكرى شهادته..

موكب العزاء
ببالغ الحزن والأسى نعزّي صاحب العصر والزمان الإمام المهدي المنتظر(عجّل الله تعالى فرجه الشريف) والأمة الإسلامية ومراجع الدين العظام بذكرى شهادة الإمام علي الهادي(عليه السلام).
وبهذه الفاجعة العظيمة خيّم الحزن والحداد على العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية، وقد دأبت العتبتان المقدستان وضمن منهاجهما السنوي العام بإحياء ذكرى شهادات وولادات الأئمة المعصومين(عليهم السلام)، وقد أعدّتا منهاجاً خاصّاً لإحياء هذه المناسبة الأليمة التي ألمّت بمحبّي وأتباع أهل البيت(سلام الله عليهم) في مثل هذا اليوم الثالث من رجب سنة 254هـ.
العتبة العباسية المقدسة بدورها قد أعلنت الحداد وتوشّحت بالسواد وأعدّت منهاجاً عزائياً اشتمل على إقامة محاضرات دينية داخل صحن أبي الفضل العباس(عليه السلام) فضلاً عن إقامتها لمجلس عزائي مركزي في قاعة ضيافة العتبة العباسية المقدسة.
ومن الفعاليات العزائية المشتَرَكة للعتبتين المقدستين خرج منتسبوها بعد ظهر اليوم السبت (3رجب الأصبّ 1435هـ) الموافق لـ(3آيار 2014م) بموكب عزائي مستنيرين ومنتهجين للموقف الرسالي والبطولي الذي وقفه الإمام الهادي(عليه السلام) في نشر علوم آبائه الطاهرين ودفاعه عن العقيدة والرسالة الإسلامية، من خلال (الردّات) والهتافات التي صدحت بها حناجرهم وبقصائد ولائية جدَّدت أحزان أهل البيت(عليهم السلام) في الإمام أبي محمد الهادي(سلام الله عليه).
والإمامُ الهادي(عليه السلام) هو عاشر أئمة أهل البيت(عليهم السلام) ابن الإمام محمد الجواد بن الإمام علي الرضا بن الإمام موسى الكاظم بن الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام علي السجاد بن الإمام الحسين الشهيد بن الإمام علي بن أبي طالب(عليهم السلام أجمعين).
ولد الإمامُ الهادي(عليه السلام) بقرية (صريا) في ضواحي المدينة المنورة سنة (212هـ) وفي رواية (214هـ) وتُوفّيَ شهيداً ودُفن في سامرّاء سنة (254هـ) وأمّه أمّ ولد واسمها(سمانة المغربية) والملقّبة (بأم الفضل).
وقد كان للإمام(سلام الله عليه) أربعة أولاد ذكور وبنت واحدة وهم الإمام الحسن العسكري والحسين ومحمد وجعفر والبنت عليّة.
ومن أشهر ألقابه(سلام الله عليه) الهادي والنقي وأمّا كنيته فـ(أبو الحسن) وقد ذكره المؤرخون وأرباب السير بوصفه علماً بارزاً من أعلام عصره في العلم والمعرفة وفي التقوى والعبادة وفي الوجاهة والقيادة، وقد ذكر الشيخ الطوسي "185" تلميذاً وراويةً أخذوا ورووا عن الإمام الهادي(عليه السلام) الذي كان مرجع أهل العلم والفقه والشريعة في عصره.
ومن تلامذته الفضل بن شاذان وعلي بن مهزيار وداود النيسابوري وأحمد بن إسحاق وغيرهم من كبار العلماء.
عاصر الإمام مجموعة من الخلفاء العباسيين كالمعتصم والواثق والمتوكل والمنتصر والمستعين والمعتزّ والمعتمد وقد تعرّض في تلك الفترة إلى ألوان الأذى فقد جهد الظالمون أن يخمدوا نور الحق ولكنْ يأبى الله إلّا أن يتمّ هذا النور الإلهي المبين بعد حياة من العطاء في سبيل إعلاء كلمة الله تبارك وتعالى فعلى الرغم من وضعه تحت الإقامة الجبرية والمراقبة اليومية إلّا أنّ تبجيل الناس له والتفافهم حوله، أثار في المعتز المخاوف والهواجس فقرّر أن يتخلّص منه، وهكذا سوّلت له نفسه فدسّ له السم فاستشهد على ما استشهد عليه آباؤه الكرام(سلام الله عليهم أجمعين) وله من العمر ما يناهز إحدى وأربعين سنة وودّع الحياة شهيداً محتسباً مسموماً مظلوماً، فسلام الله عليه يوم وُلِدَ ويوم استُشْهِدَ ويوم يُبعَثُ حياً مع آبائه الطاهرين(صلوات الله عليهم أجمعين).
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: