الى

مضيف أبي الفضل العباس الأقدم بين مضايف العتبات المقدسة .. ولمحة تاريخية على المراحل التي مر بها

مضيف أبي الفضل
يعدُّ مُضيف المولى أبي الفضل العبّاس (عليه السلام) صاحب الريادة والسبق على باقي مضايف العَتبات المُقدَّسة في العراق. حيث يعود تاريخ تشييده كبناية الى عام 1400هـ 1980 م، ولم يكن المضيف بعيداً عن الحرب التي شنها أزلام البعث وحكمهم المقبور على الشعائر الحسينية فقد شهد العاملون فيه مضايقات كبيرة ، وبالفعل تمَّ غلقه واستخدامه كمعتقل لزائري الامام الحسين وأخيه ابي الفضل العباس عليهم السلام..
وبعد ما يقارب عقد من الزمن وتحديداً في عام 1412هـ 1991م وتزامناً مع الانتفاضة الشعبانية المباركة تمَّ اعادة افتتاحه وتوزيع وجبات طعام للزائرين الذين كانوا يتوافدون لزيارة العتبة المطهرة طيلة أيام الانتفاضة.
بعدها عاد اللانظام الصدامي وبعد قمع الانتفاضة ليصدر أحكاماً جائرةً - وكما هو المعهود منه - فمنع الزائرين من الوصول إلى العتبات المقدسة في كربلاء المقدسة لأداء الزيارة، وشرع بالتضييق عليهم مستخدماً كل الوسائل اللاإنسانية، فتمَّ إغلاق المضيف منذ تلك الفترة وصولاً الى العام 1424هـ 2003م .
فبعد أن استلمت المرجعية الرشيدة ادارة العتبات المقدسة في كربلاء المقدسة، عادت الجموع المؤمنة تتهافت نحو القباب الشامخة رغم الطغاة، لتجدد الولاء والعهد بالسير على نهج أهل بيت الرحمة سلام الله عليكم أجمعين، وكان لا بد من تشكيل إدارة تتولى إدارة هذه المشاهد المقدسة وبالفعل تم الأمر وشكّلتْ الأماناتُ العامة للعتبات المقدسة وفق القانون الذي سَنَّهُ البرلمان العراقي المنتخب برقم 19لسنة 2005 .
وفي يوم ميلاد قمر بني هاشم عليه السلام (الرابع من شعبان الخير 1426هـ 7/9/2005م ) بالتحديد، تم افتتاح المضيف بحلة جديدة، وكان حفل الافتتاح مدرج ضمن فعاليات مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي الأول، والذي تقيمه وتموله العتبتان المقدستان الحسينية والعباسية، بمناسبة ذكرى ولادة الإمام الحسين عليه السلام والأنوار المحمدية في شعبان الخير .
وبعد حفل الافتتاح عاد مضيف أبي الفضل العباس عليه السلام ليكون رافداً من ورافد العتبة العباسية المقدسة يسعى العالمون فيه لتقديم أفضل الخدمات لزائري مرقد قمر بني هاشم (عليه السلام) فتم تقديم الآلاف من وجبات الطعام يومياً وعشرات الآلاف في أيام المناسبات وفي مختلف الاوقات.
وضمن الهيكلية الإدارية للعتبة العباسية المقدسة أصبح المضيف أحد أقسامها العاملة، والتي تجاوزت العشرين قسماً وفي مختلف المجالات.
وبالنظر لما يقدمه من خدمات كبيرة وتوافد الزائرين عليه باستمرار لنيل البركات منه وتناول وجبات الطعام، أولت الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة اهتمامها بتوسعة صالات استقبال الزائرين، وبالفعل فقد خصص الجزء العاشر من مشروع التوسعة الأفقية للعتبة المقدسة ليكون قاعات كبيرة خاصة بقسم المضيف وهي تتسع لـ (700) زائر في وقت واحد، وبعد أن أنجزت الكوادر الهندسية والفنية العاملة في مشروع التوسعة الأفقية، تم افتتاح المضيف بحلته الجديدة يوم عيد الله الأكبر عيد الغدير (18ذو الحجة 1433 2/11/2012 م) .
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: