موكب العزاء
كما انطلق بعد الظهر موكب عزاء خدمة العتبتين المقدستين والذي شهد حضوراً مكثّفاً منهم بالإضافة إلى عددٍ من الزائرين.
وانطلق الموكب من صحن أبي الفضل العباس(عليه السلام) باتّجاه حرم أبي عبدالله الحسين(عليه السلام) وهم يردّدون الهتافات التي تجسّد عظم هذا المصاب الجلل للأمة الإسلامية، وحين وصولهم إلى حرم سيد الشهداء أبي عبدالله الحسين(عليه السلام) كان في استقبالهم خدّامه، ليُعقد مجلس عزاء موحّد للخَدَمَة بمشاركة عددٍ من الزائرين في الحرم المقدّس الذين جاءوا لإحياء هذه المناسبة الأليمة.
ومن الجدير بالذكر أنّه في الخامس والعشرين من شهر شوال لسنة(148هـ) استُشهد الإمام الصادق(عليه السلام) عن عمر بلغ(65) سنة، على ما هو مشهور عن ولادته التي كانت في السابع من شهر ربيع الأول سنة(83هـ).
والإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر(عليهما السلام) أمّه فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الملقّبة بـ(المكرّمة)، وقد عاش(عليه السلام) مرحلة صعبة في وقت حكم بني أمية الباغية ولقي أنواع الظلم والمكر، ومن ثمّ حكم بني العباس حتى قام أبو جعفر المنصور الذي لم يسترحْ حتى اغتال الإمام(عليه السلام) بالسمّ في الخامس والعشرين من شهر شوال سنة (148 هجرية).
وذكر اليعقوبي في تاريخه عنه(عليه السلام): (كان أفضل الناس وأعلمهم بدين الله، وكان أهل العلم الذين سمعوا منه إذا رووا عنه قالوا: أخبرنا العالم، وقد قال مالك بن أنس: ما رأت عينٌ ولا سمعت أذنٌ ولا خطر على قلب بشر أفضل من جعفر الصادق فضلاً وعلماً وعبادةً وورعاً).
وقد ولد الإمام الصّادق(عليه السلام) في عهد عبدالملك بن مروان بن الحكم ثمّ عايش الوليد بن عبدالملك، وسليمان بن عبدالملك، وعمر بن عبدالعزيز، ويزيد بن عبدالملك، وهشام بن عبدالملك، والوليد بن زيد، ويزيد بن الوليد، وإبراهيم بن الوليد، ومروان الحمار، حتّى سقوط الحكم الأموي سنة (132هـ) ، ثمّ آلت الخلافة إلى بني العباس، فعاصر من خلفائهم أبا العباس السفّاح، وشطراً من خلافة أبي جعفر المنصور تُقدّر بعشر سنوات تقريباً، وعاصر الإمام الصّادق(عليه السلام) كلّ هذه الأدوار وشاهد بنفسه محنة آل البيت(عليهم السلام) وآلام الأمّة وآهاتها وشكواها وتململها.. وكان عميدَ آلِ البيت(عليهم السلام) ومحطَّ أنظار المسلمين.. لذا فقد كان(عليه السلام) تحت الرقابة الأمويّة والعباسيّة وملاحقة جواسيس الحكّام، يحصون عليه حركاته واتصالاته.