فعلى الرغمِ من كثرة جرائم التكفيريين والإرهابيين التي مورست أبشعها بحقّ محبّي وأتباع أهل البيت(سلام الله عليهم) لثنيهم عن أداء مراسيمهم وشعائرهم الدينية التي تعتبر من أهم حلقات الوصل بينهم وبين أئمتهم(عليهم السلام) إلّا أنها لم تزدهم إلّا عزيمةً وإصراراً, حيثُ اَبوا إلّا أَن يواصلوا مسيرةَ الولاءِ لإمامهم العاشر علي الهادي(عليه السلام) غيرَ آبهينَ بتهديداتِ الزمرِ التكفيريةِ وأحزمتِهم الخائبةِ، إذ شهدت الطرقُ المؤديةُ الى مدينةِ سامراء المقدسة من العاصمةِ بغداد سيلاً هادراً من الجموعِ المعزية والتي استمرّت لأكثر من يومين.
وبدأت هذه الحشود المعزية بالتوافد لمدينة سامراء قبل أكثر من يومين ومن محافظات البلاد ودول عربية وإسلامية مختلفة مثل: لبنان والبحرين والسعودية وإيران، لإحياء ذكرى استشهاد الإمام الهادي(عليه السلام) عند مرقده الطاهر، وقامت الأجهزة الأمنية بتنفيذ خطة متكاملة لتأمين المناطق المحيطة بمرقد الإمامين العسكريين(عليهما السلام) والطرق التي يسلكها الزائرون، فضلاً عن عملية تفتيش الزائرين الداخلين الى المدينة، فيما انتشرت المفارز الطبية العسكرية ومفارز دائرة صحة صلاح الدين الثابتة والمتحركة وسيارات الإسعاف على جميع الطرق والمناطق القريبة من مرقد العسكريين(عليهما السلام) لتقديم الخدمات الطبية للزائرين.
من جانبه قال قائد عمليات سامراء صباح الفتلاوي في لقاء صحفي تابعته شبكة الكفيل: "إنّ خطة الأمن المطبَّقة ضمن قاطع العمليات لتأمين الحماية للزائرين كانت خطة محكمة، وإنّ أخطاء الخطط السابقة جمعت لغرض عدم الوقوع بمشاكل خلال الزيارة، وإنّ أكثر من مليون زائر من مختلف محافظات العراق قد شاركوا في هذه الزيارة"، مشيراً الى نجاح الخطة الأمنية رغم حصول بعض الخروقات والتي ستتمّ معالجتها مستقبلاً.
مُضيفاً: "إنّ صنوفاً عديدة شاركت في تأمين زيارة الإمامين العسكريين بمناسبة استشهاد الإمام علي الهادي (عليه السلام) التي اشتركت فيها قيادة عمليات سامراء مع قوات الجيش وصنوفاً مختلفة من قوات الشرطة إضافة الى الدفاع المدني وطيران الجيش والقوة الجوية ومنظمات مدنية عزّزت بقوات من خارج المحافظة، وأنّه تمّ نشر سيطرات ومفارز على طول الطريق الرابط بين بغداد وسامراء، إضافة الى نشر مفارز طبية للمساعدة في علاج الزائرين الذين يحتاجون للعلاج".